تحتفل سلطنة عُمان غداً بأول أيام عيد الفطر السعيد لعام 1445هـ، حيث يخرج المصلون في صبيحة العيد إلى الجوامع والمساجد والمصليات لتأدية صلاة العيد، مسبحين وشاكرين الله على أن منّ عليهم بإتمام صيام الشهر الفضيل، شهر الرحمة والعتق من النار، سائلين الله أن يتقبل صيامهم وصالحات أعمالهم، وأن يعمّ السلام العالم.

ويتوجه الرجال والصبية إلى المصليات لتأدية صلاة العيد وهم يلبسون الملابس الجديدة، ومرتدين أفضل ما لديهم من ملابس، متجملين بالخنجر العماني، حاملين أسلحة تقليدية، فرحين مستبشرين ببهجة العيد، فيما تتجهز النساء والفتيات لعودة الرجال والأبناء من أداء الصلاة، لتبادل التهاني وإعداد أفضل الوجبات ابتهاجا بالعيد السعيد.

وبحلول صبيحة يوم العيد، يكون الأهالي قد أكملوا كافة استعداداتهم للعيد، من خلال التبضع من الأسواق والهبطات التي سبقت أيام العيد، بشراء ما يحتاجونه من مستلزمات، للمأكل والملبس، والحلي التي تتزين بها الفتيات والنساء، والصغار.

وتتجلى في أول أيام عيد الفطر السعيد مظاهر الفرحة، والتمسك بالقيم الدينية والعادات والتقاليد السمحة، حيث يحرص العمانيون والمقيمون على صلة الأرحام وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، وزيارة المرضى وكبار السن من ذوي القربى والمعارف.

ويتجمع المواطنون في المجالس الكبيرة (السبل)، لتبادل التهاني وشرب القهوة وتناول وجبات العيد، مثل العرسيّة والحلوى العمانية، وغيرها من الأصناف التي تشتهر بها الولايات والمحافظات.

وتختلف العادات والتقاليد بين ولاية وأخرى، ففي بعض الولايات، يتناول الأهالي وجبة العرسية بعد صلاة الفجر مباشرة، وقبل التوجه لصلاة العيد، فيما يتناولها البعض الآخر بعد العودة من الصلاة، حيث تعد (العرسية) من أشهر الوجبات التي يحرص العمانيون على وجودها فوق مائدة العيد.

وتقام بعدد من الولايات عرضة الهجن والخيل، احتفالا بالعيد، حيث يتجمع الأهالي في ميدان سباق العرضة بالولاية، وهم يمتطون الهجن العمانية الأصيلة والخيول العربية الأصيلة، وهي في كامل زينتها، ويدخلون في صفوف ومجموعات إلى ساحة الميدان مردّدين فنون الهجن والخيل، مثل التغرود والونة وغيرها من الفنون التقليدية.

بعد ذلك يتسابق كل اثنين مع بعضهما البعض، في مشهد تراثي يحرص العمانيون على تجسيده في العيد، حيث يستمتع الأهالي الكبار والصغار بمشاهدة ركض العرضة، وهم يعيشون غمرة الاحتفالات بالعيد.

وخلال أيام العيد، يحتفل الأهالي بعدد من الفنون التقليدية، حيث يقام فن الرزحة والهبوت والعازي والندبة وغيرها من الفنون التي يؤديها الرجال وتشتهر بها كل ولاية، إضافة إلى فنون خاصة بالأطفال، واحتفالات بالعيود تقام في ساحات وأسواق الولايات.

ويتخلل الاحتفالات، إعداد الوجبات الخاصة بالعيد، مثل الشواء والمضبي والمشاكيك وغيرها من الأصناف التي تختلف من ولاية إلى أخرى، حيث يحرص الأهالي على تناول هذه الوجبات بشكل جماعي مع الأهل، ويتم توزيع بعض منها على الأقارب والجيران، في مشهد يجسد التكافل بين أفراد المجتمع.

كما تفتح المتنزهات والحدائق والمزارات السياحية والمتاحف أبوابها أمام الجمهور خلال إجازة العيد، حيث تتجه العائلات خاصة المقيمين إلى المتنزهات والشواطئ برفقة أسرهم لقضاء أوقات أسرية جميلة .

ويحرص الأهالي على متابعة الفعاليات والمناشط التي تشهدها الولايات خلال أيام العيد، حيث تقام فعاليات العيد وبعض المناشط في المراكز التجارية والأسواق والمتنزهات.

وقال ربيع بن عبدالله السيابي: نقضي أول يوم عيد بتناول وجبة العرسية في الصباح ثم التوجه لصلاة العيد، بعدها إلى زيارة الأرحام وكبار السن والمرضى من الأهالي.

وأضاف السيابي: بعد ذلك نجتمع مع الأسرة في المنزل ونقوم باستقبال الأهل ومن يرغب بزيارتنا، لغاية المساء، كما نفتح أبواب منازلنا لتوزيع العيدية على الأطفال وإدخال البهجة في نفوسهم.

من جانبه قال خميس بن عبيد القمشوعي: إن العيد فرحة وبهجة، فيه تتسامح النفوس ويحرص الجميع على بدء صفحة جديدة، حيث يتبادلون التهاني والتبريكات، ويخرجون إلى زيارة بعضهم البعض.

وأضاف: نقوم بإعداد بعض المأكولات الخاصة بالعيد بعد الذبح، مثل المشاكيك والشواء، ونحرص على توزيع جزء منها للأهل والأقارب والجيران، وهم كذلك يبادلونا هذه العادة. وقال عبيد بن سليم القاسمي: نقضي أيام العيد في التنقل والزيارات ونقوم بإعداد برنامج زمني قبل العيد، بحيث تشمل الزيارات جميع الأهل والأقارب، وبذلك نجد فرصة للقاء الأهل، والجلوس معهم لأوقات طويلة والتعرف على أوضاعهم عن قرب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أیام العید وغیرها من

إقرأ أيضاً:

67.7 مليون طن إجمالي إنتاج سلطنة عمان من الخامات المعدنية خلال 2024

سجل إجمالي إنتاج سلطنة عمان من الخامات المعدنية حوالي 67.7 مليون طن خلال عام 2024، وبلغت كمية المبيعات 62.5 مليون طن بقيمة 114.3 مليون ريال عماني، مع حجم صادرات نحو 36 مليون طن من الخامات مثل الجبس والحجر الجيري ومواد البناء، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الشركات المشغلة لمناطق الامتياز في مجال المعادن حتى نهاية عام 2024 بلغ 10 شركات تعمل في 21 منطقة امتياز تعديني تضم خامات متنوعة مثل النحاس، والكروم والدولومايت، والجبس والحجر الجيري والنيكل والكوبالت، وقد شهد العام الجاري توقيع اتفاقيات جديدة مهمة للتعدين والتنقيب، حيث تم خلال الشهر الماضي توقيع اتفاقية امتياز جديدة في محافظة الوسطى لاستخلاص خام الملح، وهي إحدى الصناعات الجديدة المتنامية في سلطنة عمان والتي تعزز القيمة المضافة لقطاع المعادن. وتتجاوز استثمارات المشروع 200 مليون ريال عماني، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.2 مليون طن سنويًا، كما وقعت وزارة الطاقة والمعادن خلال العام الجاري اتفاقية استخراج الملح البحري في منطقة الامتياز رقم 62 A في محافظة الوسطى وتبلغ مساحتها 46 كيلومترًا مربعًا، ويهدف المشروع إلى استخراج الملح عن طريق تبخير مياه البحر بمعدل إنتاج يبلغ حوالي 4 ملايين طن سنويًّا من الأملاح وبتكلفة استثمارية تقدر بحوالي 29 مليون دولار أمريكي، ويمهد المشروع لإقامة العديد من المشروعات الصناعية ضمن الاتفاقية، وهي مصنع غسيل وتنقية الملح لإنتاج الملح الصناعي، ومصنع غسيل وتنقية الملح لإنتاج الملح الغذائي، ومصنع لإنتاج مركبات المغنيسيوم، ومصنع كبريتات الصوديوم، ومصنع لإنتاج مركبات البروم، ومصنع لإنتاج مركبات الليثيوم. وضمن اتفاقيات الامتياز التعديني المهمة التي تم توقيعها هذا العام، اتفاقية التنقيب والتعدين عن خام النحاس والخامات الأخرى في منطقة الامتياز رقم 22B التي تقع في محافظة شمال الشرقية وتبلغ مساحتها 1448 كيلومترًا مربعًا، وتنضم هذه المشروعات لعدد من المشروعات الاستراتيجية التي تم تشغيلها في قطاع التعدين من أهمها مشروع الغيزين لاستخراج النحاس بكلفة استثمارية تبلغ 43 مليون ريال عماني والذي كان الأول من نوعه لتعدين النحاس في سلطنة عمان ويستهدف استخراج مخزون يقدر بحوالي 6 ملايين طن من خام النحاس وتم بدء الانتاج التجاري خلال العام الماضي، كما تتضمن المشروعات الاستراتيجية مشروع الواشحي لاستخراج النحاس وتطوير منجم النحاس بولاية المضيبي والذي ينتج نحاسًا مركزا بدرجة 24 بالمائة نحاس لكل طن، وتبلغ كميات المخزون حوالي 16 مليون طن، وقد بدأ المشروع في تحقيق أهدافه بتصدير خام النحاس من الموقع خلال عام 2024. وفي إطار التطورات المهمة التي تعزز نمو قطاع التعدين، تم تطبيق نظام المزايدة على مناطق التعدين بهدف جذب استثمارات كبرى للقطاع، وأصدرت وزارة الطاقة والمعادن قرارًا بتأسيس شركة وطنية تحت مسمى «الشركة العُمانية لتجارة المعادن» بهدف تعزيز القيمة المحلية المضافة من الموارد الطبيعية وتنظيم تسويق وتصدير المعادن في سلطنة عُمان، وأسفرت مخرجات المختبر الوطني للمحتوى المحلي عن تحديد 86 فرصة تطويرية تساهم في رفع كفاءة المحتوى المحلي في مختلف القطاعات، وتحفز أنشطة الاقتصاد الوطني، منها 56 فرصة استثمارية في مجالات الطاقة والمعادن، والبناء والتشييد، وخدمات الكهرباء والمياه، والصحة، وقطاعي العسكري والأمني. وتم تحديد هذه الفرص وفق معايير متعددة منها القيمة المضافة والجدوى الاقتصادية التي سوف تحققها هذه القطاعات وارتباطها مع أهداف توطين الوظائف والصناعات والأنشطة الوطنية وفق مستهدفات سياسة المحتوى المحلي.

مقالات مشابهة

  • السفير الفرنسي بمسقط: ندعم جهود السلام العمانية.. ولا بدّ من إنهاء مأساة غزة
  • الإصلاح الاقتصادي يقود سلطنة عمان إلى الجدارة الاستثمارية والاستقرار المالي
  • الملكية الفكرية أداة فعّالة لدعم منظومة الابتكار في سلطنة عمان
  • 67.7 مليون طن إجمالي إنتاج سلطنة عمان من الخامات المعدنية خلال 2024
  • تعديل أيام عطلات عيد الفطر والأضحى للعاملين بالجهات الحكومية
  • عاجل| وفاة 3 مواطنين إماراتيين بحادث سير في سلطنة عمان
  • وفاة 3 إماراتيين وإصابة 9 بحادث سير في سلطنة عمان
  • رجال الأعمال: حجم الاستثمارات المصرية في سلطنة عمان تتخطي 2.5 مليار دولار
  • السياسات المتوازنة تمكن سلطنة عمان من الحفاظ على استقرار إنتاج النفط والغاز
  • إعفاء مواطني دولة عربية من تأشيرة دخول روسيا