إبراهيم البيومي غانم يكتب: كيف نتوضأ بأخلاق النبوة.. كتاب طال انتظاره
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
هذا الكتاب (كيف نتوضأ بأخلاق النبوة؟) طال انتظاره، وقلَّ نظيره…لماذا؟.
"طال انتظاره"؛ حيث إن العالم المعاصر الذي أهلكته النزعة المادية، والأثرة الفردية، والغطرسة الذاتية، والأنانية المقيتة، قد بات في مسيس الحاجة إلى التخلق بأخلاق سيدنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)؛ معلم الناس الخير، والهادي بنور الله إلى الحق، وإلى الطريق المستقيم في جميع مناحي الحياة.
وقد ضرب للبشرية مثالًا في السلوك والتصرف مع جميع خلق الله وفق: "مكارم الأخلاق" وليس وفق "الأخلاق الحميدة"؛ وإنما وفق مكارم الأخلاق، وكيف لا وقد مدحه ربُّ العزة سبحانه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).
و "قلَّ نظيرُه"؛ فعلى الرغم مِن كثرة ما كَتب العلماء في سيرة نبي الهدى والرسول المجتبى (صلى الله عليه وسلم) على مرِّ الزمن؛ فإنَّه من النادر أنْ نجد عالِمًا قد ركَّز على مسألة "مكارم الأخلاق" وتطبيقاتها في سيرة ذي "الخُلُق العظيم".
وها هو ذا أخي صاحب الفضيلة الدكتور/ أحمد على سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، يُقدِّم لنا بحثًا قيِّمًا وعِلمًا -بإذن الله- نافعًا؛ يسد به الثغرة، ويثري به الوعي، ويُسهم في تعديل السلوك.
وهو فيما قدَّم بين دفتي هذا الكتاب قد أمسك بأطراف مهمة من سيرة سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم)، غير مكتفٍ بالسرد النظري أو النصي، وإنما نجده يُرفق المبدأ الأخلاقي الكريم بالتطبيق العملي القويم؛ شارحًا "دستور الأخلاق النبوية" بأيسر عبارة، وبأوضح دليل، متجولًا فيه بين أخلاق النبوة، ملتقطًا منه درر الأقوال، وجواهر الأفعال، منتقلًا إلى واقع عصرنا الحاضر، وموظِّفًا هذه القيم العظمي المستمدة من حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في إصلاح واقع البشرية المعذبة في أيامنا هذه.
عنوان الكتاب -كيف نتوضأ بأخلاق النبوة؟- بحد ذاته به من ثراء الإيحاء بالمعاني ما يفتح أبواب خير كثيرة لكل مَن قرأه، وأنعم نظره فيه، واجتهد للعمل بما أرشد إليه، أو نبَّه عليه.
قلتُ ـ وأكرر ـ هذا كتاب "طال انتظاره وقلَّ نظيره". واللهَ أسأل أن ينفع به البشر أجمعين، وأن يفتح به قلوبًا غُلفًا، وأعينًا عميًا. وأن يجعله في ميزان حسنات مَن ألَّفه، ومَن يقرأه، ويعمل به… والسلام على مَن قرأ وانتفع.
وبالله تعالى التوفيق
بقلم
أ.د/ إبراهيم البيومي غانم
مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ وعضو مجمع اللغة العربية (لجنة خبراء الشريعة الإسلامية)
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: صلى الله علیه طال انتظاره
إقرأ أيضاً:
من صلى الفجر بعد شروق الشمس.. 3 أعمال تكفر هذا الإثم
لعله ينبغي معرفة حكم من صلى الفجر بعد شروق الشمس ، خاصة وأنه لم يعد حالاً فرديًا يعبر عن قلة ، وإنما أصبح عادة الكثيرين، الذين تمنعهم الظروف عن الاستيقاظ وأداء صلاة الفجر في وقتها، سواء بسبب النوم أو غيره من مستجدات العصر الراهن، من هنا تأتي أهمية الوقوف على حكم من صلى الفجر بعد شروق الشمس وما عقوبته ؟، لعله يكون حافزًا أو رادعًا لأولئك المتهاونين في فريضة الفجر، وهي أول صلوات النهار المكتوبة .
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للشخص أن يصلي الفجر بعد شروق الشمس إذا فاته، لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: “إذا نام أحدكم عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك” ، منوهًا بأن صلاة الفجر أو صلاة الصبح موعدها الشرعي عند طلوع الفجر الصادق إلى شروق الشمس، فهذا وقتها.
وأضاف “ عبد السميع ” في إجابته عن سؤال: ( ما حكم من صلى الفجر بعد شروق الشمس ؟)، أن من لم يصل الفجر أو الصبح في هذا الوقت لعذر شرعي أو لغيره فعليه أن يقضيها بعد طلوع الشمس وهذا أمر واجب عليه، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابع: و جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال “من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك”، مشيرًا إلى أنه ينبغي على المسلم أن يجاهد نفسه وأن يكون حريصًا على أداء الصلاة في وقتها وفي جماعة؛ فذلك هو الأحسن والأفضل، فإذا كان الإنسان مستيقظًا وسمع أذان الفجر يجب عليه النهوض للصلاة في وقتها، ويأثم إذا خرج وقتها وعليه بالتوبة، مع كثرة الاستغفار والعزم على عدم العودة إلى مثل هذا الفعل مرة ثانية، «ثم يصلي ما فاته.
واستشهد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» رواه مسلم، أما إذا نام المسلم عن صلاة الفجر غير متعمدٍ فواتها، ولم يجد مَن يوقظه لأدائها، فلا حرج عليه في ذلك، وعليه في هذه الحالة الإسراع إلى أداء الصلاة متى استيقظ من نومه؛ فقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم العذر لمن غلبه النوم طبعًا أو جهدًا، لما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه في قصة حديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه، وفيه قوله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ"، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ» رواه أبو داود.
فضل صلاة الفجركما ورد أن صلاة الفجر لها فضائل ونفحات ربانية عظيمة، خاصة وأن صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم وتطرح البركة في الرزق، كما أن أثقل صلاتين على المنافقين هما العشاء والفجر، فهي تجعل الإنسان فى ذمه لله طوال اليوم، وصلاة الفجر لها في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، فـ صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة الفجر .
و قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»، صلاة الفجر خصوصًا لها أجرٌ وفضلٌ ومَناقب عظيمة جليلة، وهي كالآتي: هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد وَرَدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها »، كما أنها النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة»، صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: «مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله»، وعليه فإنها تحرمه من معية الله تعالى وحفظه.
وتعد صلاة الفجر سبب من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم، وهي سبب من أسباب النّجاة من النّار، والتزامه فيه البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال:«مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة، فضً عن أنها ضمانُ للمسلم -بالتزامه بـ صلاة الفجر - بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق، ومن عذاب الله وغضبه وعقابه.