عربي21:
2024-06-02@17:51:07 GMT

فتنة القبائل في مصر.. من يطفئها؟

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

وكأن مصر ينقصها المزيد من المشاكل والفتن بينما هي تواجه فتنة كبرى على حدودها الشرقية باقتحام الكيان الصهيوني بمدرعاته لمحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، الذي سبق أن حددته الحكومة المصرية خطا أحمر، وبدلا من الانشغال بالمخاطر الحقيقية على الحدود الشرقية ما يستدعي تمتين الجبهة الداخلية؛ إذ بالسلطات الرسمية تطلق عفريتا أو فتنة جديدة هو اتحاد القبائل العربية، لتفجر في المجتمع فتنة نائمة، وعنصرية بغيضة تجاوزها المجتمع المصري منذ قرون طويلة.



اتحاد القبائل العربية الجديد فكرة وتأسيسا، وعضوية وهيكلا، تم تصميمه داخل أقبية الأجهزة الأمنية المفترض بها أكثر من غيرها إدراك مكامن الخطر على الأمن القومي المصري وعلى التماسك المجتمعي، فإذ بها هي التي تصنع لغما كبيرا قابلا للانفجار في وجه المجتمع كله، وقد بدأت نُذر هذا الانفجار ببيانات متصاعدة من أطراف مجتمعية متنوعة رافضة للاتحاد الجديد، وللفلسفة التي قام عليها، ولطريقة عمله والعقلية المليشياوية التي تديره.

اتحاد القبائل العربية الجديد فكرة وتأسيسا، وعضوية وهيكلا، تم تصميمه داخل أقبية الأجهزة الأمنية المفترض بها أكثر من غيرها إدراك مكامن الخطر على الأمن القومي المصري وعلى التماسك المجتمعي، فإذ بها هي التي تصنع لغما كبيرا قابلا للانفجار في وجه المجتمع كله
القبائل العربية، أو العائلات ذات الجذور العربية، هي جزء من نسيج المجتمع المصري، وتنتشر في كل المحافظات المصرية، لكن تجمعات القبائل العربية البدوية تنتشر أساسا في مناطق الحدود الشرقية والغربية والجنوبية، وجزء كبير منها في محافظات الحضر المصرية وخصوصا الصعيد. وقد فجر تأسيس اتحاد القبائل العربية وترؤس رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني له (وترؤس السيسي له شرفيا) تقسيما جديدا للمجتمع بين مصريين أصليين ومصريين وافدين، أو حتى غزاة بتعبير بعض الرافضين للفتح الإسلامي لمصر.

حالة الرفض المجتمعي الواسع للاتحاد الجديد لم تقتصر على النخب السياسية اليسارية والليبرالية والإسلامية باعتباره تهديدا للوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، بل امتدت إلى رموز قبلية أيضا رأت هذا الاتحاد خطرا على القبائل ذاتها إضافة إلى كونه خطرا على الوطن، كما أن بعض الأصوات المعارضة تبني رفضها على قناعات قبلية، وترى نفسها الأحق بتمثيل القبائل العربية من إبراهيم العرجاني، وهو ما وجدناه في بيان زعم تعبيره عن الأشراف والقبائل العربية في الصعيد والغرب.

من المواقف الرافضة أيضا نرصد أصواتا مسيحية مصرية ترى الاتحاد كيانا عنصريا يقتصر على جزء من المصريين فقط، ويشكل خطرا عليهم، وهو الموقف ذاته الذي تبنته أصوات نوبية مصرية لها تجربة مع اتحاد قبائل عربية محلي في أسوان، بخلاف اعتراض مجلس آخر للقبائل العربية والمصرية كان يعمل تحت رعاية رسمية أيضا من قبل لكن هذه الرعاية تخلت عنه الآن لصالح الكيان الجديد، واعتراض العديد من رموز القبائل البدوية في الوادي والمنطقة الغربية.

ربما نجد هرولة من البعض نحو هذا الاتحاد الجديد بدافع مصلحي، ووجاهي خاصة مع وجود السيسي على رأسه كرئيس شرفي، ما يذكرنا بهرولة أعضاء حزب مصر الحاكم منذ منتصف السبعينات إلى الحزب الوطني الذي أسسه السادات في العام 1980، حيث رأى المهرولون أن مصالحهم انتقلت إلى هذا الحزب الجديد الذي يرأسه رئيس الدولة!! ولكن رغم هرولة البعض ستبقى الأغلبية بعيدا عن هذه الفتنة.

لا تستقيم المشروعات والتنظيمات القبلية مع الدولة الحديثة، لكنها تظهر خلال مراحل ضعف الدولة، حيث يبحث البعض عن مظلات حماية أمنية واقتصادية واجتماعية من خلال القبيلة، والنسب الذي يجد فيه سلواه. ومن الواضح أن مصر تعيش حاليا حالة من الضعف البنيوي سمحت بظهور هذه الاتحادات القبلية، كما سمحت بظهور ظاهرة صبري نخنوخ، وظاهرة التجرؤ على ثوابت الدين الإسلامي من خلال مؤسسة تكوين، نحن أمام فتنة تزداد اشتعالا يوما بعد يوم، وتنتظر من يتقدم لإخماد نيرانها سواء من مؤسسات الدولة أو المجتمع المدني أو عقلاء العائلات والقبائل نفسهاومنظمات أخرى ممولة من الخارج، وفي الوقت نفسه لم تعد الدولة قادرة على اتخاذ الموقف المناسب تجاه الكيان الصهيوني الذي حطم خطها الأحمر الذي رسمته وحددته بمحور فيلادلفييا (صلاح الدين) والذي لم يكتف جيش الاحتلال بانتهاكه بمدرعاته بل تجاوزه إلى بوابة معبر رفح من الجانب الفلسطيني ونزعه للعلم الفلسطيني وإحلال علم الكيان محله، وكل ذلك انتهاك إسرائيلي واضح لاتفاقية السلام وكذا لاتفاقية المعابر المكملة لها في 2005، وكان يستوجب ردا مصريا حاسما.

في ظل الدولة الضعيفة تنتشر ظاهرة السلاح في يد العصابات والبلطجية، ويضطر الأسوياء للتسلح أيضا لحماية أنفسهم وأسرهم وممتلكاتهم من تلك العصابات، التي سيجد بعضها غطاء رسميا تحت رعاية الدولة. وقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لبعض الشباب البدوي يستقلون سيارات ويحطمون حواجز شرطية رافعين صوتهم (نحن الحكومة)، وقد يتكرر هذا المشهد حين تنتشر فروه الاتحاد الجديد ويمنح بطاقات عضوية للكثيرين يستغلونها في أعمال البلطجة الخ.

نحن أمام فتنة تزداد اشتعالا يوما بعد يوم، وتنتظر من يتقدم لإخماد نيرانها سواء من مؤسسات الدولة أو المجتمع المدني أو عقلاء العائلات والقبائل نفسها، وإذا لم ترفع السلطة دعمها ورعايتها لهذا الاتحاد فليتحرك أهل القانون لمنع تسجيله باعتباره مخالفا للدستور والقانون، وخطرا على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر القبائل السيسي مصر السيسي مليشيات القبائل الانقسام مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتحاد القبائل العربیة

إقرأ أيضاً:

رئيس تحالف دعم الدولة : إنهاء بعثة يونامي جاء بعد تيقن المجتمع الدولي بجدية الحكومة الحالية و شجاعة رئيس الوزراء في إنهاء جميع الملفات التي تضر بالسيادة

شبكة انباء العراق ..

اكد رئيس تحالف دعم الدولة النيابي عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة ميسان “مرتضى الساعدي” ان إنهاء بعثة يونامي جاء بعد تيقن المجتمع الدولي بجدية الحكومة الحالية و شجاعة رئيس الوزراء في إنهاء جميع الملفات التي تضر بالسيادة”.

وقال الساعدي في تصريح صحفي :” إنَّ قرار مجلس الأمن هذا اليوم بإنهاء عمل بعثة يونامي في العراق نهاية عام 2025 جاء نتيجة الجهد الحكومي الجبّار في بسط الأستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي و الأمني والخطوات الجادة التي تبذل”.

وبين الساعدي :” ان قناعة مجلس الأمن بهذا القرار ما هو إلا إقرار واضح بعمل الحكومة الحالية و شجاعة رئيسها في إنهاء جميع الملفات التي تضر بالسيادة العراقية ، مضيفاً كلنا أمل بالسوداني لوضع خارطة لإنهاء ملف التواجد العسكري الأجنبي بالطرق التي تحفظ سيادة البلاد وتحمي أبناءه ليكون هذا نجاح آخر يوضع ضمن سلسلة النجاحات المتحققة لحكومته”.

user

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تطالب المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • الأساطير المضللة لدور القبائل في الدولة!
  • 17 جمعية مشهرة تعلن انضمامها لاتحاد القبائل العربية
  • رؤساء وممثلو 17 جمعية يعلنون انضمامهم لاتحاد القبائل العربية
  • رئيس تحالف دعم الدولة : إنهاء بعثة يونامي جاء بعد تيقن المجتمع الدولي بجدية الحكومة الحالية و شجاعة رئيس الوزراء في إنهاء جميع الملفات التي تضر بالسيادة
  • «قضايا الدولة» تضع حجر أساس فرع الهيئة الجديد بالقليوبية
  • اتحاد القبائل العربية ينفي أنباء تجميده.. نوقع اتفاقيات وسنطلق شركة مصر الصعيد
  • فتنة عيد القيامة.. هل توحيد موعده يوحد أم يقسم المسيحيين؟
  • المطيري يشيد بالاتحاد العربي للإعلام السياحي .. ويهنىء المجلس الجديد برئاسة الدكتور صباح علال
  • نائب مصري يكشف حقيقة تجميد عمل اتحاد القبائل العربية