اتفاقية استخدام الذكاء الاصطناعي للمدن الذكية في مصر وإسبانيا
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
شهد حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، مراسم توقيع اتفاقية إطارية للتعاون الإستراتيجي بين مركز (سيرسي) الإسباني لأبحاث موارد الطاقة والاستهلاك وشركة السويدي إليكتروميتر، بغرض توفير حلول تكنولوجية تلائم احتياجات ترفيق المدن الذكية في البلدين.
ويستهدف الجانبان استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي والنظم الذكية ومعالجات البيانات الضخمة لتحسين كفاءة واستدامة شبكات توزيع المرافق مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى توفير حلول تقنية لتحسين كفاءة خدمات الحماية من الحرائق وشحن السيارات الكهربائية وإنارة الشوارع والمنازل وغيرها من الخدمات الضرورية لقاطني المدن الذكية.
ووفق الاتفاقية سيتوزع إنتاج الحلول التكنولوجية بين مصر وإسبانيا، كما سيتم إدماج طلاب مدرسة السويدي للتكنولوجيا التطبيقية في كافة مراحل التعاون بين الجانبين لتأهليهم للعمل في مصانع الشركة بمصر وإسبانيا.
وقع الاتفاقية المهندس عماد السويدي، رئيس مجلس إدارة مجموعة السويدي إليكتروميتر، والدكتور أندريس لومبارت إستوبينان، الرئيس التنفيذي لمركز سيرسي، بحضورماريا ديل مار فاكيرو بيريانيز، نائبة رئيس حكومة إقليم أراجون الإسباني، والسفير ألفارو إيرانزو جوتيريز، سفير إسبانيا في مصر، والمهندس محمد زكي السويدي، رئيس اتحاد الصناعات المصرية، والمهندس ماجد المنشاوي، رئيس مجلس الأعمال المصري الإسباني.
قال المهندس عماد السويدي إن الاتفاقية تتسق مع هدف مجموعة السويدي إليكتروميتر، وهو “الاستثمار في التكنولوجيا تمهيداً للاستثمار في الصناعة”، لأن التغيرات العالمية الأخيرة أثبتت للجميع أن من ينتج التكنولوجيا يستطيع أن يكون لاعبا رئيسيا في السوق العالمية ويصبح قادرا على تحقيق نمو مستدام، مشيراً إلى أن الاتفاقية تُعتبر خطوة إستراتيجية في مجال التعاون بين البلدين وليس المؤسستين فقط، لأنها ستوفر حلولا تكنولوجية لكل شركات ومستهلكي البلدين، وتحميهم من الآثار السلبية للصراعات التجارية.
وقالت ماريا ديل مار فاكيرو بيريانيز، نائبة رئيس حكومة إقليم أراجون الإسباني، إن الاتفاقية سيكون لها أثر إيجابي على البلدين، خاصةً مع الاهتمام الكبير الذي توليه مقاطعة أراجون لقطاعات التكنولوجيا والصناعات الهندسية والاستدامة البيئية، حيث تمثل صناعة السيارات 30% من الناتج الصناعي للمقاطعة، كما أن أراجون تسهم وحدها بحوالي 80% من قدرات الطاقة المتجددة في إسبانيا، و12% من إجمالي إمدادات الطاقة في إسبانيا، كما تستضيف العاصمة سرقسطة مؤتمر “the wave”، وهو واحد من أهم مؤتمرات ريادة الأعمال في أوروبا.
وأكدت نائبة رئيس حكومة إقليم أراجون رغبة بلادها في التعاون مع قطاع التكنولوجيا المصري الغني بالمواهب الشابة والخبرات المتراكمة.
من جانبه، استعرض حسام هيبة آخر تطورات نظم الاستثمار والحوافز المُقدمة للمستثمرين في مصر، مشيراً إلى منظومة المناطق الحرة ستكون ملائمة لاستضافة المنشأت الجديدة التي ستعتمد على التكنولوجيا المتطورة الناتجة عن هذه الاتفاقية، حيث تضم مصر 9 مناطق حرة عامة حالياً، و4 مناطق حرة عامة تحت الإنشاء تبدأ عملها منتصف العام القادم، هذا بالإضافة إلى 230 منطقة حرة خاصة، جميعها تتمتع بإعفاءات ضريبية وجمركية كاملة، ما يسهل إعادة تصدير المنتجات التكنولوجية للأسواق المُستهدفة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، مع إمكانية توجيه 20% من المنتجات إلى السوق المصرية.
وأشار الرئيس التنفيذي للهيئة إلى أن مصر تتجه حالياً إلى تحقيق التكامل بين المنافسين الأفارقة، خاصةً المغرب وجنوب إفريقيا، من أجل زيادة تدفق الاستثمارات والتجارة البينية “إفريقية- إفريقية”، كما تم توقيع مذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون مع كل مؤسسات الترويج للاستثمار في إفريقيا تقريباً، ما يسهل إنشاء مراكز تصنيعية وتقنية مشتركة داخل العديد من دول القارة.
من جانبه، أكد المهندس محمد السويدي أن هناك فرصا ضخمة للتعاون بين البلدين من أجل تسريع الالتزام المصري والإسباني بمتطلبات الاستدامة البيئية الأوروبية.
وقال السفير ألفارو إيرانزو جوتيريز، سفير إسبانيا في مصر، أن البلدين يمتلكان الكثير من القواسم المشتركة القادرة على دعم جهود التنمية في إقليم البحر المتوسط بأكمله.
وأكد المهندس ماجد المنشاوي، رئيس مجلس الأعمال المصري الإسباني، وجود العديد من قصص النجاح للتعاون الاستثماري بين البلدين منذ مطلع القرن الحالي، في قطاعات البترول ومعالجة المياه والصرف الصحي وصناعة الأدوية والنقل والسكك الحديدية، وطالب بأن يتم توجيه جزء من التعاون التقني بين السويدي إليكتروميتر وسيرسي لقطاع السياحة، خاصةً ان البلدين ضمن أهم مقاصد السياحة العالمية ويتمتعان بعوامل جذب استثنائية يمكن تعظيم الاستفادة منها عبر التكنولوجيا الحديثة.
بوابة الأهرام
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی مصر
إقرأ أيضاً:
قوة الذكاء الاصطناعي في التنبؤ باحتياجات المستهلكين
أصبح السباق لمواكبة تطلعات العملاء مطلبًا جوهريًا لنجاح المؤسسات، وفي هذا السياق، برز الذكاء الاصطناعي كأداة فارقة تمكّن الشركات من التنبؤ باحتياجات عملائها، بل وتجاوز ذلك إلى تهيئة عروضها وخدماتها قبل أن تتبلور هذه الاحتياجات، وهذا النهج الاستباقي لا يسهم في تعزيز رضا العملاء فحسب، بل يرفع كفاءة العمليات التشغيلية، ويدعم الربحية على نحو ملموس.
ميزات استراتيجية -
يوظّف الذكاء الاصطناعي كمّيات هائلة من البيانات لصياغة توقعات دقيقة حول سلوك المستهلك، فمن خلال تحليل مؤشرات رئيسية مثل سجل المشتريات وسلوك التصفح والنشاط على منصات التواصل الاجتماعي، تتمكّن الأنظمة المعززة بالذكاء الاصطناعي من رصد الأنماط والتنبؤ باتجاهات الشراء المستقبلية، وهذه القدرة تمنح الشركات ميزة استراتيجية عبر:
1. الاستباق في تلبية احتياجات العملاء: من خلال فهم ما قد يرغب به العملاء مستقبلًا، تستطيع الشركات تصميم عروضها بما يتناسب مع ذلك.
2. تطوير استراتيجيات تسويق موجّهة: بما يضمن وصول الرسائل التسويقية إلى الجمهور المناسب في التوقيت الأمثل.
3. تحسين إدارة المخزون: عبر خفض الفائض وضمان توفر المنتجات المطلوبة دائمًا، وهو ما ينعكس إيجابًا على الربحية.
4. التعرّف على الاتجاهات الناشئة في السوق: مما يتيح للشركات الابتكار والتكيّف بسرعة للحفاظ على موقعها في سوق ديناميكي.
تحليل بيانات العملاء -
- تحليل سجل المشتريات
تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بدراسة المشتريات السابقة للعملاء لاستخلاص أنماط متكررة وتفضيلات واضحة، ويتيح هذا التحليل للشركات فهم المنتجات أو الخدمات التي يُرجّح أن يشتريها العملاء مستقبلًا، ومن خلال رصد هذه الاتجاهات، يمكن تصميم عروض ترويجية مخصّصة تتماشى مع اهتمامات كل عميل، مما يعزز مستوى التفاعل.
- تحليل سلوك التصفح
عبر دراسة كيفية تنقّل العملاء في المواقع الإلكترونية وتفاعلهم مع المحتوى الرقمي، يوفر الذكاء الاصطناعي رؤى قيّمة حول اهتماماتهم وآليات اتخاذ القرار لديهم، ويساعد فهم هذه السلوكيات الشركات في تحسين تصميم مواقعها واستراتيجيات المحتوى، بما يضمن تجربة استخدام سلسة تشجع على إتمام عمليات الشراء.
- تحليل النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي
تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي جمع معلومات عن تفاعلات العملاء وتفضيلاتهم وانطباعاتهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي، مما يمكّن الشركات من التواصل مع جمهورها المستهدف بفعالية أكبر، ويساعد هذا التدفق المستمر من ردود الأفعال في تعديل الاستراتيجيات التسويقية بسرعة وفقًا للمزاج العام والاتجاهات السائدة.
فوائد التنبؤ باحتياجات العملاء باستخدام الذكاء الاصطناعي -
- استراتيجيات تسويق مخصّصة
يتيح الذكاء الاصطناعي للشركات تصميم حملات تسويقية موجّهة بدقة من خلال التنبؤ بتفضيلات كل عميل على حدة، وهذا التخصيص ينعكس في معدلات تحويل أعلى وعائد استثمار أفضل، كما أن الرسائل المصممة بعناية تخلق إحساسًا بالارتباط بين العلامة التجارية والعميل، مما يعزّز الولاء على المدى البعيد.
- تعزيز رضا العملاء
من خلال القدرة على استباق احتياجات العملاء، تستطيع الشركات توفير تجربة أكثر سلاسة وتكيّفًا، وهو ما يرفع مستوى الرضا والولاء. العملاء الراضون يميلون إلى تكرار الشراء، بل ويتحوّلون إلى سفراء للعلامة عبر التوصيات الشفوية.
- تحسين إدارة المخزون
تساعد قدرات التنبؤ في ضمان توفر المنتجات المناسبة في الوقت المناسب، والحد من الهدر، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وهذه الممارسات تسهم في تحسين التدفقات النقدية وتقليل مخاطر نقص أو فائض المخزون التي قد تؤثر سلبًا على المبيعات.
- ميزة تنافسية
إن التنبؤ المسبق باحتياجات المستهلكين يعزز فهم الشركات لاتجاهات السوق، مما يمكّنها من الابتكار باستمرار والحفاظ على تقدمها على المنافسين، والشركات التي توظّف الذكاء الاصطناعي بفاعلية تستطيع تمييز نفسها في الأسواق المزدحمة عبر تقديم حلول متجددة تلبي احتياجات العملاء المتغيرة.
أدوات توقّع احتياجات العملاء -
- أدوات تحليل الانطباعات (Sentiment Analysis)
تتيح منصات مثل MonkeyLearn تقييم الانطباعات والمشاعر وراء المراجعات الإلكترونية والذكر في وسائل التواصل الاجتماعي، ما يساعد الشركات على فهم كيفية perceiving العلامة التجارية. ومن خلال قياس الرأي العام في الوقت الفعلي، يمكن للمؤسسات اتخاذ قرارات مدروسة بشأن تعديل المنتجات أو إعادة صياغة الاستراتيجيات التسويقية.
- تتبّع سلوك المستخدم
توفر أدوات مثل Google Analytics رؤى عميقة حول تفاعل المستخدمين مع المواقع الإلكترونية، ما يتيح تتبّع وتحليل سلوك العملاء، وتساعد هذه البيانات في تحديد الجوانب التي تحتاج إلى تحسين ضمن الواجهة الرقمية للشركة، بما يعزّز التفاعل ورضا المستخدمين.
- تكامل أنظمة إدارة علاقات العملاء مع الذكاء الاصطناعي
تتيح حلول مثل ChatSpot المدمجة في نظام HubSpot ربط الذكاء الاصطناعي التوليدي مباشرة ببيانات العملاء المخزنة في أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، مما يمكّن الشركات من صياغة مواد تسويقية تتلاءم مع جمهورها المحدد، وهذا التكامل يسهّل جهود التواصل ويضمن أن تكون الرسائل في الوقت المناسب وبأعلى قدر من الملاءمة.
- التجزئة الاستراتيجية للجمهور
تستخدم منصات مثل Adobe Analytics تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء شرائح استراتيجية من الجمهور بناء على سلوكياتهم السابقة وتوقعاتهم المستقبلية، ومن خلال تقسيم الجمهور بدقة، تستطيع الشركات تصميم رسائل موجّهة تحقق فعالية أكبر للحملات التسويقية.
مستقبل التنبؤ باحتياجات العملاء -
مع استمرار تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن نشهد قدرات تنبؤية أكثر تطورًا، أبرزها:
1. التخصيص الفوري لتجربة العميل: عبر التكيّف اللحظي مع البيانات الحية بما يعزز تفاعل العملاء ويثري تجربتهم.
2. توقعات طويلة المدى أكثر دقة: حيث ستتيح الخوارزميات المتقدمة للشركات الاستعداد مبكرًا للتحولات في سلوك المستهلك.
3. دمج الذكاء الاصطناعي مع التقنيات الناشئة: مثل الواقع المعزز، لتقديم تفاعلات مبتكرة وغامرة تعمّق من ارتباط العملاء بالعلامة التجارية.
تطبيقات واقعية للتنبؤ باحتياجات العملاء -
- توصيات المنتجات في التجارة الإلكترونية
تعتمد المتاجر الإلكترونية الكبرى مثل أمازون على محركات توصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لاقتراح منتجات استنادًا إلى سلوك الشراء السابق، وسجل البحث، والتفضيلات المعلنة، وهذا المستوى من التخصيص يعزز تفاعل العملاء ويزيد المبيعات عبر عرض خيارات قد لا يفكر العميل في البحث عنها بشكل مباشر.
- التنبؤ بمغادرة العملاء في قطاع الاتصالات
تستفيد شركات الاتصالات من أدوات مثل SAS Customer Intelligence 360 للتنبؤ بالعملاء المحتملين لمغادرة الخدمة، وتحليل أسباب ذلك، ويتيح هذا النهج اتخاذ إجراءات استباقية مثل تقديم عروض مخصصة أو تحسين جودة الخدمة؛ بما يقلل معدلات فقدان العملاء بشكل ملموس.
- تخصيص المحتوى في خدمات البث
تطبق منصات البث مثل نتفليكس خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط المشاهدة واقتراح محتوى يتماشى مع اهتمامات كل مستخدم. ومن خلال التحديث المستمر لهذه التوصيات بناء على ردود الفعل وسلوك المشاهدة، تضمن المنصة تجربة مشاهدة متجددة تحافظ على ارتباط المشتركين.
لانش كونسلتنج (Launch Consulting)، مؤسسة استشارية متخصصة في تقديم الحلول الرقمية المبتكرة