ماذا يعني وصف حماس بحركة تحرر وطني؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، حركة حماس بأنها "حركة تحرر وطني".
جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية.
وقال أردوغان إنه "لا فرق بين القوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال وحركة حماس اليوم".
وهذه ليست المرة الأولى التي يصف فيها أردوغان حماس بأنها حركة تحرر وطني، لكنها المرة الأولى التي يشبهها بـ"القوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال".
فماذا يعني أن توصف حركة حماس بأنها حركة تحرر وطني؟
عرف مؤتمر تطویر القانون الإنساني، 1976، حروب التحریر بأنها تلك التي توجه ضد المستعمر والاحتلال الأجنبي والأنظمة العنصریة، من أجل ممارسة حق تقریر المصیر كما یؤكده القانون الدولي، ومن هذا التعریف یتضح أن القاسم المشترك في حروب التحریر هو العنصر الأجنبي، فالاحتلال الأجنبي والأنظمة الاستعماریة یجمعها العنصر الأجنبي بصفته عنصرا معتدیا، كما كان ذلك مبررا مشروعا لوصف الحركة التي تقاومه بأنها حركة تحرر وطني، والحرب الموجهة ضده بأنها حربا دولیة للتحرر الوطني.
ويعرف قاموس أكسفورد حركات التحرر الوطني بأنها "منظمات "سياسية مكرسة للسعي لتحقيق الاستقلال السياسي عن الهيمنة الأجنبية...".
فيما يمكن تعريفها بأنها منظمات أو حركات سياسية تقود عملا عسكريا ضد قوة استعمارية، وتسعى إلى الاستقلال.
والتحرر الوطني بالمفهوم الاستراتيجي هو إزالة التسلط الأجنبي بكل أشكاله عن الوطن أو أي جزء منه وقع عليه تسلط خارجي، أو عن ثرواته.
وبهذه التعريفات تخرج حركات التحرر الوطني من مفهوم الحزب السياسي الذي يسعى للسلطة في بلاده، أو الحركات الإرهابية.
حركات التحرر الوطني والقانون الدولي:
وفق أحكام القانون الدولي الإنساني فإن أي أعمال حربیة تقوم بها منظمات التحرر الوطني لتقریر مصیرها ضد الاحتلال الأجنبي یعتبر خارج نطاق الأعمال التي حرمتها اتفاقیات جنیف الأربع عام ١٩٤٩، أو البرتوكول الأول الملحق بها، وهي من قبیل الأعمال المشروعة.
وينبع ذلك من كون حركات التحرر الوطني مرتبطة بشكل وثيق بحق تقرير المصير للشعوب، وهو الحق الذي كفلته المواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وتقوم فكرة الكفاح المسلح على أساس حق تقریر المصیر الذي یعطي الشعوب الخاضعة للاحتلال أو التمییز العنصري أن تكافح بكل الوسائل من أجل الحصول على تقریر مصیرها باستخدام القوة المسلحة.
وتضمن میثاق الأمم المتحدة مبدأ تقریر المصیر في المادة الأولى بفقرتها الثانیة التي نصت على إنماء العلاقات الودیة بین الدول على أساس احترام المبدأ الذي یقضي بالتسویة في الحقوق بین الشعوب، وأن یكون لكل منها تقریر مصیرها.
حركات التحرر الوطني والمنظمات الإرهابية
تنبع أكثر الإشكاليات التي تواجه حركات المقاومة الوطنية في الوقت الحالي ومنها حركة حماس، هو محاولة القوى الغربية وصمها بالإرهاب.
نتیجة اختلاف المواقف بین الدول واجتهادات المختصین في القانون الدولي حول تعریف الإرهاب، عمدت بعض الدول المعادیة لمبدأ حق الشعوب في تقریر المصیر على رأسها الولایات المتحدة الأمریكیة إلى الخلط بین مفهوم الإرهاب ومفهوم نضال الشعوب من أجل تقریر المصیر، وعلى الرغم من أن لكل منهما كیان وماهیة تمیزه عن الآخر بالإضافة إلى التناقض الصارخ بین المفهومین من حیث المشروعیة، إلا أن هناك خلطا متعمدا من جانب بعض الدول الغربیة، واستخدام هذا الخلط في إطار سیاسي وإعلامي لتشویه الحقائق والإساءة إلى حركات التحرر الوطني والمقاومة المشروعة للشعوب المضطهدة. بحسب الباحثة مبروكة عبد السلام مهاجر اقريره من جامعة المنوفية.
يذكر أن الاتفاقیة العربیة لمكافحة الإرهاب الدولي أكدت في المادة الثانية منها على "عدم اعتبار الكفاح المسلح جریمة إرهابیة "، حیث نصت الفقرة الأولى منها على أنه "لا تعد جریمة حالات الكفاح المسلح بمختلف الوسائل، بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال لاأجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقریر المصیر، وفقا لمبادئ القانون الدولي".
ماذا يعني الاعتراف بحركة حماس حركة تحرر وطني
إن الاعتراف بحركة حماس حركة تحرر وطني ينسف بالضرورة الأسس التي على أساسها صنفت الولايات المتحدة ودول غربية وعربية، كما ينسف الأسس التي تحظر الحركة خصوصا في العالم العربي.
كما أن الاعتراف بحماس حركة تحرر وطني يعني الاعتراف بها حركة سياسية تسعى للاستقلال الوطني، ما يعني التعامل معها كملف سياسي وليس كملف أمني كما يحصل في بعض الدول العربية.
لكن الأهم هو أن ذلك الاعتراف يصبغ الشرعية على مواقف الحركة وعلى رأسها استخدام القوة المسلحة ضد القوة المحتلة لإجبارها على الإقرار بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واستقلاله وإقامة دولته.
وهذا الاعتراف يفتح الباب أمام الدولة للتعامل مع حركة التحرر الوطني سياسيا وماليا أو حتى تقديم دعم عسكري طالما أن أعمالها المسلحة لا تتنافى مع القانون الدولي، وهو ما حصل مع حركات التحرر الوطني إبان فترة الاستعمار الغربي لدول في قارتي آسيا وأفريقيا.
كما يفتح الباب أيضا أمام مشروعية مواطني الدولة للتعامل مع حركة التحرر الوطني، بحيث لا تجرم تلك العلاقات أو التعاملات معها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس تحرر وطني الإرهابية الاحتلال حماس إرهاب الاحتلال تحرر وطني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القانون الدولی حرکة تحرر وطنی الکفاح المسلح تقریر المصیر حرکة حماس من أجل
إقرأ أيضاً:
حركات المقاومة الفلسطينية تستنفر أبناء الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن الأقصى.. وهذا ما حدث اليوم؟!
يمانيون|خاص
أثارت عملية اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف “بن غفير” لباحات المسجد الأقصى المبارك برفقة مجموعات من عصابات المستوطنين وتأديتهم طقوس تلمودية بحماية مشددة من كيان العدو ردود فعل غاضبة, في أوساط الفصائل والحركات الفلسطينية التي اعتبرته انتهاك سافر لمقدسات الأمة ووصفته بالتصعيد الخطير الذي يأتي ضمن مخططات صهيونية تستهدف المسجد وتسعى إلى تدميره, داعية شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف صفًا واحدًا في الدفاع عن المسجد الأقصى، والتعبير عن موقفهم تجاه مقدساتها وكرامتها.
وأصدرت الفصائل والحركات سلسلة بيانات متتالية حيث اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية هذه الاعتداءات استخفاف جديد بمشاعر ملياري مسلم, واستهجنت الصمت العربي والإسلامي تجاه الحصار المتواصل بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المبارك.
وقالت: “إن اعتداء الارهابي بن غفير اليوم على المسجد الأقصى واعتداءات المستوطنين الصهاينة الغاصبين يظهر مجدداً حجم الخطر الذي يتعرض له مسرى الرسول الأكرم في ظل الحكومة الصهيونية اليمنية المتطرفة، ويكشف مضي تلك الحكومة النازية بمخططاتها التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى وكينونته وهويته الاسلامية والعربية وتغيير الواقع هناك بالتزامن مع المجازر الارهابية البشعة في غزة”.
ودعا البيان الصادر عنها كل أبناء الأمة لأخذ دورها في حماية مسرى نبيها والضغط على الأنظمة التطبيعية التي تواصل تطبيعها مع الكيان الصهيوني المجرم في ظل جرائم الابادة الجماعية في غزة والانتهاك المتواصل لمقدسات الأمة في فلسطين.
دعوة للاستنفار الشامل
بدورها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،إن هذا التصعيد يُمثّل حلقةً جديدة في مسلسل العدوان المنظم على المسجد الأقصى والمقدسات، ضمن برنامج حكومة العدو الصهيوني الأكثر تطرّفاً وفاشية في تاريخ الكيان.
وأشارت إلى أن حكومة العدو الإجرامية تسعى للانتقال من التقسيم الزماني والمكاني إلى فرض السيطرة الكاملة على الأقصى، تمهيداً لتهويده بشكل شامل.
ولفتت إلى أن هذه الخطوة التي نُفذت بتواطؤ واضح من الإدارة الأمريكية، تُعبّر عن شراكة مباشرة في العدوان، أكّدها موقف وسلوك السفير الأمريكي لدى الكيان.
وذكرت “الشعبية” أنّ ما يجري في القدس، بالتوازي مع المجازر اليومية وجريمة الإبادة الجماعية والتجويع في غزة والضفة، يؤكد أن الشعب الفلسطيني يواجه حرباً شاملة تستهدف وجوده، وحقوقه، ومقدساته.
وأكدت أن كل ذلك يستدعي أوسع حالة استنفار شعبي ووطني في القدس والضفة والداخل المحتل، وتكثيف التواجد والاحتشاد في ساحات الأقصى وشوارع المدينة، والتصدي لمحاولات العدو الصهيوني فرض وقائع جديدة.
ووجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نداءً إلى جماهير الأمة العربية والإسلامية للتحرك الفوري والفعّال، نصرةً للقدس وغزة، ولمقدساتها التي تُستباح على مرأى من العالم.
وشدد على أن القدس هي رمز ومقدس للأمة العربية والإسلامية جمعاء، ومكانتها الروحية والتاريخية يجب أن توقظ في شعوب الأمة كل أشكال الغضب والتحرك، باعتبار الدفاع عنها مسؤولية جماعية لا تقبل التخاذل أو الصمت، وفق البيان.
تصعيد خطير
حركة الجهاد الإسلامي أوضحت بدورها أن التصعيد الصهيوني الخطير الذي يشهده المسجد الأقصى المبارك استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين حول العالم ، وانتهاك للحرمة الدينية للمسجد الأقصى المبارك، خصوصاً في ظل مخططات صهيونية تستهدف المسجد وتسعى إلى تدميره.
وحذرت من أن هذه الممارسات الاستفزازية تهدف إلى فرض سيادة العدو الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وفرض تقاسمه وتهويده، وإهانة الأمة العربية والإسلامية في مقدساتها وتاريخها.
كما حملت الحركة حكومة العدو المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الانتهاكات، معربة عن إدانتها صمت الدول والأنظمة العربية وعدم تحركها لوقف هذه الاعتداءات وحماية المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، بعدما تقاعست عن حماية دماء المسلمين في غزة، عجزاً أو تواطؤاً.
وتساءلت قائلة: “أين مواقف الشعوب العربية والإسلامية من هذه الانتهاكات المتكررة؟ وأين هي مشاعر الغضب تجاه مقدسات المسلمين وقبلتنا الأولى مسرى نبينا الكريم؟ وإن لم يتحرك المسلمون اليوم في مواجهة هذه الإهانة لعقيدتهم، والخطر الذي يتهدد مقدساتهم، فمتى يتحركون؟”.
ودعت حركة الجهاد الإسلامي، شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف صفًا واحدًا في الدفاع عن المسجد الأقصى، والتعبير عن موقفهم تجاه مقدساتها وكرامتها.
حماس تحذر
من جانبها أصدر حركة حماس بيان أكدت خلاله، أن الاقتحام السافر الذي نفذه قطعان المستوطنين بقيادة الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير، محاولة مستميتة من العدو الإسرائيلي لإنفاذ التهويد الكامل للمسجد.
وقال البيان الصادر عنها إن الاقتحام السافر الذي نفذه المتطرف إيتمار بن غفير، وزير ما يسمى “الأمن القومي” في حكومة العدو الصهيوني، برفقة مجموعات كبيرة من قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، وأداء طقوس تلمودية استفزازية فيه، يمثل انتهاكًا صارخاً لقدسية ومكانة الأقصى لدى الأمة الإسلامية جمعاء، ومحاولة مستميتة من العدو الإسرائيلي لإنفاذ التهويد الكامل للمسجد.
وحذرت حماس من تصاعد الاقتحامات والطقوس التلمودية داخل ساحات الأقصى، والتي كان آخرها السجود الملحمي ومحاولة ذبح القرابين، ونؤكد أن شعبنا الفلسطيني سيواصل الرباط والدفاع عن المسجد الأقصى، ولن يسمح بتمرير مخططات التقسيم أو التهويد”.
كما أهابت “بجماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى الذود عن مسرى نبينا، وتكثيف الرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى، والتصدي للاقتحامات وعربدة المستوطنين”.
ودعت “حماس” أحرار الأمة العربية والإسلامية للوقوف عند مسؤولياتهم تجاه حماية المسجد، ودعم وتعزيز صمود أهالي القدس الذين يتعرضون لمحاولات التهجير، والعمل على إيقاف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.
ويستخدم الكيان الصهيوني في انتهاكه المتواصل لحرمات وباحات المسجد الأقصى سياسية الترويض لإنفاذ تهويده ضمن مخططات التقسيم , وسط استمرار مجازر الإبادة الجماعية..ما يحتم على الأمة العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن مقدساتها في حماية مسرى النبي الكريم وإيقاف العربدة الصهيونية.