أزمة العراق تتكرر في إيران.. درجات الحرارة تهوي بالمنظومة الكهربائية
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
توقع مركز إدارة شبكة الكهرباء الوطنية في إيران أن يصل الطلب اليوم على الكهرباء إلى 65 ألف ميجاوات مع ارتفاع درجات الحرارة في عموم البلاد.
وقالت وكالة تسنيم للأنباء، إنه بعد أن عادت ذروة الطلب على استهلاك الكهرباء في إيران إلى أقل من 60 ألف ميجاوات في اليوم الماضي، فإن الارتفاع متعدد الدرجات في درجات الحرارة في اليوم الأول من شهر يونيو تنبأ بقفزة تزيد عن 5000 ميجاوات في استهلاك الكهرباء.
ويأتي هذا رغم أن المنطقة بعد لم تدخل في فترة ذروة الصيف. إلى جانب ذلك، أشار توقعات المنظمات الدولية إلى أن عام 2024 سيكون العام الأكثر سخونة في العالم.
إذن، من المؤكد أن إيران، والتي تقع في الجزء الحار والجاف من الكوكب، قد دخلت الموسم الحار في وقت سابق.
وبالأمس، قال الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الإيرانية إن استهلاك مكيفات الهواء في إيران يعادل استهلاك الكهرباء لبلد يبلغ عدد سكانه 120 مليون نسمة، مشيرا إلى أن حظر التسويق لمكيفات الهواء الغازية ساري في 80% من مناطق البلاد.
وبحسب المتحدث باسم صناعة الكهرباء، فإن جزءًا من نمو استهلاك الكهرباء غير التقليدي يعزى إلى الظواهر الناشئة مثل تعدين العملات غير القانوني أو استخدام مكيفات الهواء الغازية في المناطق العادية.
وفي وقت سابق، قال نائب وزير الطاقة لشؤون الكهرباء في إيران إنه بفضل الإجراءات والخطط التي تم اتخاذها لن تشهد البلاد انقطاعات للتيار الكهربائي هذا العام.
وعن حجم العجز الكهربائي في إيران، ذكر ذلك المسؤول أن “عجز الكهرباء البالغ 20 ألف ميغاوات الذي تم الإعلان عنه غير صحيح”، وأضاف: لا يمكن إعطاء رقم دقيق، لأن عجز الكهرباء يعتمد على إدارة الاستهلاك.
ومنذ أيام، أكد المتحدث باسم إنتاج الكهرباء الإيرانية أن استقرار شبكة الكهرباء في البلاد خلال السنوات السبع المقبلة يتطلب استثمار 116 تريليون تومان.
وطالب المتحدث باسم إنتاج الكهرباء الإيرانية شركات الصيانة والإصلاح الخاصة بشبكة النقل الكهربائي بالتخطيط لمتطلبات واحتياجات هذا القطاع وتبادل الآراء والخبرات الفنية بهدف خلق منظمة حيوية في هذه الساحة.
وكان أستاذ في جامعة شريف للتكنولوجيا قد حذر من خسارة إيران بحلول 2025 ما يعادل “مرحلة” من حقل بارس الجنوبي (حقل غاز الشمال) بشكل سنوي، مشيراً إلى أن الغاز يشكّل وقود 92٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد، ونقص الغاز يعني بلا شك نقصاً في إمدادات الكهرباء.
والعام الماضي 2023، قالت إدارة شبكة الكهرباء الإيرانية أن طلب استهلاك التيار الكهربائي في البلاد تجاوز الـ 51 ألف ميغاوات.
وتحتاج صناعة الكهرباء في إيران إلى إنتاج حوالي 5000 ميغاوات من الكهرباء وتطوير نقل وتوزيع الكهرباء ما يعني 5 مليارات دولار من الاستثمار سنويا.
وسبق أن اعتبر عضو اللجنة المدنية بالبرلمان الإيراني أن استهلاك المياه والغاز في البلاد تخطى المعايير الدولية، وقال إنه يجب أن نتحدث بصدق وشفافية مع المواطنين حتى يتبين لهم أن موارد البلاد من الطاقة آخذة في النفاد، وبحاجة ماسة لتضافر وتكاتف الجهود من قبل الجميع للحفاظ عليها.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الکهرباء الإیرانیة استهلاک الکهرباء الکهرباء فی فی البلاد فی إیران
إقرأ أيضاً:
القاتل الصامت في الصيف: حين تذوب الأعصاب على نار الكهرباء المنقطع
29 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: وسط موجات الحر الشديدة التي تضرب العراق هذا الصيف، تعود إلى الواجهة فرضية العلاقة العضوية بين ارتفاع درجات الحرارة وتصاعد معدلات الجريمة، في مقاربة تبدو للوهلة الأولى علمية الطابع، لكنها تخفي وراءها أسئلة أعمق عن طبيعة المجتمع، ومتانة النظام القيمي، وسرّ تماسك السلوك الجمعي تحت أقسى الضغوط المناخية.
وارتكز الخبير القانوني علي التميمي في تحذيره الأخير إلى دراسات دولية أجريت في بيئات مختلفة مثل الولايات المتحدة واليابان، خلصت إلى نتائج متشابهة: الطقس الحار يرفع منسوب العدوانية. وليس الأمر مجرد سرد بياني، بل يرتكز على تجارب مخبرية خضعت فيها عيّنات بشرية لاختبارات في غرف متفاوتة الحرارة، لتظهر النزعة العدوانية أكثر وضوحاً لدى من وُضعوا في الأجواء الحارة.
وحذر الخبير القانوني علي التميمي، من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على تصاعد معدلات الجريمة، مشيراً إلى أن دراسات عالمية أثبتت وجود علاقة مباشرة بين الطقس الحار والسلوك العدواني.
وقال التميمي في تصريح للمسلة، إن “دراسات أُجريت في الولايات المتحدة شملت سبع ولايات، وأخرى مماثلة في اليابان، أكدت أن درجات الحرارة المرتفعة ترتبط بازدياد جرائم العنف والاعتداءات”، مشيراً إلى أن “تجارب مخبرية وضعت أشخاصاً في غرف بدرجات حرارة مختلفة، أظهرت أن من وُضعوا في الغرف الحارة كانوا الأكثر ميلاً للسلوك العدواني”.
وأضاف، أن “الحرارة الشديدة تؤثر سلباً على الجهاز العصبي، ما يسبب الانزعاج والإحباط ويزيد من الاندفاع نحو العنف والنزاعات، لكنها ليست العامل الوحيد وراء الجريمة، إذ تتداخل معها أسباب أخرى مثل الفقر والبطالة وتعاطي المخدرات”.
وبيّن، أن “أخطر الجرائم التي ترتكب تحت هذه التأثيرات هي القتل والتعذيب والسب، خاصة مع تراجع التركيز نتيجة قلة النوم والإرهاق، لاسيما مع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي”.
وأوضح أن “اختلال توازن مادتي السيروتونين والتستوستيرون في الدماغ نتيجة الحرارة يسهم في اضطراب المزاج والسلوك، ما ينعكس بزيادة معدلات الجريمة”، لافتاً إلى أن “دراسة فرنسية أثبتت أن نسب الجرائم في المناطق الحارة أعلى مقارنة بالأقاليم الباردة”.
وترتبط هذه النتائج، بحسب التميمي، بتأثير الحرارة المباشر على الجهاز العصبي واضطراب المزاج، نتيجة اختلال مستويات السيروتونين والتستوستيرون، وهما مادتان عصبيتان أساسيتان في تنظيم الانفعالات وضبط السلوك. ويكتمل المشهد بظروف اقتصادية واجتماعية مرافقة، مثل الفقر، والبطالة، وسوء الخدمات، وانقطاع الكهرباء، وكلها تزيد من تأزم السلوك الفردي وتفتح الباب أمام اندفاعات غير عقلانية.
ويتضح أن المشكلة لا تكمن فقط في الحرارة كعامل منفرد، بل في ما تسميه الأدبيات الجنائية “البيئة المؤجِّجة للجريمة”، أي تضافر جملة من الظروف الضاغطة التي تفقد الإنسان توازنه. لكن، وبحسب التميمي، فإن ما يميز المجتمع العراقي تحديداً هو بقاء منظومته القيمية، الدينية والاجتماعية، حاضرة بقوة كمكبح أخلاقي وسلوكي، خاصة خلال المناسبات الدينية كرمضان، حيث تزداد درجات الحرارة وتقل الموارد، لكن العنف لا يتصاعد بنفس النسبة.
ويفتح هذا التحليل نافذة على أهمية سياسات الأمن الوقائي لا الأمني، أي بناء استراتيجيات مجتمعية للتخفيف من آثار التغيرات المناخية على الصحة النفسية والسلوك العام، في ظل التحولات المناخية التي باتت مرشحة لأن تصبح العامل الخفي في إنتاج الجريمة وتهديد التماسك الاجتماعي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts