بدأت الحكومة القطرية اليوم الثلاثاء، بتلقي الطلبات لبيع "سندات خضراء" مقومة بالدولار لأجل خمس وعشر سنوات، في أول إصدار للدين الخارجي للدولة الخليجية منذ أربع سنوات.

وأوضحت خدمة "آي إف آر" لأخبار أدوات الدخل الثابت، أنه جرى تحديد السعر الاسترشادي الأولي للسندات الخضراء لأجل خمس سنوات وعشر سنوات بعلاوة 70 و80 نقطة أساس، فوق سندات الخزانة الأمريكية على التوالي.



وقالت الخدمة إن التمويل الذي سيتم جمعه من الطرح، الذي تقوده وزارة المالية القطرية، سيتم تحويله لتمويل مشاريع خضراء مؤهلة.

وكان وزير المالية القطري علي الكواري ذكر في يناير/ كانون الثاني، في إشارة إلى البيع المزمع: "لسنا متعطشين للمال. هذا فقط لتوضيح موقف... السوق متعطشة للإصدار. لقد اتصل بنا العديد من المستثمرين".

وتجري قطر، التي تعد حاليا واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، توسعا ضخما في إنتاج الغاز وستزيد الإنتاج بمقدار 85 في المئة بحلول نهاية العقد الحالي.


وشجعت شركة المحاسبة العالمية كيه.بي.إم.جي، في تقرير لها في ديسمبر كانون الأول، قطر على إصدار سندات خضراء وتبني آليات تمويل مستدامة، قائلة إن هذه الخطوة ستساعد الدولة الخليجية على تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بها.

وجرى اختيار "كريدي أغريكول" و"إتش.إس.بي.سي" كمنسقين للهيكلة الخضراء، كما أنهما سيكونان منسقين عالميين مع "جيه.بي مورغان" وبنك قطر الوطني كابيتال.

وأضافت الخدمة أن "باركليز" و"سيتي غروب" و"دويتشه بنك" و"غولدمان ساكس إنترناشونال" و"إس.إم.بي.سي" و"نيكو كابيتال ماركتس" و"ستاندرد تشارترد"، يعملون كمديرين رئيسيين.

ما هي السندات الخضراء؟
وزاد بريق السندات الخضراء المطروحة في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية، مع إقبال المستثمرين على شرائها من جهات مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وشركة عقارات كبرى في أبوظبي، وحكومة الشارقة.

ولم تعلن قطر بعد عن جدول زمني محدد للوصول إلى الانبعاثات الكربونية الصفرية، وهي واحدة من أعلى الدول في العالم من حيث نصيب الفرد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وكما هو الحال في دول الخليج الأخرى؛ فإن الدولة تستخدم كثيراً من الطاقة في تكييف الهواء وتحلية المياه.


مع ذلك، فإن الدولة تنفق مليارات الدولارات لتعزيز إنتاج الطاقة الشمسية. وتقول إن الغاز سيساعد العالم في تحقيق أهداف المناخ لأنه أنظف من النفط والفحم، على الرغم من الربط بينه وبين تسربات غاز الميثان.

تصنيف السندات القطرية
تعد قطر واحدة من أغنى الدول في العالم ولديها تصنيف "AA" أو ما يعادله من شركات التصنيف الثلاث الكبرى، أي أقل بدرجتين فقط من أعلى مستوى عالمي.

دخلت قطر إلى سوق السندات الدولية آخر مرة في أبريل 2020، وجمعت حينها 10 مليارات دولار بعد جذب طلبات بقيمة 45 مليار دولار من المستثمرين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي القطرية سندات خضراء الدولارات السندات الدولية قطر الدولار السندات الدولية سندات خضراء المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مصر تضع خريطة استثمار شاملة لمدة 10 سنوات.. واقتصادي: نسعى لتحويل الفرص لاستثمارات حقيقية

في إطار توجه الدولة المصرية نحو بناء اقتصاد تنافسي منفتح على العالم، وبهدف جذب الاستثمارات الأجنبية وتعظيم الاستفادة من المزايا النسبية التي تملكها البلاد في عدد من القطاعات الحيوية، شهد اجتماع مجلس الوزراء اليوم، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، عرضًا شاملًا من وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، المهندس حسن الخطيب، تناول فيه ملامح إعداد خريطة استثمار وطنية متكاملة، بمستهدفات قطاعية محددة، تمتد لعقد قادم، وتستند إلى رؤية إصلاحية جذرية طموحة تدعمها إرادة سياسية واضحة.

رؤية استثمارية وطنية وتحفيز للنمو الاقتصادي

في عرضه، شدد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، المهندس حسن الخطيب، على أن تحقيق طفرة حقيقية في معدلات النمو الاقتصادي بات أمرًا قابلًا للتحقيق، من خلال تبني إستراتيجية استثمار وطنية موحدة، واستكمال برنامج الإصلاح الهيكلي الجاري. وأكد أن الرؤية الاقتصادية التي تقودها الدولة حاليًا غير تقليدية، وتقوم على إطلاق إصلاحات جذرية غير مسبوقة، وتهيئة بيئة استثمارية تتمتع بتنافسية عالية، وشفافية، وقدرة حقيقية على جذب وتنمية الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وأكد الوزير أن هذه الاستراتيجية ستصبح توجهًا ثابتًا للدولة المصرية، وأن تحويل هذا الطموح إلى واقع ملموس يتطلب العمل على سياسات واضحة في النقد والمالية والتجارة، مع ضمان إطار حوكمي رشيد يعزز من مصداقية مناخ الأعمال، ويوفر وضوحًا في حقوق وواجبات المستثمر تجاه الدولة.

توجه نحو القطاعات ذات الأولوية ودور محوري للقطاع الخاص

وأوضح الخطيب أن الاستراتيجية الوطنية ترتكز على رؤية متكاملة لبناء اقتصاد مفتوح يتبنى سياسات نقدية مستقرة، وسياسات مالية محفزة، إلى جانب سياسة تجارية منفتحة على الأسواق العالمية لتقليص عجز الميزان التجاري. وشدد على أهمية وضوح دور الدولة في الاقتصاد، مع إعطاء القطاع الخاص الدور المحوري في دفع عجلة النمو، على أن تكتفي الدولة بدورها التنظيمي لضمان عدالة بيئة الاستثمار.

وأكد أن الوصول إلى هذه المستهدفات يتطلب رؤية واضحة لتوفير الطاقة، وتحديد ملف الأراضي الاستثمارية، والاعتماد على التحول الرقمي، مع اعتماد مصفوفة إصلاحات مستندة إلى مؤشرات عالمية مثل تقرير ممارسة الأعمال.

تكليفات للوزارات وخريطة بعيدة المدى

في هذا السياق، أوضح الوزير أنه تم تكليف جميع الوزارات بإعداد ملفات متكاملة تضم المشروعات الاستثمارية المتاحة في قطاعاتها المختلفة، بحيث تكون جاهزة للترويج والتنفيذ فورًا، على أن تتضمن الموافقات والتراخيص الأساسية.

وأشار إلى أن العمل جارٍ على إعداد خريطة استثمار وطنية تمتد لعشر سنوات، تشمل فرصًا جاهزة بالكامل للتنفيذ مع إعداد حملة ترويجية دولية لكل مشروع على حدة. وتشمل القطاعات المستهدفة: الطاقة، الصناعة، السياحة، الصحة، تكنولوجيا المعلومات، الزراعة، التعليم، والموارد المائية، إلى جانب قطاعات أخرى.

فرص واعدة في الطاقة والصناعة والسياحة والصحة

استعرض الوزير عددًا من النماذج للمشروعات الاستثمارية الجاهزة، منها:

- قطاع الطاقة: توقيع مشروعات بطاقة إجمالية 30 ميجا وات، وتشجيع الاستثمار في الهيدروجين الأخضر وتوطين الصناعات المغذية، مع هدف بجذب 100 مليار دولار لهذا القطاع.
- قطاع السياحة: خطة لمضاعفة عدد الغرف الفندقية بإضافة 120 ألف غرفة بمستويات تصنيف متعددة، موزعة على محافظات مختلفة.
- قطاع الصحة: استهداف ضخ استثمارات تضيف نحو 140 ألف سرير ضمن منظومة التأمين الصحي، مع جذب استثمارات من 30 إلى 40 مليار دولار.
- قطاع الصناعة: جذب 10 شركات عالمية عملاقة في غضون عامين باستثمارات تتراوح بين 1 إلى 3 مليارات دولار لكل مشروع، مع توطين الصناعات الجديدة.
- قطاع التكنولوجيا: تعزيز الاستثمار في مراكز البيانات، الصناعات الإلكترونية، وتطوير البرمجيات، وأشباه الموصلات.
- تحلية المياه: مشروعات استثمارية بتكلفة بين 10 إلى 30 مليار دولار لتوطين هذه الصناعة الحيوية.

تطوير الخريطة الاستثمارية وربطها إلكترونيًا بالجهات المعنية

وعرض وزير الاستثمار تقريرًا حول ما تم إنجازه في تطوير الخريطة الاستثمارية الشاملة، مشيرًا إلى فتح قنوات تواصل مع 64 جهة ولاية حكومية تُعرض من خلالها أكثر من 1000 فرصة استثمارية، بالإضافة إلى 73 فرصة مملوكة للقطاع الخاص.

وأشار إلى أنه تمت إضافة "الإدارة المركزية للخريطة الاستثمارية" ضمن الهيكل الإداري لهيئة الاستثمار، بهدف مراجعة وتصنيف الفرص المتاحة، بالتعاون مع جهات الولاية المختلفة، من خلال ورش عمل وتدريب مخصص.

وأكد التقرير أنه في إطار الربط الإلكتروني مع جهات الولاية، تم إتاحة حسابات إلكترونية لإدخال الفرص مباشرة على الخريطة، مع العمل على إطلاق المرحلة الأولى للربط مع 20 جهة حكومية. كما يجري تطوير الخريطة باستخدام أدوات تكنولوجية حديثة، تشمل تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ضمن جهود الترويج، أكد التقرير أن الفرص الاستثمارية المطروحة يتم الترويج لها من خلال مكاتب التمثيل التجاري، بالتوازي مع عقد لقاءات مع السفراء والمُلحقين الاقتصاديين بالسفارات الأجنبية في مصر، لتعريفهم بمستجدات بيئة الاستثمار المصرية.

وفي ختام الاجتماع، شدد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، على ضرورة تحويل هذه الفرص إلى استثمارات أجنبية مباشرة، تدخل إلى شرايين الاقتصاد الوطني، مؤكدًا أن التنسيق المستمر بين الوزارات ووزارة الاستثمار هو السبيل لتحقيق ذلك.

كما دعا إلى المضي قدمًا في تحديث الخريطة الاستثمارية بصورة مستمرة، بما يعكس المتغيرات الاقتصادية العالمية، ويعزز من قدرة مصر على المنافسة في سوق الاستثمار الدولي.

مع الانطلاق نحو إعداد خريطة استثمار وطنية تمتد لعشر سنوات، تتجه مصر إلى بناء بيئة استثمارية جاذبة تقوم على رؤية إصلاحية متكاملة، مدعومة بتوجه سياسي واضح، وأسس اقتصادية قائمة على الحوكمة، التنافسية، والانفتاح على الأسواق العالمية. وبينما تتوالى المبادرات لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز مساهمة القطاع الخاص، فإن التحدي الأهم يظل في ترجمة هذه الرؤية الطموحة إلى واقع اقتصادي ملموس ينعكس على معدلات النمو والتشغيل والتنمية الشاملة.

تحويل الفرص إلى استثمارات حقيقية

من جانبه، قال المحلل الاقتصادي، إسلام الأمين، إن مصر اليوم في خطوة تُجسد وعي الدولة بأهمية التخطيط بعيد المدى وربط التنمية الاقتصادية بالاستثمار الذكي، تضع مصر اليوم اللمسات الأخيرة على خريطة استثمار وطنية تمتد لعقد قادم، في رؤية أراها غير تقليدية، جادة، ومبنية على أسس من الشفافية والتكامل القطاعي.

وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ما تم عرضه في اجتماع مجلس الوزراء يُعد نقلة نوعية في منهجية التفكير الاقتصادي للدولة؛ فهو لا يكتفي بإعلان نوايا، بل يُترجم إلى ملفات جاهزة للتنفيذ، وحملة ترويجية عالمية، وربط إلكتروني مؤسسي يضمن تسهيل الإجراءات وتعزيز الثقة.

وتابع أنه من الواضح أن الدولة لم تعد تُراهن فقط على الحوافز، بل على البنية التحتية المعلوماتية والحوكمة، وهذا ما يميز التجربة المصرية الجديدة. الربط بين القطاعات الحيوية كالطاقة، والصناعة، والصحة، والتحول الرقمي، يُعطي رسالة واضحة للمستثمرين: مصر تفتح أبوابها باستراتيجية، لا بالعشوائية، وبتكامل بين القرار السياسي والرؤية الاقتصادية.

وإذا أُحسن تنفيذ هذه الخريطة وتحويل الفرص إلى استثمارات حقيقية، فإننا أمام تحول حقيقي في موقع مصر الاستثماري إقليميًا ودوليًا، يقوده قطاع خاص فاعل، وتدعمه دولة تنفذ لا تكتفي بالتخطيط.

طباعة شارك مصر الاستثمار خريطة مصر الاستثمارية الاقتصاد المصري

مقالات مشابهة

  • في الذكرى الرابعة عشرة لجريمة دار الرئاسة... اليمن يستحضر واحدة من أخطر محاولات الاغتيال السياسي
  • مرسوم رئاسي بصرف منحة مالية لمرة واحدة للعاملين في الدولة بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • تعرف على موعد مباراة الأردن وعمان والقنوات الناقلة
  • بعد تصريحات الحكومة بشأن الكهرباء.. ماذا تعرف عن سفن التغويز وتكلفتها؟
  • تعرف على أغرب 5 ألوان للبطاطس في يومها العالمى.. سمعت عنهم قبل كده؟
  • تعرف على موسكو أكبر مدن أوروبا وقلب روسيا النابض
  • الجامعة المصرية اليابانية تطلق أول ورشة دولية للطاقة الخضراء بين اليابان وإفريقيا
  • تراجع عالمي في إصدار الديون السيادية المقومة بالدولار خلال 2025
  • مصر تضع خريطة استثمار شاملة لمدة 10 سنوات.. واقتصادي: نسعى لتحويل الفرص لاستثمارات حقيقية
  • إصدار الديون السيادية المقومة بالدولار يتراجع 19% في 2025