فيودور دوستويفسكي أديب وروائي روسي ولد عام 1821 في موسكو. كتب روايته الأولى في سن الـ25 وترجمت أعماله لأكثر من 170 لغة، وسجن وأصدر في حقه حكم بالإعدام لكنه ألغي في اللحظة الأخيرة. وتوفي عام 1881 في سانت بطرسبرغ.

تزوج مرتين وأنجب 4 أبناء، وكانت أوضاعه المادية سيئة دوما بسبب إدمانه القمار، وعانى كثيرا مع المرض وكان يصاب باستمرار بنوبات الصرع، وخاصة بعد سجنه ونفيه إلى سيبيريا.

المولد والنشأة

ولد فيودور ميخائيلوفتش دوستويفسكي يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1821، بالعاصمة الروسية موسكو لأسرة متدينة من الطبقة المتوسطة.

كان والده ميخائيل طبيبا عسكريا متقاعدا، ويعالج بعض الحالات في مستشفى ماريانسكي للفقراء في موسكو تطوعا، كما كان يدير عيادة خاصة.

أما والدته ماريا نيشاييفا فقد كانت عكس والده الصارم تماما، وهي ابنة عائلة مثقفة من التجار، وكان دوستويفسكي الثاني بين 7 أبناء.

نشأ في بيت مهتم بالفلسفة والدين، وفيه قرأ مبكرا مؤلفات مهمة فيهما إضافة إلى الأدب، وكان والداه أول من تولى مهمة تعليمه.

أغلب أفراد عائلة أبيه كانوا رجال دين، لكن والده غير الاتجاه والتحق بكلية الطب في موسكو، وحصل على رتبة طبيب جامعي مقيم عام 1828 ما منحه مكانة مساوية لبعض النبلاء، واشترى عقارا عام 1831.

ورغم امتلاك العائلة منزلا صيفيا بعيدا عن المدينة، فإن دوستويفسكي وأشقاءه الستة عاشوا في موسكو، بمسكن على أرض مستشفى ماريانسكي الذي كان والده يعمل فيه.

عام 1837 توفيت والدة دوستويفسكي إثر إصابتها بالسُّل، وتوفي والده فجأة بعدها بنحو عامين بسبب سكتة دماغية، وتقول رواية أخرى إنه مات مقتولا.

وكان دوستويفسكي عند وفاة والده طالبا في معهد الهندسة العسكرية في سانت بطرسبرغ، وهو التخصص الذي اختاره له أبوه، إلا أنه وشقيقه الأكبر ميخائيل كانا مفتونين بالأدب.

الدراسة والتكوين العلمي

كان دوستويفسكي يتلقى تعليمه في المنزل حتى عام 1833، ثم التحق بمدرسة نهارية خاصة، كما أرسل إلى مدرسة فرنسية داخلية، وبعدها إلى مدرسة داخلية في موسكو.

ولم يكن مندمجا مع زملائه الأكثر أرستقراطية، وفي سن الـ15 أُجبر وشقيقه الأكبر ميخائيل على العمل في مهنة عسكرية بمعهد نيكولاييف للهندسة العسكرية في سانت بطرسبرغ.

وعندما بلغ الـ18 التحق بمعهد مجاني، تخوله الدراسة فيه العمل مهندسا في القوات المسلحة، وهي المهنة نفسها التي لم يقبل فيها شقيقه ميخائيل بسبب مانع صحي.

مكتب فيودور دوستويفسكي في بيته الذي تحول متحفا (غيتي)

وأثناء دراسته في المعهد أضجره الروتين والافتقار للخيال، فكان ميالا لقراءة الأدب في معظم وقته، وقليل الاهتمام بالرياضيات والعلوم.

وبعد إنهاء تعليمه في المعهد، لم يخفت اهتمامه بالأدب، وحرص على كتابة المقالات بروح فلسفية وأدبية، كما كان كثير الزيارة لأخيه ميخائيل وحضور المناسبات الثقافية.

عام 1843 عين في منصب مهندس ملازم، إلا أن اهتمامه بالأدب شتته، وبدأ العمل ناشرا للترجمات، وكانت أولاها ترجمته رواية "أوجيني غراندي" للكاتب الفرنسي أونوري دو بالزاك، ثم أتبعها بترجمات أخرى. وعام 1846 استقال من عمله العسكري وتفرغ للكتابة.

دوستويفسكي كاتبا

بدأ فيودور دوستويفسكي عمله في الكتابة بتأليف القصص الخيالية حول من يعانون الفقر والبؤس، وكانت رواية "الفقراء" أول أعماله.

واكتملت الرواية عام 1845، وساعده صديقه وزميله في السكن ديمتري غريغوروفيتش في عرض مخطوطة الرواية أمام شخصيات في المجتمع الأدبي، ونشرت في يناير/كانون الثاني 1946.

وحظيت رواية "الفقراء" بانتشار كبير ونالت إعجاب جماهير القراء، وتلتها في نهاية يناير/كانون الثاني من العام نفسه رواية "المزدوج"، التي تناولت الازدواجية والجنون والصراع الداخلي، إلا أنها لم تلق الانتشار الذي لاقته رواية الفقراء.

وانطلقت بعدها كتاباته التي رحب بها القراء وأحبوها، إذ كان فيودور يكتب بأسلوب مختلف، شديد الإبحار في النفس البشرية ودواخلها وصراعاتها.

وأثر اطلاع دوستويفسكي المبكر على معاناة المرضى والفقراء في مستشفى ماريانسكي على كتاباته، فكانت مراقبته في صباه لأحوالهم جلية في وصفه الدقيق لشخصياته.

إيفان ليبراندي المسؤول في وزارة الداخلية وهو من اعتقل دويستويفسكي (مواقع التواصل الاجتماعي) المنفى وحكم الإعدام

عاش فيودور دوستويفسكي فترة هادئة في بدايته مع الكتابة ونجاح روايته "الفقراء"، ولكنه عانى بعدها وبالتزامن مع بحثه الفلسفي من تراجع في ثورته الأدبية والمالية، وبدأ يعاني من مشاكل صحية.

تزامن ذلك مع انضمامه لجماعة "التفكير المتحرر"، وهي جماعة اشتراكية مناهضة للحكومة عام 1847، قدمت له المساعدة واحتوته.

وكانت المجموعة تعقد اجتماعات متكررة لمناقشة الإصلاحات الاجتماعية، مثل إلغاء العبودية وضمان حرية الصحافة وإلغاء الرقابة عليها.

وفي 23 أبريل/نيسان 1849، تم الإبلاغ عن الدائرة إلى إيفان ليبراندي، وهو مسؤول حكومي في وزارة الداخلية، فقبض على دوستويفسكي مع بعض أعضاء المجموعة، واتهمهم بقراءة وتوزيع أعمال محظورة تنتقد الحكومة.

اعتبرت حكومة القيصر نيكولاس الأول هؤلاء المنتقدين مجرمين خطيرين، فسجنتهم 7 أشهر. وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 1849 تم اقتيادهم إلى ساحة سيميونوفسكي، وهناك صدر في حقهم حكم بالإعدام رميا بالرصاص.

وبينما كانت تجري الاستعدادات الأخيرة، وبعدما أخرج 3 سجناء تجهيزا لإعدامهم، وصل رسول القيصر معلنا أن الإمبراطور قد خفف الحكم عنهم، وكانت مراسم الإعدام الوهمية في الواقع جزءا من العقوبة، وظلت تلك التجربة محورية في حياة دوستويفسكي.

خفف الحكم من الإعدام، وأصبحت العقوبة هي النفي إلى سيبيريا، مع الأشغال الشاقة والتجنيد الإجباري، وفي المنفى عانى دوستويفسكي من مضاعفات صحية ونوبات صرع.

سجن سيبيريا الذي نفي إليه دوستوفيسكي وتحوّل الآن مكانا سياحيا للزوار (غيتي)

وفي السجن غير قناعاته حول المثقفين، واعتبر أنهم قوم متعالون يريدون فرض أفكارهم السياسية على المجتمع.

وبعد 4 سنوات من النفي أنهى فترة عقوبته في فبراير/شباط عام 1854، وعن تلك الفترة كتب روايته "بيت الموتى" المنشورة عام 1861.

وبعد خروجه من السجن، انتقل لإكمال عقوبة التجنيد الإجباري في سيميبالاتينسك (تقع الآن في أفغانستان)، وهناك انضم إلى كتيبة الخط السابع في فيلق الجيش، كما عمل في الفترة نفسها مدرسا لأطفال من أبناء النبلاء في المنطقة.

زواج دوستويفسكي

أثناء فترة التجنيد الإجباري التقى دوستويفسكي بزوجته الأولى ماريا ديميتريفنا إيسايفا وقد كانت متزوجة حينها، وبعد وفاة زوجها ألكسندر، انتقلت مع ابنها للعيش مع دوستويفسكي، الذي تزوجها عام 1857، بعد أن أرسل خطاب اعتذار رسمي عام 1856، واستعاد حقوقه في الزواج والنشر مرة أخرى.

ولم يكن زواج الاثنين سعيدا لكثرة خلافاتهما الشخصية، والمشاكل الصحية التي عاناها دوستويفسكي باستمرار، والتي قادت لإعفائه من التزاماته العسكرية عام 1859، وبعد ذلك سمح له بالعودة من المنفى.

وكان زواجه الثاني عام 1867، من سكرتيرته آنا دوستويفسكايا التي تصغره بـ25 عاما، وأنجبا في مارس/آذار 1868 ابنتهما سونيا، لكن الطفلة توفيت بعد 3 أشهر من ولادتها، وفي عام 1869 أنجبا ابنتهما الثانية ليوبوف، وولد لهما فيما بعد طفلان آخران هما فيودور وأليكسي.

إدمان دويستويفسكي على القمار جعله يعاني وأسرته من أزمة مالية مستمرة (غيتي) العودة إلى سانت بطرسبرغ

بعد عودته إلى سانت بطرسبرغ، نشر دوستويفسكي عددا من القصص القصيرة، ومن بينها قصة "البطل الصغير"، وهي العمل الوحيد الذي أنتجه في السجن.

وفي عامي 1862 و1863 جال خارج روسيا وفي جميع أنحاء أوروبا الغربية، وكتب مقالا بعنوان "ملاحظات الشتاء عن انطباعات الصيف"، مستوحى من هذه الرحلات، وفيه انتقد مجموعة واسعة مما اعتبره أمراضا اجتماعية، من الرأسمالية إلى المسيحية المتطرفة وغيرها.

وفي باريس التقى بالكاتبة الروسية بولينا سوسلوفا، وكانت عشيقته حتى عام 1865، وقامر أثناء تلك العلاقة بالكثير من ثروته، ما أضر به عام 1864.

إضافة إلى ضياع ماله في المقامرة، فشلت المجلة التي أسسها مع شقيقه، فعاد بعدها للكتابة باستمرار، ونشر أحد أهم أعماله "الجريمة والعقاب" عام 1866، وفي نهاية العام كان قد أنهى روايته القصيرة "المقامر".

وكانت زوجته آنا هي من ساعدته على إنهاء رواية "المقامر"، ورغم العائد الكبير الذي حققته روايته "الجريمة والعقاب"، فإنها اضطرت لبيع ممتلكاتها الشخصية لتسديد ديونه.

وفي العام التالي أكمل رواية "الأبله"، وبحلول 1871 كانت أوضاع الأسرة المادية سيئة، ورغم ذلك أسس مع زوجته شركة عام 1873.

وعمل دوستويفسكي في صحيفة "المواطن"، وكان ينشر فيها مقالات مقابل راتب سنوي، لكنه قرر ترك العمل فيها عام 1874، بسبب الضغط الحكومي والمراقبة من جهة، ولتدهور صحته من جهة أخرى.

مخطوطة لصفحة من رواية الشياطين لدوستويفسكي موجودة في مجموعة مكتبة الدولة الروسية بموسكو (غيتي) مرض دوستويفسكي

كان دوستويفسكي عرضة للأمراض العصبية، كما عانى من الاكتئاب، فاقترح الأطباء أن يغادر روسيا لبعض الوقت لعل صحته تتحسن، وأمضى بالفعل فترة بعيدا مع عائلته، ثم عاد إلى سانت بطرسبرغ.

وكانت فترة معاناته الشديدة مع المرض متزامنة مع نجاح كتاباته، فكان يصاب بـ4 نوبات شهريا في أوائل 1877، كما توفي ابنه الأصغر أليكسي بسبب نوبة صرع عام 1878.

وفيما بين عامي 1879 و1880، حصل دوستويفسكي على عدة أوسمة وتعيينات فخرية، منحتها إياه الأكاديمية الروسية للعلوم، والجمعية السلافية الخيرية، والجمعية الأدبية والفنية الدولية.

وكان قد ألقى خطابا في ذكرى رحيل الكاتب الروسي بوشكين في موسكو، بصفته نائبا لرئيس الجمعية السلافية الخيرة، ولقي خطابه إشادة واسعة كما لقي انتقادا أثّر عليه وزاد من تدهور حالته الصحية.

المؤلفات

من أبرز الأعمال الأدبية لدوستويفسكي:

"الشياطين". "الإخوة كارامازوف". "المراهق". "الفلاح ماري". "حلم رجل مثير للسخرية". "يوميات كاتب". رسمة لجنازة دوستويفسكي يوم 12 فبراير/شباط 1881 للفنان أرنولد كارل (غيتي) "ملاحظات من تحت الأرض". "الليالي البيضاء". "عقلية الحالم". "الزوج الأبدي". "مذلون مهانون". الوفاة

أصيب دوستويفسكي بنزيف رئوي، واستدعى أولاده لرؤيتهم قبل موته. وبعدها بأسبوعين توفي يوم التاسع من فبراير/شباط 1881، ودفن في مقبرة تيخفين بدير ألكسندر نيفسكي في سانت بطرسبرغ، وهي المقبرة ذاتها التي دفن بها شعراؤه المفضلون نيكولاي كارامزين وفاسيلي جوكوفسكي.

ونُقش على شاهد قبره اقتباس من إنجيل يوحنا جاء فيه "الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی سانت بطرسبرغ فی موسکو

إقرأ أيضاً:

أي دور عسكري أميركي في غزة؟ إجابات من واشنطن

واشنطن – بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من زيارته إلى شرم الشيخ التي شهدت مشاركته في التوقيع على ضمانات خطته للسلام في قطاع غزة والشرق الأوسط، إلى جانب قادة تركيا وقطر ومصر، طُرحت أسئلة عدة حول تنفيذ هذه الخطة المكونة من 20 بندا على أرض الواقع، من أهمها ما يتعلق "بالدور العسكري الأميركي" اللازم لتطبيق هذه البنود.

وتضمنت خطة ترامب في بندها الـ15 تشكيل قوة متعددة الجنسيات لتوفير الأمن في القطاع وإنشاء هيئة حكم مؤقتة. وجاء فيه:

"تعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة للانتشار في غزة على الفور. وستتمثل مهمتها في تدريب قوات الشرطة الفلسطينية المعتمدة في القطاع وتقديم الدعم لها، كما تتشاور مع الأردن ومصر اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال".

عاجل | مسؤول أمريكي للجزيرة:
– القوات الأمريكية ستقيم مركزا في إسرائيل لتنسيق جهود خطة ترمب للسلام في غزة
– القوات الأمريكية ستتولى تنسيق دخول المساعدات والجهود اللوجستية والأمنية
– طلائع القوات الأمريكية بدأت الوصول إلى إسرائيل على أن يبلغ عددها 200 جندي
– من غير المتوقع أن… pic.twitter.com/tO6HgzUlIX

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 9, 2025

حجم المشاركة

كما جاء في البند "وتمثل هذه القوة الحل الأمني الداخلي على الأمد الطويل، كما ستعمل مع إسرائيل ومصر للمساهمة في تأمين المناطق الحدودية بالتعاون مع قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثا. وسيتم منع دخول الذخائر إلى غزة وتسهيل تدفق السلع بسرعة وأمان لإعادة إعمارها وإعادة إنعاشها. ويتفق الأطراف على آلية لتجنب أي تصادم أو مواجهات".

ولم توضح إدارة ترامب بعد حجم هذه القوة، والمدة التي ستحتاج إلى نشرها، وكيف يمكن للجيش الأميركي أن يساعدها، وهل ستبقى داخل القطاع أم خارجه.

إعلان

أشار الأدميرال براد كوبر قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى، بعد زيارته غزة قبل أيام بصحبة جنرالات إسرائيليين، إلى أن القيادة تعمل على إنشاء مركز تنسيق مدني-عسكري لتوحيد الجهود الرامية إلى دعم استقرار الأوضاع بعد انتهاء النزاع. وأضاف أن هذا الجهد سيتم من دون نشر أي قوات أميركية على الأرض داخل القطاع.

وفور إعلان قبول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتل أبيب خطة ترامب، أعلن مسؤولون أميركيون أنه سيتم إرسال 200 جندي أميركي إلى إسرائيل لتقديم الدعم لاتفاق وقف إطلاق النار وسينضم إليهم جنود من دول عربية عدة شاركت في هذا التعاون الأمني الطويل الأمد. إلا أن البيت الأبيض أوضح لاحقا أن الجنود الأميركيين موجودون بالفعل في نطاق عمليات منطقة القيادة الوسطى.

وأكد جيه دي فانس نائب الرئيس في لقاء تلفزيوني على شبكة إن بي سي نيوز الأحد الماضي أن "الولايات المتحدة لن ترسل أي قوات إلى إسرائيل أو غزة"، وأوضح طبيعة دورها بالقول "سيراقبون شروط وقف إطلاق النار، سيضمنون أن تكون القوات الإسرائيلية على الخط المتفق عليه، والتأكد من أن حماس لا تهاجم الإسرائيليين الأبرياء".

"مايكل فنزل ….رئيس دولة فلسطين!"
مايكل فنزل هو الجنرال الأمريكي الذي عينته الادارة الامريكية خلفا للجنرال "كيث دايتون" المسؤول الاول عن التنسيق الأمني في مناطق السلطة الفلسطينية!
قام الجنرال بوضع خطة أمنية في اجتماع تم في العقبة بحضور #غسان_عليان عن الاحتلال ، و كل من… pic.twitter.com/cUfQ8fidiw

— يونس البحري (@YounisBahari) May 23, 2024

دور رقابي

في حين قال تشارلز دان المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية والخبير بالمعهد العربي، والمحاضر بجامعة جورج واشنطن، للجزيرة نت، "من غير المرجح جدا إرسال قوات أميركية إلى غزة. لا تزال مكانا خطيرا ولن يرغب ترامب في إرسال قوات إلى وضع تكون فيه عرضة لهجمات حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، أو الجيش الإسرائيلي".

وأضاف "من المحتمل أن تستمر هذه القوات في لعب دورها الرقابي من جنوب إسرائيل، وربما من خلال زيارات ميدانية مؤقتة إلى غزة نفسها. من المتوقع أن تتحمل الدول الأخرى عبء الأمن، وحتى الآن هذا جيد بالنسبة للإدارة".

ولواشنطن نحو 30 ألف عسكري ينتشرون في عدد من القواعد العسكرية بدول المنطقة، ويوجد عدد قليل منهم داخل تل أبيب. وتشير دراسة أصدرها مركز خدمة أبحاث الكونغرس إلى أنه، منذ 1984، تخزن واشنطن معدات عسكرية في إسرائيل. كما تحدثت تقارير عن مشاركة قوات أميركية تل أبيب جهودها خلال العامين الماضيين في محاولات الوصول لأماكن محتجزيها لدى حماس، إضافة لتقديم دعم استخباراتي لها.

يُذكر أن واشنطن قامت بدور تنسيقي أمني عسكري بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل منذ سنوات. وكجزء من "خطة خريطة الطريق" للسلام التي وضعتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن، تم تأسيس "مكتب المنسق الأمني الأميركي" ومقره مدينة القدس ويترأسه حاليا الجنرال مايكل فنزل.

ومنذ إنشائه، ركز المنسق على برامج إصلاح قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، ويشرف على عمله كل من وزير الخارجية الأميركي ورئيس هيئة الأركان المشتركة بالبنتاغون، ويعمل المسؤول عن هذا المكتب مع تل أبيب والسلطة الفلسطينية "لتعميق التنسيق الأمني ​​بين الجانبين، وتحسين قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتقديم المشورة للسلطة بشأن إصلاح القطاع الأمني".

إعلان

ولا يعرف على وجه التحديد ما إذا كان هذا المنسق سيلعب دورا في جهود إدارة ترامب لتنفيذ خطة غزة. ورفض مسؤول بالبنتاغون الإجابة على أسئلة الجزيرة نت حول هذه النقطة، مبررا ذلك بتعليمات حديثة من مكتب وزير الحرب بيت هغسيث تستدعي تقديم طلب مكتوب قبل 3 أسابيع من أجراء أي لقاء صحفي.

صعوبات

ووفقا للخطة، فإن الانسحاب التالي للجيش الإسرائيلي لن يحدث إلا بعد إنشاء قوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة. وحتى بعد إنشائها، ستحتفظ تل أبيب بمنطقة عازلة على حدود القطاع ولن تنسحب منه بالكامل. ولم يتم الاتفاق على تفاصيل أو توقيت عمليات الانسحاب الإضافية، إلى جانب عدم بدء أي خطوات علنية لإنشاء هذه القوة.

وتساءل برايان كاتالوس، المسؤول السابق بعدة إدارات ديمقراطية، والخبير حاليا بمعهد الشرق الأوسط، حول من الذي سينسق بين الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية بشأن تنفيذ خطة ترامب.

ورأى في مقال على موقع المعهد، أن أحد الجوانب المفاجئة في الأشهر الثمانية الأولى من ولاية ترامب الثانية هو أن نهجه تجاه الشرق الأوسط تضمن تنسيقا أوثق ومشاورات أكثر شمولا مع الشركاء الإقليميين مما كان عليه في أجزاء أخرى من العالم.

في حين أشار روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إلى عدة صعوبات أمام تنفيذ الخطة، وعلى رأسها "تولي الجيش الأميركي مهمة تنسيق تجنيد ونشر وإدارة قوات متعددة الجنسيات لحفظ الأمن أثناء انسحاب الجيش الإسرائيلي، وهي مناورة محفوفة بالمخاطر".

كما ذكر، في مقال على موقع المعهد، تحدي إنشاء إدارة انتقالية تشرف على كل شيء، من الإغاثة الإنسانية وإزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، إلى مشاريع إعادة الإعمار الضخمة.

من جانبه، قال السفير ديفيد ماك مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، للجزيرة نت، إنه "سيكون للقادة والخبراء العسكريين الأميركيين أدوار مهمة في مجالات مثل الاستخبارات والخدمات اللوجستية، لكنني لا أتوقع أن تلعب القوات الأميركية دورا على الأرض".

واتفقت باربرا سلافين خبيرة الشؤون الدولية بمعهد ستيمسون بواشنطن، مع الآراء السابقة، وقالت للجزيرة نت "لا أعتقد أن ترامب سيضع الأميركيين على الأرض في القطاع. سيبحث عن دول إسلامية للقيام بذلك، ربما مقابل مزايا تجارية، أو تنازلات أخرى من الولايات المتحدة".

مقالات مشابهة

  • أي دور عسكري أميركي في غزة؟ إجابات من واشنطن
  • يسرا: عشت بمفردي في بداياتي الفنية وكانت أصعب أيام حياتي
  • الخارجية الأمريكية تتغنى بترامب: "رئيس السلام الذي أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر"
  • 134 فرصة عمل بتخصصات متنوعة بالعين السخنة
  • لوبوان: هل يخاف بوتين وجنرالاته من القنبلة النووية الفرنسية؟
  • دهس امرأتين في شبوة من طقم عسكري
  • باسم يوسف يكشف كواليس لقاء بيرس مورجان: استخدمت الكوميديا لتفكيك رواية إسرائيل
  • وليد سيف يسدل الستار على آخر فصول المشهد الأندلسي في رواية غرناطة آخر الأيام
  • ماذا كشفت حرب غزة عن لبنان؟ الأمرُ عسكري
  • مهندس الخراب: المفارقة المريرة في سعي توني بلير للإشراف على غزة