ما صحة حديث: "اعدلوا بين أولادكم في النظر".. عضو كبار العلماء يجيب
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
ما مدى صحة حديث: " اعدلوا بين أولادكم في النظر "، وكيف يكون العدل بين الأولاد؟، سؤال أجابه الدكتور فتحي عثمان الفقي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
ما مدى صحة حديث: "اعدلوا بين أولادكم في النظر "؟وقال «الفقي» إن السنة هي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم للتشريع , ولقد أجمع المسلمون على أن ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعـل أو تقرير وكان مقصودا به التشريع والاقتداء، ونقل إلينا بسند صحيح يفيد القطع أو الظن الراجح بصدقه يكون حجة على المسلمين، ومصدرا تشريعيا يستنبط منه المجتهدون الأحكام الشرعية لأفعال المكلفين، وعلى أن الأحكام الواردة في هذه السنن تكون مع الأحكام الــواردة في القــرآن الكريم قانونا واجب الاتباع؛ لقوله تعــــالى : " قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين " آل عمران : ٣٢ , وغير ذلك من الآيات الكثير.
وتابع: لقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته على وجوب اتبـاع ســنته وإجابة على السؤال نقول ومن الله التوفيق :
أولا: وللعلم لم يرد في أي رواية مما اطلعت عليه لفظ الحديث الذي ذكره السائل.
ثانيا: إن الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالعدل , وما كان العدل في شئ إلا زانه بخلاف الظلـم , ولهذا أمر الله تعالى الآباء بالعدل بين الأولاد في العطايا والتربية والتعليم وأعلمهم أنه سائلهم ومحاسبهم على ذلك فقد قال النبي صلى اللـــه عليه وسلم فيما أوحي إليه معناه : " إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع " وإن من واجب الآباء نحو أبنائهم الإحسان إليهم بتأديبهم , والعدل فيهم , فقد روى البخاري ومسلم عن النبي صلى اللـــه عليه وسلم قــــــــــال : " فاتقوا الله وأعدلوا بين أولادكم " ثم إن وصية , أو هبة الأب لبعض أولاده دون الآخرين من غير سبب معقول ومعتبر شرعا للتفضيل إضرار في الوصية , أو الهبة نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم , وحذر منه , حيث قال فيما رواه عنـه أبو هريرة رضي الله عنه : " إن الرجل ليعمل والمرأة بطاعة الله تعالى ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار " ثم قرأ أبو هريرة رضي الله عنه : " من بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار وصية من الله" سورة النساء ١٢ رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح غريب
وبين أن الإضرار في الوصية من الكبائر كما قال صلى الله عليه وسلم، ولقد اختلف الفقهاء في : حكم التسوية بين الأولاد في الهبة ونحوها، فذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى : الاستحباب وليس الوجوب واستدلوا على ذلك : بأن أبا بكر نحل عائشة رضي الله عنها دون غيرها من أولاده هبــة , وفضل عمر رضي الله عنه ابنه عاصما بشئ من العطية على غيره.
وذهب الحنابلة وأبو يوسف من الحنفية وهو رواية عن الإمام مالك إلى : وجوب التسوية بين الأولاد في العطية وإلا أثم , وقد استدلوا على ذلك بما جاء في حديث النعمان بن بشير من روايات عن رسـول اللــــه صلى الله عليه وسلم ؛ حيث قال : " فأرجعه " وفي رواية "اتقوا الله وأعدلوا بين أولادكم " وفي رواية " لا تشهدني على جور " وغير ذلك من الروايات التي تدل على وجوب التسوية وتحريم التفضيل.
وأجابوا وردوا على أدلة القول الأول : بأن ما فعله أبو بكر رضي الله عنه لا يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه يحتمل أن أبا بكر فعل ذلك لحاجة عائشة وعجزها عن الكسب وكذا ما فعله عمر رضي الله عنه : لا يحتج به مع قــــول النبي صلى اللــــــه عليه وسلم.
وشدد: بناء على ذلك يجب على الآباء أن يعدلوا بين أولادهم في العطايا، وخاصة في هذا الزمن الذي تحاول فيه المادة بفعل فاعل أن تطغي على كل مناحي الحياة وحتى لا يؤدي تفضيل بعض الأولاد على بعض إلى ما يورث العداوة والبغضاء والحقد والكراهية بين الإخوة، ونظير هذا في الشرع كثير كمنع تزويج المرأة على عمتها وخالتها، فلا يجوز تفضيل بعض الأولاد على بعض إلا إذا كان هناك ما يدعو إلى ذلك شرعا، لا لهوى في نفس، كما إذا كان الذي يريد أن يفضله مريضا مرضا مزمنا، أو به إعاقة، أو ذو عيال ونحو ذلك .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عدل هيئة كبار العلماء صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه بین الأولاد النبی صلى على ذلک
إقرأ أيضاً:
ما أسباب صيام عشر من ذي الحجة 2025؟.. بها تفوز بـ11 جائزة
لا شك أن معرفة ما أسباب صيام عشر من ذي الحجة ؟، تعد من أهم أسرار تلك العشرة المباركة من شهر ذي الحجة ، والتي ينبغي على المسلمين اغتنامها ، تحري ثوابها، حيث اقتربت أيام عشر ذي الحجة ، فيما أن فضلها العظيم يحتم على كل عاقل اغتنامها من خلال صيام عشر ذي الحجة ، إلا أن شدة درجات الحرارة تصعب هذا الأمر ، ومن ثم يطرح سؤال حول ما أسباب صيام عشر من ذي الحجة ؟ لعل معرفة فضلها وثوابها يزيد الحرص عليها ومن ثم الاغتنام ، فيمكن القول أنه في الطاعات عامة ومع كثرة الفتن قد تكون معرفة ما أسباب صيام عشر من ذي الحجة حافزًا كبيرًا يدفعنا للحرص على اغتنام فضل الصيام في شهر ذي الحجة ، لعل به نجد الراحة وتنزاح عن قلوبنا الهموم وتخف أثقال ذنوبنا.
ورد في مسألة ما أسباب صيام عشر من ذي الحجة ، ويستحب صيام الأيام التسع الأوائل من شهر ذي الحجة وذلك لعدة أسباب، منها، أنه خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، وهي:
أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ثانيا إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
رابعا إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».
سادسًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
سابعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ثامنًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».
حكم صيام عشر من ذي الحجةذهب الفقهاء إلى استحباب صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة باستثناء يوم عيد الأضحى المبارك؛ أي يوم النحر؛ وهو اليوم العاشر من ذي الحجة؛ إذ يحرم على المسلم أن يصوم يوم العيد باتفاق الفقهاء، الذين استدلوا على ذلك بعموم أدلة استحباب الصوم وفَضله، وكون الصوم من الأعمال التي حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فضل صيام العشر من ذي الحجةوجاء من فضل صيام العشر من ذي الحجة ، تُعَدّ العَشر الأوائل من ذي الحجّة من الأيّام المباركة في الشرع، وقد حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على استغلالها بالأعمال الصالحة وبجهاد النفس، ووصف العمل فيها بأنّه أفضل من الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ فقال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
و لم يُقيّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الأعمال الصالحة في هذه الأيّام بعملٍ مُعيَّن، وجعل الأمر مُطلَقاً؛ فالعمل الصالح أنواعه كثيرة، ويشمل ذلك ذِكر الله -تعالى-، والصيام، وصِلة الرَّحِم، وتلاوة القرآن، والحجّ؛ ممّا يعني اجتماع أجلّ العبادات في الإسلام وأفضلها في هذه الأيّام، ولفظ الأيّام الوارد في الحديث المذكور يدلّ على أنّ العمل الصالح يستغرق اليوم كلّه، واليوم في الشرع يبدأ منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وأفضل عمل يستغلّ به المسلم نهار هذه الأيّام هو الصيام، كما أنّ أفضل ما يُستغَلّ فيه الليل صلاة القيام، أمّا حُكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجّة فهو مندوب، بينما حُكم قيام الليل أنّه سُنّة.
وورد أنه قد حافظ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على صيام العَشر من ذي الحجّة؛ ودليل ذلك ما ورد في السنّة النبويّة من حديث حفصة -رضي الله عنها-، قالت: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ)، وعلى الرغم من عدم ثبوت صحّة بعض الأحاديث الواردة في فضل صيام هذه العَشر على وجه الخصوص، إلّا أنّه لا يمنع من صومها.
ورد أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- صام التسع الأوائل من ذي الحجة ليعلمنا أن أحب العبادة تشغل كل الوقت بذكر الله والصيام هي العبادة التي تستغرق الوقت الكثير، ومن نوى الصيام الله ففي كل لحظة من اللحظات يرتفع له عند الله أجر، حتى وإن كان نائما بالنهار.
كما أن خير عبادة في النهار الصيام، ويستحب أن يجعل له وردًا من القرآن أو أن ينوي ختم القرآن في هذه الأيام، وأعظم ما نستجلب به رحمة الله أن نعود لنصحح ما بيننا وبين الله، من خلال التوبة الصحيحة وتجديد العهد مع الله والمحافظة على الصلاة في جماعة والإكثار من الأذكار.
عشر من ذي الحجةورد عن عشر من ذي الحجة .. ومسألة هل صامها النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأولى من شهر ذي الحجة، ورد أنه ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يحرص على صيام الأيام التسعة من شهر ذي الحجة، وقد ورد ذلك عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس”.