ممثل الراعي ترأس صلاة الجناز لراحة نفس السعد
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
ترأس المطران بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الصلاة الجنائزية عن نفس النائب والوزير السابق فؤاد راجي السعد، في مأتم رسمي في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، حضره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الرئيسان أمين الجميل وميشال سليمان، رئيسا الحكومة السابقان فؤاد السنيورة وتمام سلام، وحشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، إضافة إلى عائلة السعد.
وجاء في الرقيم البطريركي: "في زمن الفصح، وهو زمن العبور مع المسيح بالموت والقيامة، عبر عزيزكم وعزيزنا فؤاد، النائب والوزير السابق من عالمنا الى بيت الآب. فمع المسيح الفادي في ذكرى آلامه تألم كثيرا وأسلم الروح مشاركا بموته. واليوم فيما نرافقه بالصلاة يشركه الرب بمجد قيامته. اننا نرجو يا أحباءه أن تجدوا عزاء قلوبكم في هذا التزامن الروحي.
فؤاد السعد، اسم طبع تاريخه. عرفناه منذ عهد الدراسة في مدرسة سيدة الجمهور، حيث كان يسبقنا بصفين، لكنه كان ملفتا بمسلكه ومشيته وجديته. ثم عرفناه بالأكثر في نضاله بحمى سلفنا المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لاستعادة الاستقلال، والعمل الدؤوب على انسحاب الجيش السوري من لبنان والجيش الاسرائيلي من أماكن احتلاله.
ولا شك في ذلك لأنه سليل بيت كريم من اسرة آل السعد المتشعبة علاقاتها مع البطريركية المارونية والكرسي الرسولي والمجتمع المدني والسياسي منذ بداية القرن الثامن عشر. ويسجل التاريخ احداثا واسماء لامعة من مثل الخوري صالح والشيخ غندور بك السعد والست ام حبيب وحبيب باشا السعد، وسواهم من الذين وهبوا ايضا املاكا للكنيسة. فان حجارة دارة آل السعد في عين تراز وسنديانتها الوارفة بأغصانها لو تكلّمت لأحيت تاريخ العائلة ومآثرها من جيل الى جيل. والمرحوم فؤاد كان مدركاً لهذا الارث وعمل على حفظه واستكماله.
وُلد فؤاد في بيت راجي السعد في عين تراز العزيزة الى جانب شقيقين، نجيب والمرحوم حبيب. فشدّته اليهما والى عائلتيهما أحسن روابط الاخوّة، وآلمته وفاة شقيقه حبيب، فتعزّى بعائلته.
تخرّج من جامعة القديس يوسف مجازا في كل من الحقوق اللبنانية والفرنسية، والعلوم السياسية والتاريخ والجغرافيا من كلية الآداب الفرنسية مع ديبلوم في الدراسات العليا في القانون العام.
عقد سر الزواج المقدس على السيدة جاكلين جان باز الآتية من عائلة كريمة معروفة بين عائلات مدينة دير القمر، عاصمة لبنان الإدارية سابقا. عاشا حياة زوجية سعيدة ومتفانية باركها الله بثمرة الابنة الوحيدة العزيزة لميا، حاملة أثر الحرب المشؤومة فاحتضناها بكثير من العناية. ووالدها لم يسلم من آثارها المؤلمة، ففي سنة 1975 تعرض للخطف ثم أفرج عنه بعد ساعات وفي سنة 1976 أصيب برصاصة كادت ان تودي بحياته.
دخل القبة البرلمانية من سنة 1991 الى سنة 2013 مع انقطاع في دورة واحدة سنة 1996. في سنوات خدمته النيابية الثماني عشرة، كانت له مساهمات في لجان المجلس من مثل الإدارة والعدل، والخارجية، والتربية، والاشغال العامة والنقل، والموارد المائية والكهربائية، والإسكان والتعاونيات، وفي المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
كما مثّل المجلس النيابي في مؤتمرات البرلمانيين ومنها في اوتاوا وكبيك في كندا، وفي ستراسبورغ وباريس.
في حكومة المغفور له رفيق الحريري سنة 2000، عُيّن المرحوم فؤاد السعد وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية. وفوق ذلك كان له دور في مصالحة الجبل، والدفاع عن الجمهورية والدستور وقضية المفقودين، وتطوير الإدارة وتحسينها.
وكم سرّ بأن ينتقل مشعل النيابة الى ابن شقيقه نجيب، عزيزنا النائب راجي السعد الواعد الذي يؤسس خدمته النيابية على صخرة تراث الاسرة الغنيّ، وهو ينعم بثقة واسعة لا تنحصر بناخبيه.
النائب والوزير السابق فؤاد يعبر من عالمنا الى عالم الله، حاملا أضعاف الوزنات الى اؤتُمن عليها، راجيا ان يسمع الصوت الإلهي: "كنت أمينا في القليل، فأقيمك على الكثير. أُدخل فرح سيّدك" (متى 23:25).
على هذا الامل، اكراماً لدفنته واعرابا لكم عن عواطفنا الابوية، نوفد اليكم سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت السامي الاحترام، ليرأس باسمنا الصلاة لراحة نفسه، وينقل اليكم تعازينا الحارة. رحمه الله بوافر رحمته وسكب على قلوبكم بلسم العزاء".
بعدها نقل الجثمان إلى مسقط رأسه عين تراز، حيث أقيمت صلاة وضع البخور عن نفس الفقيد في كنيسة مار يوحنا الحبيب وأودع جثمانه الثرى.
ويستمر النائب راجي السعد والعائلة بتقبل التعازي في 3 و4 نيسان ابتداء من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ولغاية الساعة السادسة مساء في صالون كاتدرائية مار جرجس المارونية - وسط بيروت، ويوم السبت 6 نيسان في دارة آل السعد في عين تراز- عاليه ابتداء من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيلها.. أبرز المعلومات والمحطات في حياة هالة فؤاد
في مثل هذا اليوم من كل عام، تعود ذكرى رحيل واحدة من أنقى الوجوه التي مرت على شاشة الفن المصري، الفنانة الراحلة هالة فؤاد، لتفتح أبواب الحنين والأسى في قلوب محبيها، لم تكن مجرد نجمة صاعدة في سماء السينما، بل كانت حلمًا جميلًا لم يكتمل، إذ اختطفها المرض وهي في قمة عطائها، بعد رحلة قصيرة ومؤثرة مليئة بالأدوار الراقية والقرارات المصيرية التي أدهشت جمهورها.
بين بداياتها الواعدة، واعتزالها المفاجئ، وزواجها من نجم كبير، ومرضها الذي هزمها في النهاية، نرصد في السطور التالية محطات حياتها التي لم تنتهِ بالحزن فقط، بل صنعت منها رمزًا استثنائيًا لن يُنسى.
نشأة فنية وسط بيئة سينمائية
وُلدت هالة فؤاد في 26 مارس عام 1958، ونشأت في بيت فني بامتياز، فهي ابنة المخرج المعروف أحمد فؤاد.
هذا الجو الإبداعي ساعدها على التسلل مبكرًا إلى الكاميرا، حيث كانت طفلة أمام الشاشة قبل أن تصبح نجمة.
درست في كلية التجارة بجامعة عين شمس، وتخرجت عام 1979، لكنها لم تبتعد عن الفن أثناء دراستها، بل شاركت في العديد من الأعمال السينمائية وهي لا تزال طالبة.
انطلاقة قوية في عالم السينما
كانت بدايتها الحقيقية مع فيلم "عاصفة من دموع" للمخرج عاطف سالم، الذي فتح أمامها أبواب الشهرة بعد أن نالت عنه إشادة كبيرة وجوائز مرموقة، من بينها جائزة من جمعية الفيلم، بعدها توالت الأعمال الناجحة التي جعلت منها واحدة من أبرز نجمات الثمانينات، حيث قدمت أدوار البطولة في أفلام مثل "الأوباش"، و"اللعب مع الشيطان"، و"المليونيرة الحافية"، و"السادة الرجال"، بالإضافة إلى مشاركتها في فوازير المناسبات عام 1988 إلى جانب يحيى الفخراني وصابرين.
حب وزواج في كواليس التصوير
عرفت هالة فؤاد الحب في موقع تصوير أحد الأعمال، حين التقت بالفنان أحمد زكي وسرعان ما تطور التعارف إلى علاقة حب انتهت بالزواج عام 1983، أثمر عن ولادة ابنهما الوحيد هيثم لكن الزواج لم يستمر طويلًا، إذ افترقا بعد عامين فقط، بسبب رغبة أحمد زكي في أن تترك الفن وتتفرغ لحياتها الزوجية، وهو ما لم يكن يناسب طموحاتها في تلك المرحلة لاحقًا، تزوجت من رجل الأعمال عز الدين بركات، وأنجبت منه ابنها الثاني رامي، وعاشت معه حياة أسرية هادئة.
قرار مفاجئ بالاعتزال وارتداء الحجاب
عام 1990، وبينما كانت في أوج شهرتها الفنية، تعرضت لمضاعفات خطيرة خلال ولادة ابنها، إذ أصيبت بعدة جلطات في ساقيها، وهو ما أجبرها على التوقف وإعادة التفكير في حياتها بالكامل خلال فترة العلاج والتعافي، قررت هالة فؤاد الاعتزال تمامًا، وارتداء الحجاب، مفضلة حياة الهدوء والروحانية بعيدًا عن أضواء الكاميرات، وهو القرار الذي صدم جمهورها واعتبره مفاجأة من العيار الثقيل.
المرض الذي لم يمهلها طويلًا
لم تكد تفرغ لحياتها الأسرية حتى فوجئت بإصابتها بمرض السرطان، لتدخل في دوامة علاج طويلة بين مصر وفرنسا. وعلى الرغم من بعض التحسنات المؤقتة، فإن المرض عاد مجددًا بشراسة.
عانت كثيرًا في صمت، وكان ظهورها نادرًا في السنوات الأخيرة من حياتها، حتى جاء اليوم الحزين، 10 مايو 1993، لترحل عن عالمنا وهي لم تتجاوز الخامسة والثلاثين من عمرها.
ابنها هيثم الطفل الذي كبر يتيمًا مرتين
ترك رحيل هالة فؤاد أثرًا بالغًا في حياة ابنها هيثم أحمد زكي، الذي كان لا يزال طفلًا حين فقد والدته، عاش هيثم في كنف جديه من جهة والدته، وظل بعيدًا عن والده في بعض الفترات بسبب انشغالاته الفنية ومع مرور السنوات، دخل هيثم المجال الفني من بوابة استكمال مسيرة والده في فيلم "حليم"، إلا أن الحزن كان يرافقه دومًا، حتى توفي هو الآخر فجأة عام 2019، ليُتم بذلك مأساة بدأت برحيل والدته.