دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
تساهم دور النشر العربية بالمهجر في تعزيز حضور الثقافة العربية بأوروبا والعالم، وربط المقيمين في تلك البلاد بجذورهم الثقافية والحضارية ومجتمعاتهم، مثلما تجتهد لنقل معارف وعلوم وآداب الشعوب من وإلى اللغة العربية عبر الترجمة المبدعة.
وأكد مشاركون في الدورة الـ33 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب المقام حاليا بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية، أن دور النشر العربية في المهجر تعزز المضامين الإنسانية للحوار الثقافي، وتثري التبادل المعرفي عبر الترجمة، وتساهم في تأسيس قواعد رصينة للتفاعل من خلال اختياراتها لنقل أفضل الأعمال العلمية والإبداعية.
وفي هذا الصدد، أفادت إشراق العمري، مشرفة جناح دار "المنى" في المعرض، أن الدار التي أسستها منى هينينج زريقات عام 1984 في السويد أكملت هذه السنة 40 عاما في خدمة الثقافة والمعرفة، وهي تعنى بنشر الكتب والقصص والروايات السويدية والإسكندنافية والعالمية الموجهة للأطفال والفتيان والفتيات إلى اللغة العربية، من خلال اختيار نصوص تلقي الضوء على آداب تلك المنطقة من العالم، وتعرف بمضامينها الإنسانية.
مشاركة في المعارضوأوضحت أن إصدارات الدار تحظى باهتمام القراء في معرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي تحرص على المشاركة فيه، وفي المعارض العربية؛ لأنها تنشر ترجمات لكبار الكتاب ومشاهير المؤلفين في مجال الطفل والناشئة، وقد حظيت إصداراتها بإقبال القراء، لتقديمها الجديد والمختلف، ومنها روايات وكتب من الأعلى توزيعا حول العالم منذ التسعينيات.
وأضافت العمري أن هذا الاهتمام والإقبال على إصدارات الدار مرتبط بمضامينها الإنسانية العميقة ولغتها الرفيعة، وحرصها على طباعة أعمالها في حلّة جذابة أنيقة.
يشار إلى أن مؤسسة الدار منى هينينج حصلت على عدة تكريمات وجوائز بفضل جهودها للتعريف بالأدب السويدي في العالم العربي.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد بدوي مصطفى، مؤسس دار "بدوي" للنشر بألمانيا، التي تشارك للمرة الثانية في معرض الدوحة الدولي للكتاب، أن الدار التي تأسست عام 2005 بمدينة كونستانس الألمانية، تهتم بالإبداع الثقافي الأدبي والفكري والإنساني، وتعمل على نشر الأعمال العلمية والأدبية، التي تعزز حضور الثقافة واللغات الشرقية والأفريقية عبر العالم، وتسعى للتعريف بحضارة السودان وثقافته في المحافل الدولية، والإسهام في حركة الترجمة العلمية من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية.
ورشة "التنوع الثقافي في دولة قطر"، بقاعة المعرفة في #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب33، تشير إلى التنوع بكافة أشكاله، وتناقش قضية الصدمة الثقافية وكيفية مقاومتها والتغلب عليها. #بالمعرفة_تُبنى_الحضارات#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/3fiRztao0H
— وزارة الثقافة (@MOCQatar) May 16, 2024
ولفت إلى أن الدار التي توجت بجائزة أفضل شركة مبتدئة، تجمع في رؤيتها بين العناية بالمضامين العلمية والأدبية والمعرفية، ودعم الإبداع التشكيلي من خلال اختياراتها الفنية لأغلفتها وصورها، وأنها أنجزت خلال عامين 80 عنوانا جديدا تتسم بتنوع محتواها وقيمتها المعرفية.
وأكد الدكتور بدوي أن حرص الدار على المشاركة في الدورة الـ33 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب نابع من التنظيم الجيد الذي يتميز به المعرض، والمستوى الراقي، والإقبال المتميز من جمهور المعرض على المعرفة، والحرص على اقتناء الجديد والمفيد من الكتب والإصدارات.
شرق وغربوأضاف أن القراء اهتموا باقتناء إصداراتهم التي تعنى بتاريخ العلاقة بين الشرق والغرب وآفاقها، ومنها أعمال الشاعر الألماني يوهان جوته وكبار الشعراء الألمان، الذين استلهموا عوالم المسلمين والثقافة العربية والإبداع الأفريقي في أعمالهم، كما اهتموا باقتناء الأعمال الأدبية في فنون الرواية والشعر لكبار الكتاب السودانيين والأفارقة.
ومن جانبه، أشار محمود الأدهم، مسؤول جناح دار الفرجاني "دارف" للنشر والتوزيع المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، إلى أن مؤسس الدار هو محمد بشير الفرجاني أحد رواد النشر في ليبيا، وقد أسسها في طرابلس عام 1953، وافتتح فرعها في القاهرة مطلع السبعينيات، بينما أسس فرعها في لندن عام 1981.
وأوضح أن الدار تهتم بنشر المعارف والآداب والآثار الفكرية والتراث العربي، وتترجمه للغات العالمية، وتهدف إلى حفظ التراث الثقافي والفكري والأدبي العربي الكلاسيكي والحديث، وتقدمه بأفضل السبل لشعوب العالم.
وقال الأدهم إن إصدارات الدار تشمل الفكر والأدب بفروعه المختلفة، وأدب الرحلات والتاريخ الاجتماعي والثقافي، ومن ترجماتها المهمة إلى اللغة الإنجليزية، التي لاقت نجاحا لافتا، رواية "زينب" لمحمد حسين هيكل، التي كتبت عام 1913، وتعد مدخلا للرواية العربية الحديثة، و"يا دمشق وداعا" لغادة السمان، و"خرائط الروح" للروائي الليبي محمد إبراهيم الفقيه، ومن اليمن روايات لحبيب عبد الرب سروري، وعلي المقري، ومن السودان لأمير تاج السر وروائيين عرب معاصرين آخرين.
وفي الترجمة من الإيطالية إلى العربية، قدمت الدار كتب أليساندرو سبينا، ومن الإنجليزية إلى العربية في مجال كتب الرحلات، كتاب "ألف ميل باتجاه منابع النيل" لإيميليو إدوارز، وقصة "القاهرة" لستانلي لين بول، وآثار أخرى من مختلف ضروب التأليف ومن عدة لغات عالمية.
مزاد ناجح لبيع الكتب القديمة بسور الأزبكية في #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب33، حيث يُتيح للقراء والمهتمين اقتناء الكتب النادرة.#بالمعرفة_تُبنى_الحضارات#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/NThqeLxNCp
— وزارة الثقافة (@MOCQatar) May 14, 2024
الأدب والفكربدوره، أفاد أحمد عبد القادر، مشرف جناح دار "منشورات المتوسط" من إيطاليا، أن إصدارات الدار تشمل مجالات الأدب والفكر والثقافة، وقد تأسست نهاية عام 2015 في ميلانو بإيطاليا، كمشروع يهتم بالتبادل الثقافي بين مختلف حضارات العالم وشعوبه، واستهلت عملها بنقل المعارف والعلوم والآداب بين العالم العربي وإيطاليا أولا، ثم بين العالم العربي وأوروبا، وبين إيطاليا والعالم.
وأوضح أن الدار نقلت مؤلفات كبار الكتاب والمؤلفين في مجالات الرواية والفلسفة والفكر الاجتماعي وعلم النفس، وقدمت للثقافة العربية أسماء كبيرة تترجم لأول مرة إلى اللغة العربية، كما اهتمت بالأدب الجديد، فأصدرت في الرواية والشعر والقصة القصيرة للعديد من الكتاب الشباب، وأطلقت عام 2016 سلسلة أدبية بعنوان "الأدب أقوى"، بإصدار طبعة فلسطينية لعدد من كتبها بالتزامن مع صدور طبعتها في العالم العربي، وفي نهاية 2018 أطلقت دار "موتا" وهي النسخة الإيطالية من "منشورات المتوسط"، بهدف ترجمة الأدب العربي إلى الإيطالية ونقل الصوت العربي بشكل عام وواضح إلى العالم الغربي، وأصدرت عدة كتب، منها "دراسات في الرواية العربية" لمجموعة من المؤلفين العرب، وأنطولوجيا للشعر العربي.
يشار إلى أن معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الـ33 يشهد مشاركة 515 ناشرا من 42 دولة، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف المعرض الذي يتضمن مجموعة كبيرة من الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة، ويستمر حتى 18 مايو/أيار الجاري في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات معرض الدوحة الدولی للکتاب اللغة العربیة العالم العربی وزارة الثقافة إلى اللغة أن الدار إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يسحب وفد التفاوض من الدوحة وحماس تتهمه بخداع العالم
قرر رئيس الوزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة فريق التفاوض بالدوحة إلى تل أبيب، في حين اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل بخداع العالم وعدم الجدية في التوصل لاتفاق لوقف الحرب في غزة.
وقال مكتب نتنياهو إن "فريق التفاوض رفيع المستوى سيعود إلى إسرائيل للتشاور ويبقى الفريق الفني، وذلك بعد نحو أسبوع من الاتصالات بالدوحة".
وأضاف مكتب نتنياهو أن إسرائيل وافقت على مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لإعادة المحتجزين بناء على خطة ويتكوف، لكن حماس لا تزال متمسكة برفضه حتى الآن.
من جهته قال رئيس الأركان الإسرائيلي أيال زامير إن لدى حماس خيار واحد فقط هو الإفراج عن المحتجزين، متوعدا الحركة بدفع ثمن ما وصفه بتعنتها ومواجهة نيران كثيفة.
كما هدد زامير بتوسيع العملية البرية والسيطرة على مناطق وتدمير البنية التحتية لما سماه الإرهاب، مشيرا إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق فإن الجيش الإسرائيلي يعرف كيفية تعديل أنشطته وفقا لذلك
وفي أول رد فعل من جانبها، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة إن "إعادة فريق المفاوضات من الدوحة يؤكد أنه ليس لدى الحكومة خطة حقيقية لوقف الحرب، كما يعني خسارة الأسرى والغرق بوحل غزة ودفْع الجنودِ ثمنا كبيرا".
إعلانوأضافت عائلات الأسرى الإسرائيليين في بيان أن غالبية الشعب تؤيد عودة جميع الأسرى حتى لو كان ذلك على حساب وقف القتال في غزة.
في حين كشف استطلاع للقناة 13 الإسرائيلية أن 67% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تنهي الحرب وتعيد جميع الأسرى، بينما يرفض 22% فقط من الإسرائيليين صفقة تنهي الحرب.
خداع العالمفي المقابل، اتهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتضليل الرأي العام العالمي عبر ما وصفته بالتظاهر الكاذب بمشاركة وفد إسرائيلي في مفاوضات الدوحة لا يملك صلاحية التوصل إلى اتفاق، ومن دون الدخول في أية مفاوضات جادة أو حقيقية منذ يوم السبت الماضي.
وأضافت حماس في بيان أن تصريحات نتنياهو بشأن إدخال مساعدات إلى قطاع غزة، محاولة لذر الرماد في العيون، وخداع المجتمع الدولي، حيث لم تدخل أي شاحنة إلى القطاع حتى الآن، بما فيها تلك التي وصلت معبر كرم أبو سالم ولم تتسلّمها أي جهة دولية.
وأكدت الحركة أن تصعيد العدوان والقصف المتعمد للبنية التحتية المدنية، وارتكاب المجازر الوحشية يفضح نيات نتنياهو الرافضة لأي تسوية ويكشف تمسّكه بخيار الحرب والدمار.
وحملت حماس حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إفشال مساعي التوصل لاتفاق، في ضوء تصريحات مسؤوليها بعزمهم مواصلة العدوان وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وثمنت الحركة جهود الوسطاء مؤكدة استمرارها في التعامل الإيجابي والمسؤول مع أي مبادرة توقف العدوان.
استمرار الوساطةوكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن "قطر تواصل مع مصر والولايات المتحدة جهود التوصل لوقف إطلاق النار بغزة".
وأضاف رئيس الوزراء القطري في كلمته أمام منتدى قطر الاقتصادي المنعقد في الدوحة أنه بعد الإفراج عن عيدان ألكسندر ساد اعتقاد بأن ذلك سينهي مأساة غزة لكن الرد كان قصفا عنيفا.
إعلانكما كشف عن هوة أساسية بين طرفي المحادثات تحول دون التوصل الى اتفاق في المحادثات الجارية في الدوحة.
وردا على سؤال خلال جلسة في منتدى قطر الاقتصادي المنعقد في الدوحة اليوم حول بدء إسرائيل عمليةً برية في مناطق عدة داخل قطاع غزة، شدد رئيس الوزراء القطري، على أن إنهاء حرب إسرائيل على غزة يكون عبر الدبلوماسية.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد وقفا لإطلاق النار في غزة، وإفراجا عن جميع الأسرى.
وأضافت ليفيت، في مؤتمر صحفي، أن الإدارة الأميركية تتواصل مع طرفي الصراع في غزة، وأن ترامب أوضح لحركة حماس أن عليها إطلاق سراح الأسرى.
وفي وقت سابق، قال المبعوث الأميركي للرهائن آدم بولر "إننا نقترب أكثر فأكثر من التوصل إلى اتفاق في غزة"، كما أكد البيت الأبيض ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن بولر قوله إنه "إذا أرادت حماس الحضور وتقديم عرض مشروع وإذا كانت مستعدة للإفراج عن الرهائن فنحن دائما منفتحون على ذلك".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، أمس الاثنين، أن الضغوط الأميركية على إسرائيل أصبحت أكثر شدة، حيث حذر مسؤولون مقربون من الرئيس ترامب القيادة الإسرائيلية من أن الولايات المتحدة قد توقف دعمها لتل أبيب إذا لم تنهِ الحرب في قطاع غزة.