شفق نيوز:
2025-10-20@22:04:05 GMT

النفط يعلن تمسكه بمدربه: نفكر بنيل بطولة الكأس

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

النفط يعلن تمسكه بمدربه: نفكر بنيل بطولة الكأس

النفط يعلن تمسكه بمدربه: نفكر بنيل بطولة الكأس.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي بطولة كأس العراق دوري نجوم العراق

إقرأ أيضاً:

صراع الأفاعي.. النفط بين أنياب الصين وأمريكا

في دهاليز الاقتصاد العالمي، لا تُسمع الأصوات بقدر ما تُشمّ الروائح «رائحة النفط»، رائحة الحروب الصامتة، ورائحة الخوف من غدٍ لا تُحرّكه القيم، بل مؤشرات الأسعار وقرارات الخزائن الكبرى.

هناك، في أعماق السوق العالمي، تدور معركة لا تقلّ ضراوة عن أي حربٍ عسكرية، إنها حرب الأفاعي، بين التنين الصيني والعقرب الأمريكي، يتبادلان اللسعات في براميل النفط وأسواق الطاقة، ويصنعان بأيديهم اقتصادًا عالميًا مريضًا بالهواجس والهلع.

منذ أن قررت الصين كسر قواعد اللعبة، بتقليص اعتمادها على الدولار في شراء النفط وتأسيس أسواق موازية تعتمد اليوان، اهتزّت أروقة وول ستريت، وتغيرت نغمة السوق العالمية.

فليس الأمر مجرد سعرٍ يُخفض أو يرتفع، بل هو إعادة رسمٍ لخريطة النفوذ الاقتصادي التي ظلت واشنطن تتربع على عرشها منذ سبعة عقود.

بكين لا تريد النفط فقط، بل تريد الرمزية، السيطرة على عصب العالم دون رصاصة واحدة، عبر ممرات الطاقة التي تمتد من الخليج إلى بحر الصين الجنوبي مرورًا بالمحيط الهندي شبكة من الأنابيب والاتفاقيات والديون، تسري كالأفاعي في جسد الجغرافيا.

أمريكا من جانبها لا تقف مكتوفة اليدين، تدرك أن انهيار سعر النفط قد يكون سلاحًا ذا حدين. فهي قادرة على الإغراق في الإنتاج من خلال احتياطاتها وشركاتها العملاقة، لكنها في الوقت ذاته تعرف أن كل دولارٍ ينخفض يعني صرخة في أسواق "النفط الصخري" الأمريكية التي تحتاج أسعارًا مرتفعة للبقاء.

لذلك تلوّح واشنطن بتقارير الاستخبارات والضغوط الدبلوماسية على أوبك+، وتستخدم نفوذها لخلق حالة من الارتباك في أسواق الطاقة، لتعيد التحكم في مسار الأسعار وتوازن القوى.

أما الصين، فتدير الحرب على طريقتها الهادئة: تخزّن النفط بأسعار منخفضة، تبرم صفقات طويلة الأجل مع موسكو وطهران، وتعيد تدوير معادلة التجارة بحيث يكون النفط أداة للنفوذ، لا عبئًا على النمو. ومع كل خطوةٍ تتخذها، ترتجف واشنطن كما لو أن لدغة خفية أصابت أحد شرايينها الاقتصادية.

لكن الخطر الحقيقي لا يكمن في تراجع سعر البرميل، بل في تآكل الثقة في النظام المالي العالمي نفسه، فحين يتآمر الكبار، تُصاب الأسواق بالجنون: عملات تهتز، استثمارات تهرب، وأسواق ناشئة تسقط في دوامة التضخم والركود.

هنا يتحول النفط من مصدر طاقة إلى مصدر فوضى، وتتحول الممرات البحرية من شرايين تجارة إلى ساحات تجسس ونزاعات باردة، تُرسم خرائطها في غرف المخابرات أكثر مما تُرسم على شاشات البورصة.

الصراع اليوم تجاوز فكرة الهيمنة على الأسعار، إلى التحكم في القرار الاقتصادي العالمي، فمن يملك القدرة على رفع السعر أو خفضه، يملك القدرة على توجيه مسار الاقتصادات الصاعدة وسحق اقتصادات هشة.

وها هو العالم يعيش بين مطرقة واشنطن التي تستخدم سلاح الدولار، وسندان بكين التي تلوّح بسلاح الممرات. إنها حرب باردة جديدة، لكنها أكثر خبثًا من سابقاتها، لأنها تُدار بأدوات ناعمة: التكنولوجيا، الطاقة، والديون.

فحين يشتعل الصراع في مضيق ملقا أو بحر العرب، لا يتأثر فقط من يملك البوارج، بل كل من يملك رغيفًا من القمح أو لترًا من البنزين، فأسواق الطاقة صارت قلب الاقتصاد العالمي، وكل نبضة فيها تحدد مصير ملايين البشر في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وكل انخفاضٍ في الأسعار ليس بالضرورة بشارة خير، فحين ينهار النفط تنهار معه عملات الدول المنتجة، وتتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويُعاد توزيع الفقر كما يُعاد توزيع النفوذ.

الدول النامية، وخاصة في الشرق الأوسط، تجد نفسها الآن بين فكّين: فكٍّ أمريكي يمارس ضغطًا خفيًا عبر الدولار والعقوبات، وفكٍّ صيني يجذبها نحو اتفاقيات طويلة الأمد قد تتحول إلى تبعية اقتصادية مقنّعة.

وبين هذا وذاك، تظل المنطقة الغنية بالنفط والفقيرة بالإرادة المستقلة ميدانًا مفتوحًا لتجارب القوى الكبرى، تتقاذفها الأمواج ما بين واشنطن وبكين، وما بين وعود التنمية ومخاوف الاستنزاف.

ووسط هذا الزخم، تتراجع قيم السوق التقليدية أمام منطق الهيمنة الجيوسياسية. النفط لم يعد سلعةً تُسعَّر بالدولار فقط، بل ورقة مساومة تحدد مَن يحكم ومن يُحكم. فالأسواق لم تعد تُدار بالمضخات، بل بالعقول الخفية التي تكتب القرارات في الغرف المغلقة.

ومَن يقرأ المشهد بعين البصيرة يدرك أن العالم مقبل على مرحلة جديدة، حيث تتراجع قوة الاقتصاد الصناعي لصالح الاقتصاد الرمزي، حيث تُشعل شائعة أو تغريدة حربًا في الأسواق أشد أثرًا من أي قذيفة.

في النهاية، يبدو أن معركة النفط بين الصين وأمريكا ليست سوى مرآة لصراعٍ أعمق صراع على الزمن ذاته. من يملك الطاقة، يملك المستقبل، ومن يملك الممرات، يملك التاريخ. أما البقية، فيعيشون على فتات الأسعار، وعلى أمل أن تهدأ الأفاعي في يومٍ ما قبل أن تلتهم كل شيء.

ما وراء البرميل

النفط لم يعد مجرد سائلٍ أسود ينبض في عروق الأرض، بل بات مرآةً لأعمق ما في الإنسان من جشعٍ وطموحٍ ورغبة في السيطرة، فكل برميلٍ اليوم يحمل فلسفة كاملة عن الحضارة، وعن صراع الإنسان مع ذاته قبل صراعه مع الآخر.

إنّ ما يجري ليس حربًا على الموارد بقدر ما هو اختبار لضمير البشرية: هل يمكن أن تظل الطاقة وسيلة للحياة، أم أنها ستتحول إلى لعنةٍ جديدة تُعيدنا إلى ظلمات الطمع والهيمنة؟

في هذا الصراع، لا يوجد منتصر حقيقي، لأن الجميع خاسرون حين يُختزل العالم في رقمٍ على شاشة أو سهمٍ في البورصة، وحدها الشعوب تدفع الثمن، ووحده التاريخ سيكتب بمن بقي واقفًا حين تنطفئ نار النفط، ويبدأ زمن الطاقة الجديدة، زمن الإنسان الذي يتعلّم أخيرًا أن البرميل، مهما أغرى بريقه، لا يمكن أن يكون بديلًا عن الوعي.

(كاتب صحفي وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية) [email protected].

اقرأ أيضاًفاينانشيال تايمز: أوروبا تدفع ثمن حرب المعادن بين أمريكا والصين

رحيل عالم الفيزياء الصيني الحائز على نوبل تشين نينج يانج عن عمر 103 أعوام

مقالات مشابهة

  • مدرب المنتخب المغربي يعلن قائمة اللاعبين المشاركين في بطولة كأس العالم تحت 17 سنة في قطر
  • ترامب: الرسوم الجمركية على الهند ستبقى حتى توقف شراء النفط الروسي
  • انخفاض في أسعار النفط تحت ضغط المخاوف من وفرة المعروض
  • محمد وهبي: الكأس هدية للوطن.. وصبرنا قادنا للمجد
  • صراع الأفاعي.. النفط بين أنياب الصين وأمريكا
  • النفط يهبط بفعل وفرة المعروض وتوتر التجارة العالمية
  • انخفاض أسعار النفط
  • مواجهات مثيرة بقرعة "الكأس الغالية".. والنوفلي والعجمي ضيفا شرف
  • العراق.. دولة على فوهة النفط والعطش
  • ما هو سر العداوة بين ترامب وفنزويلا؟