ترتكب قوات الدعم السريع انتهاكات واسعة في قرى شمال النيل الأبيض المتاخمة للعاصمة الخرطوم، منذ انسحاب الجيش من مدينة القطينة في ديسمبر من العام الماضي

التغيير:الهشابة: كمبالا

قتلت قوات الدعم السريع شخصا وجرحت آخرين، اليوم الاثنين بعد تنفيذها هجوماً على سوق الهشابة حاج علي بجنوب مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض.

وقال شهود عيان لـ«التغيير» إن مجموعة من قوات الدعم السريع، هاجمت سوق الهشابة، وقتلت الشاب آدم أحمد آدم البشير، وجرحت محمد صلاح نور الدائم بطلق ناري بالبطن،كما أصيب عثمان الزين في القدم”.

وترتكب قوات الدعم السريع انتهاكات واسعة في قرى شمال النيل الأبيض المتاخمة للعاصمة الخرطوم، منذ انسحاب الجيش من القطينة في ديسمبر من العام الماضي. وأوضح الشهود أن قوة من الدعم السريع، هاجمت سوق الهشابة صباح اليوم بغرض النهب وأطلقوا النار بصورة عشوائية على أصحاب المحال التجارية.

ويعتبر سوق الهشابة 20 كيلو جنوب مدينة القطينة، السوق الوحيد الذي يعمل في المنطقة بعد سيطرة الدعم السريع على سوق القطينة ونعيمة التي تُعد أكبر الأسواق شمال الولاية.

وتمارس قوات الدعم السريع انتهاكات مستمرة ضد المواطنين في جميع ولايات السودان التي تسيطر عليها، رغم المناشدات المستمرة لإيقاف تلك الانتهاكات”.

وقالت مصادر بالمنطقة، إن قوات الدعم السريع تستغل انقطاع الاتصالات والتعتيم الإعلامي بولاية النيل الأبيض، وترتكب كل أنواع الانتهاكات بحق المواطنين. وطالبت أحزاب سياسية ومجموعات حقوقية قوات الدعم السريع بإبعاد المقاتلين من القرى والأحياء، والابتعاد عن مناطق وُجود المدنيين، ودعوا إلى ضرورة محاسبة الجناة على هذه الجرائم”.

ووصفت المصادر الوضع في قرى جنوب القطينة بالكارثي بعد دخول الدعم السريع لها.

وتسعى الدعم السريع للسيطرة على جسر مدينة الدويم للحصول على إمداد من غرب السودان، كما تسعى لدخول قرى غرب المناقل المتاخمة لولاية النيل الأبيض لقطع الطريق أمام تقدم الجيش الذي يخطط لاستعادة حاضرة ولاية الجزيرة ود مدني”.

واندلعت الحرب في أبريل من الماضي؛ بسبب خلافات حول صلاحيات الجيش وقوات الدعم السريع التي نص عليها الاتفاق الإطاري الذي وقعت عليه قيادة الطرفين، تمهيدا لنقل السلطة المدنية وإجراء انتخابات حرة.

وأدى الصراع بين الجيش والدعم السريع إلى مقتل أكثر من 12 ألف سوداني وفرار ما يقرب من 8 ملايين شخص من منازلهم، وفقا للأمم المتحدة”.

الوسومالجرائم والانتهاكات النيل الأبيض حرب الجيش

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجرائم والانتهاكات النيل الأبيض حرب الجيش قوات الدعم السریع النیل الأبیض

إقرأ أيضاً:

السودان بين مستنقع الميليشيات ومأزق الدولة المنهكة

منذ نيل السودان استقلاله في يناير 1956، لم يعرف هذا البلد الكبير طعم السلام الحقيقي. فالحروب الأهلية لم تنقطع، بل تنقلت من إقليم إلى آخر، مولّدةً معها أجيالًا من المقاتلين وميليشيات مسلحة باتت اليوم تشكل المشهد الأمني والعسكري الأبرز في البلاد. 

ومع اندلاع الحرب الحالية في منتصف أبريل 2023 بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، تضاعفت الفوضى الأمنية، وتوسعت خريطة الولاءات، حتى قُدّر عدد الميليشيات بأكثر من 110، لكلٍّ منها أجندة وأسلحة وقيادات محلية.

مستنقع الميليشيات وتعدد الولاءات

يشير الكاتب أمير بابكر في كتابه "سلام السودان... مستنقع الميليشيات والجيوش شبه النظامية" إلى أن 92 حركة مسلحة كانت ناشطة عند اندلاع الحرب بين الجيش و"الدعم السريع"، منها 87 متركزة في إقليم دارفور، بينما تنتشر البقية في كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان.

ويرى بابكر أن هذا التمدد العسكري غير المنضبط سيطيل أمد الحرب، إذ باتت الميليشيات اليوم تُقاتل تارة باسم الجيش، وتارة باسم "الدعم السريع"، وأحيانًا لتحقيق مصالحها القبلية أو الاقتصادية الخاصة.

أما الناشط السياسي مهادن الزعيم، فقد قدّر في تدوينة على "فيسبوك" وجود نحو 90 ميليشيا حالية، موزعة بين الطرفين وفق تكتلات جغرافية وآيديولوجية، مشيرًا إلى أن بعضها يحاول تأسيس نفسه كقوة ثالثة تُنافس على النفوذ الوطني بعد الحرب.

أنواع الميليشيات: أيديولوجية وجهوية وقبلية

تنقسم الميليشيات في السودان إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

ميليشيات متحالفة مع الجيش تسعى لدعم موقع المؤسسة العسكرية في الصراع.ميليشيات منضوية تحت "الدعم السريع" تتلقى تمويلًا وتسليحًا كبيرًا.فصائل مستقلة تتبنى مواقف حيادية ظاهرية لكنها تمارس نفوذًا في مناطقها، وبعضها خرج من رحم الجريمة المنظمة ليتحول إلى قوة ميدانية تفرض الأتاوات وتمارس العنف ضد المدنيين.

ومن أبرز المجموعات المسلحة الموالية للجيش: حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة بشير هارون. وقد توحدت هذه القوى تحت مظلة "القوة المشتركة"، فيما حافظت مجموعات أخرى كفصيل عبد الواحد محمد النور على موقف الحياد في جبل مرة.

ميليشيات النظام السابق وعودة "قوات الدفاع الشعبي"

تُعد الميليشيات المرتبطة بالنظام السابق والحركة الإسلامية أحد أبرز مكونات المشهد المسلح، إذ تشير تقارير محلية إلى وجود أكثر من 25 ميليشيا من هذا النوع، بينها "كتائب البراء بن مالك" و"أنصار الله" و"الفيلق الشبابي" و"درع الجزيرة".

كما عادت "قوات الدفاع الشعبي" – التي أنشأها نظام البشير عام 1989 – إلى الواجهة مجددًا بعد أن كانت حُلت في 2019. وتضم هذه القوات عناصر مؤدلجة تمتلك خبرة عسكرية، وتحصل على دعم استخباري وتسليح متطور من الجيش.

في المقابل، تعاني هذه المجموعات من عزلة مجتمعية ورفض شعبي واسع لكونها امتدادًا لحقبة الإسلاميين التي أطاحت بها الثورة.

الميليشيات القبلية والجهوية: السلاح باسم الهوية

في الشرق والوسط والشمال، تزايدت الميليشيات ذات الطابع القبلي والجهوي، مثل "درع السودان" و"سيف النصر" و"الدرع النوبي".

وفي شرق السودان وحده، تشير التقارير إلى وجود 10 ميليشيات كبرى مدعومة من بعض دول الجوار بحكم التداخل القبلي، أبرزها "درع شرق السودان" و"الحركة الوطنية للعدالة والتنمية" و"تجمع أحزاب وقوات شرق السودان".

تستمد هذه المجموعات قوتها من العصبية القبلية والدعم الخارجي، لكنها تعاني من انقسامات حادة تحول دون تشكيل قيادة موحدة، ما يجعلها قنابل موقوتة قابلة للانفجار الداخلي.

قوات الدعم السريع: من "الجنجويد" إلى جيش موازٍ

تُعتبر "قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" أبرز الميليشيات تطورًا في تاريخ السودان الحديث. فقد تأسست رسميًا عام 2013 كقوة موالية لعمر البشير، قبل أن تتحول إلى جيش شبه نظامي يضم أكثر من 100 ألف مقاتل.

ومع اندلاع الحرب الأخيرة، تحالفت "الدعم السريع" مع فصائل منشقة عن "العدل والمساواة" و"تحرير السودان"، وشكّلت في فبراير 2025 تحالفًا جديدًا باسم "تأسيس"، ضم حركات سياسية ومسلحة معارضة للجيش.

وبالرغم من قوتها العسكرية وتمويلها الضخم، تواجه هذه القوات اتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واسعة ضد المدنيين، خاصة في دارفور والخرطوم.

الانقسام الجغرافي والتكاثر المسلح

امتد نفوذ الميليشيات إلى كل أقاليم السودان تقريبًا. ففي الشمال، ظهرت مجموعات جديدة مثل "كيان الشمال" الذي أعلن تدريب 50 ألف مقاتل، وفي الغرب تشكلت ميليشيات "درع كردفان" و"تحالف الكرامة"، بينما شهدت ولايات الوسط بروز "قوات شعب الوسط" و"درع السودان".

هذا التوسع العشوائي جعل السودان يعيش حالة "تفكك أمني" غير مسبوقة، حيث لم تعد الدولة قادرة على احتكار استخدام السلاح، بل أصبحت طرفًا بين أطراف عديدة تتنازع الشرعية والسيطرة.

يقف السودان اليوم على مفترق طرق خطير، إذ لم يعد الصراع مقتصرًا على جيشين متحاربين، بل أصبح شبكة معقدة من الولاءات والميليشيات والجهويات المتصارعة.

طباعة شارك السودان الدعم السريع الجيش حركة تحرير السودان جيش تحرير السودان

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تكثف هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة.. من أين تحصل عليها؟
  • السودان بين مستنقع الميليشيات ومأزق الدولة المنهكة
  • الجيش السوداني: دمرنا راجمة تابعة لميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • انفجارات تهز أم درمان وسط تصدي الجيش السوداني لمسيرات تابعة للدعم السريع
  • الدعم السريع تقصف بالمسيرات والجيش السوداني يصد هجوما بالفاشر
  • النيل الأبيض تبحث الترتيبات الخاصة باستئناف تبديل العملة في المحليات التي لم تشملها عملية الاستبدال
  • الأمم المتحدة تُـدين استهداف الدعم السريع “المتكرر والمتعمد” للمدنيين في الفاشر
  • السودان.. مسيرتان للدعم السريع تستهدفان منطقة عد بابكر شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم على الفاشر
  • جمهورية النيل ليست جديدة