شيوخ وقساوسة بمؤتمر «بناء الإنسان»: التخلى عن الأديان يجعل البشر أكثر قسوة
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
أكد رجال دين، مسلمون ومسيحيون، ومثقفون، أن التخلى عن الأديان يجعل البشر أكثر قسوة، مشددين على أن المجتمع يواجه دعوات الإلحاد واللادينية حتى الآن.
أخبار متعلقة
أستاذ طب نفسي: التخلى عن الأديان يجعل البشر أكثر قسوة.. ونواجه دعوات لـ«الإلحاد واللادينية» (صور)
شيخ الأزهر يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة: يؤلمني ظهور الدعوة إلى الإلحاد
قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إن التسامح هو الأساس الذى تقوم عليه الحياة الاجتماعية وكل جوانب الحياة فى المجتمع، وتاريخ الأنبياء يزخر بقصص هائلة من التسامح، مضيفًا أنه على الرغم من اختلاف بعض المحللين حول مفهوم التسامح إلا أنه يظل مثلًا أعلى وليس مجرد سلوك.
ندوة الثقافة وبناء الإنسان روح التسامح بمكتبة الإسكندرية
وأشار «زايد»- خلال ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية بعنوان «الثقافة وبناء الإنسان: روح التسامح»، مساء أمس الأول، بحضور الدكتور محمد المهدى؛ أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، والدكتور نظير عياد؛ أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والقمص أثناسيوس جورج؛ راعى كنيسة مارمينا بالإسكندرية، والدكتور محمد المحرصاوى؛ رئيس جامعة الأزهر سابقًا، وذلك على هامش معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب فى دورته الثامنة عشرة - إلى اهتمام مكتبة الإسكندرية بهذه القضية، حيث أقامت من قبل مؤتمرا كبيرا عن التعايش.. وتأتى هذه الندوة على هامش معرض الكتاب ضمن استراتيجية المكتبة. وانتقد ما وصفه بـ«التباعد الاجتماعى» الذى يشهده المجتمع، حيث يتقوقع الكثيرون حول أفكارهم، قائلًا: «نحتاج أن نتسامح فيما بيننا، فالإنسانية تبقى هى الملاذ».
ندوة الثقافة وبناء الإنسان روح التسامح بمكتبة الإسكندرية
وتحدث الدكتور محمد المحرصاوى عن جهود مشيخة الأزهر الشريف فى السنوات الأخيرة لنشر ثقافة التسامح والسلام، حيث نُظم مؤتمر دولى عام ٢٠١٧ عن الحرية والمواطنة، وفى هذا المؤتمر رفض شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب مصطلح «الأقلية»، الذى يشير إلى الانعزالية، وطالب بأن يتم استبدال مصطلح «المواطنة» به، هذا المصطلح الذى يعتبر استدعاء لأول مجتمع أسسه الرسول فى المدينة.
ندوة الثقافة وبناء الإنسان روح التسامح بمكتبة الإسكندرية
وأضاف «المحرصاوى» أنه عقب ذلك بشهرين، نظم الأزهر الشريف مؤتمرا حول السلام، بحضور بابا الفاتيكان، وفى عام ٢٠١٨ كان شيخ الأزهر فى ضيافة بابا الفاتيكان، وطرحت وثيقة الأخوة الإنسانية التى لم تكن صدرت عقب ذلك فى فبراير ٢٠١٩، ومن ثم أنشأ حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد لجنة لتحقيق مبادئ الوثيقة.
وشدد «المحرصاوى» على أن مبادئ حقوق الإنسان الذى ينادى بها العالم الآن وضعها الإسلام منذ ١٤٠٠ عام، فهو دين السلام وحرية العقيدة واحترام عقيدة الآخرين، كما أنه عالج قضية العنف، مؤكدًا أن مبدأ المواطنة لن يتم إلا بالتسامح.
ندوة الثقافة وبناء الإنسان: روح التسامح بمكتبة الإسكندرية
وقال القمص أثناسيوس جورج، راعى كنيسة مارمينا بالإسكندرية، إن التسامح يسهم فى بناء الإنسان، ويأتى ضمن المفاهيم الأساسية للمواطنة، ودونها لن تكون هناك تنمية أو حياة وحوار وتعارف، ولن تستقر بلادنا العزيزة مصر إلا بالتسامح، مشيرًا إلى أن أهم ما يميز الإنسان هو التسامح، وأن السيد المسيح دعا إليه.
وأكد أن التعايش ليس جديدًا على مصر، ومواطنوها يتعايشون معًا منذ آلاف السنين، والتسامح هو الأبقى والأعظم، وهو أساس العيش المشترك، مضيفًا أن المجتمع ينقصه فى الوقت الحالى التسامح، مما يسبب التفكك الأسرى والانهيار المجتمعى. وأشار «جورج» إلى أن الديانات ليست مجرد نصوص جامدة، ولكن لابد من أن يتم تطبيقها بشكل ملموس، موضحًا أشكال التسامح، سواء الثقافى أو الدينى، وحرية العقيدة والشعائر ورفض التمييز العنصرى، وعلى رأسها التسامح الأخلاقى، لأن الكثير من الشباب لديهم رؤى أخلاقية مختلفة ويحتاجون لمن يضمهم وينصحهم.
ندوة الثقافة وبناء الإنسان روح التسامح بمكتبة الإسكندرية
وانتقد «جورج» سلوك البعض بالحكم على عقيدة الآخر، ودعوات بعض المتطرفين إلى رفض معايدة المخالفين لنا فى العقيدة، وهذه الطبائع ليست مصرية، وعلى الجميع أن يعلم أبناءه حب الآخر.
ندوة الثقافة وبناء الإنسان روح التسامح بمكتبة الإسكندرية
فيما أشاد الدكتور نظير عياد بدور مكتبة الإسكندرية فى إقامة الندوة التى تناقش قضية مهمة تهم المجتمع المصرى، موضحًا أن الثقافة وبناء الإنسان النتيجة المنطقية لها زرع التسامح فى نفسه من أجل إيجاد إنسان سوىّ فى السلوك والتعاون والمقصد.
ولفت «عياد» إلى أن نصوص جميع الشرائع السماوية اتفقت فيما بينها على أمور مشتركة، وجاء الدين الإسلامى للتأكيد على أنه تتوقف عليها الحياة، وهى: (الدين والعقل والنفس والنسل والمال)، كما حرصت على تزكية الإنسان وتنبيهه للتعامل مع هذه الكليات التى تحقق المحافظة عليها التسامح.
ندوة الثقافة وبناء الإنسان روح التسامح بمكتبة الإسكندرية
وتابع: «جميع الأديان تقف على قاسم مشترك، حيث اتفقت على أساس عقائدى، واهتمت بالبناء العلمى والبدنى لتحقيق نوع من التكامل داخل المجتمع»، موضحًا أن النصوص السماوية أراد الله أن يتم تطبيقها، ومَن يلجأ إلى التطرف والعنف، إما لديه خطأ فى الوجهة، أو يهدف إلى تحقيق مصلحة شخصية، أو يحمل أجندة خارجية.
وقال الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إن الأزهر الشريف أصبح مشتبكًا مع المشكلات التى تواجه المجتمع.. وفى عام ٢٠٢٢، تم اختيار المركز العالمى للفتوى الإلكترونية كأفضل مؤسسة حكومية.
وتحدث «المهدى» عن ظاهرة الإلحاد ونشأتها؛ مشيرًا إلى أنه فى عام ١٩٥٠ صدر عدد لمجلة «التايمز» يتطرق إلى أن البشرية فى حاجة إلى أن تتخلى عن الأديان، وأن تتوجه إلى حياة إنسانية محايدة، وأن يصبح البشر فى القرن العشرين لا دينيين.. وتوقعوا أن ينشر حالة من السلام بين البشر ويوقف الحروب.
وأضاف: «المشروع جذب إعجاب المثقفين، ولكن عند التخلى عن الأديان يصبح البشر أكثر قسوة، ومع ذلك مازالت هناك دعوات للإلحاد واللادينية».
مكتبة الإسكندرية ندوة الثقافة وبناء الإنسان روح التسامح بمكتبة الإسكندرية ندوة الثقافة وبناء الإنسان روح التسامح التخلى عن الأديان يجعل البشر أكثر قسوة الأزهر الشريف دعوات الإلحاد واللادينيةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين مكتبة الإسكندرية الأزهر الشريف زي النهاردة مکتبة الإسکندریة الأزهر الشریف الدکتور محمد إلى أن
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر في ختام تحدي القراءة العربي: القراءة تصنع الإنسان وتصون الأوطان
قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، إن القراءة تمثل ركيزة أساسية في بناء وعي الإنسان، وإنها السبيل الأول لنشر العلم والمعرفة، وبناء الشخصية القادرة على التمييز بين الصواب والخطأ، مشيرًا إلى أن القراءة لم تكن يومًا ترفًا أو هواية عابرة، بل هي ضرورة وجودية وحضارية لمن أراد أن يسهم في بناء وطنه ونهضة أمته.
وأكد وكيل الأزهر خلال كلمته في الحفل الختامي للدورة التاسعة من مسابقة "تحدي القراءة العربي"، أن هذه المبادرة المباركة التي انطلقت من دولة الإمارات الشقيقة، تمثل نقلة نوعية في ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة، وتعزيز الانتماء إلى اللغة العربية، وتشجيع الطلاب على الانفتاح على مصادر العلم المختلفة، ومنافسة أقرانهم في ميدان الفكر والثقافة.
وأضاف وكيل الأزهر أن الأمة التي لا تقرأ، لا يمكن لها أن تنهض أو تبني حضارة، مشيرًا إلى أن الأمم القوية هي تلك التي تبني إنسانها أولًا، والعقل لا يُبنى إلا بالقراءة والمعرفة، وأوضح أن من يقرأ يمتلك القدرة على الفهم، والتأمل، والحوار، واحترام الآخر، وهي قيم نحن في أمسّ الحاجة إليها في ظل ما يشهده العالم من تحديات فكرية وثقافية واجتماعية.
وتابع: "القراءة هي بوابة العقول الحرة، ومفتاح الارتقاء بالوعي، وسلاح الإنسان في مواجهة التطرف والجهل والجمود"، مشددًا على أن الأزهر الشريف، بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لا يدخر جهدًا في ترسيخ هذا المعنى بين طلابه، من خلال مناهج تدعو إلى التفكير، وأنشطة تثقيفية تدفع الطلاب نحو البحث والاطلاع، ومكتبات تحتضن مختلف صنوف العلم والمعرفة.
وأشار الدكتور الضويني إلى أن مشاركة طلاب الأزهر في هذه المسابقة تأتي في إطار رؤية الأزهر المنفتحة، وإيمانه العميق بأهمية دمج أبنائه في المبادرات الكبرى التي تنمي فيهم روح التنافس، وتغرس فيهم القيم التربوية والدينية والإنسانية النبيلة، وقال: "القراءة تفتح أمام الإنسان آفاقًا جديدة، وتجعله قادرًا على مواجهة الحياة بفكر مستنير، وتحميه من الوقوع في فخ الجهل والانغلاق.
ووجه وكيل الأزهر الشريف التهنئة إلى جميع الطلاب المشاركين في التحدي، خاصة أولئك الذين اجتازوا مراحل متقدمة، مؤكدًا أن الجميع فائز في هذه المسابقة، لأن المكسب الحقيقي هو ما حصلوه من معرفة وثقافة خلال رحلتهم مع الكتاب.
وثمن جهود القائمين على هذه المبادرة، وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة، على هذا المشروع الحضاري الرائد، الذي يعيد الاعتبار للقراءة في حياة الشباب، ويعيد اللغة العربية إلى مكانتها في القلوب والعقول، داعيًا إلى تعميم مثل هذه المبادرات وتبنيها في مختلف الدول والمؤسسات.
وفي ختام كلمته، دعا وكيل الأزهر إلى تكامل الجهود بين المدارس والجامعات، ومؤسسات الثقافة والإعلام، من أجل تعزيز ثقافة القراءة لدى الناشئة، وبناء أجيال مثقفة وواعية، مؤكدًا أن الاستثمار في الإنسان هو أعظم أنواع الاستثمار، وأن الأمة التي تعتني بعقول أبنائها هي الأمة التي تملك مستقبلها بيديها. وأكد في هذا المحفل الثقافي البارز، الذي يتسم باتساع نطاق مشاركاته في وطننا العربي، أن المرأة العربية هي نموذج حقيقي للمعرفة، وأنها قادرة على تبوؤ الصدارة في الميدان المعرفي بكل جدارة واقتدار.