علماء لـ«الاتحاد»: السعودية سخرت كل الإمكانات والقدرات لإنجاح موسم الحج
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
مكة المكرمة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأشاد علماء من جامعة أم القرى في مكة المكرمة والأزهر الشريف في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، بجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام، والعمل على راحتهم وأداء الفريضة بكل يسر وسهولة وأمن وسلام.
وثمن الأستاذ بجامعة أم القرى، والمتخصص في السيرة النبوية، الدكتور أيمن عبدالكريم، الجهود والخدمات والتطبيقات التي قدمتها الحكومة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج هذا العام، مشيراً إلى أن المملكة سخرت الإمكانات كافة، وجندت كل القدرات والوزارات والهيئات المعنية والمؤسسات الخيرية والأهلية لإنجاح هذا الموسم.
وأشار عبدالكريم، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن موسم الحج الحالي شهد تطوراً استثنائياً ضمن تجربة تحويلية تدعمها مخرجات رؤية السعودية 2030 في عامها الثامن عبر مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وتأتي أيضاً تحقيقاً لتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين لتنظيم أكبر تجمع بشري ومؤتمر إسلامي للحجاج على وجه الأرض.
وأشار عبدالكريم إلى أن المشاعر المقدسة، شهدت هذا العام أعمالاً وتجهيزات واستعدادات كبيرة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، لافتاً إلى أن السلطات السعودية عملت بصورة كبيرة على تجهيز المخيمات وخاصة في مشعر عرفات ومنى وتزويدها بالاحتياجات الضرورية كافة لينعم ضيوف الرحمن بأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة في أجواء من الطمأنينة والروحانية والسلامة وخاصة في ظل هذه الأجواء والطقس شديد الحرارة.
من جهته، وصف أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، الدكتور أحمد محمود كريمة، يوم عرفة بأنه «من أجلّ أيام الله وأفضلها، وهو اليوم الذي يتجلى الله فيه على عباده بالرحمات والبركات ومحو السيئات والمغفرة والعتق من النار، ويجسد وحدة الأمة الإسلامية»، مشيراً إلى أن خطبة حجة الوداع في يوم عرفة، أسست لمعالم المحبة والمودة والتسامح بين البشر.
ودعا كريمة في تصريح لـ«الاتحاد»، المسلمين بأن يجعلوا يوم عرفة، ورشاً علمية مدعومة بنصوص شرعية وقواعد فقهية، تحت مسمى «الحج وحقوق الإنسان»، وأن يجعلوها في وثائق مترجمة إلى جميع لغات العالم، كنداء وخطاب إسلامي موحد للإنسان كإنسان. وذكر كريمة أن اجتماع ضيوف الرحمن على صعيد عرفة، دعوة سلام عالمية للمتصارعين والمتحاربين في شتى بقاع العالم، لوقف نزيف الدماء، والاحتكام إلى صوت العدالة بتحقيق ما جاء في خطبة الوداع، لافتاً إلى أن من ثماره أيضاً الاغتسال الروحي للنفس البشرية من ملوثات الطمع والجشع والحقد والظلم.
وأشار إلى أن من ثمار الحج، التواصل والتعارف بين الشعوب حيث يجتمع الملايين على صعيد عرفات، واصفاً الحج بأنه بمثابة «أمم متحدة» في ثوب ديني، بما يضم من جنسيات ولغات ولهجات وقوميات في صعيد ومنسك واحد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: موسم الحج مناسك الحج الحج الحجاج حجاج بيت الله الحرام حجاج بيت الله ضیوف الرحمن لـ الاتحاد إلى أن
إقرأ أيضاً:
من السيطرة المطلقة إلى القلق.. تحولات في تعامل الكيان الصهيوني مع الأمن السيبراني
الثورة / متابعات
تفرض التطورات الأخيرة داخل منظومة الاحتلال الأمنية أسئلة جوهرية حول طبيعة التحولات التي تشهدها تل أبيب في تعاملها مع التكنولوجيا والأمن السيبراني.
فالإجراءات التي اتخذت تجاه كبار الضباط، وتحديداً حظر استخدام هواتف الأندرويد وسحب السيارات الصينية من الخدمة، لم تكن مجرّد تعديلات إدارية، بل بدت وكأنها إعلان غير مباشر عن اهتزاز منظومة كان الاحتلال يعتبرها إحدى ركائز تفوقه الاستراتيجي.
هذه القرارات فتحت الباب أمام نقاش واسع حول تغيرات النظرة الإسرائيلية للتكنولوجيا، وكيف تحولت من أداة سيطرة إلى مصدر تهديد، وما يكشفه ذلك عن مستوى القلق داخل الأجهزة الأمنية.
إجراءات تكشف عمق القلق
وقال الكاتب اللبناني يحيى دبوق في صحيفة الأخبار إنّ الخطوات الإسرائيلية الأخيرة، وأبرزها حظر هواتف الأندرويد وسحب السيارات الصينية، تعبّر عن اعتراف واضح بوجود ثغرات أمنية تهدد ما يعتبره الاحتلال تفوقه التكنولوجي المطلق.
وأشار إلى أن هذه القرارات لم تُتخذ إلا بعدما أصبح واضحاً أن ما بعد “طوفان الأقصى” فرض معادلات جديدة في ميدان التكنولوجيا.
التكنولوجيا… سلاح ذو حدين
وأضاف دبوق أنّ الأجهزة الذكية، التي طالما اعتمدت عليها إسرائيل في عمليات المراقبة والعمل الميداني، فقدت دورها الأحادي، وأصبحت قابلة للاختراق والاستغلال، مما يهدد كشف مواقع وتقديرات وتحركات رفيعة المستوى.
وأوضح أنّ التحوّل نحو أجهزة “آيفون” ليس خياراً مبنياً على ثقة مطلقة، بل محاولة لتقليل حجم المخاطر في بيئة تقنية معقّدة تتداخل فيها مصالح الدول والشركات على مستوى الشرائح والبرمجيات.
تحوّل في العقيدة الأمنية
وأشار الخبير في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة إلى أنّ لجوء الاحتلال إلى ما يشبه إجراءات “الأمن الوقائي” التي تعتمدها الدول الأقل قوة يعكس قلقاً استراتيجياً داخل المؤسسة الأمنية.
ويوضح في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، أنّ هذا التحول يدلّ على أنّ التفوّق الهجومي وحده لا يكفي إذا لم يكن محاطاً بمنظومة دفاعية رقمية صارمة، وأن الاحتلال بات يواجه تهديدات لا يمكن التنبؤ بها أو السيطرة الكاملة عليها.
سقوط وهم التفوّق التكنولوجي المطلق
يكشف هذا المشهد عن لحظة إدراك إسرائيلية بأن التكنولوجيا لم تعد ساحة أحادية الاتجاه، بل مجال مواجهة متبادل يستطيع الخصوم خلاله استغلال الثغرات نفسها التي بنت عليها تل أبيب جزءاً من قوتها.
ويؤكد هذا أنّ إسرائيل لم تعد قادرة على تغطية هذه التحديات بمجرد خطاب التفوّق التكنولوجي، بعدما أصبحت الأجهزة الحديثة قادرة على كشف الحركة وتتبع التحركات واستنتاج النوايا.
البعد التقني… ثغرات لا يمكن إخفاؤها
وقال الخبير التقني اللبناني علي أحمد، المختص في الأمن السيبراني وتحليل البنى الرقمية، إن الخطوات الإسرائيلية تكشف عن مشكلة أعمق في فهم المخاطر التقنية الحديثة، حيث تعتمد البنية الرقمية على منظومات مغلقة وغير شفافة، بعضها مستورد من دول لها مصالح متشابكة ومعقدة، مما يجعل السيطرة الكاملة على الأمن شبه مستحيلة.
وأضاف في تصريح لمراسلنا، أن التحول نحو استخدام أنظمة أقل انكشافاً لا يعني زوال الخطر، إذ أنّ التهديدات السيبرانية الحديثة تتعلق بسلوك المستخدمين وسلسلة التزويد العالمية والبنية السحابية التي تمرّ عبرها البيانات.
وأشار إلى أنّ الإجراءات الإسرائيلية تعكس تحوّلاً من الثقة المفرطة إلى محاولة تقييد المخاطر، وهو مؤشر على أنّ إسرائيل لم تعد اللاعب المسيطر في المجال السيبراني، بل طرفاً يتنافس مع جهات لديها قدرات مكافئة.