الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
دعا معالي الدكتور شائع محسن الزنداني وزير الخارجية وشؤون المغتربين في مقابلة له مع صحيفة “الأيام” البحرينية على هامش انعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تنطلق أعمالها اليوم الخميس " الوزير المجتمع الدولي إلى أن تكون لديه نظرة ثاقبة في تقييم سلوك جماعة الحوثيين التابعة لإيران، معتبرًا أن هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، تثبت أنهم لا يشكلون تهديدًا للأمن والسلام في اليمن فحسب، بل في المنطقة بأكملها.
للاطلاع على نص المقابلة انقر هنا
واعتبر معالي الوزير، أن مزاعم الحوثيين بأنهم يهاجمون السفن التجارية في البحر الأحمر نصرة لغزة، ما هي إلا محاولة للاستغلال القضية الفلسطينية لتسويق أنفسهم إقليميًا وعربيًا، لافتًا إلى أن هجمات البحر الأحمر لم تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب.
وحول رسالة اليمن للقمة العربية قال معالي وزير الخارجية " نحن في اليمن، ورغم حالة الحرب التي نمر بها، كانت اليمن ولا زالت مع التضامن العربي وترى بالعمل العربي المشترك من المقومات الرئيسية التي تساعد أيضًا في تعزيز وحماية الدول الوطنية نفسها، ففي كل الاختراقات التي وجدت في سائر المنطقة العربية، وفي أكثر من بلد عربي، نحن نعتقد أن أحد أسبابها العلاقات العربية-العربية، والتفكك البيني الموجود في هذا العلاقات.
لهذا أولاً نحن نرى في هذه القمة وجوب تشكيل أساس التضامن العربي، والجانب الثاني ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهي القضية المركزية بالنسبة لليمنيين، وكل اليمنيين بالفطرة قلوبهم مع فلسطين، أما بالنسبة لليمن، فلابد -بتقديري- من تجديد التضامن، والدعم الكامل للحكومة، والسلطة الشرعية من قبل القادة العرب بشكل عام.
وحول المشكلة في التعامل مع الأزمة اليمنية قال وزير الخارجية: المشكلة أن كثيرًا من الجهود التي تتم حاليًا، تتم بمعزل عن القرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على أهمية عودة الشرعية لكل مناطق اليمن. لذلك لا نستطيع أن نقول إن الحرب قد انتهت! بل الحرب موجودة، وما نشهده هو هدنة يتم العمل على إطالتها، رغم الخروقات التي ترتكب من قبل المليشيات الحوثية.
المبعوث الأممي يبذل الجهود، ونحن في السلطة الشرعية أكدنا دائمًا رغبتنا وجديتنا في تحقيق سلام في اليمن، ووجود حل نهائي لهذه الحرب، وأيضًا دعمنا كل الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية سواء عبر مبادرتها أو بالتوصل إلى خريطة طريق أيضًا مع الأشقاء في سلطنة عمان.
لكن هذه الخريطة لم ترَ النور نتيجة لأعمال التصعيد الذي قام بها الحوثيون في البحر الأحمر، ونحن نتمنى على المجتمع الدولي أن يكون لديه نظرة مختلفة في تقييم سلوك هذه الجماعة حيث أكدنا منذ البداية أنها جماعة تشكل تهديدًا حقيقيًا ليس فقط للأمن والسلام في اليمن فحسب، بل تشكل تهديداً للسلام في المنطقة، وما يجري الآن في البحر الأحمر هو دليل على ما كنا نؤكد عليه منذ البداية.
واضاف
الهجمات التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر تضر بالشعب اليمني، حيث زادت كلفة الشحن، وأثرت سلبًا على الأمن الغذائي في اليمن، كما أثرت على نشاط الصيد في المياه الإقليمية اليمنية، وكذلك عندما شن الحوثيون هجمات على سفينة لم تكن إسرائيلية، وكانت محملة بمواد كيمائية؛ مما أدى إلى مخاطر كبيرة أدت إلى تلوث بيئي كبير نعاني منه اليوم.
هذا ناهيكم عن الأضرار التي لحقت بالتجارة العالمية، والتي تضرر منها دول شقيقة، عندما نتحدث عن تراجع نسبة السفن العابرة إلى قناة السويس إلى 50%. لذا عندما نوازن بين ما تحقق هنا وتحقق هناك، نجد أن الضرر الأكبر من هجمات الحوثيين وقع على اليمن وشعبها. وعلى الدول العربية الشقيقة.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
إعلام فرنسي: هجمات اليمن في البحر الأحمر “عرض مذهل” وأثبتت فشل أحلام نتنياهو وترامب
يمانيون |
أثارت المشاهد المصورة التي وثّقت جانبًا من عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني في البحر الأحمر اهتمامًا واسعًا في وسائل إعلام فرنسية، التي وصفت تلك العمليات بـ”المذهلة للغاية” على مستوى التنفيذ والتوثيق والتأثير.
وفي تقارير متلفزة وصحفية، اعتبر الإعلام الفرنسي أن هذه المشاهد الميدانية تعكس ليس فقط مستوى متقدمًا من الجرأة والإتقان، بل تؤشر إلى فشل مشاريع أمريكية وصهيونية سعت إلى إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن اليمن ما يزال يقف بثقة ضمن محور المقاومة، رغم كل الرهانات على إخراجه من المعادلة.
وقال أحد التقارير: “كنا نسمع أن الحوثيين تم القضاء عليهم، وأن المقاومة في اليمن انتهت، لكن ما نشاهده الآن يُثبت العكس تمامًا. الشرق الأوسط الذي حلم به ترامب ونتنياهو لا يُعاد تشكيله كما أرادوا”.
وأكدت التقارير أن القوات المسلحة اليمنية باتت تعتمد على صناعاتها الخاصة من الصواريخ والقنابل، مشيدة بقدرتها على إنتاج منظومات هجومية متطورة رغم الحصار والحرب المستمرة منذ سنوات.
وتوقفت بعض التحليلات عند طريقة تصوير العمليات الأخيرة، قائلة: “ما يلفت الانتباه أن العملية صُوّرت بأسلوب يشبه أفلام هوليوود، مع لمسة من فن الإعلان والتأثير البصري. مشاهد تعرض مقاتلين يحتفلون والبنادق في أيديهم وسط أجواء من الإبهار، كأننا أمام عرض مسرحي جنوني ولكنه حقيقي تمامًا”.
كما شدد أحد المراسلين الفرنسيين، الذي سبق له زيارة اليمن، على أن ما شاهده هناك كان “مذهلًا للغاية”، مضيفًا: “وجدنا شعار الموت لأمريكا في كل مكان. إن الحوثيين – كما يُطلق عليهم – موجودون بالفعل لخوض حرب وجودية ضد إسرائيل. وهذه رسالة ينبغي إيصالها حتى إلى الدوحة: محور المقاومة ما يزال حيًا وينبض بالقوة”.
وتعكس هذه التغطيات تغيرًا لافتًا في طريقة تعاطي الإعلام الغربي مع القدرات اليمنية، في وقت تتصاعد فيه عمليات الردع في البحر الأحمر وباب المندب، ضمن موقف يمني واضح في مناصرة غزة والتصدي للهيمنة الصهيوأمريكية في المنطقة.