يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من هبة التبعي

يعاني قصي محمد ذو الخامسة ربيعا من التوحد، ولا يتقبل وجود أي شخص غريب في منزلهم ويرفض الخروج منه حتى برفقة والديه، تقول والدته سميرة الصنوي أن مسلسلات الكرتون هي من تسببت في ذلك كما أخبرها الأطباء.

“أعمل سكرتارية في إحدى المرافق وزوجي مغترب في السعودية، لذا أترك أطفالي برفقة التلفاز لمشاهدة مسلسلات وأفلام الكرتون في المنزل وأذهب إلى العمل، كوني أراهم ينسجمون مع الكرتون ويشغلهم مما يمكنني بالقيام بأعمالي بشكل أفضل”، تقول الصنوي.

وتضيف أم قصي لموقع “يمن مونيتور”، أن ابنها الأول ذو التسعة أعوام يميل للعدوانية، دائما ويقوم بحركات خطيرة قد تعرضه للخطر بدون وعي، حتى أن احيانا يضربها بطريقة غريبة غير واعية، مشيرة أن هذه الحركات نفسها اكتسبها من مسلسلات الكرتون التي تحتوي على مشاهد العنف بشكل أكبر، حيث لاحظت في الفترة الأخيرة.

وتؤكد نجلاء الحسني أن السنوات الأولى من حياة الطفل حاسمة في تشكيل شخصية الطفل من جميع النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية الانفعالية؛ لذا يجب إعطاء هذه الفترة قدر كبير من الاهتمام سواء من الأمهات أو التربويين.

وتسترسل الحسني وقد أخذت الدكتوراه في أصول التربية:” للأسف الكثير من الأمهات يتركن أولادهن لساعات طويلة أمام التلفاز أو شاشات أجهزتهم المحمولة وكذلك تفعل مدراس ورياض الأطفال؛ بغرض التسلية واللهو، بدون الانتباه للمحتوى الذي يعرض لهم غير مدركين الأفكار المندسة في محتوى الأطفال والذي يؤثر على قيمهم والمفاهيم في هذه المرحلة الحساسة”.

وسيلة الطفل الأولى

لا يوجد حتى الآن في أدبيات علم النفس والاطفال وسيكولوجية مرحلة الطفولة ما يفسر سر ولع الأطفال بالمشاهد الكرتونية والرسوم المتحركة وإن كانوا في الستة الأشهر الأولى من عمرهم، على الرغم من أنهم لا يفهمون شيئا إلا أنها تفصلهم تماما عما يحيط بهم وينجذبون إليها نفسيا وتستحوذ على جل اهتمامهم، والعلماء المختصون يشيرون إلى أن هذه المسلسلات تخاطب حواس السمع والبصر وبتالي يكون تأثيره أقوى وأسرع من أدوات الاتصال الأخرى.

المحتوى الكرتوني هو الوسيلة المفضلة لدى الأطفال واسلوب التربية والترفيه الأول، منذ أن ظهر هذا المحتوى في العالم العربي وهو يحمل رسالة سامية وهدف تعليمي إيجابي ينشئ الأطفال تنشئة إسلامية حسنة، وذلك تحديدا عندما كانت القنوات التلفزيونية محدودة ولا نمتلك مواقع إلكترونية أو سوشال ميديا، كانت المسلسلات الأجنبية وحدها من تحمل غزو فكري للشباب بعيدة عن المحتوى الخاص بالأطفال، أما الآن عندما أصبحت المواقع الالكترونية في متناول الجميع وتعددت القنوات التلفزيونية الخاصة بالأطفال والكثير من الأفكار المنافية للعقيدة الإسلامية والثقافة العربية والأدب العام تدس في محتوى الأطفال بطرق مباشرة وغير مباشرة، أي في مسلسلات وأفلام الكرتون التي تصنعها شركات أجنبية وتعرضها قنوات عربية مدبلجة لغتها الأصيلة إلى لغة عربية.

محتوى هابط يستهدف الاطفال

تفيد آية خالد لموقع ” يمن مونيتور” صحافية مهتمة بقضايا الأطفال :” من خلال دراستنا لمحتوى الأطفال وما يعرض لهم محليا ودوليا غير تعليمي وهو عبارة عن محتوى مبتذل يكسبهم سلوكيات سيئة خصوصا في المرحلة العمرية الثانية إلى الرابعة”.

وترى آية وهي صاحبة منصة إكسير الطفولة، المنصة الأولى في اليمن التي تهتم بقضايا الأطفال، أن هذه المرحلة العمرية يقوم الطفل فيها بدور المتلقي ويخزن سلوكيات وتصرفات وحركات ستبقى أساسيات مخزنة في عقله سيبني عليها أفكار ووجهات نظر، وعندما تترك أمام الطفل شخصيات يعتبرها قدوة بمشاهد مخلة بالأدب ومواقف فيها إيحاءات جنسية وسلوكيات غير سوية ستؤثر عليه بالفعل.

” حتى أن هناك رسوم متحركة تقدم أناشيد فيها لمسات لأماكن حساسة بشكل مخجل وبطريقة تنتهك حقوق الطفل، انحدار وابتذال كثير يظهر بمحتوى الأطفال، حيث اصبح التقبيل بالفم بين الأطفال شيء طبيعي ورؤية الأعضاء التناسلية بين الأطفال شيء غير مخجل، الأطفال خطير جدا حيث أن هذا الجيل هو جيل الذكاء الاصطناعي والتقنيات يفهم الايحاءات ويتأثر بسرعة وهذا يؤثر على عقليته ويخل بالبراءة”، تسترسل آية.

مشاهد تثير الجدل

تعرض العديد من المشاهد التي تروج لأفكار سلبية تهدم العقيدة وتعاكس الفطرة السليمة على الشاشة العربية، حيث بدأ يتجه الغرب إلى جعل العالم يتقبل ويتعايش مع الشذوذ الجنسين وجعلت من المسلسلات الكرتونية والإنمي وسيلة لتحقيق هذا الهدف، في حلقة BIVALIV ROCK –a-BYE من المسلسل الكرتوني ” SpongeBob”” الذي يعرض على قناة “Mbc3″ الذي ظهر بطل المسلسل سبونج بوب مرتدي ملابس نساء يلعب فيه دور الأم ويقيم في منزل مع صديقه باتريك نجم البحر المعروف ب ” بسيط” وينجبان طفل، هذا مشاهد واضح يروج للمثلية والشذوذ، وكذلك ظهر سبونج بوب وهو يشاهد مشاهد إباحية في غرفته الخاصة ثم دخل عليه جاري، فأغلق التلفاز، مشهد لعدة ثواني لكن ما الغرض من دس مثل هذه المشاهد للأطفال!

الكثير من الأعمال الكرتونية التي تنتجها شركة ” ديزني” التابعة للولايات المتحدة الأمريكية والتي تبث معظم أعمالها على قناة cn بالعربية ” كارتون نتورك”، والتي معظمها تحتوي على محتوى جنسي وغير أخلاقي وتروج لفكرة الشذوذ الجنسي بشكل مباشر، كظهور العديد من الشخصيات من أصل الجنس الواحد متزوجين ويعيشون في منزل واحد أو يقيمون علاقة غرامية مثل “الجميلة والوحش” وكرتون “العم جدو”، وجهت العديد من الانتقادات لهذه القناة من قبل الجمهور العربي تروج للمثلية، فغيرت القناة شعارها بعلم المثلية الواضح.

مسلسل ” ذا سيمبسونز” الشهير الذي يحمل هدف خطير فهو ذو بعد سياسي وعاطفي يمثل المجتمع الأمريكي بأفكاره وثقافته ويحتوي على ألفاظ بذيئة ومشاهد غير أخلاقية ومغرية وايحاءات جنسية وعرض أفكار ماسونية تمثل منظمات سرية، وكذلك فهو يهين قيم الأسرة ويشجع على السلوك المنحط وإهانة الشخصيات العامة في البلدان.

كما أن هناك العديد من المسلسلات التي تروج لأفكار سلبية وغير مهذبة تعرض على معظم القنوات العربية واليمنية أيضا مسلسل ” توم وجيري” التي تؤثر على الأطفال مباشر من خلال العدوانية والتحايل والكراهية والعنف وظهور مشاهد التدخين وربطها بالرجولة اعتباره شيء يتفاخر فيه وكذلك الكحول وتعاطي مواد ضارة، بالإضافة مسلسل “ماشا والدب” الذي يعلم الأطفال أذية الأخرين والتبرير تصرفات ماشا الخاطئة قد يتعلم الأطفال منها ويطبقها على أرض الواقع.

رسوم بحبر من سم

تقول حياة حسان لموقع ” يمن مونيتور” حول هذه الرسوم:” هذه القنوات غرضها هدم مبادئنا الإسلامية والعربية، حيث تصور لهم أن ممارسة السحر مستحب وأن الجن والسحرة هم أساس قوة الخير في الكون، وأنهم المسؤولين عن المطر إحلال الصيف والشتاء والتحكم بالعاصفة والطبيعة وتقسيم الأرزاق واعتبارهم الأيادي الخفية التي تساعد البشر”.

وترى حياة وهي أستاذة في التربية الإسلامية في مدرسة 7 يوليو بمدينة تعز، أن هذه الأفكار تؤثر على عقيدة الأطفال كمسلمين وتجعلهم يتعرضون لمحتوى يروج لأفكار المسيحية التي تؤمن بالتخليف تارة في مسلسلات معينة ولفكرة الكفر والالحاد في مسلسلات أخرى وعدم التوحيد كالتوضيح أن الكون عبارة عن صدفة والطبيعة خلقت نفسها.

عندمها شاهدت حياة بعض هذه المسلسلات بالصدفة وفهمت الأفكار التي تروج لها هذه المسلسلات قامت بحذف قناة cn” بالعربية” وقناة ” بطوط” المصرية التي تبث مشاهد خليعة وتصور للأطفال أن من الضروري بإقامة علاقات غرامية محرمة من خلال عرض مشاهد رومانسية بين الاصدقاء .

قلق الأهالي”رسوم متحركة من سم”.. تنتهك براءة الطفولة وتهدد مبادئ الإسلام والقيم العربية (تقرير خاص)

تعرب حياة حسان عن قلقها من هذه المسلسلات والقنوات التي تتزايد يوما والأخر، تستهدف عقول الأطفال، فيجعلهم يستهلون الأمور المخالفة لقيمهم وعقيدتهم الإسلامية وهذا يصعب على الوالدين عملية التربية وترسيخ مبادئ الإسلام والعقيدة في نفوس الأطفال.

وتردف:” هذا المحتوى يهدد العقيدة وتستصعب علينا عملية اقناع أطفالنا بالتوحيد والإيمان بالله ، نحن محتاجون بشدة إلى محتوى كرتوني منتج عربيا ليمثل القيم والمبادئ الدين الحنيف ويلائم بيتنا العربية المحافظة”.

وكذلك بعض أولياء الأمور يركزون على المحتوى الكرتوني الغالب وهو من هذا النوع غالبا ويكتبون في صفحاتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي حول هذا، وبدأت صفات عربية تنبه وتلاحظ الامر.

” يجب على أولياء الأمور الانتباه للأطفال والتحكم بالمحتوى الذي يعرض على أطفالهم واختيار المحتوى المناسب الذي يكسب الطفل سلوكيات ايجابية، وتفعيل دور الرقابة من قبل وزارة الإعلام والطفل وحقوق الإنسان والحكومات والجهات المعنية لأي محتوى يعرض “، تؤكد آية خالد.

تأثيرات أخرى

ليست العقيدة والأخلاق فقط من تتأثر بل لإدمان مشاهدة مسلسلات الكرتون أيضا تأثيرات فسيولوجية واضحة، حسب ماريا حمود، أخصائية نفسية، فإن هذه الرسوم المتحركة تمد الطفل بخيال واسع مفزع يهدد القيم والمعتقدات المنطقية وتفوق استيعاب الطفل، فعندما يجد فجوة كبيرة بين واقعه وما يشاهده فيشعر باضطراب ولخبطة.

وتضيف ماريا بأن المشاهدة الطويلة للكرتون تأثر سلبا على مستوى ذكاء الأطفال ويكبح خياله ويقلل من قدرته الذهنية على التفكير، إلى جانب ميوله إلى العنف بسبب تركيز الأفلام على مشاهد العنف والدماء والسحر والشعوذة واللعب بالأرواح والشياطين والجن، ويؤثر هذا على سلوكه فيظهر بصورة افتعال الازمات بين الأخوة والاصدقاء، ناهيك عن انشغاله عن الحركة والرياضة وممارسة العاب الذكاء.

ظهور هكذا مسلسلات وأفلام كرتون مخلة بالأدب تحتوي على أفكار عقائدية منافية للإسلام والفطرة الإنسانية تعد كارثة كبيرة تشكل خطر واضح على الحاضر والمستقبل القريب، حيث أن الغرب منذ صراعهم وهدفهم الأول هدم الإسلام والقضاء عليه، لذا هم يسعون بكل الوسائل لإحلال الثقافة الغربية محل الثقافة الإسلامية والعربية في المأكل والمشرب والملبس والفكر والمعتقد والسلوك، والطفل أخطر مستهدف من قبلهم لأنه سهل لاستهداف وعديم المقاومة لأي فكرة مهما كانت غير منطقية، فيستطيعون تشكيل عقليتهم وذواتهم كما يشاءون بسهوله، وتسلخه عن واقعه وارتباطه بالمجتمع منحدرا اتجاه أفكارهم ومعتقداتهم.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الرسم الطفولة اليمن محتوى الأطفال هذه المسلسلات یمن مونیتور العدید من أن هذه

إقرأ أيضاً:

ما دلالات المشاهد التي نشرتها “القسام” لمحاولة أسر جندي إسرائيلي في خان يونس؟

#سواليف

أعادت مشاهد محاولة #أسر_جندي_إسرائيلي شرقي #خان_يونس، والتي بثّتها #كتائب_القسام مؤخرًا، تسليط الضوء على تحوّل نوعي في أداء #المقاومة، لا سيما في ما يتعلق بتنفيذ عمليات جريئة ومعقّدة خلف خطوط #قوات_الاحتلال.

ويرى #محللون #سياسيون و #عسكريون، أن ما جرى يتجاوز كونه اشتباكًا ميدانيًا عابرًا، ليحمل في طياته #رسائل_استراتيجية متعددة الأبعاد، من حيث التوقيت، والأسلوب، والأثر النفسي، ما يعكس تطورًا ملحوظًا في قدرات المقاومة، في مقابل اهتزاز متزايد في بنية الجيش الإسرائيلي.

ويشير هؤلاء المحللون إلى أن هذه العملية قد تمثل تحوّلًا تكتيكيًا مدروسًا في نهج المقاومة، عبر تفعيل خيار “الأسر الميداني” كأداة ضغط فعالة، سواء على المستوى العسكري أو التفاوضي، بما يربك حسابات الاحتلال ويفرض عليه أثمانًا سياسية وأمنية متصاعدة.

مقالات ذات صلة منشور غامض لجهاز الموساد الإسرائيلي حول إيران يثير ضجة 2025/07/13

رسائل عسكرية ونفسية

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن “المشاهد التي ظهرت في عبسان تحمل دلالات مكانية وزمانية لافتة، إذ وقعت العملية خلف خطوط الاحتلال، في وقت يدور فيه القتال على تخوم خان يونس. وهذا يؤكد أن المقاومة نفذت هجومًا نوعيًا داخل العمق الإسرائيلي، وهي من أصعب وأعقد العمليات في العقيدة العسكرية، كونها تجري في مناطق يسيطر عليها العدو”.

وأضاف في حديث لـ”قدس برس” أن “التوقيت الزمني له دلالة واضحة، حيث جاءت العملية تزامنًا مع تصاعد الخطاب الإعلامي للمقاومة حول ملف أسر الجنود، ما يشير إلى محاولة مقصودة لتعزيز الضغط النفسي على جنود الاحتلال، ودفعهم لحالة من الحذر المفرط، ما يؤدي إلى ارتباك العمليات وعدم تحقيق الأهداف”.

وأشار أبو زيد إلى أن العملية “كشفت أبعادًا إعلامية واحترافية واضحة، إذ أُنجزت بتصوير احترافي عبر ثلاث كاميرات، رغم مرور أكثر من 640 يومًا من المعركة، ما يؤكد استمرار المقاومة في الحفاظ على الجاهزية الميدانية والإعلامية”.

ولفت إلى أن “الجسارة اللافتة لعناصر المقاومة قابلها انعدام رغبة في القتال لدى جنود الاحتلال، إذ يظهر المقطع مقاومًا يصل إلى هدفه مباشرة، بينما يفرّ جندي إسرائيلي مسلح من ساحة المواجهة، في مشهد يناقض الرواية الإسرائيلية التي زعمت إصابته نتيجة اشتباك”.

وأوضح أن “الجرافة المستهدفة لم تكن عسكرية، لكنها كانت تُقاد من قبل جندي احتلال، ما يدل على نقص في الآليات الهندسية، خصوصًا جرافات D9 المستخدمة في عمليات الهدم والبحث عن الأنفاق، وهو تطور يعكس أزمة متصاعدة في القدرات اللوجستية الإسرائيلية”.

أما من الناحية التكتيكية، فبيّن أبو زيد أن “المقاومة بدأت بالهجوم على الجرافة، ثم طوّرت الموقف ميدانيًا بمحاولة أسر الجندي الفارّ. لكن يبدو أن المقاوم قدّر أن إصابة الجندي بليغة، ما يجعل عملية أسره صعبة ومكلفة، فآثر الاستيلاء على سلاحه والانسحاب، وهو ما يعكس وعيًا ميدانيًا سريعًا وقدرة على اتخاذ القرار في لحظة فارقة”.

ورقة ضغط جديدة

من جانبه، قال المحلل السياسي إياد القرا إن “الحدث الأخير يحمل دلالة استراتيجية واضحة، إذ يُظهر أن المقاومة تتجه نحو اعتماد خيار أسر الجنود ميدانيًا، وهو ما بدا جليًا من محاولة الأسر التي ظهرت بوضوح في الفيديو”.

وأشار في حديث لـ”قدس برس” إلى أن “هذا التوجه يعكس قرارًا داخل المقاومة، مفاده أنه إذا استمرت إسرائيل في تعطيل صفقة التبادل ورفض دفع الثمن، فإن المقاومة ستسعى إلى أسر جنود خلال المواجهات، رغم صعوبة الظروف الميدانية”.

وأوضح القرا أن “هذا الأسلوب يهدف إلى خلق ورقة ضغط جديدة على أكثر من صعيد، أبرزها توجيه رسالة للمجتمع الإسرائيلي مفادها أن الجيش في غزة يعاني من الفشل والإرهاق، وأن جنوده ليسوا في مأمن، بل قد يتكرر هذا المشهد في جبهات أخرى داخل القطاع”.

وأضاف أن “الرسالة الثانية موجهة لمسار التفاوض، إذ تعني أن على إسرائيل أن تتعامل مع واقع جديد مفاده وجود أسرى جدد أحياء، ما يعيد تحريك ملف التبادل، ويزيد من كلفة بقائها في القطاع”.

وختم بالقول إن “امتناع المقاوم عن سحب جثة الجندي القتيل، والتركيز بدلًا من ذلك على محاولة الأسر، يدل على أن هدف المقاومة هو الضغط على الاحتلال لإجباره على الانسحاب، وأن تكرار هذا النموذج قد يشكّل معادلة ردع جديدة داخل غزة”.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، إياد القطراوي، إن نشر مشاهد محاولة أسر جندي إسرائيلي من قبل المقاومة في خان يونس يحمل أبعادًا سياسية وإعلامية عميقة، ولا يمكن النظر إليه كحدث عابر أو مجرد “مشهد عسكري” فقط.

وأضاف في حديث لـ”قدس برس” أن هذا النشر جاء في توقيت حساس يعكس جمودًا أو تعثرًا في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى، حيث تُستخدم هذه المشاهد كرسالة واضحة لإسرائيل بأن المقاومة ما زالت تحتفظ بالقدرة على أسر جنود، ما يعني أن ملف التفاوض، وخصوصًا ملف الأسرى، لا يزال مفتوحًا وقد يتعقد أكثر.

وأشار إلى أن المشاهد تكشف عن فشل أمني وعسكري رغم الانتشار الكبير لقوات الاحتلال في خان يونس، مما يضع الحكومة الإسرائيلية في موقف محرج أمام الرأي العام، خصوصًا عائلات الجنود الأسرى والمفقودين، ويزيد من الضغوط السياسية الداخلية على رئيس الحكومة.

وأكد القطراوي أن هذه المشاهد تؤكد استمرار فعالية المقاومة ومبادرتها رغم مرور أكثر من تسعة أشهر على اندلاع الحرب، وتوجه رسالة حاسمة لحلفائها وشعوب المنطقة بأن مشروع المقاومة ما زال قويًا ويشكل تحديًا مباشرًا للاحتلال.

وقال أيضًا إن المشاهد تخاطب الجمهور الفلسطيني والعربي، وتعزز ثقتهم في قدرة المقاومة على المبادرة والمواجهة حتى في أصعب الظروف، لا سيما في ظل الحملات النفسية الإسرائيلية التي تحاول تصوير المقاومة على أنها منهارة في الجنوب.

وأضاف أن هذه المشاهد جزء من حرب إعلامية تهدف إلى إبراز سيطرة المقاومة على زمام المبادرة، وبث الرعب والارتباك في صفوف الجنود الإسرائيليين، خصوصًا في المناطق الحدودية الجنوبية.

وأشار إلى أن محاولة الأسر، حتى وإن لم تنتهِ بأسر فعلي، تحمل رمزية كبيرة تكسر هيبة الاحتلال وتعيد إلى الأذهان تجربة أسر الجندي شاليط، مما يمنح المقاومة ورقة ضغط معنوية هامة.

وبين أن هذه المشاهد تشكل تهديدًا ضمنيًا قويًا، مفاده أن المقاومة قادرة على أسر مزيد من الجنود في أي وقت، ما قد يعيد تشكيل موازين التفاوض، كما يمكن استثمار هذا التطور لتحريك أو تأخير المفاوضات وفقًا لمصالح المقاومة، وربما إدخال شروط جديدة مثل وقف إطلاق النار، فتح المعابر، وضمانات دولية.

وختم بالقول، إن هذه الخطوة تعني أيضًا أن الاحتلال لم يحقق أهدافه العسكرية المعلنة، مما يضعف موقفه التفاوضي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وبثت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الخميس، مشاهد حصرية توثق محاولة أسر أحد جنود الاحتلال خلال عملية نوعية نفذها مقاتلوها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأظهرت المشاهد لحظة تنفيذ الإغارة على تجمع لجنود الاحتلال وآلياته في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، حيث اشتبك عناصر “القسام” مع القوات الإسرائيلية، قبل أن يستحوذوا على سلاح أحد الجنود بعد فراره من حفار عسكري، في محاولة انتهت بقتله نتيجة تعذر استكمال الأسر.

وأوضحت “القسام” أن العملية تندرج ضمن سلسلة عمليات “حجارة داود”، التي أطلقتها كتائب المقاومة رداً على الهجوم الإسرائيلي المسمى “عربات جدعون”.

مقالات مشابهة

  • ما دلالات المشاهد التي نشرتها “القسام” لمحاولة أسر جندي إسرائيلي في خان يونس؟
  • براءة تحت القصف.. مجزرة الهشمة تكشف الوجه الدموي لمليشيا الإصلاح في تعز
  • تمكين “المجال السُني” وتصفية “الإسلام السياسي”
  • “الشؤون الإسلامية” تُكمل فرش جامع الملك فهد في سراييفو بـ(2100) متر مربع من السجاد الجديد
  • “مبادرة واعد” تجذب الأطفال وأسرهم في مهرجان جامعة الحدود الشمالية الصيفي
  • استشارية صحة نفسية: البيدوفيليا مرض عصبي سلوكي يستهدف براءة الأطفال
  • إعلام فرنسي: مشاهد عمليات اليمن في البحر الاحمر “مذهلة للغاية”
  • اعتقال طفل عمره 16 عامًا بتهمة “إهانة أردوغان”
  • براءة اختراع لفريق بحثي من “اليرموك” لتطوير تركيبة خرسانية معدلة
  • «المنقذ الصغير».. انطلاق المعسكرات الصيفية لتدريب الأطفال على الإسعافات الأولية