اعتبرت وزارة الخارجية السودانية، أن بعض ما ورد في حديث وزير الخارجية التشادي مؤخراً، يؤكد تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للسودان.

بورتسودان: التغيير

استهجنت وزارة الخارجية السودانية، إنكار نظيرتها التشادية مساندتها لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ عام، وأكدت أنها محاولة لا جدوى منها.
ومنذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع في 15 ابريل 2023م، وجهت اتهامات كثيفة الى تشاد بمعاونة الدعم السريع ومدها بالعتاد والمقاتلين.

حقيقة ساطعة

ورد وزير الخارجية المكلف حسين عوض علي في تصريح، السبت، على حديث وزير خارجية تشاد لقناة الجزيرة مباشر، الذي أنكر فيهةدعم بلاده للدعم السريع وطالب بتقديم الدليل على ذلك.

وقال إن محاولة الوزير التشادي إنكار حقيقة ساطعة يعلمها كل العالم لا جدوى منها.

وأضاف أن “الدعم التشادي للمليشيا الإرهابية اوضح من شمس النهار” ويشمل تخصيص مطاري ام جرس وأبشي لاستقبال الرحلات الجوية التي تنقل الأسلحة والعتاد العسكري للمليشيا من دولة الإمارات.

وأشار إلى أن هذه الرحلات بلغت حتى الآن أكثر من 400 رحلة، رصدتها الأجهزة الوطنية والدولية المتخصصة، بتفاصيل الطائرات الناقلة والمسارات التي اتخذتها، وتواريخ وصولها وتفريغها، معززة بصور الأقمار الصناعية، ونقل هذا أيضا الإعلام الدولي ومراكز البحوث في عدد من الدول الغربية.

وأضاف أن فريق الخبراء المستقلين المكلف َمن مجلس الأمن بمتابعة القرار 1591 وثق ذلك في تقريره الأخير أمام المجلس، ووضح طرق وصول هذه الأسلحة والمعدات من تشاد للمليشيا، ونوه إلى أن القوات المسلحة تعاملت مع بعض القواقل التي تنقل الأسلحة من تشاد بعد دخولها الأراضي السودانية.

وكشف الوزير أن الأجهزة المختصة رصدت الأيام الماضية وصول مركبات عسكرية لتشاد عن طريق ميناء دوالا الكميروني وجهتها النهائية “للمليشيا الإرهابية” عبر الأراضي التشادية.

ترتيب وتنسيق

كذلك اتهم الوزير تشاد بترتيب وتنسيق مشاركة المرتزقة التشاديين ومن الدول التي لا يمكن الوصول منها إلى السودان إلا عبر تشاد.

وقال إن عددا كبيرا من المرتزقة التشاديين أو الذين دخلوا للسودان عبر تشاد لقوا حتفهم أثناء قتالهم إلى جانب المليشيا في مناطق مختلفة من البلاد، بجانب من هم حاليا في قبضة السلطات السودانية المختصة، ووثقت أجهزة الإعلام الدولية ومسؤولين امميين ذلك ايضا “بل إن المليشيا المتمردة نفسها ساهمت في هذا ببثها فيديوهات لمآتم بعض هؤلاء القتلى من المرتزقة من تشاد ودول أخرى مجاورة لها”.

وأكد الوزير أن تشاد ظلت مقرا لقيادات المليشيا تعقد فيها الإجتماعات واللقاءت وتتم فيها عمليات التجنيد وشراء الولاء، واستلام الأموال، فضلا عن علاج المصابين من عناصر المليشيا في مستشفياتها، أو الترتيب لهم للسفر خارج الأقليم للعلاج.

تدخل سافر

وتابع: “في الواقع فإن بعض ما ورد في حديث الوزير التشادي نفسه يؤكد تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للسودان، فقد ذكر بانهم لا يزالون يعتبرون محمد حمدان دقلو نائبا لرئيس مجلس السيادة، مع أنه أقيل من ذلك المنصب بعد تمرده على الدولة وتوجيه أسلحته للمواطنين العزل”.

وزاد بأن “حديث المسؤول التشادي المشار إليه، فضلا عن كونه تدخلا سافرا في شؤون السودان وفيما لا يعنيه، وخروجا على الأعراف الدولية الراشدة، هو استخفاف بضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبتها المليشيا المتمردة في الجنينة على بعد أميال قليلة من الحدود مع تشاد، وباقي جرائمها المنكرة في مختلف انحاء البلاد”- حسب البيان.

وعبر الوزير عن أسفه لما أسماه ارتهان الحكومة التشادية الحالية نفسها للقوى الخارجية التي تسببت من قبل في نشر الدمار والقتل وعدم الاستقرار في دول عديدة بالمنطقة، وذلك لمصالح ذاتية ضيقة لبعض المسؤولين التشاديين، في تنكر للعلاقات التاريخية الاجتماعية القوية بين الشعبين الشقيقين، ولمبادئ حسن الجوار وميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي، وانقلابا علي إرث الرئيس الراحل إدريس ديبي.

وطالب الوزير المكلف حكومة تشاد “بالعودة إلى رشدها” والتوقف عن تغذية الحرب والانتهاكات المريعة التي ترتكبها المليشيا ضد الشعب السوداني، وذلك من اجل مصلحة شعبها اولا، والاستقرار الإقليمي ثانيا، “لأن عداء الشعب السوداني والمساعدة على استباحة دمائه وأعراضه ومَمتلكاته كلفتها عالية جدا، ومن يشعل النار في السودان لن يكون بمنأي عنها”.

واعتبر أن تصريح وزير الخارجية لا يعبر عن الشعب التشادي الذي يعلمون حقيقة موقفه من تورط حكومته في حرب العدوان على السودان وشعبه، ونوه إلى إدانة عدد من القيادات التشادية السياسية والاجتماعية والدينية للدور المشين للحكومة التشادية لحساب قوى إقليمية ودولية.

الوسومأم جرس ابشي الإمارات الجنينة الجيش الدعم السريع السودان تشاد حرب 15 ابريل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أم جرس ابشي الإمارات الجنينة الجيش الدعم السريع السودان تشاد حرب 15 ابريل الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

ما الدور الذي تلعبه أفريقيا الوسطى في حرب السودان؟

نشر موقع "موند أفريك" الفرنسي تقريرًا سلط من خلاله الضوء على موقف السلطات في أفريقيا الوسطى تجاه الحرب الأهلية المستعرة في السودان.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن محور اهتمام اللقاء الأخير بين وزيرة خارجية جمهورية أفريقيا الوسطى سيلفي بايبو-تيمون ونظيرها الجزائري في 19 أيار/ مايو الماضي كان الحرب في السودان. وبينما للجزائر صلة بقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، الذي يرأس الدولة بحكم الأمر الواقع منذ سنة 2019، تسعى أفريقيا الوسطى إلى التقرّب من عدوها اللدود قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، الملقّب بـ "حميدتي".

بُعيد إعلان استقلالها عن القوات المسلحة السودانية في كانون الأول/ ديسمبر 2022، عقدت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو اتفاقًا مع وزير أفريقيا الوسطى للثروة والصحة الحيوانية، حسن بوبا - المعروف بفساده -  في بلدة أم دافوق الحدودية. ويبدو أن حكومة أفريقيا الوسطى تريد - بدعم من قوات الدعم السريع ومجموعة فاغنر – القضاء على "الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى" بقيادة نور الدين آدم و"اتحاد السلام في أفريقيا الوسطى" بقيادة علي داراسا، المجموعتين المسلحتين المعارضتين لنظام أفريقيا الوسطى.

في المقابل، سُمح لقوات الدعم السريع باستغلال مناجم الذهب حول بلدة غورديل في فاكاغا. وبات هذا الدعم واضحًا في خضم الصراع الحالي بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية الذي اندلع في نيسان/ أبريل 2023. وقد نقلت عناصر ميليشيا "فاغنر" الروسية الموجودة في أفريقيا الوسطى الأسلحة إلى السودان عبر الحدود الشمالية لدعم قوات حميدتي. ردًا على ذلك، تستخدم القوات الموالية للخرطوم نور الدين آدم، الذي يمثل شوكة في حلق قوات الدعم السريع ويواصل تنفيذ عمليات مزعزعة للاستقرار في إفريقيا الوسطى.


لوحظ في سنة 2024 تغيير في موقف جمهورية أفريقيا الوسطى تجاه الأزمة في السودان. اعتبارًا من شهر شباط/ فبراير، التقى رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين تواديرا وبعض مستشاريه كبار مسؤولي جهاز المخابرات العامة السوداني. وفي الواقع، تسعى بانغي إلى إظهار نوع من الحياد من خلال التقارب مع الجزائر التي تحاول التوسّط في حل الصراع السوداني.

وذكر الموقع أن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، الذي يترأس مجلس جامعة الدول العربية، يستغل تفويض الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتنسيق مبادرة سلام قائمةٍ على الوساطة بين الأطراف المتحاربة. وفي هذا السياق، استقبل وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف وزيرة خارجية جمهورية إفريقيا الوسطى سيلفي بايبو-تيمون في الجزائر يوم 19 أيار/ مايو 2024.

وأشار الموقع إلى أن عائلة الجنرال السوداني المتمرد حميدتي تنحدر من عشيرة "مهارية" من قبيلة الرزيقات العربية البدوية، المعروفة بالتجارة وتربية المواشي. وفي إفريقيا الوسطى، يعمل العديد من الناقلين السودانيين لصالح عبد الرحيم دقلو، الأخ الأكبر لحميدتي، بتهريب الأبقار المسروقة من السودان إلى بانغي عبر أم دافوق وبامباري. وفي طريق العودة، ينقلون القهوة التي يشترونها من بامباري بأموال بيع الأبقار.

وأورد الموقع أن عمليات التهريب هذه تتم في العلن في أفريقيا الوسطى منذ أشهر وتولّد أرباحاً مالية كبيرة تخدم عائلة حميدتي وقوات الدعم السريع في الوقت الذي تفرض فيه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الشركات الرئيسية التي يملكونها.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • ماذا يعنى تصعيد الهادى ادريس نائبا لرئيس (تقدم)
  • مساعد قائد الجيش السوداني: نعد لضربة شاملة في الخرطوم
  • إنطلاق إمتحانات الشهادة الإبتدائية بمدرسة الصداقة السودانية التشادية
  • رصاصة في الرأس تنهي حياة متطوع بالعاصمة السودانية
  • ما الدور الذي تلعبه أفريقيا الوسطى في حرب السودان؟
  • هل تنعش التحركات الدولية والإقليمية عملية السلام في السودان؟
  • هنا غزة.. هنا السودان جرح واحد يشعل منصات التواصل
  • السودان يخاطب منتدى «التعاون العربي الصيني» بالعاصمة بكين
  • السودان.. “رفض” محادثات السلام ينذر بخطر تدخل “خبيث” لإطالة أمد الحرب
  • السودان.. رفض محادثات السلام ينذر بخطر تدخل خبيث لإطالة أمد الحرب