«الإفتاء» توضح خطوات الحج بالترتيب.. تبدأ من يوم التروية
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
فضّل الحج من أعظم العبادات في الإسلام، حيث يتوجب على كل مسلم بالقدرة المالية والصحية أداؤه مرة واحدة في العمر، فهو مناسبة للتوبة والتجديد الروحي، وتكفير الذنوب والخطايا، ومن فضائله أنه يجمع المسلمين من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد لأداء هذه الفريضة، مما يعزز الوحدة والتلاحم بينهم، ويجب التعرف على خطوات الحج بالترتيب قبل الشروع في السفر إلى الحج.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن أعمال الحج تبدأ من يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، فيذهب الحاجّ المُفْرِد والقارن إلى منى ضحى، وكذلك المُتَمَتِّع لكن بعد أن يُحْرِم؛ لأنَّه قد تحلَّل من إحرامه بعد أداء العمرة، ويُسْتَحَبُّ للذاهب إلى منى الاغتسال، ثم يلبس ملابس الإحرام، فإن كان متمتعًا فليحرم بالحج، وليكثر الحاجّ من التلبية.
ويصلّي الحاجّ في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وله أن يقصر الرباعية؛ لكن دون جمع والذهاب إلى منى والمبيت بها في هذا اليوم سنة.
يوم عرفة في الحج ضمن خطوات الحج بالترتيبوتابعت الإفتاء في شرح خطوات الحج بالترتيب: «إذا طلعت الشمس يوم التاسع يُسْتَحَبُّ للحاجّ التبكير في الذهاب إلى عرفة، إن لم يكن قد ذهب إليها في اليوم الثامن كما سبق، وينبغي عليه أن يتأكد أنَّه داخل حدود عرفة؛ لأنَّ الحجّ عرفة، بل هو ركن الحج الأعظم، ولا يصحّ الحجّ بدونه، ولا يُقضى إن فات، ولا شيء يجبره من هدي أو صيام، وينتظر الحاج في عرفة إلى غروب الشمس، ويُسْتَحَبُّ له أن يكثر من الذكر والدعاء مُسْتَقْبِلًا القبلة، والوقوف بعرفة مُمْتَدٌّ إلى طلوع الفجر من يوم العاشر فمَنْ أدرك عرفة في أي جزء من الليل قبل الفجر صحّ وقوفه بها ولا يُشْتَرَطُ للوقوف الطهارة».
ويذهب الحاجّ بعد الغروب إلى مزدلفة، ضمن خطوات الحج بالترتيب ومن السنة أن يصلي بها المغرب والعشاء والفجر، ثم يمكث فيها للدعاء والذكر إلى قرب طلوع الشمس من يوم العاشر.
يوم النحروأضافت الإفتاء «في هذا اليوم تتركز أكثر أعمال الحج، ففيها رمي جمرة العقبة، وذبح الهدي، وحلق الرأس، وطواف الإفاضة، ولا يجب فيها الترتيب، وإن كان المستحب فعلها على الترتيب الذي ذكرناه؛ لأنه فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم».
رمي جمرة العقبةالجمرات ثلاث، وفي يوم النحر تُرْمَى واحدة فقط، وهي أقرب الجمرات إلى مكة، وتُسَمَّى جمرة العقبة الكبرى، فترمي فيها بسبع حصيات متعاقبات؛ أي: لا تَرْمِهَا دفعة واحدة، ويُسَنُّ التكبير مع كل حصاة، وتجمع الحصيات من أي مكان، وتكون الواحدة بقدر الحمصة.
ذبح الهدييذبح الحاجّ هديه، وهو واجب على القارن والمتمتع، والآن يدفع الناس ثمن الهدي لبعض الجهات الخيرية، والتي تقوم بالذبح وتوزيعه على الفقراء، بما عرف عند الناس بـ(الصكوك).
حلق شعر الرأس أو تقصيرهحلق الشعر يكون بالشفرات، وتقصيره يكون بالمقص وغيره، والمقصود أخذ بعض شعر الرأس، والحلق أفضل من التقصير؛ لأنَّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم دعا للمحلّقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة، والمرأة تقص من شعرها قدر أنملة الإصبع.
طواف الإفاضةويُسَمَّى أيضًا طواف الزيارة، أو طواف الركن، ويشترط له الطهارة؛ لأنَّه بمنزلة الصلاة إلَّا أنَّ اللَّه أباح الكلام فيه، كما ورد في الأثر، ويكون بالطواف حول الكعبة سبع أشواط، يبدأ الشوط من الحجر الأسود وينتهي عنده، ويجعل الكعبة عن يساره، أي: كما يقال يكون الطواف ضد عقارب الساعة، ولا نهاية لوقت الطواف عند بعض الفقهاء كالشافعية والحنابلة، لكن لا بد من الإتيان به، ولا يكفي الفداء عن أدائه إجماعًا؛ لأنه ركن، والركن لا يُجْزِئُ عنه البدل.
ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، يبدأ فيها من الصفا وينتهي عند المروة، ولا يشترط للسعي الطهارة، وإن كان يستحب ذلك.
ورمي الجمرة والحلق أو التقصير والطواف، هذه الثلاث إذا فعل المُحْرِمُ منها اثنين كان مُتَحَلِّلًا تَحَلُّلًا أصغر، فيحلّ له كل شيء من محظورات الإحرام إلا النساء، فإذا أتى بالثالث منها كان مُتَحَلِّلًا التَّحَلُّل الأكبر فيحلّ له النساء أيضًا، فلو رمى الجمرة وحلق أو قصر، جاز له أن يلبس ما يشاء من المباح وأن يتعطر، وأن يطوف بمكة بهذه الهيئة.
ثم يكون المبيت بمنى ليلة الحادي عشر والثاني عشر، وكذلك الثالث عشر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحج خطوات الحج الافتاء من یوم
إقرأ أيضاً:
النصيحة والتوجيه.. الإفتاء توضح أساليب الإصلاح في الحياة الزوجية
كشفت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك عن أساليب الإصلاح في الحياة الزوجية.
وقالت إن من أساليب الإصلاح في الحياة الزوجية: الإحسان للطرف الآخر، ولو كان كثير التقصير، فالإحسان يأسر القلوب ويغير النفوس.
النصيحة والتوجيه بين الزوجين
وقالت دار الإفتاء المصرية إن النصيحة تُعدُّ من أفضل وسائل الإرشاد والتوجيه بين الزوجين نحو ما ينبغي فعله من أحد الطرفين تجاه الآخر، خاصةً أن الحياة الزوجية لا تخلو من التعرض للمواقف والهزات المهددة لاستقرار بناء هذه الحياة ذات الميثاق الغليظ وتكامل أدوار ومسئوليات أفرادها، سواء كان ذلك نتيجة فتور التواصل والتفاعل بين الزوجين، أو قصور الأداء للأدوار والمسئوليات، أو عدم تشبع الاحتياجات بصورة ملائمة لهما.
وأوضحت أن النصيحة كلمة جامعة يعبر من خلالها عن حسن القصد وإرادة الخير من عمل أو قول، وهي تستمد مشروعيتها في خصوص الزوجين والعلاقات الأسرية إلى عموم الأدلة الشرعيَّة الواردة في الحث على بذل النصيحة وإرشاد العامة بمصالحهم في دنياهم وآخرتهم؛ حيث جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من أعمدة الدين في قوله الكريم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قلنا: لمن؟ قال: «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِم» "صحيح مسلم".
كما وردت الإشارة إلى استخدام النصح في خصوص الحياة الزوجية علاجًا عند وقوع النشوز من الزوجة في قوله تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ﴾ [النساء: 34]، والنشوز: مخالفة شرعية واجتماعية، وفي هذه الآية الكريمة أرشد الله تعالى إلى ضرورة أن يتعامل الزوج مع زوجته بالنصيحة والوعظ ولين الكلام، وتذكيرها بالله وحقه الذي طلبه الله منها، بشرط ألا يخرج إلى حدّ الإضرار بها بدنيًّا أو نفسيًّا.
إن حاجة الزوجين لوجود النصيحة بينهما وحسن تلقي الطرف المنصوح من الطرف الناصح لشديدة؛ فهي ضرورة حياتية، تقتضيها مسئولية كل واحد منهما في الأسرة؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «الرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ» "متفقٌ عليه"، بالإضافة إلى أن ذلك يدور مع مقاصد الحياة الزوجية بطبيعتها الخاصة التي ينبغي أن يراعى في بنائها توفر السكن والمودة والرحمة؛ بحيث تكون المرأة سكنًا للرجل ويكون الرجل سكنًا للمرأة.
وينبغي أن يراعى في الأخذ بمبدأ النصيحة ضوابط عدة وآداب متنوعة؛ حتى يمكن الاستفادة من مقاصدها خاصة في داخل الحياة بين الزوجين، وإلا كانت موردًا من موارد الخلافات والمشكلات بين الزوجين، وتدور هذه الضوابط حول المحافظة على كرامة الطرف المنصوح ومنع الطرف الناصح من الاستعلاء والتعسف في استعمال الحق؛ ومن ذلك: ضرورة مراعاة عدم إسداء النصيحة أمام الآخرين ما أمكن، مع التماس العذر، وكذا البُعد عن العتاب الدائم سواء بالتصريح أو التلميح، بالإضافة إلى استخدام أسلوب التحفيز والتشجيع والحب والاحتواء والصبر والرحمة لا التعالي والسيطرة والانتقاص؛ امتثالًا للحكمة السامية الواردة في قول السيدة أمُّ الدرداء رضى الله عنها: "من وعظ أخاه سرًّا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه". "شعب الإيمان" للبيهقي.
وعلى هذا النحو تصبح النصيحة داخل الأسرة لغة التوجيه والتشاور والتواصل بين أفرادها والتي يتمكن من خلالها كلّ منهم من نقل أفكاره ومشاعره واهتماماته وهمومه ورغباته إلى الأطراف الأخرى من أجل تحقيق التوافق المطلوب بين تلك الأفراد بما يجعلهم سعداء في حياتهم الأسرية.
فالنصيحة تُعد علاجًا ناجعًا للتصدي للتحديات والمشكلات التي تقابل الأسرة في مسيرتها نحو الاستقرار، وقبل حدوث شيء من هذا القبيل هي أيضًا من الإجراءات الوقائية المبكرة التي تحفظ كيان الأسرة من ديمومة الخلافات والتخاصم، خاصة إذا ما روعيت شروطها وآدابها الأخلاقية التي تحفظ على الزوجين خاصة جو الحب والمودة بينهما.
وبذلك فالنصيحة بين الزوجين هي أهم وسائل التواصل الأسري وعوامل استقرارها وتماسكها؛ لكونها مظهرًا صادقًا لمدى اهتمام كل طرف بشئون الآخر وأحواله ودخوله ضمن أولوياته ورعايته الخاصة، فضلًا عن دخولها في الإجراءات الوقائية والعلاجات الناجعة لمشكلات العلاقة الزوجية التي هي شديدة الاتصال والخصوصية كشأن الملابس المحيطة بجسد الإنسان والملازمة له؛ كما في قوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [سورة البقرة: 187].