"أبو مهدي" أول صاروخ كروز بحري إيراني بعيد المدى يستخدم الذكاء الاصطناعي وتقنية "باحث الرادار المزدوج" لمواجهة الحرب الإلكترونية، أنتجته مؤسسة الصناعات الجو فضائية التابعة لوزارة الدفاع، وزودته بمحرك نفاث من فئة طلوع "لحماية مضيق هرمز والشواطئ الإيرانية".

سمي الصاروخ نسبة إلى أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي الذي اغتالته الولايات المتحدة مطلع عام 2020 برفقة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على طريق مطار بغداد.

وهو جيل من صواريخ كروز الأرضية الإيرانية مثل "سومار" و"هويزة" التي يبلغ مداها 1350 كيلومترا. كما أنه نسخة متطورة من صواريخ كروز التي تمتلكها البحرية الإيرانية ويتفاوت مداها من 15 حتى 350 كيلومترا، ومنها صواريخ "كوثر" و"ظفر" و"قدير" و"رعد" و"نصير".

صواريخ "أبو مهدي" أثناء تسليمها لبحريتي الجيش والحرس الثوري الإيرانيين بمياه الخليج يوم 25 يوليو/تموز 2023 (أسوشيتد برس) تاريخ التصنيع

كشف القائد السابق لبحرية الجيش الإيراني أمير خانزادي في يونيو/حزيران 2020 عن إنتاج بلاده صاروخا بحريا بعيد المدى وأسماه "طلائية". لكن إيران غيّرت تسميته في 20 أغسطس/آب من العام نفسه إلى "أبو مهدي" وكشف عنه يومها خلال عرض عسكري بمناسبة يوم الصناعة الدفاعية الإيرانية، عرضت فيه وزارة الدفاع نموذجا عن الصاروخ منقوشا عليه كلمة "طلائية".

وأدخلت وزارة الدفاع الصاروخ في الخدمة يوم 25 يوليو/تموز 2023، وسلّمت عشرات النماذج المجنّحة منه لبحريتي الجيش والحرس الثوري بالمياه الخليجية، وذلك بحضور وزير الدفاع محمد رضا آشتياني.

ووصف آشتياني صاروخ "أبو مهدي" بأنه "نقطوي وإستراتيجي وفريد في خصائصه، ولا نظير له في تخطي المنظومات الدفاعية الخاصة بالعدو وتدمير السفن والفرقاطات والمدمرات المعادية بشكل كامل".

المواصفات الفنية

المدى: أكثر من ألف كيلومتر.

الطيران: على ارتفاع منخفض بمساعدة أجهزة قياس الارتفاع بالرادار مما يعقّد عملية اعتراضه.

الوقود: وقود المحرك الأول صلب ووقود المحرك الثاني (نفاث) سائل.

القطر: 55 سنتيمترا.

عدد الأجنحة: 9 أجنحة مستطيلة ذات رأس دائري، أربعة منها مشبكة ومثبتة في العجز، و3 أخرى نهاية جسم الصاروخ، واثنان وسط الهيكل الرئيسي.

المميزات التكتيكية

أبرز الميزات التكتيكية التي وردت على لسان القادة العسكريين الإيرانيين حول صاروخ كروز "أبي مهدي" كانت:

استخدام الذكاء الاصطناعي في برنامج تصميم مسار التحليق والقيادة والتحكّم. استخدام تقنية باحث الرادار المزدوج لمواجهة الحرب الإلكترونية والتخفي عند الاقتراب من الهدف. استخدام متفجرات ذات قوّة تدميرية عالية في الرأس الحربي. استخدام أنظمة ملاحية متكاملة ومتطورة تجعل العثور على القاذفات مهمة صعبة للعدو قبل إطلاق الصاروخ. القدرة على اختيار طرق مختلفة للتحليق نحو الهدف ومهاجمته من اتجاهات مختلفة بعد الالتفاف عليه. مزوّد بمحرك نفاث من فئة "طلوع" الذي أثبت جدواه في طائرات كرار بدون طيار وصواريخ كروز جيل "نور" و"قادر" و"قدير". مزود برأس ذي توجيه نشط بالرادار. التغلب على رادارات العدو والمرور عبر العوائق الطبيعية والاصطناعية الأخرى. الإطلاق من جميع المنصات الثابتة والمتحركة من السواحل، وبواسطة الغواصات والبوارج البحرية. التحضير والإطلاق في وقت قصير جدا وسرعة تشغيل قصوى وردة فعل سريعة. يمكن إطلاق عدة صواريخ من اتجاهات مختلفة نحو هدف معين وإصابته بشكل متزامن. قادر على تحديث الوضع النهائي للهدف أثناء التحليق وإدارة اختيار الهدف في الميدان. القدرة على تغيير المسار وارتفاع التحليق وفقا لتعقيدات الجغرافيا والأنظمة الجوية للعدو. قدرة التحكم به عالية. إمكانية زيادة مدى الصاروخ إلى مسافات أبعد من ألف كيلومتر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أبو مهدی

إقرأ أيضاً:

مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي

 

 

خميس بن سعيد بن سالم الحربي

k.s.s.alharbi@moe.om

 

في إحدى المرات استوقفتني عبارة وردت في كتاب يتحدَّث عن مكتبات المُستقبل "انظر جيدًا قبل عبور الشارع ثم انطلق"، ورغم بساطتها، إلّا أنني أراها تجسد جوهر المرحلة التي نعيشها اليوم في مراكز مصادر التعلّم؛ فقبل أن نعبر نحو المُستقبل، علينا أن نتأمل واقعنا بصدق، ثم نخطط بحكمة، لننطلق بثقة في عالم يتغير بسرعة غير مسبوقة في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي.

لقد شهد العالم تحولات جذرية في مفهوم المكتبات ومراكز مصادر التعلّم؛ فلم تعد هذه المراكز مجرد أماكن لتخزين الكتب، بل أصبحت فضاءات معرفية رقمية، ومنصات للتعلم الذاتي، والتفكير النقدي، والإبداع، وبناء مهارات المستقبل، ومع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وغيرها، أصبح الوصول إلى المعلومة أسرع من أي وقت مضى؛ مما يفرض على هذه المراكز إعادة ابتكار دورها، بدلًا من التمسك بنموذجها التقليدي، كما يخشى البعض أن تصبح مراكز مصادر التعلّم كيانًا قديمًا مع تراجع استخدام المصادر الورقية وازدياد الاعتماد على المصادر الرقمية، وهذا الخوف وإن كان مشروعًا قد يدفع صناع القرار إلى التقليل من أهمية هذه المراكز، مما قد يؤدي إلى تراجع مستوى الدعم، وضعف توفير الكوادر المتخصصة، وتقليص الاستثمارات في تطويرها ومع ذلك، فإنَّ الخطر الحقيقي لا يكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في الجمود وعدم القدرة على التكيف معها.

من وجهة نظري.. فإنَّ المستقبل لن يُطيح بمراكز مصادر التعلم؛ بل سيُعيد تشكيلها، فلن يبقى أخصائي مصادر التعلم مجرد مسؤول عن الكتب والأجهزة؛ بل سيصبح واضعًا لسياسات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وحارسًا لأخلاقيات المعلومات، ومحفزًا على الابتكار، وموجهًا للطلبة في مواجهة الانتحال والابتزاز الإلكتروني، وشريكًا في بناء عقلية رقمية ناقدة وواعية.

كما إنَّ الدور القادم لأخصائي مصادر التعلم هو دور قيادي، وتربوي، وثقافي، وليس تقنيًا فحسب؛ فالمعرفة اليوم متاحة للجميع، لكن القدرة على التمييز بين الموثوق والمضلل، وبين الإبداع والنسخ، وبين التفاعل والتشتت، هي المهارة الحقيقية التي ينبغي أن نغرسها في الأجيال.

تُظهر العديد من الدراسات أنَّ وجود برامج مكتبية قوية تدار من قبل أمناء مؤهلين يسهم في رفع معدلات القراءة والكتابة والنجاح الأكاديمي وفي المقابل، تكشف بيانات عامي 2021-2022 في الولايات المتحدة أن 35% من المناطق التعليمية لا يوجد فيها أمين مكتبة مدرسي، وأن 35% أخرى تعتمد على أمين بدوام جزئي فقط، مما يؤثر سلبًا على أكثر من 12 مليون طالب، حيث إن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل هي رسالة تحذيرية واضحة حين نتجاهل مراكز مصادر التعلم، فإننا ندفع الثمن تربويًا وثقافيًا.

الحقيقة أننا أمام مفترق طرق: إما أن نعيد تشكيل مراكز مصادر التعلم لتصبح بيئات رقمية مبتكرة تقود التغيير، وإما أن نتركها تتراجع حتى تتحول إلى مساحة مهجورة لا قيمة لها في العملية التعليمية ولا يتفاعل معها أحد، كما إن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا؛ بل فرصة لبناء جيل باحث، ناقد، مبدع، يمتلك أخلاقيات رقمية، ويستخدم التقنية بوعي ومسؤولية.

** مشرف مصادر التعلم بالتربية والتعليم

 

مقالات مشابهة

  • "جامعة التقنية" تنظم ورشة عمل لتعزيز النزاهة الأكاديمية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟
  • وزير الدفاع الأوكراني: نحتاج إلى المزيد من قذائف المدفعية بعيدة المدى
  • كل ما نعرفه عن صاروخ كوريا الشمالية الغامض.. هواسونغ-20
  • «الدفاع المدني» تُوضح طرق الإخلاء الصحيح في حال وقوع حريق
  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • زيلينسكي يزور واشنطن لطلب صواريخ بعيدة المدى
  • تعزيز مهارات موظفي البريمي في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاجية العمل