مترجمون قلقون: الذكاء الاصطناعي سرق وظائفنا
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
قالت صحيفة لوفيغارو إن ترجمة بعض الأعمال باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بدأت تنتشر أكثر فأكثر، مما أثار مخاوف لبعض المهنيين الذين يخشون استفحال ظاهرة استبدال المترجمين والمدبلجين في عالم النشر.
وقالت كابوسين المتخصصة في ترجمة الكتب للصحيفة الفرنسية "أخبرتني الشركتان اللتان اعتدت العمل معهما ببساطة أنهما تفضلان اللجوء إلى حلول الذكاء الاصطناعي بسبب نقص الموارد".
ولكنها ليست الوحيدة التي انغمست بين عشية وضحاها في كابوس بعد أن "سرقت وظيفتها بسبب الذكاء الاصطناعي" فهذا الشاب آرثر يقول "استبدل وضعي كمؤلف بوضعي كمقدم خدمة. يطلب مني الآن أن أقوم بتحرير هامشي للنصوص التي ترجمت سابقا بواسطة الآلة".
وأوضحت لوفيغارو أن بعض الناشرين يقعون اليوم فريسة الازدواجية الجديدة، بين واجب الدفاع عن القيمة والهيبة المرتبطة بمهنتي الترجمة التحريرية والترجمة الفورية الصوتية، وإغراء تجربة تقنيات الذكاء الاصطناعي الأكثر كفاءة من أي وقت مضى.
وعلى أمل تحقيق بعض التوفير، يقول رينو لوفيفر المدير العام للاتحاد الوطني للنشر "ليس هناك سبب لبقاء النشر في محمية عندما ينتهي الأمر باستخدام الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات" ولذلك لا تخفي دور نشر فرنسية عديدة استسلامها لبراعة التكنولوجيا.
الترجمة الأدبية آمنةفي هذا المجال -كما يقول تحقيق لوفيغارو- تبقى الترجمة الأدبية آمنة، حيث يكسب المترجم الأدبي مقابل رواية من 400 صفحة وتتطلب 5-6 أشهر من العمل، وهو ما يصل إلى 10 آلاف يورو، وإذا تمت تغطية رأس المال وتجاوزت المبيعات التوقعات، فسيحصل أيضا على عمولة بنسبة 1% على كل كتاب إضافي يتم بيعه.
تقول آن ميشيل رئيسة قسم الشؤون الخارجية في دار ألبين ميشيل للنشر "في الترجمات الأدبية، استخدام الذكاء الاصطناعي غير ممكن" مشيرة إلى الموهبة الإبداعية والذاتية الإنسانية، والعمل الشاق في البحث والترجمة الفورية، فضلا عن المعرفة الواسعة اللازمة لترجمة الأدب، بالإضافة إلى الإتقان التام للغة.
وتضيف "في العقود التي أبرمتها دور النشر الأنجلوسكسونية، يطلب الآن، على وجه التحديد منذ أكثر من 6 أشهر، أن تتم الترجمات بواسطة البشر لا الآلات، وقد يُطلب من المترجم في عقده إبلاغ دار النشر إذا كان سيعمل باستخدام آلة".
ما بعد التحريرأما في سوق القصص المصورة الرقمية المصممة للهواتف الذكية (ويبتون) فالمذبحة بالفعل تطارد المترجمين، يقول أحد المحترفين "بعض المنتجين يختار ترجمات ذات جودة أقل وبتكاليف أقل لأنه من الأسهل التضحية قليلا بجودة الترجمة، في عالم تكون فيه الصورة بنفس أهمية النص".
والآن -كما يوضح التحقيق- تستعد بعض الكليات لهذا الواقع الجديد، حيث يقدم الأساتذة في سويسرا على سبيل المثال دورات ما بعد التحرير التي تعلم الطلاب كيفية إعادة صياغة النصوص المترجمة تلقائيا بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وفي عالم الكتب الصوتية، هناك أيضا نزوع إلى مكننة هذا القطاع للاستغناء عن الراوي البشري بين الناشرين، وقد قامت ثاني أكبر مجموعة نشر في العالم "هاربر كولينز" بإضفاء الطابع الرسمي على شراكتها مع شركة إليفنلابز الناشئة لاستنساخ الصوت لتوسيع مجموعتها من اللغات الأجنبية.
ومن بين الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وعدت ديب زن البريطانية "لتحويل النصوص إلى الصوت" الناشرين بتخفيض وقت إنتاج الكتاب الصوتي إلى العشر، وتكلفة التصميم إلى الربع، وذلك باعتمادها على قاعدة أنشأتها من خلال تسجيل أصوات العديد من الممثلين الذين طُلب منهم التعبير عن مجموعة من المشاعر المختلفة.
محترفو الصوت قلقونومن جانبها تقدم "أوديبل" أكثر من 40 ألف كتاب صوتي يتم إنشاء أصواتها عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وتوضح لور ساجيت رئيسة لجنة النقابة الفرنسية للنشر "حتى لا تتم سرقة الأصوات الموجودة في الكتب الصوتية، يطلب الناشرون من شركائهم اتخاذ خطوات حتى لا يكون الهدف من المحتوى تغذية الذكاء الاصطناعي".
وفي مواجهة انتشار المبادرات، يشعر محترفو الصوت اليوم بالقلق بشأن مستقبلهم، ويقول المنتج والمدبلج ستيفان كالب "سواء بالنسبة للكتب الصوتية أو السينما أو الأفلام الوثائقية أو الإعلانية، أدركنا بسرعة كبيرة أن الترجمة الفورية والدبلجة ستكون مهددة بالذكاء الاصطناعي".
ويقول كالب "نحن في لحظة محورية، من المحتم أن يتم القضاء على الوظائف في الأشهر المقبلة. سيفعل ممثلو الصوت شيئا آخر بمجرد ألا يكون لديهم عمل. ربما يتجهون أكثر قليلا نحو الأداء المباشر".
وأوضح التحقيق أن الناشرين يشتبهون في أن شركات التكنولوجيا استخدمت بشكل غير قانوني مجموعة مقرصنة لتغذية نموذجها اللغوي الواسع، وبالتالي من المفترض أن ترى النور قريبا جدا أول الإجراءات القانونية التي تتخذها دور النشر ضد عمالقة الذكاء الاصطناعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
آبل تدرس إدماج محركات بحث الذكاء الاصطناعي في متصفح سفاري
في خطوة وصفت بأنها ضربة قوية لـ جوجل، كشفت تقارير عن خطط شركة آبل لإضافة مزودي بحث مدعومين بالذكاء الاصطناعي إلى متصفح سفاري، ما قد يحدث تحولا جذريا في مجال البحث الإلكتروني ويهدد مصدر الدخل الرئيسي لـ جوجل.
أشار التقرير الذي نقلته وكالة "رويترز"، إلى أن نائب رئيس آبل للخدمات، إيدي كيو، أدلى بشهادته خلال جلسة استماع ضمن قضية مكافحة الاحتكار ضد هيمنة جوجل على سوق البحث.
قال “كيو”، إن عدد عمليات البحث في سفاري تراجع الشهر الماضي للمرة الأولى على الإطلاق، وعزا ذلك إلى توجه المستخدمين المتزايد نحو أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وPerplexity وGemini.
تراجع أسهم جوجل وخسارة 150 مليار دولار من قيمتها السوقيةعلى وقع هذا الإعلان، انهارت أسهم شركة ألفابت، الشركة الأم لـ جوجل، بنسبة 7.3% يوم الأربعاء الماضي، ما أدى إلى خسارة نحو 150 مليار دولار من قيمتها السوقية، أما سهم آبل، فقد انخفض بنسبة أقل بلغت 1.1%.
ويشير التقرير إلى أن جوجل تدفع لـ آبل حوالي 20 مليار دولار سنويا لضمان أن تظل محرك البحث الافتراضي على سفاري، ما يشكل حوالي 36% من عائداتها الإعلانية على أجهزة آبل، حسب تقديرات المحللين.
ويعتبر هذا الاتفاق محورا رئيسيا في دعاوى الاحتكار التي رفعتها وزارة العدل الأمريكية، والتي قد تقترح منع جوجل من إبرام مثل هذه الصفقات الحصرية مستقبلا.
منافسة شرسة من الذكاء الاصطناعيفي مواجهة هذا التحدي، تسعى جوجل إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد أطلقت في وقت سابق من هذا العام وضع البحث بالذكاء الاصطناعي في محركها.
كما أضافت ميزة "الملخصات الذكية" AI Overviews إلى نتائج البحث في أكثر من 100 دولة، كما بدأت بعرض إعلانات ضمن هذه الملخصات لتعزيز إيرادات الإعلانات.
وكان سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لـ جوجل، قد أعلن مؤخرا عن محادثات لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي Gemini في أجهزة آبل خلال هذا العام، في محاولة للتمسك بالمستخدمين.
مستقبل غير مضمون لجوجل في البحثلكن رغم هذه التحركات، يرى محللون أن فقدان جوجل لمكانتها كمحرك البحث الافتراضي على أجهزة آبل سيكون مكلفا للغاية، قال المحلل جيل لوريا من D.A. Davidson، : حتى دون فرض قيود أخرى، فإن خسارة الحصرية لدى آبل سيكون لها أثر بالغ على جوجل".
وأضاف: "كثير من المعلنين يعتمدون بشكل كامل على جوجل بسبب هيمنتها شبه الكاملة على السوق، لكن وجود بدائل واقعية مثل ChatGPT وPerplexity قد يدفعهم إلى تحويل ميزانيات الإعلانات إلى جهات أخرى".
وتشير الأرقام إلى أن ChatGPT شهد في أبريل أكثر من مليار عملية بحث أسبوعية، ويملك أكثر من 400 مليون مستخدم نشط أسبوعيا، ما يعكس مدى المنافسة المتصاعدة.