العراق أبرز المتضررين.. كيف يهدد تغير المناخ الطاقة الكهرومائية بالشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
السومرية نيوز – دوليات
ما زال تغير المناخ يُشكِّل هاجسًا، ويطل بوجهه القبيح على منطقة الشرق الأوسط؛ مهددًا بتعطيل محطاتها الكهرومائية المنتشرة على الأنهار، كما هو الحال في نهري دجلة والفرات في العراق.
بل وصلت الحالة للنهرين إلى ظهور قاع كل منهما عند الضفاف في المحافظات الواقعة جنوب وجنوب شرق العراق.
ويُعزى هذا التدهور إلى تغير المناخ وتراجع معدلات هطول الأمطار في المنطقة، وتنامي الاستعمال غير المستدام للمياه، إلى جانب ممارسات دول المنبع -تركيا وإيران- التي تُسهِم في جفاف النهرين، مثل بناء السدود.
وخلال النصف الأول من العام الماضي (2023) عانى الإنتاج العالمي من الطاقة الكهرومائية تراجعًا تاريخيًا نسبته 8.5%، واستأثرت الصين، أكبر مُنتِج لتلك الطاقة في العالم، بثلاثة أرباع هذا التراجع بعد جفاف الأنهار والخزانات الرئيسة لديها، وفق منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ونتج عن هذا التراجع في إنتاج الطاقة الكهرومائية ارتفاع طفيف في انبعاثات الكربون العالمية خلال المدة المذكورة، على الرغم من زيادة عالمية في إنتاج طاقة الشمس والرياح بنسبة 12%.
جفاف شديد
تؤثر موجات الجفاف الشديدة وشُح المياه في المجتمعات الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا الجنوبية، وهو ما يلقي الخبراء باللائمة فيه على تغير المناخ وظاهرة النينو.
وظاهرة النينو المناخية هي تحول دوري في نظام المحيط والغلاف الجوي بالمحيط الهادئ الاستوائي؛ ما يؤثر في الطقس بجميع أنحاء العالم.
ومع توقعات بتفاقم أزمة المياه في عالم ساخن، تمتد الضغوط الحتمية الواقعة على الري وإمدادات المياه العذبة إلى توليد الطاقة الكهرومائية التي تبرز مصدرًا منخفض الكربون يعتمد على مياه الأنهار المتدفقة، وفق تقرير نشره موقع إذاعة دويتشه فيله (Deutsche Welle) الألمانية.
وتُعد الطاقة الكهرومائية أكبر مصدر لتوليد الكهرباء النظيفة في العالم، وهناك حاجة لمضاعفة سعة تلك الطاقة بحلول أواسط القرن الحالي (2050) حال أراد العالم أن يقلص الزيادات المضطردة في درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وفق توصيات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
وبناءً عليه فإن التراجع في إنتاج الطاقة الكهرومائية يُعَد بمثابة طلقة تحذيرية من إمكان أن يؤثر هذا في جهود "التحول الأخضر" العالمية.
نهرا دجلة والفرات
قال رئيس برنامج دبلوماسية المناخ والأمن في منظمة أديلفي (Adelphi) الألمانية البحثية بنيامين بوهل، إن سعة الطاقة الكهرومائية تشهد تراجعًا على المدى الطويل في الشرق الأوسط؛ من بينها حوض نهري دجلة والفرات الذي يُعد "إحدى أسرع المناطق جفافًا على وجه الأرض"، في تصريحات أدلى بها إلى دويتشه فيله.
وأضاف بوهل: "الأنهار التي تشق تركيا وسوريا والعراق، كانت تغذي مهد الحضارة الإنسانية".
لكن موجة الجفاف الحالية المقترنة بمعدل تبخر مرتفع وانخفاض هطول الأمطار، إلى جانب المنافسة المتزايدة على موارد المياه الشحيحة، تعني أن تلك الدول المطلة على النهرين تعاني الأمرّين من أجل ري الزراعة وتعزيز إنتاج الطاقة الكهرومائية.
وشهدت 3 سدود كهرومائية مبنية عند رأس نهري دجلة والفرات في تركيا قبل قرابة 30 سنة، انخفاضًا بنسبة 25% في سعة توليد الكهرباء، وفق بحث أجراه الخبير في مجال الطاقة الكهرومائية ومقره تركيا دورسون يلديز.
*الطاقة الكهرومائية
يقول يلديز: "الهبوط في توليد الطاقة الكهربائية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجفاف في المنطقة"، خلال تصريحات نشرتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى أن "تراجع معدلات هطول الأمطار وسقوط الثلوج يرتبط بظاهرة تغير المناخ، وسيقود، في النهاية، إلى انخفاض يتراوح بين 30% و40% في تدفقات نهري دجلة والفرات بحلول نهاية القرن الحالي".
*أزمة الكهرباء في العراق
قال الخبير في هندسة تقنيات الحاسوب بجامعة الكتاب شمال العراق سمير الغبوري، إن تدفقات نهري دجلة والفرات تباطأت بفعل دول المنبع مثل تركيا التي تحتجز المياه لأنشطة الري لديها واحتياجاتها لتغذية الطاقة الكهرومائية، في دراسة نُشرت نتائجها عام 2019.
وباستعمال 12 نموذجًا مناخيًا لفهم التغيرات التي تحدث على مدار عقود من الزمن في تدفق المياه، يتوقع الغبوري أن يؤدي تغير المناخ إلى تسريع هذا الانخفاض وقد يؤدي إلى خسائر تتراوح بين 5% و18% في الطاقة الكهرومائية بحلول عام 2050، في تصريحات أدلى بها إلى دويتشه فيله.
ويمهد تغير المناخ إلى ظهور آثار الجفاف في حوض نهري دجلة والفرات مرة واحدة كل 10 سنوات، بدلًا من مرة واحدة كل 250 سنة قبل أن يبدأ متوسط درجة الحرارة في الارتفاع، وفق تقرير صادر عن مجموعة أبحاث المناخ الدولية وورلد ويذر أتريبيوشن (World Weather Attribution) والمعروفة اختصارًا بـ"دبليو دبليو إيه" (WWA).
ولخفض آثار تغير المناخ بالطاقة الكهرومائية في العراق، يوصي الغبوري ببناء محطات كهرومائية أكثر كفاءة، وتوظيف إدارة أفضل للموارد من خلال إعادة تدوير المياه، أو تطوير السدود الصغيرة لتخزين المياه الزائدة في أثناء هطول الأمطار.
وأردف: "الممارسات الزراعية المقاومة لتغير المناخ والتعاون الإقليمي" مهمة -كذلك- للاستفادة القصوى من موارد المياه المتناقصة.
*التعاون الإقليمي مهم
وفق تقديرات "دبليو دبليو إيه"، يبرز الجفاف الذي ضرب حوض نهري دجلة والفرات خلال المدة من 2020 إلى 2023 "ثاني أسوأ موجة جفاف على الإطلاق، تغذيها درجات الحرارة المرتفعة".
ولتلك الموجة آثار كاسحة في شريحة واسعة من السكان الذين اعتمدوا على الزراعة القائمة على مياه الأمطار مثل زراعة القمح وتربية الماشية.
وقالت خبيرة إدارة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقيم في ألمانيا، نعمة شريف: "بعض الأماكن في سوريا والعراق يضربها الجفاف بالكامل"، في تصريحات نشرتها منصة الطاقة المتخصصة. وتابعت: "المياه ستكون هي محور الحروب في المستقبل"، في معرض حديثها عن التوترات الناجمة عن الأنشطة البشرية مثل سحب المياه من المنبع وبناء السدود، ولا سيما في تركيا. المصدر: منصة الطاقة المتخصصة
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الطاقة الکهرومائیة نهری دجلة والفرات الشرق الأوسط هطول الأمطار تغیر المناخ جفاف ا
إقرأ أيضاً:
مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب
تحدثت مصادر إسرائيلية عن قرارات وصفتها بالإستراتيجية، يتوقع أن يتم اتخاذها الأسبوع الجاري الذي وصفته بالمصيري، وأكدت أن القرارات المنتظرة ستغير وجه الحرب الدائرة منذ قرابة عامين على قطاع غزة.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إنه لم يتخذ بعد قرار نهائي بتغيير المسار بشأن المفاوضات، وإن إسرائيل اليوم أمام ما وصفه بـ"مفترق طرق، فحماس تماطل ولا تنخرط، لكن هذا قد يتغير قريبا".
وذكر هذا المسؤول أن الصفقة الجزئية التي تشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما لا تزال مطروحة.
وبينما لم تتضح بعد طبيعة القرارات التي تنوي إسرائيل اتخاذها في هذا الأسبوع الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بالحاسم؛ نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر وجود مخاوف من صدام محتمل بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية من جهتها عن مصادر أن الجيش يتحفظ على تحركات القيادة السياسية وغير راض عن نية توسيع المناورات بغزة.
وفي تطور آخر، نقلت جيروزاليم بوست عن مصادر أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير ألغى زيارة إلى الولايات المتحدة كانت مقررة الثلاثاء، وأنه ربط توجهه إلى الولايات المتحدة بتحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة.
خطة لإنهاء الحرب
وكانت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، أعلنت مساء اليوم أنها أنهت اجتماعا استمر 3 ساعات مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وذكرت عائلات الأسرى -في بيان- أن ويتكوف أكد التزام واشنطن بإعادة المحتجزين جميعا، معتبرا أن ذلك يمثل أولوية قصوى، وأنه أبلغهم أن لدى واشنطن خطة لإنهاء الحرب على غزة تتضمن إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين لكنه لم يقدم تفاصيلها.
ورغم اثنين من أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين، قالا إن ويتكوف استمع طويلا لكل فرد من العائلات، وإنه نادرا ما تحظى العائلات بلقاء كهذا مع مسؤولين كبار بالحكومة الإسرائيلية، فإن العائلات في عمومها خرجت محبطة من هذا اللقاء؛ حيث أكدت في بيانها أن ويتكوف يتبنى نهج نتنياهو ويمنحه دعما لسياساته.
عشرات الآلاف يتظاهرونهذا وقد تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، مساء اليوم السبت، وسط تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية تؤدي للإفراج عن الأسرى في قطاع غزة.
إعلانوقالت القناة 12 الإسرائيلية، إنّ عشرات آلاف الإسرائيليين تظاهروا في ساحة المختطفين وسط تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة فورية، تشمل الإفراج عن كافة المحتجزين في غزة.
وشارك في المظاهرة عائلات محتجزين في غزة، من بينهم عائلة الأسير أفيتار ديفيد، حيث ألقت شقيقته كلمة أكدت على حاجته للرعاية الصحية العاجلة.
وهذه المظاهرة الثانية خلال اليوم، حيث شارك مئات الإسرائيليين في مظاهرة بالمدينة ذاتها، صباح السبت، للمطالبة بصفقة لإعادة جميع الأسرى المحتجزين بقطاع غزة، بينما دعت عائلات الأسرى إلى مظاهرات حاشدة مساء اليوم.
ووفق صحيفة هآرتس العبرية، فإن المظاهرة التي دعت إليها هيئة عائلات الأسرى، جاءت في أعقاب مقاطع فيديو نشرتها (حركتا) حماس والجهاد الإسلامي في الأيام الأخيرة، والتي يظهر فيها الأسيران أفيتار ديفيد، وروم بارسلافسكي، وهما في حالة نفسية وجسدية صعبة.
وقالت شقيقة المحتجز أفيتار، في مؤتمر صحفي عقد خلال مظاهرة المساء: نطالب حكومة إسرائيل، والشعب الإسرائيلي، ودول العالم، والرئيس الأميركي (دونالد ترامب)، أن يفعلوا كل ما بوسعهم لإنقاذ حياة أبيتار، وغاي (جلبوع) وبقية الأسرى، والتأكد من حصولهم على المساعدة الطبية والغذائية.
وقال قريب محتجز آخر في غزة مخاطبا نتنياهو: أنت من أهمل، وعرقل، ومن اخترع مراحل وتكتيكات عبثية، أنت من أضاع كل فرصة لإنقاذهم.
عائلات الأسرى الإسرائيليين في #غزة: لا يمكن لإسرائيل أن تكون وطنا لليهود وهي تتخلى عنهم، ومن يستطيع إبرام صفقات جزئية يمكنه إبرام صفقة شاملة#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/T8sJ2tQ4ps
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 2, 2025
تغير لافت بإدارة الحربوكانت صحيفة معاريف كشفت عن ما وصفته بتغير لافت في إدارة إسرائيل للمعركة ضد قيادة حركة حماس في الخارج بعد اتهامات للموساد بالتقاعس عن القيام بمسؤولياته في هذا الملف، مما دفع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى إنشاء وحدة خاصة لتصفية وملاحقة قادة الحركة في دول عربية وأوروبية رغم أن هذا العمل ليس من صلاحياته التقليدية.
جاء ذلك في سياق التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة العسكري آفي أشكنازي وحمل عنوان "حماس الخارج لم تعد محصنة"، وانتقد فيه بشدة أداء المستوى السياسي في إسرائيل خلال الحرب.
وحذر المراسل العسكري من أن البلاد وصلت إلى واحدة من أدنى نقاطها منذ اندلاع المواجهة بعد فشلها في تحقيق هدفيها الأساسيين المعلنين، وهما تحرير 50 أسيرا لا يزالون في قبضة حماس، وإزاحة الحركة عن السيطرة في قطاع غزة.
وأشار أشكنازي إلى أن رئيس الأركان الفريق إيال زامير أجرى زيارة ميدانية أمس الجمعة لقوات فرقة 162 العاملة في قطاع غزة، وهي القوة التي تقاتل بلا انقطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضمن عملية "عربات جدعون"، وانتشرت خلالها في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا والأحياء الشمالية لمدينة غزة، ويُتوقع أن تُكمل خلال أيام مهمتها في تدمير المناطق التي سيطرت عليها شمال القطاع.
ونقل المراسل العسكري عن مصادره أن زامير أبلغ قادة وجنود الفرقة أن الأيام القريبة ستكشف إمكانية التوصل إلى صفقة جزئية لتحرير بعض الأسرى، محذرا من أن فشل المفاوضات سيعني استمرار القتال دون توقف.
إعلانوأشاد بما زعمها من إنجازات حققتها الفرقة، مشيرا إلى أن هذه النجاحات تمنح الجيش مرونة عملياتية وقدرة على تعديل أساليبه وتقليل الاستنزاف، ودفع حماس إلى مأزق متصاعد، على حد قوله.
ووفق أشكنازي، يستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ خطتين بديلتين في المرحلة المقبلة، أبرزها فرض حصار كامل على مدينة غزة، مع شن هجوم واسع تشترك فيه القوات الجوية والبحرية والمدفعية ويستهدف مباني ومناطق داخل المدينة بنيران كثيفة.
أما في الجانب الإنساني فيرى أشكنازي أن إسرائيل ارتكبت خطأ إستراتيجيا عندما استجابت لضغط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي دعا إلى تقليص المساعدات الإنسانية وحصر توزيعها بالجيش في محطات رفح.
وأشار إلى أن الموقف الأسلم كان منذ البداية إغراق غزة بكميات ضخمة من المواد الغذائية والدقيق الممول من جهات دولية إلى درجة تفوق قدرة حماس على السيطرة عليه.
ولفت التقرير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا مؤخرا إلى توفير إمدادات غذائية تفوق الطلب في غزة، بهدف إضعاف سيطرة حماس على قنوات توزيع المساعدات الإنسانية.