بوابة الوفد:
2025-05-15@19:25:51 GMT

مصر العادلة

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

عبر صفحات تاريخ أهل الكتابة والصحافة نطالع من آن إلى آخر حواديت تتعلق بمسيرتهم ومواقفهم وما تعرضوا له من أحداث يتناولونها بالعرض والسرد للتاريخ تعد شهادات ووثائق يمكن الاستدلال منها على أحوال البلاد والعباد فى زمانهم..

وبالاقتراب من سيرة الكاتب الصحفى «سليم شاهين سركيس» الجورنالجى الحريف اللبنانى البيروتى الذى نال شهرته فى مصر، كتب الكثيرون عن خصوصية موهبته فى الإنشاء وإجادة النكتة على صفحات جريدة (لسان الحال) البيروتية، وبعد أن رحل إلى باريس ولندرة، فاراً من عسف بعض الحكام، وعاد إلى الشرق أنشأ فى مصر جريدة (المشير) ومجلة (مرآة الحسناء)، وكانت له فى «المؤيد» و«الأهرام» جولات وإبداعات مهنية، واستمرت إلى آخر حياته، وله من الكتب «الندى الرطيب فى الغزل والنسيب» و«غرائب المكتوبجى» و«تحت رايتين».

.

غير أن أكثر كتبه إثاره للجدل كان كتابه «غرائب المكتوبجى» الذى انتقد فيه وبشده سياسة المراقب العثمانى على الصحف والكتب.. 

ويرى «سركيس» أن أهم النكبات التى عاناها، أن مولده فى بيروت، فصار من رعايا الحكومة العثمانية، وهذه أنكى المصائب وأولاها فى تصوره، أما النكبة الثانية فكانت فى إرساله إلى المدارس حيث تلقى تعليمه، فأصبح فى علمه مستحق أن يشفق عليه الجاهل، والنكبة الثالثة تعلمه اللغة الإنجليزية بنوع خاص، فأصبح كما يقول لا يقوى على احتمال الخمول، وهو يقرأ جرائد أوروبا ويدهش بمبادئ التقدم والحرية، والنكبة الرابعة عندما عهد إليه بتحرير جريدة «لسان الحال»، فلبث فى ذلك العمل مدة ٨ سنوات وأمسك زمام «الرأى العام» كل تلك المدة، إلا أنه لم يتمكن من حريته فى إدارته، وأدرك من مطالعة الصحف الأوروبية منزلة الحرية ومقام الإخبارى، والنكبة الخامسة كانت كما يقول فى رحيله إلى أوروبا فزار إيطاليا وفرنسا، وأقام فى إنجلترا نحو عامين فقرأ جرائدها واجتمع مع رجال الصحافة وأرباب السياسة فيها وحضر جلسات البرلمان ومجتمعات الأدباء واستمع خطب الخطباء، والنكبة السادسة والأخيرة فى هجرته بلاد الحرية والعودة إلى بيروت، وإلى تحرير «لسان الحال» تحت ضغط المكتوبجى وظلم الحكومة بعد أن تذوق حلاوة الحرية..

ولعل فى رسالته الشهيرة إلى السلطان العثمانلى عبدالحميد الثانى خير مثال على ما شهد به على ذلك العصر.. ونذكر منها بعض تلك السطور بحروفه..

«مولاى.. يسوءنى أننى من جملة رعاياك، لأنه يسوءنى أن أكون عبداً، وأنت عودتنا أنك تعتبر الرعية فى منزلة عبيد لك بدلاً من أن تتبع الحقيقة، لكن كما أن الدول المتمدنة قد ألغت الاسترقاق والنخاسة وأعطت العبيد السود حريتهم، كذلك قدر الله العلى الحكيم أن أخرج من مملكتك وأن أقيم فى حمى حكومة مصر العادلة، فمن هذا القطر الذى أصبح سعيداً من يوم تقلص ظل نفوذك عليه أعرض لمسامعك الشاهانية ما أشكوه أنا ويشكوه سائر رصفائى فى تركيا من السياسة الخرقاء التى تبعتها جلالتك..».

دامت مصر العادلة.. تحيا مصر كل عصر.. مصر الشعب والجيش والقائد والتاريخ والحاضر الطيب.. والمستقبل المشرق المبشر بإذن الله بكل خير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر العادلة رؤية صفحات تاريخ المشير مصر جريدة

إقرأ أيضاً:

عيدان ألكسندر يعود من غزة.. هل تفتح الحرية بابها لسكان القطاع؟

بينما طوى الأمريكي عيدان ألكسندر صفحة الأسر، يترقّب الغزاويون انفراجة تحمل لهم بارقة أمل في وقف إطلاق النار، والابتعاد عن دوامة الحرب والحصار.

تحرير رهينة.. ورسائل ما وراء الصفقة

في خطوة مفاجئة أعادت ملف الرهائن إلى واجهة المشهد السياسي، أطلقت حركة "حماس"، يوم الإثنين، سراح عيدان ألكسندر، آخر رهينة أمريكي معروف كان على قيد الحياة في قطاع غزة، بعد احتجاز دام 18 شهرًا. الإفراج عن ألكسندر لم يكن مجرد حدث إنساني، بل حمل في طياته دلالات سياسية ورسائل دبلوماسية تتجاوز حدود غزة.

وجاء إطلاق سراح ألكسندر، البالغ من العمر 21 عامًا والمولود في نيوجيرسي، عقب محادثات مباشرة بين حماس والولايات المتحدة، تخطّت هذه المرة الحكومة الإسرائيلية، وشكّلت جزءًا من جهود أوسع للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن".

أظهرت صور ومقاطع مصوّرة ألكسندر وهو يرتدي قميصًا أسود من "أديداس" وقبعة بيسبول، لحظة تسليمه إلى الصليب الأحمر الدولي في خان يونس، جنوبي القطاع، قبل أن يغادر الموكب متوجهًا إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث نُقل إلى قاعدة عسكرية لإجراء الفحوصات الطبية، وللقاء عائلته في مشهد إنساني مؤثر طال انتظاره.

وفي مشهد رمزي بثّه الجيش الإسرائيلي، سلّم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هاتفًا إلى والدة ألكسندر، يائيل، لتُجري مكالمة مع نجلها فور تحرّره. وقد ظهر لاحقًا ألكسندر في تل أبيب وهو يعانق أفراد أسرته رافعًا العلمين الأمريكي والإسرائيلي.

ترامب والصفقة.. التوقيت والدلالة

الإفراج عن ألكسندر تزامن مع بدء جولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط، تشمل السعودية وقطر والإمارات. وأثار توقيت الصفقة اهتمام المراقبين، خاصة أن إدارة ترامب نجحت في عقد تفاهم مع حماس، دون إشراك الحكومة الإسرائيلية في التفاصيل، وفقًا لما أكدته "سي إن إن".

وقال ترامب في تعليق له على العملية: "إنها خطوة لإنهاء هذه الحرب الوحشية للغاية، وإعادة جميع الرهائن الأحياء ورفاتهم إلى أحبائهم." في موقف يُظهر رغبة الإدارة الأمريكية في تحقيق اختراق إنساني ودبلوماسي في آنٍ معًا.

ووصف ترامب الصفقة بأنها "بداية لإنهاء معاناة المدنيين من الجانبين"، مؤكدًا التزامه بالعمل على إطلاق سراح بقية الرهائن وإنهاء النزاع الذي طال أمده في قطاع غزة.

رئيس وزراء إسرائيل يشيد.. ويُصرّ على الحسم

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإفراج عن ألكسندر بأنه "لحظة مؤثرة للغاية"، مشيدًا بجهود ترامب ودوره في تأمين عودة الجندي الأمريكي إلى عائلته.

وقال نتنياهو في بيان رسمي: "لقد تحقق ذلك بفضل الضغط العسكري من جانبنا، والضغط الدبلوماسي الذي مارسه الرئيس ترامب. هذا مزيج ناجح."


وأضاف: "تحدثت مع الرئيس ترامب اليوم، وقد أكد لي التزامه العميق تجاه إسرائيل، ورغبته في التعاون الوثيق معنا لتحقيق أهداف الحرب: إطلاق سراح جميع الرهائن، وهزيمة حماس. هذان الهدفان مترابطان ولا يمكن الفصل بينهما."

الرهائن في غزة... ملف لم يُغلق بعد

رغم إطلاق سراح ألكسندر، لا يزال 58 رهينة محتجزين في قطاع غزة، يُعتقد أن 20 منهم على الأقل لا يزالون على قيد الحياة، بينهم عدد من حاملي الجنسية الأمريكية.

ومن بين الرهائن الذين تأكد مقتلهم أربعة أمريكيين، هم الزوجان غادي حجاي وجودي وينشتاين حجاي، إضافة إلى الجنديين إيتاي تشين وعمر نيوترا.

وتُعد قضية الرهائن من أبرز الملفات التي تُعقّد مساعي وقف إطلاق النار، في وقت تتعرض فيه غزة لحصار خانق، وتعيش على وقع أزمة إنسانية متفاقمة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

غزة تنتظر حريتها.. ومصير الحرب لا يزال غامضًا

بينما يعود عيدان ألكسندر إلى حضن عائلته، يترقّب سكان قطاع غزة بفارغ الصبر أي بارقة أمل تفتح لهم أبواب الحياة من جديد. الإفراج عن رهينة واحدة قد لا يُنهي الحرب، لكنه قد يكون بداية لتحوّل أوسع في مسار الصراع، إذا ما أفضت الجهود الأميركية والدولية إلى وقف فعلي لإطلاق النار، يضع حدًا للمأساة الإنسانية ويمهد الطريق نحو تسوية أكثر شمولًا.

لكن إلى أن يتحقق ذلك، تظل آمال الغزاويين معلقة على قرار سياسي طال انتظاره، ينتشلهم من تحت الركام، ويعيد لهم أبسط حقوقهم في العيش بحرية وكرامة.

طباعة شارك غزة ألكسندر عيدان قطاع غزة عيدان إسرائيل

مقالات مشابهة

  • مصرع شاب سقط من أعلى عمارة سكنية بطنطا.. والتحريات: مريض نفسى
  • علي جمعة: بعض الناس يريدون أن يجعلوا كلام الله محلا للمناقشة بدعوى الحرية
  • وزير العدل من بيت المستقبل: الحرب ليست حلاًّ والمؤسسات العادلة ضمانة للسلام
  • لسان أوزمبيك.. طعم معدني في الفم وتغير مذاق الأكل مثل الإصابة بكورونا
  • الحرية على طاولة النار… نصف الأسرى ثمن لهدوء مؤقت
  • في السودان وفي ايام المحنة والنكبة هذه يلزمنا أن نضع المصلحة القومية فوق كل اعتبار
  • عيدان ألكسندر يعود من غزة.. هل تفتح الحرية بابها لسكان القطاع؟