قالت مصادر رسمية الأربعاء، إن الحكومة اليمنية طلبت تمويلا دوليا لمواجهة خطر التلوث البيئي في البحر الأحمر جراء غرق السفينة روبيمار التي استهدفتها مليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن، في الـ19 من فبراير الماضي.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن المصادر قولها، إن الحكومة الشرعية طلبت رسمياً من الأمم المتحدة البحث عن تمويل لخطة الإنقاذ المقترحة للتعامل مع السفينة وتجنب كارثة بيئية سيطول تأثيرها على البيئة البحرية وعلى عشرات الآلاف من الصيادين.

ويأتي هذا الطلب بعد يومين من إعلان المنظمة البحرية الدولية، ومقرها لندن، وقف جهودها للحد من الأضرار البيئية للسفينة البريطانية الغارقة، ويتضمن الطلب اليمني خطة الحكومة للتعامل مع تبعات غرق السفينة وإنقاذ البحر الأحمر من كارثة بيئية ستطال الدول المطلة على البحر الأحمر وليس اليمن وحده.

والاثنين أعلنت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، توقف جهودها للحد من الأضرار البيئية للسفينة الغارقة المحملة بقرابة 41 ألف من الأسمدة الخطرة، وذلك بسبب استمرار هجمات المليشيا الحوثية على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. وقال الأمين العام للمنظمة أرسينيو دومينغيز، إن قدرتهم تكون محدودة عندما يعملون في منطقة غير آمنة، وأكد أنه "من الصعب جداً الآن الوصول إلى تلك المنطقة"، كما أن إرسال مستشارين لدعم الحكومة اليمنية في عمليات الإنقاذ بات "أمراً غير ممكن".

وبخصوص حالة السفينة "روبيمار"، ذكر أمين عام المنظمة البحرية أن حمولتها من الأسمدة "لا تزال تحت السيطرة"، لكنه نبّه إلى أن وجودها في ذلك المكان يشكل خطراً على سلامة السفن الأخرى التي تبحر في المنطقة. وقال إن البقعة النفطية الممتدة لنحو 29 كيلومتراً تظل في الوقت الحالي "الأثر البيئي الرئيسي الناجم عن غرق السفينة".

ويضاف إلى كارثة السفينة الغارقة خطرا آخر يتمثل في وجود السفينة "ترو كونفيدنس" المملوكة ليونانيين والتي باتت مهجورة في البحر الأحمر بعد أن استهدفها الحوثيون بصاروخ أشعل النيران فيها وقتل ثلاثة من البحارة فيها. وبينما تبقى السفينة المهجورة خطرا مجهولا حتى الآن، أفادت مصادر في خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة للتعامل مع كارثة السفينه الغارقة، أن الوصول إلى منطقة الغرق غير ممكن بسبب هيجان البحر والرياح الشديدة بالقرب من باب المندب.

وذكرت المصادر التي تحدثت لصحيفة "الشرق الأوسط" أن فريقاً فنياً جديداً من المختصين في البيئة لم يتمكن من الوصول إلى موقع غرق السفينة قبل عدة أيام بسبب هيجان البحر والرياح الشديدة التي جعلت من الصعب على الزوارق الدخول إلى المكان ومعاينة محيط وجسم السفينة والتأكد من الوضع البيئي هناك.

وأوضحت المصادر أن صور الأقمار الاصطناعية التي التُقطت نهاية الأسبوع الماضي، أظهرت وجود بقعة زيت كبيرة في محيط السفينة، ولكنّ الفِرق الميدانية لم تسجل ظهور أي تلوث حتى الآن في السواحل القريبة من موقع الغرق. ووفق ما ذكرته المصادر، فإن الصيادين في المنطقة الواقعة بين سواحل محافظة الحديدة ومحافظة تعز يعيشون في حالة خوف شديد من تأثير غرق السفينة وتسرب حمولتها في الأحياء البحرية التي يعتمدون عليها في معيشتهم، لكن المصادر الرسمية أعلنت تسليم الخطة الحكومية للتعامل مع الحادثة التي أُعدَّت بمشاركة من مكتب الأمم المتحدة للكوارث إلى نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة؛ إليزابيث مريما، في نيروبي.

وقالت المصادر إن القائم بأعمال سفارة اليمن لدى كينيا عبد السلام العواضي، سلَّم المسؤولة الأممية الخطة الحكومية وناقش معها مخاطر كارثة غرق السفينة، وأكد لها أن تنفيذ هذه الخطة يتطلب دعماً مادياً وفنياً ولوجيستياً عاجلاً، لتفادي الآثار الكارثية المحتمَلة لغرق السفينة على بيئة البحر الأحمر وكل الدول المطلة على البحر الأحمر.

وأشارت إلى أن المسؤولة الأممية من جهتها أكدت أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة تابع جميع التطورات والمستجدات بشأن كارثة السفينة الغارقة منذ لحظة استهدافها، وقالت إن هناك فرقاً أممية متخصصة موجودة في عدن وتعمل مع الحكومة لمواجهة الكارثة. لكنها لم تعلق على طلب الحكومة الحصول على تمويل عاجل، وهو ما سيؤدي وفق المصادر بخلية الأزمة إلى تأخير الإجراءات المطلوب اتخاذها لتجنب وقوع كارثة بيئية، خصوصاً مع استمرار تسرب الوقود من السفينة.

وكان العواضي قد التقى في نيروبي أواخر فبراير الماضي، بفريق بيئي من الأمم المتحدة وبحضور وكيل وزارة المياه والبيئة عبدالحكيم علاية، وناقشا مع الفريق الأممي مستجدات أوضاع السفينة "روبيمار" قبل غرقها بحوالي ثلاثة أيام. وطلب المسؤولان من الأمم المتحدة المساعدة العاجلة في الدعم الفني واللوجستي لتجنب كارثة بيئية. ولم تُجد مناشدات الحكومية اليمنية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنقاذ السفينة التي غرقت في الأول من مارس الجاري بعد قرابة نصف شهر من استهداف مليشيا الحوثي لها.

ويوم الأحد، شارك وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي، عبر تقنية الاتصال المرئي، في الاجتماع الوزاري للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الاحمر وخليج عدن.

وبحسب وكالة الأنباء الحكومية الشرعية "سبأ"، استعرض الاجتماع، الذي ضم وزراء البيئة بالدول المطلة على البحر الأحمر، وأمين عام الهيئة، غرق السفينة "روبيمار" والتأثيرات المحتملة على البيئة البحرية ومستجدات الوضع بهذا الجانب. وشدد الاجتماع، على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة المشكلات البيئية التي تهدد دول الإقليم للحيلولة دون وقوع حوادث التلوث البحري، والتي يمثل تهديدا مباشرا للبيئة في منطقة البحر الأحمر.

واستعرض وزير المياه والبيئة، الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية ممثلة بخلية إدارة أزمة السفينة "روبيمار" واللقاءات المتعددة التي عقدت مع كافة الأطراف المعنية بغرق السفينة ومستجدات الأوضاع المترتبة على انتشار المواد الملوثة في البيئة البحرية، داعياً إلى مساندة الحكومة اليمنية ودعمها بشتى الوسائل من أجل مواجهة تبعات الآثار السلبية المحتملة.

وقالت الوكالة، إن مجلس الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، اتخذ قراراً بدعم ومساندة اليمن في كافة الجهود الرامية إلى إزالة الخطر البيئي الناجم عن أي تسرب للأسمدة أو الوقود من السفينة والعمل على تعزيز مركز الطوارئ البيئية في اليمن وتقديم الدعم الفني اللازم.

وفي نفس السياق، بحث وزير المياه والبيئة، مع مجلس أمناء مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية والأوروبية "سيداري"، المخاطر التي تتعرض لها المنطقة بفعل التغيرات المناخية والتلوث والأعاصير والفيضانات، وتناول عرض تقديمي مقدم من وزارة المياه والبيئة حول وضع السفينة المنكوبة "روبيمار" وتداعياتها على النظام البيئي والحيوي والكائنات الحية البحرية.

وطالب أعضاء مجلس أمناء "سيداري"، البدء بعمل خطة واضحة لمواجهة التغيرات المناخية لتعزيز القدرات على اعتماد الاقتصاد الأخضر وتنفيذ بعض المشاريع ووضع الخطط والأنشطة الخاصة بالحفاظ على المياه ومنع تلوثها أو استنزافها، معتبرين قضايا المياه قضية أساسية ولا بد أن تأخذ حيزاً من الاهتمام للفترة المقبلة.

وتواجه الحكومة الشرعية تبعات الجرائم التي ترتكبها المليشيا الحوثية، سواء بالهجوم على السفن في المياه اليمنية أو بخرق جهود التهدئة على الجبهات وقتل المواطنين في مناطق سيطرتها وتفجير منازلهم. وتواجه الحكومة أعباء هذه الجرائم الحوثية في ظل تخلي المجتمعين الإقليمي والدولي عن تقديم المساندة العاجلة لها في كبح جموح المليشيا الإرهابية واستعادة مؤسسات الدولة من قبضتها.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الحکومة الیمنیة المیاه والبیئة الأمم المتحدة البحر الأحمر کارثة بیئیة غرق السفینة للتعامل مع فی البحر

إقرأ أيضاً:

%500 ارتفاعاً في معدل الجرائم بمناطق الحوثي

عدن (الاتحاد)

أخبار ذات صلة حملة اعتقالات حوثية ضد موظفين أمميين في صنعاء اليمن يدعو لتجفيف منابع تمويل الحوثي

أعلنت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أن معدل الجريمة في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي ارتفع بنسبة 500 % خلال العام الجاري، مشيرة إلى أن معظم الجرائم تُرتكب على أيدي قيادات حوثية أو عناصر عائدين من جبهات القتال.
وأضافت الشبكة في تقرير حديث أن محافظات ريمة وإب والجوف وصنعاء وعمران والبيضاء شهدت خلال الأسابيع الماضية سلسلة من الجرائم، من بينها جرائم قتل واختطاف واعتداءات ضد نساء وأطفال، معتبرة أن هذه الانتهاكات تمثل إرهاباً منظماً يهدد المجتمع اليمني بأسره وينشر الخوف والفوضى على حساب السلم الأهلي والتماسك الاجتماعي.
في غضون ذلك، أكدت سفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن، عبدة شريف، أن استمرار ميليشيات الحوثي الإرهابية في اختطاف موظفي الأمم المتحدة وعرقلة المساعدات، يهدد بدفع البلاد نحو انهيار إنساني شامل. وقالت شريف، في منشور على منصة «إكس»، أمس؛ إن ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين بحاجة عاجلة للمساعدات الإنسانية، فيما يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة.
وأضافت أن الميليشيات تواصل مضايقة العاملين الإنسانيين، ومنع وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى الفئات الأشد ضعفاً، ما يفاقم معاناة السكان.
ويأتي التحذير البريطاني بعد اختطاف ميليشيات الحوثي تسعة موظفين أمميين في العاصمة المختطفة صنعاء قبل يومين، ليرتفع عدد المختطفين الأمميين لدى الميليشيات الإرهابية - منذ عام 2021 - إلى 53 موظفاً، بحسب الأمم المتحدة.
وأدان أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وبشدة، استمرار الاحتجازات التعسفية لموظفي الأمم المتحدة وشركائها، والاستيلاء غير القانوني على مباني الأمم المتحدة وأصولها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وأشار الأمين العام، في بيان نسب للمتحدث الرسمي باسمه ستيفان دوجاريك، إلى احتجاز السلطات الحوثية لتسعة موظفين إضافيين تابعيين للأمم المتحدة، ليصل إجمالي عدد الموظفين الأمميين المحتجزين تعسفياً لديها حتى الآن إلى 53 موظفاً منذ عام 2021. وأكد أن هذه الإجراءات الحوثية تعيق قدرة الأمم المتحدة على العمل في اليمن، بما في ذلك قدرتها على تقديم المساعدة الأساسية للشعب اليمني، معرباً عن قلقه إزاء سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة في اليمن. وجدد الأمين العام دعوته العاجلة للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، مشدداً على ضرورة احترامهم وحمايتهم وفقاً للقانون الدولي الساري.
وطالب بضرورة السماح لهم بأداء مهامهم باستقلالية ومن دون عوائق، وبالتقيد بحرمة مباني الأمم المتحدة وأصولها المصونة، وحمايتها في جميع الأوقات، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية امتيازات وحصاناتها.

مقالات مشابهة

  • الشركات البحرية المتعاونة مع الاحتلال تواصل تجنّب البحر الأحمر رغم محادثات شرم الشيخ
  • أسامة ربيع: مصنع القاطرات انطلاقة جديدة لتوطين صناعة الوحدات البحرية
  • تحت شعار صنع فى مصر.. توطين الصناعة البحرية بترسانة جنوب البحر الأحمر
  • الأكبر في تاريخ الصناعة البحرية.. تدشين القاطرتين عزم 3 و4 بقناة السويس
  • %500 ارتفاعاً في معدل الجرائم بمناطق الحوثي
  • “اليد التي حركت العالم من أجل غزة.. كيف أعاد اليمن كتابة قواعد الحرب البحرية بعد الطوفان؟”
  • توافق أوروبي خليجي لمواجهة الخطر الحوثي الإيراني على الملاحة البحرية
  • بمشاركة 92 سفينة و66 طائرة.. تركيا تطلق مناورات بحرية واسعة النطاق
  • من أيزنهاور إلى ترومان.. كيف ولّى زمن البحرية الأمريكية وحضر اليمن بعملياته الإسنادية
  • الإعلان عن وفاة بحار جراء هجوم حوثي على سفينة هولندية بالبحر الأحمر