مهندس وفيزيائي ولد عام 1845 في ألمانيا، اكتشف الأشعة السينية التي أحدثت ثورة في المجالين الطبي والفيزيائي، يعد أول من فاز بجائزة نوبل في الفيزياء عام 1901، توفي عام 1923 نتيجة إصابته بسرطان الأمعاء.

المولد والنشأة

ولد فيلهلم كونراد رونتغن يوم الـ27 مارس/آذار 1845، في مدينة بريمشايد شمال الراين الألماني، لأب ألماني وأم هولندية، كان والده يعمل في صناعة الألبسة وتجارتها، وأمه تشارلوت فراوين ربة منزل ومن أصول هولندية، وكان فيلهلم ابنهما الوحيد، انتقل فيلهلم في عمر 3 سنوات مع والديه إلى هولندا، وذلك بسبب تراجع تجارة الأب في ألمانيا.

بينما كان يتردد على مقهى في أبلدورن بهولندا، التقى بفتاة سويسرية من زيورخ اسمها آنا بيرثا لودفيج، وكانت ابنة صاحبة المقهى، وأعجب بها وتزوجها لاحقا في عام 1872، ولم ينجبا أطفالا لكنهما تبنيا عام 1887 فتاة في عمر الـ6 كانت ابنة أخي زوجته، وذلك بعد 4 سنوات من وفاة والدتها، وبقي فيلهلم وآنا والفتاة يعيشون في ميونخ حتى وفاته.

التكوين العلمي

بدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة "فان دور هيرمان" الداخلية وأكمل فيها الدراسة الثانوية، ثم انتقل إلى مدرسة "أمبخت" في مدينة أوترخت الهولندية، ولكنه طرد منها لاحقا بسبب تهمة وجهت له برسم أحد أساتذته بشكل مسيء، كما حُرم من دخول صالات الألعاب الرياضية في كُلّ من ألمانيا وهولندا.

التحق عام 1865بالقسم الفني الميكانيكي في مدرسة زيورخ للفنون التطبيقية في سويسرا، وذلك بعد اجتيازه اختبارات القبول الخاصة بها، وتخرج منها بعد 3 سنوات بشهادة في الهندسة الميكانيكية.

حصل عام 1869على درجة الدكتوراه في دراسات الغازات من مدرسة زيورخ، ثم عاد إلى ألمانيا صحبةَ أستاذه البروفيسور أوغست كوندت وتعينا في جامعة فوتسبورغ، لكنهما لم يبقيا طويلا هناك، كما رفض عدة دعوات لرئاسة قسم الفيزياء في جامعتي يينا وأوترخت.

فيلهلم رونتغن عُين أستاذا في الفيزياء النظرية بجامعة القيصر عام 1876 (غيتي) دراساته

نُشر أول عمل لرونتغن عام 1870، وتناول فيه دراسة درجات الحرارة النوعية للغازات، بعدها ببضع سنوات، قدّم ورقة بحثية عن التوصيل الحراري للبلورات، ثم استكمل أبحاثه بدراسة خصائص حجر الكوارتز، إضافة لتأثير الضغط على معامل الانكسار للسوائل المختلفة.

كما استكشف طريقة تعديل مستويات الضوء المستقطب عن طريق التأثيرات الكهرومغناطيسية، وتغيرات درجات الحرارة وانضغاط الماء والسوائل الأخرى، إضافة للظواهر المصاحبة لانتشار قطرات الزيت على سطح الماء.

الوظائف والمسؤوليات انتقل للتدريس في جامعة القيصر فيلهلم في مدينة ستراسبورغ الفرنسية عام 1872. أصبح أستاذا للفيزياء في أكاديمية شتوتغارت في ألمانيا عام 1875. عاد إلى جامعة القيصر وعُين أستاذا في الفيزياء النظرية عام 1876. انتقل إلى جامعة "يوستوس ليبيغ" في مدينة غيسن الألمانية وعُين رئيسا لقسم الفيزياء عام 1879. انتقل إلى المعهد الفيزيائي في جامعة فورتسبورغ عام 1888، حيث اكتشف الأشعة السينية أثناء فترة تدريسه في الجامعة. انتقل إلى ميونخ عام 1900 وتولى رئاسة قسم الفيزياء في الجامعة بناء على طلب من الحكومة الألمانية، وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1923. اكتشافه للأشعة السينية

اهتم فيلهلم بداية بالخصائص الفيزيائية لأنابيب الأشعة المهبطية، وهي عبارة عن أنابيب كهربائية يكون ضغط الغاز فيها منخفضا وفرق الجهد بين طرفيها يصل إلى 10 آلاف فولت.

ومع تركيزه أثناء أبحاثه على خصائص الغاز والتأثيرات المغناطيسية وضغط الماء، بدأ بتجربة تمرير التيار الكهربائي عبر غازات متنوعة، ولكن مع تكرار تجربته لاحظ تشكل موجات كهرومغناطيسية تمر عبر مواد متنوعة وتشكل شحنة كهربائية تخترق هذه الأنابيب لتبدأ بالتوهج.

ومع امتلاك تلك الشحنة لنشاط قوي، استطاعت عبور معظم المواد الصلبة سواء كانت أنسجة بشرية أم مواد بلاستيكية، ولكن تستطيع المواد الأكثر صلابة أن تحجب مرورها مثل المعادن والعظام البشرية.

توماس أديسون حرص على تحسين اكتشاف رونتغن حيث طور منظارا محمولا يعمل بالأشعة السينية (غيتي)

ومع الاستمرار في التجربة، لاحظ فيلهلم أن كأسًا مطلية بالرصاص لم تستطع الأشعة اختراقها، ومن ثم اكتشف ما يقي من تلك الأشعة، ومع استمراره في تجاربه أطلق على الأشعة اسما مؤقتا وهو أشعة "إكس" نسبة إلى الحرف "إكس" الذي يدل على القيمة المجهولة في اللاتينية (كما ترجمت إلى سينية نسبة إلى رمز المجهول "س" في اللغة العربية).

كانت أولى تجاربه البشرية على يد زوجته، إذ التقط صورة ليد آنا بيرثا وظهرت في الصورة عظام يدها مع خاتم الزواج في إصبعها دون أن تظهر الأنسجة أو الأربطة المُحيطة بالعظام.

قدم فيلهلم بتاريخ 27 ديسمبر/كانون الأول عام 1895 ورقة بحثية إلى جمعية الطب الفيزيائي في مدينة فورتسبورغ بعنوان "حول نوع جديد من الأشعة"، وبعد تسليمه الورقة ونشرها بعام واحد؛ استخدمت أشعة "إكس" في المجال الطبي السريري لأول مرة  في الولايات المتحدة الأميركية بمدينة دارتموث عن طريق الطبيب أدوين برانت فوست، كما أنشئ أول قسم للأشعة في مشفى غلاسكو في بريطانيا.

اعتمد المشفى على اكتشاف فيلهلم لالتقاط صور لحصوات الكلى لدى مرضاها، وعملات معدنية ابتلعها أشخاص قَدِموا للمشفى من أجل تشخيص حالاتهم.

في عام 1901 حصل فيلهلم رونتغن على جائزة نوبل في الفيزياء وكان أول من حصل عليها، تلاه الهولنديان هندريس لورنتس وبير زيمن عام 1902 والفرنسي هنري بيكريل في عام 1903، والبريطاني جون ستروت في عام 1904، والنمساوي الألماني فيليب لينارد في عام 1905، وذلك بعد تطويرهم لنظريات متعلقة بالظاهرة الإشعاعية ونشاطها، معتمدين على اكتشاف فيلهلم في أبحاثهم.

تبرع رونتغن بأموال جائزته لجامعته، كما أنه رفض الحصول على براءة اختراع للأشعة السينية، وذلك في سبيل ضمان حرية استفادة العالم من اكتشافه، وفي وقت وفاته عام 1923 كان على وشك الإفلاس بسبب التضخم الذي أعقب نهاية الحرب العالمية الأولى.

رونتغن نُشر له أول عمل عام 1870 وتناول فيه دراسة درجات الحرارة النوعية للغازات (غيتي)

كان توماس أديسون من بين أولئك الذين حرصوا على تحسين اكتشاف رونتغن، إذ طور منظارا محمولا يعمل بالأشعة السينية، على الرغم من فشله في صنع "مصباح الأشعة السينية" التجاري للاستخدام المنزلي.

وفاته

توفي فيلهلم يوم العاشر من فبراير/شباط 1923، وذلك بعد إصابته بسرطان الأمعاء بفترة قصيرة، وتحول منزله الذي ولد فيه في ريمشايد إلى متحف وحمل اسم "متحف روتنغن الألماني".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الأشعة السینیة فی الفیزیاء انتقل إلى فی مدینة وذلک بعد فی عام

إقرأ أيضاً:

نوبل الفيزياء لثلاثة باحثين تقديرا لأبحاثهم في مجال فيزياء الكم

7 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت لجنة نوبل الثلاثاء فوز البريطاني جون كلارك والفرنسي ميشال ديفوريه والأميركي جون مارتينيس بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2025 تقديرا لأبحاثهم في مجال فيزياء الكم.

وأوضحت اللجنة أن الباحثين الثلاثة مُنحوا الجائزة لاكتشافهم ظاهرة النفاذ الكمومي على المستوى العياني وتكميم الطاقة في دائرة كهربائية.. وتسمى الظاهرة كذلك النفق الكمومي.

أجرى الفائزون سلسلة تجارب ليثبتوا من خلالها أن الخصائص الغريبة للعالم الكمي يمكن تحقيقها في نظام كبير بما يكفي لحمله باليد.

يُعدّ تحديد الحد الأقصى لحجم النظام الذي يُمكنه إظهار تأثيرات ميكانيكا الكم من المسائل الرئيسية في الفيزياء.

تصف ميكانيكا الكم كيفية عمل الأشياء على مقاييس متناهية الصغر على مستوى الجسيمات.

على سبيل المثال، وفيما ترتد أي كرة عادية عند اصطدامها بجدار، أظهرت تجارب أجريت في ثمانينات القرن العشرين وكافأت جائزة نوبل أصحابها الثلاثاء أن الجسيم، على المستوى الكمي، يمكنه المرور مباشرة عبر جدار مماثل، ومن هنا تسمية ظاهرة النفق الكمومي.

وبحسب لجنة نوبل، مهدت أبحاث العلماء “الطريق لتطوير الجيل المقبل من تقنيات الكم، بما في ذلك التشفير الكمي والحواسيب الكمومية وأجهزة الاستشعار الكمومية”.

في العام الماضي، مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء للبريطاني الكندي جيفري هينتون والأميركي جون هوبفيلد لأبحاثهما منذ الثمانينات في مجال الشبكات العصبية الاصطناعية التي مهدت الطريق لتطوير الذكاء الاصطناعي المعاصر.

عند استلامهما الجائزة، أعرب العالمان عن قلقهما العميق إزاء التطورات التكنولوجية الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي.

تتكون جائزة نوبل من شهادة وميدالية ذهبية وشيك بقيمة 11 مليون كرونة سويدية (1,17 مليون دولار).

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • جائزة نوبل في الفيزياء تذهب إلى روّاد ميكانيكا الكم
  • الفائزون بجائزة نوبل للفيزياء في السنوات العشر الأخيرة
  • نوبل للفيزياء 2025.. كيف تحمل ميكانيكا الكم في يديك؟
  • نوبل الفيزياء لثلاثة باحثين تقديرا لأبحاثهم في مجال فيزياء الكم
  • بريطاني وفرنسي وأميركي يحصلون على جائزة نوبل للفيزياء
  • الإعلان عن الفائزين بجائزة نوبل في الفيزياء
  • فوز 3 علماء بجائزة نوبل في الفيزياء لإنجازاتهم في ميكانيكا الكم
  • منح جائزة نوبل في الفيزياء لثلاثة علماء
  • إنجاز في الحوسبة الكمية.. 3 علماء يتقاسمون جائزة نوبل للفيزياء
  • الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل في الفيزياء اليوم