تصريحات القحوم.. محاولة حوثية ساذجة لتأجيج الخلاف بين موسكو وواشنطن
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
وصفت صحيفة دولية تدوينة عضو مجلس مليشيا الحوثي الإرهابية، علي القحوم، بشأن تطور العلاقات بين مليشياته وروسيا والصين، بأنها محاولة "ساذجة" لتأجيج وإذكاء الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء في منشور القحوم، أن دولاً كبرى كالصين وروسيا وبلداناً أخرى في مجموعة بريكس تنسق مع جماعته المدرجة ضمن قائمة الإرهاب في أمريكا وبريطانيا، في مواجهة الولايات المتّحدة.
وترى صحيفة العرب اللندنية، أن هذا السيناريو غير منطقي لعدّة أسباب من بينها عدم استعداد تلك القوى الدولية للتضحية بعلاقات حيوية مع دول إقليمية تنطوي على مصالح كبيرة لها على غرار تلك التي تجمع، على سبيل المثال، بين روسيا والسعودية وما بينهما من تنسيق كبير بشأن أسواق النفط وأسعاره، فضلا عن العلاقة الاقتصادية والتجارية القوية للصين بمختلف بلدان المنطقة.
كما أنّ الصين لا تبدو في وارد الانحياز إلى جماعة الحوثي لمجرّد وجود تنافس شديد بينها وبين الولايات المتّحدة، والحال أن بكين ممتعضة بشدّة من تصعيد الجماعة في البحر الأحمر وما يشكّله ذلك من عرقلة لتدفق السلع الصينية باتجاه وجهات عالمية كثيرة عبر الممر البحري الحيوي المحاذي للأراضي اليمنية.
وتحدّث علي القحوم، عضو المكتب السياسي للحوثيين، عن حدوث تطوّر في العلاقات بين جماعته وروسيا والصين وبقية دول بريكس “بهدف إنهاء هيمنة الولايات المتحدة”. وقال القحوم في منشور على منصة إكس، إنّ تطوّر العلاقات مع تلك القوى تشمل تبادل “الخبرات والتجارب في مجالات مختلفة”.
ووفق الصحيفة، فقد أثار الحديث عن "تبادل الخبرات" أسئلة المراقبين عن ماهية تلك "الخبرات" التي تحتاج قوّتان عظميان من وزن الصين وروسيا لأن تحصلا عليها من جماعة الحوثي التي قادت اليمن إلى تخلف كبير وتراجع في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
القحوم في منشوره أكد أن حديثه ليس تحليلا فقط بل هو حقيقة ماثلة للعيان وبات واقعا، واليمن دولة دخلت في معادلة نصرة فلسطين وثبّتت باقتدار معادلة البحر الأحمر التي تمثّل معادلة كبرى، واستراتيجية لها آثارها ونتائجها في ميزان الحصاد والثمار العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، حد زعمه.
ولم ينس القحوم كغيره من القيادات الحوثية الإشادة بزعيمهم عبدالملك الحوثي وبقدرته القيادية التي جعلت قوتين كالصين وروسيا تطرقان بابه للتنسيق معه.
تقول الصحيفة "ورغم ما يحتوي عليه كلام المسؤول الحوثي من مبالغات غير منطقية تبدو أقرب إلى مجرّد الترويج الإعلامي، إلاّ أنه لا يخلو من محاولة سطحية وساذجة لتأجيج الخلافات بين الولايات المتحدة وخصومها الدوليين".
وأشارت الصحيفة إلى أن كلام القحوم جاء بعد إعلان جماعته عن امتلاكها صواريخ فرط صوتية ما أثار أسئلة كثيرة عن مصدر تلك التكنولوجيا المتطورة التي تعتبر روسيا من الدول السباقة لتطويرها وامتلاكها.
وترى الصحيفة أن القحوم أراد بحديثه عن وجود تعاون مع موسكو وبكين ترسيخ فكرة أنّ مصدر الصواريخ الجديدة هو روسيا، وهو الأمر الذي استبعده الكثير من الخبراء في مجال التسلح مشكّكين أصلا في حقيقة امتلاك الحوثيين تلك الصواريخ.
ونقل تقرير لموقع نيوز ري عن الخبير العسكري أندريه كلينتسفيتش قوله "إنّ مثل تلك الصواريخ تُستخدم في روسيا كما أنها عُرضت خلال التدريبات والاستعراضات في الصين وكوريا الشمالية، وأنه في حال امتلك الحوثيون صواريخ فرط صوتية فإن مصدرها لن يكون سوى إيران"، مرجّحا أن يكون ما عرضه الحوثيون مجرّد شكل أولي من الصاروخ بالغ التطور.
كما استبعد الخبير العسكري الروسي فاسيلي دانديكين من جهته أن تكون للدول الرائدة في مجال الصواريخ فرط صوتية أي علاقة بتسرب هذه التكنولوجيا إلى الحوثيين.
وأضاف "لم تُقدّم موسكو وبكين هذه الأسلحة إلى الحوثيين لأن هذا لا يصبّ في مصلحتهما. فروسيا تنفذ في الوقت الراهن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا. كما أن أي بلد لن يمنح هذه التقنيات لدولة أخرى في الوقت الراهن. والصين لا تقدم هذه التقنية لأي طرف من حيث المبدأ".
ووفق الصحيفة، فإنه من الجانب الصيني يبدو مجافيا للمنطق أن تنخرط بكين في تعاون مع طرف يهدّد مصالحها بشكل مباشر ويعرقل تجارتها مع بلدان العالم. وكانت الدبلوماسية الصينية قد تحرّكت صوب إيران بهدف الضغط عليها لوقف هجمات حلفائها الحوثيين في البحر الأحمر وباب المندب.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
قتلى بضربات متبادلة وروسيا تعلن تقدما جديدا لقواتها بشرق أوكرانيا
سقط قتلى في ضربات جوية جديدة متبادلة بين روسيا وأوكرانيا، في وقت أعلنت فيه موسكو أن قواتها أحرزت تقدما جديدا في الجبهة الشرقية.
فقد أعلنت القوات الجوية الأوكرانية اليوم السبت -في بيان- أن روسيا أطلقت خلال الليلة الماضية 235 مسيّرة و27 صاروخا، بينها 12 صاروخا باليستيا من طراز إسكندر و8 صواريخ كروز، ضمن ما وصفته بإحدى أكبر الهجمات الجوية الروسية.
وقال البيان إن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 200 مسيّرة و17 صاروخا، لكنها أشارت إلى أن 10 صواريخ و25 طائرة مسيّرة أصابت 9 مواقع مما أسفر عن أضرار في مبان سكنية وتجارية وحرائق.
وأضاف أن الهجوم الروسي تركز على منطقة دنيبرو (جنوب شرق أوكرانيا) لكنه شمل أيضا خيرسون (جنوب) وسومي وخاركيف (شمال شرق).
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت أن دفاعاتها الجوية اعترضت الليلة الماضية 54 مسيّرة، بما فيها 24 في منطقة بريانسك الحدودية.
وقد أعلن سيرهي ليساك حاكم مقاطعة دنيبروبتروفسك (شرق أوكرانيا) مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين في مدينة دنيبرو عاصمة المقاطعة.
وتحدث ليساك عن ليلة عصيبة عاشتها المقاطعة جراء الهجوم الروسي بأسلحة متعددة، وأسفرت الضربات بالمسيرات والصواريخ عن تضرر مبنى مكون من العديد من الطوابق واندلاع حريق في مركز للتسوق.
كما أعلن حاكم مقاطعة خيرسون (جنوب) أن الهجمات الروسية الليلة الماضية أوقعت 3 قتلى وإصابة 11 آخرين.
وفي زاباروجيا (جنوب شرق)، أفادت السلطات المحلية بتعرض مبنى سكني مبنى لقصف روسي.
وفي خاركيف (شمال شرق)، أفادت الإدارة العسكرية بتعرض المقاطعة لهجمات روسية بالمسيّرات والصواريخ والقنابل الموجهة مما أسفر عن إصابة 29 شخصا.
وفي منطقة سومي القريبة، قتل شخص وأصيب آخرون جراء قصف روسي، بحسب السلطات المحلية.
إعلانوتعليقا على الضربات الروسية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصة "إكس" إنها لا يمكن أن تمرّ من دون رد، قائلا إن المسيرات الأوكرانية بعيدة المدى ستضمن ردا مناسبا.
وفي الجانب الروسي، قال حاكم منطقة روستوف (جنوب) يوري سليوسار إن شخصين قتلا في هجمات أوكرانية على المنطقة الليلة الماضية.
وأضاف سليوسار أن القتيلين سقطا إثر احتراق سيارة خلال الهجوم الأوكراني.
استخدمت اوكرانيا 2طائرات سBU بدون طيار لضرب مصنع «Signal» للأجهزة العسكرية الالكارونية في ستافروبول – روسيا
ضربت المبنى رقم 2 حيث توجد معدات مستوردة باهظة الثمن – اجهزة تحكم رقمي عددي. وتم تسجيل الضربة الثانية في المبنى رقم 1، حيث تقع ورشة الأجهزة الإلكترونية الراديوية رقم 17. pic.twitter.com/MXRC7zPdcv
— Military events (@JABHA_Uk) July 26, 2025
وفي السياق، قال مسؤول في جهاز الأمن الأوكراني إن طائرات مسيّرة أوكرانية بعيدة المدى قصفت الليلة الماضية مصنعا لمعدات الاتصالات اللاسلكية وعتاد الحرب الإلكترونية في منطقة ستافروبول التي تبعد حوالي 540 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية.
ونشر المسؤول عدة مقاطع مصورة قصيرة تظهر انفجارا وعمودا كبيرا من الدخان الكثيف يتصاعد في السماء.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت أن قواتها سيطرت على قرية زيليني هاي في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
كما قالت الوزارة إن قواتها استولت على قرية مالييفكا في مقاطعة دنيبروبتروفسك التي تقع غرب دونيتسك.
ومالييفكا هي ثاني قرية تسيطر عليها القوات الروسية في دنيبروبتروفسك التي كانت بعيدة نسبيا عن خطوط الجبهة في دونيتسك.
ويعد أي تقدم روسي حقيقي في منطقة دنيبروبتروفسك ذا قيمة إستراتيجية ميدانية وسط تعثر المحادثات الرامية إلى حل الصراع بين أوكرانيا وروسيا.
وإن تأكد التقدم الروسي في المنطقة، فسيكون انتكاسة إضافية للقوات الأوكرانية التي تتعرض لضغط روسي في الجنوب والشرق والشمال الشرقي.
يذكر أن القوات الروسية استولت منذ اندلاع الحرب أواخر فبراير/شباط 2022 على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
وانتهت الأربعاء الماضي الجولة الثالثة من المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول دون إحراز أي اختراق.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة إن المفاوضين الأوكرانيين والروس بحثوا إمكانية عقد لقاء بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بيد أن الكرملين استبعد إمكانية حدوث اجتماع بين الرئيسين خلال 30 يوما.
وفي حين تطالب أوكرانيا بانسحاب القوات الروسية من أراضيها لتحقيق السلام، تتمسك روسيا بتحقيق كل أهداف "عمليتها الخاصة" في أوكرانيا، وتشترط تنازل كييف عن المناطق الأوكرانية التي ضمتها موسكو، بالإضافة إلى تخلي أوكرانيا عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).