على الرغم من أنّ هناك وجبة مفضلة لكل شخص يتناولها بين الحين والآخر، فأنّ هناك شابًا قرر أن يتناول طعامه المفضل يوميًا على مدار 6 سنوات دون أن يشعر بالملل، ولم يتوانَ يومًا في تغيير الوجبة أو تبديلها، ولكنّه حرص على التنويع فيها، حتى نجح في تجربة جميع أنواعها المختلفة.

سبب غريب وراء تناول البيتزا يوميا

وبحسب صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، يقول كيني وايلدز إنّه نشأ في أوائل التسعينيات في ولاية كونيتيكت، وكان والده يمتلك مطعمًا للبيتزا يُدعى Kenny V's حتى بلغ الثالثة من عمره، حتى أنّه لا يزال لديه لافتة مطعمه القديمة في مرآبه، وعلى مدى السنوات الست الماضية، كان يتناول البيتزا كل يوم، وفي بعض الأحيان قد يكون مجرد شريحة، ولكن في معظم الأيام كان ينتهي من تناول شريحة كاملة، وكان طعم البيبروني الأمريكي الكلاسيكي هو المفضل له، كما كان يفضل طعم البيتزا المارجريتا العادية.

يقول «وايلدز»: «كنت أعمل في شركة تهتم بأنظمة التدفئة والتبريد، وكنت أنا وزميلي نسير على الطريق طوال اليوم، وكان أسرع شيء بالنسبة لي لتناوله هو البيتزا، وذات يوم قال لي أراهن أنك لن تستطيع تناول البيتزا كل يوم لمدة أسبوع، حتى أني ارتقيت بمستوى التحدي بكل سهولة، ثم قمت بتمديد الرهان إلى شهر، وفي النهاية، شعرت أنني أستطيع الاستمرار في الرهان لفترة أطول».

أنشأ «وايلدز» حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق التقدم الذي أحرزه، وبعد مرور ستة أعوام، كان لا يزال يتقدم بقوة، فكان يحب مقارنة إصدارات من نفس النكهة من قبل طهاة مختلفين، وتجربة نكهات جديدة، وكانت زبدة الفول السوداني، والبيفاروني والكافيار من أكثر التركيبات وحشية التي تناولها: «على الرغم من أنها جعلتني أدرك أنني أفضل إبقاء البيتزا الخاصة بي بسيطة، وأنا واثق من القول بأن الأناناس بالتأكيد لا يُستخدم في البيتزا».

وخلال العطلات أيضًا واصل الشاب عادته في تناول البيتزا حتى عندما تكون الشركات مغلقة، إذ كان يذهب بسيارته إلى المطعم للحصول على شريحة، ويشتري ما يكفي من البيتزا عشية عيد الميلاد حتى يكون هناك بقايا طعام ليوم عيد الميلاد، وفي يوم زفافه، طلب رفقة زوجته بيتزا بالجبن للضيوف في نهاية المساء.

يقول «وايلدز»: «زوجتي داعمة جدًا وغالبًا ما تحضر الشرائح إلى المنزل، في العام الماضي، قضيت 16 يومًا في إيطاليا لاستكشاف روما ونابولي وساحل أمالفي معها ومع ابنتنا، أكلت البيتزا هناك أيضًا بالطبع، لكن عائلتي سئمت من البيتزا، لكني أحاول عادةً أن أستعيد عافيتي أثناء استراحات الغداء، حتى أتمكن من تناول نفس الوجبة التي يتناولونها في المساء، لكن لدي دائمًا مساحة للشرائح المتبقية بعد العشاء».

البيتزا لم تؤثر على الوزن

وبدأ الشاب مؤخرًا فقط في عرض وجهة نظره على حسابه على إنستجرام، بعدما اعتاد نشر فقط الصور ومقاطع الفيديو للبيتزا التي كان يتناولها، إذ كان حريصًا أن تكون الصفحة متعلقة بالطعام فقط، لكنه يعتقد أنّ الناس يتواصلون أكثر عندما يرون الشخص الذي يقف وراء الحساب: «لقد افترض الجميع أنني رجل كبير، لكنني في الواقع نحيف جدًا، أعتقد أنني أستطيع أن أشكر التمثيل الغذائي الخاص بي على ذلك، وفي بعض الأحيان، يتواصل الناس مع مخاوف بشأن صحة عادتي، لكنني لائق وبصحة جيدة، أنا أقدر قلق الناس، لأن ذلك يعني أنهم يهتمون».

يقول الشاب: «لقد نمت متابعتي على وسائل التواصل الاجتماعي حقًا، وقام اثنان من الطهاة مؤخرًا بإعداد بيتزا على شكل 50 ألفًا للاحتفال بعدد متابعيني، لقد وصلت بالفعل إلى أكثر 60 ألفًا منذ ذلك الحين، وما زلت أرى الزميل الذي تحداني في الأصل يضحك ويصفني بالجنون، لكنه معجب لأنني واصلت ذلك طوال هذه السنوات».

وأضاف: «أعتقد أن الناس يجدون صعوبة في فهم سبب قيامي بذلك، ومدى حبي للبيتزا، ولكن الأمر بهذه البساطة، سأواصل خطتي طالما أنني لا أزال متحمسًا للبيتزا، ويسعدني الاستمتاع برحلتي اللذيذة، قضمة واحدة في كل مرة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البيتزا تناول البيتزا أنواع البيتزا

إقرأ أيضاً:

القصة برواية “قحت” عن المليشيا

صباح السبت، منتصف أبريل 2023، وبعد ليل رمضاني طويل، نهض سكان ولاية الخرطوم على أصوات الأسلحة تؤز آذانهم، أغلبهم لم يكن قد سمع من قبل أصوات الراجمات والمدافع الثنائية والطائرات الحربية. أداروا مؤشرات راديو أم درمان لمعرفة مايحدث، فوجدوه صامتاً، والتمسوا معرفة ما يحدث عبر تلفزيون السودان، فوجدوه بلا إرسال، فطفقوا يديرون أجهزة الرموت كنترول بحثاً عن أخبار بلادهم في القنوات الفضائية، فعثروا على “الخبر”.. إنها الحرب، التي طالما تمنوا عدم حدوثها، تندلع بقوة فوق رؤسهم، لا بل في طول البلاد وعرضها، فحاميات الجيش السوداني في ولاية الخرطوم، وفي كل مدن وعواصم الولايات تتعرض لهجوم كثيف متزامن بواسطة “شركائهم” في “قوات الدعم السريع” بغية السيطرة عليها !!

بالتوازي مع الهجوم العسكري المباشر، والمحاولات المستميتة للسيطرة على القيادة العامة للقوات المسلحة، وعلى مقارالأسلحة الرئيسية في المدرعات والذخيرة والإشارة و وادي سيدنا، وغيرها، كانت تدور “معركة” أخرى لم يقف الناس على كثير من تفاصيلها حتى الآن، وهي ما نحاول أن نقص قصتها هنا باقتضاب شديد، برواية “أبطالها” الحقيقيين !!

وأنت تمسح النوم من عينيك، يطرق بابك طارق، وأحياناً يدخل بلا استئذان، ويسأل مباشرة: أين فلان؟ ثم لا ينتظر إجابة، يدخل مباشرة إلى الغرف شاهراً سلاحه وطالباً من رب الأسرة أو ابنها أن يرمى ما في يديه من متعلقات ويرفعهما إلى الأعلى ويصعد إلى ظهر البوكس أو اللاندكروزر الذي يقف بجانب باب منزله، ثم يترك بقية أفراد الأسرة في حيرة من أمرهم، وإن أبديت أي نوع من الاحتجاج أو المقاومة، فأنت إما أن تتعرض للضرب والتنكيل ويُقذف بك على ظهر السيارة كما الخراف، أو أن تترك مضرجاً في دمائك أمام أطفالك !!

ليس هذا هو النمط السائد في سلوك أحد “طرفي النزاع” خلال الساعات الأولى من اندلاع الحرب، بل هو النمط الذي ساد لعام كامل أو يزيد من “أحد الطرفين” .. لا يهم أن تكون من “الكيزان” أو “الفلول” ، لكي يحدث لك ما حدث، يكفي أن تكون قد خدمت يوماً ما في أي من الأجهزة النظامية من جيش أو شرطة أو أمن، أو أن تكون محتفظاً في بيتك بصورة للفريق إبراهيم عبود أو للمشير جعفر نميري أو سوار الذهب أو عمر البشير، أو لأي من رموز عائلتك ممن خدموا في الجيش أو الشرطة أو حتى في شرطة “الدفاع المدني”، فأنت حينها مصنف ضمن منسوبي “دولة 56” وتستحق أن تُساق إلى معسكرات الاحتجاز الجماعي، مختفياً قسرياً، ولا يعلم أحد من أسرتك عنك شيئاً، ولا المنظمات أو النقابات “الوطنية” ولا الدولية التي تقول إنها تدافع عن حقوق الإنسان !!

كل الذين تم اقتيادهم من بيوتهم – وقد بلغت أعداهم الآلاف – ليسوا طرفاً في الحرب التي اندلعت بسبب فشل محاولة أخذ السلطة عنوة، وفرض الاتفاق الإطاري بالقوة الجبرية، لكنهم أصبحوا – بقدرة قادر – أحد “طرفي” النزاع وفق المنطق الذي سعى لتسويقه مناصرو الإتفاق الإطاري، ونفذته المليشيا من أول يوم، والمنطق الذي ظلوا يحاولون به تبرير حشر الآلاف الأبرياء في تلك المعتقلات السرية هو أن هؤلاء “من المحتمل” أن يكون لهم دور في حشد الجهود الشعبية لمقاومة فرض الإتفاق الإطاري بالقوة.

هناك، في تلك المخابئ التي انتشرت في ولاية الخرطوم، وفي عدد من مدن السودان الأخرى، فملأت معسكرات هيئة العمليات التي كانت قد آلت إلى “الدعم السريع” ، وعدداً من المباني في أحياء الخرطوم الراقية، وعدداً من المدارس، تم اقتياد الآلاف من السودانيين واحتجازهم، وتعرضوا لأسوأ أنواع المعاملة بواسطة القوى التي تقول إنها تريد أن تجلب لهم الديمقراطية وترفع عن كاهلهم ميراث التهميش، فبقوا الشهر وراء الشهر والعام وراء العام، بلا علاج ولا زاد وحرموا حتى الماء الذي يشربون، يتعرضون للاستجواب والسباب ولكن لا أمل لهم في محاكمات، حتى لو كانت عرفية.

لم تتبن جهة حقوقية أو نقابية، محلية أو دولية، قضيتهم وتسير بها بين الركبان، ولا حتى بالقدر الذي سبق وأن لقيته قضايا تتعلق بملابس النساء، وظل ما يصل إلى الرأي العام من قصصهم، هو ما يتم من مساومات مع ذويهم لإطلاق سراحهم، فيكتب الله عمراً جديداً، لمن يكون قد تم اختطافه واحتجازه بمظنة الابتزاز، أما إن كان السبب هو أنك “متهم” بكونك يمكن أن تكون “جاسوساً” يعمل لصالح الجيش، فأنت ستكون في غيابة الجب!!

في سجن سوبا أو “سجون” الرياض والطائف وصالحة وفي ود مدني ورفاعة ، وفي غيرها من المدن التي دخلتها المليشيا، لقي الآلاف من السودانيين ربهم، بسبب الجوع والعطش والمرض والإهمال المتعمد ، وبسبب القهر، فأحيلوا إلى مقابر جماعية، أو تُركوا لتأكلهم الهوام، ولم يُبلغ ذووهم بذلك، وحينما أكملت القوات المسلحة والقوات المساندة لها السيطرة على محليات الخرطوم، بدأ حجم المأساة يتكشف.

حين دخلت القوات المسلحة إلى حامية جبل أولياء، شاهدنا عبر وسائل الإعلام، هياكل عظمية يكسوها جلد بشر، وعرفنا ممن أمكنه الحديث منهم، أن هؤلاء ممن كانوا في “سجون الدعم السريع”، وأن رفاقاً لهم لقوا ربهم، على النحو الذي أشرنا إليه، وحين تمت استعادة منطقة صالحة في أم درمان، تبين أن أكثر من ستمائة ممن اختطفوا وجرى احتجازهم كانوا هناك، لكن لم ينج منهم إلا السدس، فقد لقي المئات ربهم بسبب حرب لم يكونوا طرفاً فيها !!

تتكشف كل يوم الجرائم التي ظلت تُرتكب بواسطة مليشيا الدعم السريع، من خطف وإخفاء قسري، وتعذيب وقتل واغتصاب، للآلاف من المدنيين، وحين نتايع السرديات والمنطق الذي جرى ويجري تسويقه لتفسير تلك الجرائم، نجده في الأصل “منطق قحتي” يجري على ألسنة المتحدثين باسم الدعم السريع وباسم القوى السياسية التي أغوتهم وزينت لهم مشروع الانقضاض على السلطة، وهو منطق مؤداه أن عشرات الآلاف من السودانيين، الذين سيقوا إلى معسكرات الاحتجاز الجماعي، لا يستحقون الحياة، دعك أن يستحقوا “الديمقراطية والحكم المدني”، وهم – شاءوا أم أبوا – أحد “طرفي” النزاع !!

العبيد أحمد مروح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ماذا وراء مهاجمة عدنان إبراهيم لحسن البنا ولجماعة الإخوان؟
  • مشيرب: الشعب الليبي تائه ويسعى وراء السراب
  • تحليل يتناول تصاعد القمع ضد الإصلاح في الإمارات العربية المتحدة
  • القصة برواية “قحت” عن المليشيا
  • غياب الإرادة الوطنية وراء شحة المياه في العراق
  • أبرزها ردّ على اجتماع.. ماذا وراء ضربة الضاحية؟
  • أحمد الشرع يتحدث عن والدته: كانت تشعر أنني على قيد الحياة دون خبر عني لـ7 سنوات
  • مؤشران وراء لجوء حزب الله الى الحكومة
  • الشرطة الألمانية تكشف تفاصيل جديدة بعد حادثة الطعن في برلين
  • القبض على سائق وراء إشعال النار بلودر في الواحات البحرية