هكذا تبدو الخريطة السياسية في موريتانيا قبل انتخابات الرئاسة
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
حددت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا 29 يونيو القادم، موعدا للانتخابات الرئاسية، وفي حالة شوط ثان يوم السبت 13 تموز/ يوليو 2024.
وحددت اللجنة المستقلة للانتخابات يوم الجمعة 14 حزيران/ يونيو المقبل موعدا انطلاق الحملة الدعائية، على أن تُختتم يوم الخميس عند منتصف ليل 27 من الشهر نفسه.
ومع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية، بدأ حراك في أوساط المعارضة والموالاة، فيما بدأت خريطة المشهد السياسي في التشكل.
وقد أعلنت عدة شخصيات ترشحها للانتخابات الرئاسية وهم:
الرئيس الحالي الغزواني
فقد أعلن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني ترشحه للانتخابات في رسالة من تسع صفحات وجهها للشعب مساء الأربعاء، تعهد فيها بمواجهة كافة مسلكيات وممارسات الفساد والرشوى والتعدي على المال.
وتحدث ولد الشيخ الغزواني عن الإنجازات التي "تحققت في عدد من المجالات إضافة للخطوط العريضة للرؤى المؤطرة لبرنامجه الانتخابي خلال المأمورية الثانية".
وأكد ولد الشيخ الغزواني أنه "عمل ومنذ اليوم الأول بكل قوة وصدق ودون كلل على التنفيذ الأمين لمقتضيات العقد الانتخابي الذي على أساسه تم انتخابه، مبتعدا في كل ما أنجز لصالح هذا الشعب عن الشّخصنة والارتجالية والشعبوية والاستغلال السياسي الرخيص".
وأضاف أن مأموريته المقبلة "ستكون بالشباب ومن أجل الشباب" مشيرا إلى أنه "رغم كل ما أنجز لصالحهم إلا أنه متفهم جدا لما لدى الشباب من مآخذ وانتظارات".
وبالإضافة إلى دعمه من حزب "الإنصاف" الحاكم، فإن ولد الغزواني مدعوم من عدة أحزاب أخرى من بينها حزب "الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم" ثالث أكبر حزب ممثل في البرلمان، وحزب "الاتحاد والتغيير الموريتاني".
ووصل ولد الشيخ الغزواني إلى السلطة بعد حصوله على 52.01 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في يونيو 2019.
بيرام الداه اعبيد
كما أعلن أيضا الناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد، الترشح للانتخابات الرئاسية.
وقال في مهرجان جماهيري مساء الأربعاء، إنه ترشح من أجل "إحداث قطيعة من الفساد ونهب ثروات البلد".
ودعا ولد اعبيدي مناصريه إلى مراقبة مراكز التصويت يوم الاقتراع، وخصوصا المراكز التي يشرف عليها وجهاء القبائل ورجال الأعمال، لافتا إلى أنه يقدم نفسه لشعب موريتانيا كفرصة للتناوب.
وخاض بيرام الداه اعبيد، الانتخابات الرئاسة التي جرت 2019 وجاء في المرتبة الثانية بعد مرشح السلطة ولد الشيخ الغزواني، حيث حصد 18.58% من الأصوات.
كما خاض الانتخابات الرئاسية التي جرت 2014 وحصد 8,67% من أصوات الناخبين، وهو الآن نائب في البرلمان الموريتاني.
ومن بين أبرز الجهات الداعم للناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد، حزب "الصواب" وهو رابع حزب ممثل البرلمان.
العيد ولد محمد
من جهته أعلن النائب في البرلمان الموريتاني العيد ولد محمد ترشحه للانتخابات، معتبرا أن موريتانيا ما زالت على آخر قوائم التنمية، وتتصدر قوائم الفساد والفقر وضعف المؤسسات، وغياب الأمل في تغيير الواقع لدى الكثير من أبناء الشعب.
وقال في خطاب إعلان ترشحه إن وضع موريتانيا يحتم طرح سؤال جوهري، وهو لماذا بعد 63 سنة من الاستقلال، ما زالت موريتانيا على حالها؟.
وأكد ولد محمد، أن موريتانيا ما زالت تعتمد على الخارج في أكثر ركائز وجودها في الدواء والغذاء.
ويعتبر العيد ولد محمد، محام موريتاني وناشط حقوقي ونائب البرلمان الحالي، نشط في السياسية طيلة السنوات الماضية في حزب "تكتل القوى الديمقراطية" قبل أن ينشق عن الحزب وينضم مع عدد من رفاقه لحزب "الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية".
ومن أبرز الداعمين للمرشح العيد ولد محمد، حزب "الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية" بالإضافة لشخصيات سياسية مستقلة.
نور الدين محمد
كما أعلن الدكتور نور الدين محمد، وهو طيب وناشط حقوقي الترشح لخوض السباق الرئاسي.
ويحظى نور الدين محمد، بدعم واسع في أوساط الشباب، لكنه أنه غير مدعوم من أحزاب سياسية كبيرة.
ترقب لقرار المعارضة
وتنتظر الساحة السياسية بكثير من الترقب قرار حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (ثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان) الذي لم يحدد بعد خيارته بشأن السباق الرئاسي.
وقالت مصادر لـ"عربي21" إلى الحزب المعارض يدرس خيارات عدة من بينها الدفع بمرشح من داخل الحزب، أو دعم أحد المرشحين.
كما لم تعلن أحزاب معارضة رئيسية أخرى ومن بينها حزب "تكتل القوى الديمقراطية" قرارها بشأن خوض السباق الرئاسي.
توقعات المتابعين
ويرى عدد من المتابعين أن المؤشرات توحي أن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني سيتجاوز من الشوط الأول في الانتخابات.
وقال المحلل السياسي أحمد سالم ولد يب خوي، إن التوقيعات تظهر أن الغزواني قد يحسم السابق من الجولة الأولى، على أن يحتل المرشح بيرام الداه اعبيد المركز الثاني، ثم يأتي باقي المترشحين بنسب عادية.
لكنه لفت في تصريح لـ"عربي21" أن سكان العديد من المناطق يعيشون حالة من التذمر، ما يعني أن ذلك قد يؤثر بشكل أو بآخر على شعبية الرئيس الحالي.
وأضاف: "المؤشرات في المناطق الشرقية التي أنقذت الرئيس الحالي من الشوط الثاني في الانتخابات الماضية تشهد تذمرا واسعا داخل الأوساط التي عرفت تقليديا بولائها المطلق للأنظمة، بفعل تردي الأوضاع المعيشية، وتفاقم الوضع الأمني في مالي المجاورة".
هل تؤثر تجربة السنغال؟
وقد تابع الموريتانيون بكثير من الاهتمام الانتخابات الأخيرة التي جرت في الجارة السنغال، والتي أفضت إلى انتخاب شاب معارض.
وبهذا الخصوص يقول المحلل السياسي أحمد سالم ولد يب خوي، إن "العوامل الداخلية أكثر تأثيرا في الناخب الموريتاني الذي يستطيع تغيير الموازين".
لكنه لفت إلى أن التجربة السنغالية سيكون لها تأثير بشكل أو بآخر خصوصا في أوساط الشباب.
واختار السنغاليون في مارس الماضي، المعارض الشاب باسيرو ديوماي فاي، خامس رئيس لبلدهم، وذلك بعد أزمة سياسية عاصفة، تسبب فيها الرئيس المنتهية ولايته ماكي صال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية موريتانيا الغزواني موريتانيا نواكشوط الغزواني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ولد الشیخ الغزوانی الرئیس الحالی فی البرلمان
إقرأ أيضاً:
لميس الحديدي: علينا تعلم الدرس إذا كنا جادين في إقامة حياه سياسية سليمة
علّقت الإعلامية لميس الحديدي على الحصر العددي للجولة الأولى من الانتخابات في الدوائر التسع عشرة التي ألغتها الهيئة الوطنية للانتخابات في المرحلة الأولى في وقت سابق، قائلة: "نتيجة الحصر العددي لإجمالي 19 دائرة التي ألغتهم الوطنية للانتخابات في وقت سابق تطرح تساؤلات كثيرة جدًا تحتاج لإجابات من المسؤولين عن العملية الانتخابية، ومساءلة من قبل الجهات الرقابية لهؤلاء المسؤولين، حتى لو كانت تحقيقات داخلية يجب إجراؤها، وذلك إذا كنا جادين في إقامة حياة سياسية سليمة، خاصة بعد فيتو الرئيس الذي تدخّل لتصحيح مسار العملية الانتخابية، وبدون تدخله ربما كانت النتائج العبثية الأولى اكتملت كما هي".
وتابعت خلال برنامجها "الصورة" الذي تقدمه على شاشة النهار، قائلة: "فوجئنا في قراءة نتائج الحصر العددي، والتي ستُعلن رسميًا من قبل الوطنية للانتخابات لاحقًا، بفجوة كبيرة في المقارنة بين النتائج الأولى في أرقام المرحلة الأولى قبل الإلغاء وبين نفس الدوائر بعد الإلغاء وإجراء الانتخابات مرة أخرى".
وواصلت: "ممكن حد يقول ربما المشاركة أقل في تلك الدوائر بعد إعادة الانتخابات، جايز، لكن أن يكون الفارق شاسعًا في الأرقام بين نفس المرشحين في نفس الدوائر، وأن يحصل نفس المرشح بعد إعادة الانتخابات في الدائرة على ربع الرقم الذي حصل عليه قبل إلغاء الانتخابات في الدائرة؛ هذا فارق يحتاج لإجابة".
وأردفت: "في إجمالي 19 دائرة ملغاة سنجد تلك الفوارق، بل على العكس، بعض المرشحين في المرة الأولى كانوا فائزين، الآن أصبحوا خاسرين، والعكس صحيح، ناس كسبانة خسرت والعكس".
وضربت أمثلة على ذلك قائلة: "نشوف دائرة إمبابة، كان عدد المصوتين 100 ألف مصوت في المرة الأولى، وفي المرة الثانية بعد إعادة الانتخابات في نفس الدائرة ما يزيد بقليل عن 27 ألف ما معنى ذلك يا جماعة؟ هذا ربع الرقم؟! مش معقول يوصل للربع على سبيل المثال، مرشح المحافظين إيهاب الخولي في المرة الأولى حصل على 22860 صوتًا، ثم بعد إعادة الانتخابات حصل على 1300 صوت فقط، وتذيل القائمة، بالإضافة إلى أن نشوى الديب بعد إعادة الانتخابات شاركت مرة أخرى ولديها إعادة".
وعلّقت: "هذه الأرقام غير منطقية، وموجودة في كافة الدوائر الملغاة، والجولة الثانية هي جولة الحق، وهذا يطرح أسئلة كثيرة، ويطرح أيضًا على الأجهزة الرقابية مسؤولية أكبر أن تكتشف ماذا حدث؟".
وبينت أن الانتخابات تكلفة كبيرة على الدولة، قائلة: "إحنا مش حمل إهدار للمال العام وعندما نطالب بالمحاسبة من قبل الأجهزة الرقابية، مش الهدف اشلاارة بأصابع الاتهام لأحد لكن، الهدف أننا نتعلم درسًا لكي لا يتكرر هذا الأمر، لأننا نريد أن نعيش حياة سياسية بها ثقة، وأن تصل أصواتنا، ومش كل مرة الرئيس يتدخل".