زي النهارده.. الذكرى الـ 68 لعيد الجلاء وخروج آخر جندي بريطاني من مصر
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يمر علينا اليوم الثلاثاء الموافق يوم ١٨ يونيو الذكرى الـ 68 لعيد الجلاء، وخروج آخر جندي بريطاني من مصر وعيد الجلاء، ويوافق يوم ١٨ يونيو من عام ١٩٥٦.
الثورة العرابية
كانت بريطانيا العظمى في ذلك الوقت تقود القوى الاستعمارية الأوروبية للسيطرة على أجزاء واسعة من العالم، ولم يكن يرضيها قيام الثورة العرابية في مصر في ٩ سبتمبر ١٨٨١ ميلادي ،على يد ابنها المخلص أحمد عرابي ضد الخديو توفيق، وهو أحد صنائعها، لذا كان تنفيذ سيناريو احتلال مصر ضرورة تمليها الأجندة الاستعمارية.
الاحتلال البريطاني
وبدأت بريطانيا بتحقيق مخططها بقصف الأسطول البريطاني لمدينة الإسكندرية لمدة ثلاثة أيام متصلة في الفترة بين (١١ شهر يوليو – ١٤ شهر يوليو عام ١٨٨٢)، واقتحمت قوات البحرية المدينة وارتكب الجرائم والفظائع بحق أهلها والمناضلين المدافعين عنها، ثم توالت المعارك في كفر الدوار والقصاصين، وصولا لمعركة التل الكبير في ١٣ سبتمبر عام ١٨٨٢، والتي انتهت باحتلال بريطانيا لمصر، وأصبحت قناة السويس، مقرًا لأكبر قاعدة عسكرية للاحتلال البريطاني لنحو ٧٣ عامًا.
المصريون يرفعون شعارات الجلاء في وجه الاحتلال الإنجليزي
الجلاء التام أو الموت الزؤام
ورفع المصريون شعار "الجلاء التام أو الموت الزؤام" وأصبحت تقليد في جميع ثوراتهم وانتفاضتهم ضد الإنجليز، ومنذ الوقت الذي كان يقاوم فيه عرابي قوات الإنجليز في محاولة لصدهم ضد مواصلة تقدم الاحتلال، مرورا بخديعة دليسبس، وتستمر صفحات النضال الوطني على يد الزعيم الوطني مصطفى كامل الذي ندد بفظائع الاحتلال البريطاني في خطبه ومقالاته التى وصلت لأنحاء شتى من العالم لا سيما بعد حادثة دنشواي عام ١٩٠٦. و واصل الزعيم محمد فريد النضال حتى توفي في منفاه بألمانيا .
ثورة ١٩١٩
عقب إعلان الحماية الإنجليزية على مصر و اشتعال الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤، تم خلع خديو مصر عباس حلمي الثاني، مما أسفر. عن خروج جموع المصريين منذ تلك الخطوة، وهتفوا "الله حي عباس جاي"، وتستمر صفحات النضال الوطني وتصل مداها حينما خرج المصريون في ثورة ١٩١٩م بقيادة زعيم الأمة سعد زغلول، وخلال هذه الثورة توحد عنصرا الأمة (المسلمون والمسيحيون) رافعين شعار (عاش الهلال مع الصليب) لدحر قوى الاستعمار وتحقيق الجلاء.
تصريح ٢٨ فبراير
نجحت ثورات المصريين وانتفاضاتهم في انتزاع تصريح مهم من الإنجليز، يمثل خطوة أولى نحو طريق الجلاء، وهو تصريح ٢٨ فبراير ١٩٢٨،وبموجب هذا التصريح، انتهت الحماية البريطانية على مصر، وأصبحت مصر دولة مستقلة ذات سيادة (مع احتفاظ بريطانيا بقوات لها لتأمين مصالحها العسكرية والاقتصادية، مع حق الدفاع عن مصر ضد أي اعتداء خارجي). ، هذا "الجلاء المنقوص" بانسحاب الإنجليز من الأراضي المصرية والبقاء في منطقة القناة وبعض المناطق الأخرى، لم يقنع المصريين ولم يرضوا به، وكان شعار "الجلاء" حاضرًا في كل مرة يخرج فيها المصريون للتنديد بفظائع الاحتلال .
النحاس باشا يوقع معاهدة ١٩٣٦
تم توقيع المعاهدة البريطانية المصرية، المعروفة بمعاهدة عام ١٩٣٦ ميلادي التى تقضي بانسحاب القوات البريطانية من سائر الأراضي المصرية باستثناء ١٠ آلاف جندي في منطقة القناة لحماية المصالح الإنجليزية، مع السماح بتحديث الجيش المصري، دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ عام ١٩٣٧ميلادي، لم تكن بريطانيا على علم أن طالبًا مصريًا التحق في هذا العام بالكلية الحربية، وأن سيشكل فيما بعد تنظيم "الضباط الأحرار" الذي سيقود ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ميلادي ، والتى ستعصف بالملكية ومعها الوجود الإنجليزي، وبيديه سيوقع اتفاقية الجلاء التي ينتظرها المصريون جميعا.
خروج بريطانيا منتصرة من الحرب العالمية الثانية، انتفض الشعب المصري مرة أخرى ضد الإنجليز، خرجت المظاهرات عام ١٩٤٧م، خرج الشباب إلى الشوارع هاتفين بالجلاء، وأعلن ضباط الشرطة اعتصامهم بنواديهم في أكتوبر ١٩٤٧م وأبريل ١٩٤٨، حتى الملك فاروق نفسه رفع علم مصر فوق ثكنات قصر النيل بميدان التحرير، معلنًا جلاء الإنجليز عن القاهرة والإسكندرية في ٣١ مارس عام ١٩٤٧م.
هجمات الفدائيين بمنطقة القناة
وما انتهت حرب ١٩٤٨م بهزيمة الجيوش العربية ونكبة فلسطين، حتى تواصلت أعمال الفدائيين ضد القوات الإنجليزية بمنطقة قناة السويس، وأُعلن الكفاح المسلح ضدهم .
حاول الإنجليز التفاوض مجددا مع حكومة مصطفى النحاس باشا من أجل التخفيف من وطأة هجمات المصريين عليهم في القناة، وفي ١٥ أكتوبر عام ١٩٥١م، وقف النحاس باشا مخاطبًا جموع المصريين قائلاً كلمته الشهيرة:"من أجل مصر وقعنا معاهدة ١٩٣٦ ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها".
باتت هجمات الفدائيين المصريين على أشدها ضد قوات الإنجليز بالقناة، إثر انسحاب مصر من المعاهدة، ودخلت مصر في موجات من الفوضى العارمة من فتن طائفية إلى حرائق ومظاهرات، وفرض حظر التجوال والأحكام العرفية، وفي ٢٥ يناير ١٩٥٢م كانت موقعة الإسماعيلية الشهيرة، حيث رفضت الشرطة المصرية الباسلة تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، وأسفرت المعارك عن استشهاد ٥٦ شرطيًا مصريًا و٧٣ جريحًا، بعد ذلك بثلاثة أيام فقط وقع حريق القاهرة الشهير، وقد عجلت تلك الأحداث بأن يقوم تنظيم الضباط الأحرار بثورة ١٩٥٢ والتى أطاحت بالملكية وغيرت وجه الحياة السياسية في مصر.
ثورة ٢٣ يوليو وتحقيق الجلاء
مع اشتعال ثورة عام ١٩٥٢، تواصلت الهجمات الفدائية بطريقة أعنف وأخطر وأسرع عن ذي قبل، ويبدو أن بريطانيا سترضخ أخيرا وستفكر فعليًا في الجلاء، في تلك الأثناء وفي مايو ١٩٥٤م أعلنت وزارة الخارجية البريطانية عن وقوع ٥٢ «حادث اعتداء»، في غضون ٦ أسابيع؛ مما أجبر الوزير البريطاني سلوين لويد، على إعلان قبول بريطانيا استئناف المفاوضات حول جلاء الإنجليز عن مصر .
مواجهات الشرطة المصرية ضد القوات الإنجليزية بالإسماعيلية في ٢٥ يناير ١٩٥٢.
وفي يوليو ١٩٥٤, وقع الجانبان المصري والبريطاني «مذكرة تفاهم»، وقعها كل من جمال عبدالناصر، وأنتوني نتنغ وزير الدولة للشئون الخارجية البريطاني آنذاك، واستكملت مصر مسار التفاوض للحصول على مسعاها بإجلاء آخر جندي إنجليزي من أراضيها.
وفي١٩ أكتوبر عام ١٩٥٤ميلادي، وقع الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، اتفاقية الجلاء مع اللورد ستانسجيت موفد رئيس الوزراء البريطاني، ونستون تشرشل، الذي طالما كان رافضًا لمسألة الجلاء.
تم تنفيذ الاتفاقية بشكل كامل في ١٨ يونيو ١٩٥٦ميلادي . حيث خرج ٨٠ ألف عسكري بريطاني من منطقة القناة، وذلك على ٥ مراحل، مدة كل مرحلة ٢٠ شهرا كاملة حتى جلاء آخر عسكري إنجليزي، وأزالت بريطانيا أعلامها من أعلى مبنى البحرية بمدينة بورسعيد، وهو أول مبنى احتلوه عام ١٨٨٢، ليكون ذلك اليوم هو عيد الجلاء.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احتلال مصر استئناف المفاوضات الراحل جمال عبدالناصر الثورة العرابية
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تُقر بتدريب إسرائيليين على أراضيها رغم تصاعد الرفض من دعم الإبادة بغزة
اعترفت الحكومة البريطانية رسميًا بأنها تستضيف حاليًا تدريبات لعناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي على أراضيها، في خطوة أثارت موجة من الانتقادات والمخاوف الحقوقية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وجاء الاعتراف في رد مكتوب قدمه وزير القوات المسلحة البريطاني، لوك بولارد، بتاريخ 3 حزيران/يونيو 2024، على سؤال برلماني، قال فيه: "كجزء من التفاعل الدفاعي الروتيني مع إسرائيل، تقوم المملكة المتحدة حاليًا بتدريب عدد محدود من أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن دورات تدريبية تُقام على الأراضي البريطانية".
ويُعد هذا التصريح أول تأكيد رسمي من جانب الحكومة البريطانية حول مشاركة جنود إسرائيليين في تدريبات عسكرية داخل المملكة المتحدة، بعد شهور من التقارير التي تحدثت عن وجود تعاون عسكري متنامٍ بين البلدين.
تعاون عسكري ومهام غامضة
وفي تقرير استقصائي للصحفي البريطاني مارك كيرتس نُشر عام 2024، كشف أن وزارة الدفاع البريطانية تستضيف ستة ضباط من القوات المسلحة الإسرائيلية، في إطار دورات تدريبية تقودها مؤسسات دفاعية بريطانية.
كما أشار التقرير إلى أن طائرات حربية إسرائيلية، متهمة باستخدامها في قصف مناطق مدنية بقطاع غزة، شاركت سابقًا في مناورات مشتركة مع سلاح الجو الملكي البريطاني.
وأوضح التقرير أن تسع طائرات عسكرية إسرائيلية هبطت في مطارات بريطانية منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، في وقت ترفض فيه وزارة الدفاع البريطانية الإفصاح عن طبيعة مهام تلك الطائرات أو محتوياتها.
بالمقابل، أرسلت بريطانيا 48 طائرة عسكرية إلى الاحتلال الإسرائيلي، ونفذت 65 مهمة استطلاع وتجسس فوق غزة، انطلاقًا من قاعدة أكروتيري البريطانية في جزيرة قبرص.
صادرات بريطانية مثيرة للجدل
وتزامنًا مع هذه التطورات، كشفت وثائق جديدة أن شركة "بيرمويد إندستريز" البريطانية أرسلت ما لا يقل عن 16 شحنة من حاويات التخزين العسكرية إلى شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، بوزن إجمالي يفوق 100 طن.
وقد أثار ذلك جدلًا واسعًا بشأن فعالية الضوابط التي تفرضها المملكة المتحدة على صادرات الأسلحة، خصوصًا في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة.
وبحسب ما كشفه موقعي "ديكلاسيفايد" و"ديتش" البريطانيين، فإن شركة هندسية في مدينة دورهام أرسلت أكثر من ألف حاوية ذخيرة إلى الاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس تورطًا صناعيًا متزايدًا في دعم الترسانة الإسرائيلية.
ويشير الموقع الرسمي لشركة "بيرمويد" إلى أنها تُنتج حاويات ذخيرة تشمل ذخائر الخرطوش والمدفعية وقذائف الهاون، بما في ذلك قذائف عيار 155 ملم، وهو النوع ذاته الذي يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي في عمليات القصف بغزة.
وتبين الوثائق أن غالبية هذه الشحنات تم توجيهها إلى منشأة "إلبيت" في رامات هشارون قرب تل أبيب، حيث تُصنع الشركة الإسرائيلية مجموعة واسعة من الأسلحة، من بينها قذائف هاون عيار 122 و155 ملم.
وتعد "إلبيت سيستمز" المورد الأساسي لما يقارب 85% من معدات جيش الاحتلال الإسرائيلي البرية والطائرات المسيرة، كما تمتلك فروعًا صناعية داخل المملكة المتحدة نفسها.
اتفاق عسكري غير معلَن
ورغم رفض وزارة الدفاع البريطانية نشر بنود الاتفاق العسكري الذي وقعته مع الاحتلال الإسرائيلي عام 2020، إلا أنها أكدت أن الاتفاق "يكرس التدريب المشترك والتمارين المستمرة"، ويهدف إلى "تعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية". ويُذكر أن هذا التعاون لم يقتصر على بريطانيا فقط، ففي عام 2019 أجرى سلاح الجو الإسرائيلي أول انتشار لمقاتلاته في المملكة المتحدة، حيث شاركت طائرات "F-15" في مناورات قتالية إلى جانب القوات الجوية البريطانية والألمانية والإيطالية.
وتشير تقارير سابقة إلى وجود ضباط عسكريين بريطانيين في الاحتلال الإسرائيلي، يشرفون على "مهام الانخراط العسكري والدبلوماسي"، فضلًا عن زيارات دورية تقوم بها طواقم بريطانية للمشاركة في تدريبات وتمارين عسكرية داخل الأراضي الإسرائيلية.
انتقادات حقوقية ودعوات لوقف التعاون
وقد أثارت هذه التطورات ردود فعل واسعة في الأوساط الحقوقية والبرلمانية داخل بريطانيا، حيث تطالب منظمات حقوق الإنسان بوقف كل أشكال التعاون العسكري مع الاحتلال الإسرائيلي، نظرًا للاتهامات الموجهة لها بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني في قطاع غزة.
كما تدعو هذه الجهات إلى فرض حظر فوري على تصدير المعدات العسكرية البريطانية إلى الجيش الإسرائيلي، والتحقيق في مدى تورّط المؤسسات البريطانية في دعم ممارسات وصفت بأنها قد ترقى إلى جرائم حرب.
ويأتي هذا في وقت تتواصل فيه الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية، وسط اتهامات للاحتلال الإسرائيلي باستخدام أسلحة متطورة ضد أهداف مدنية، ما يطرح تساؤلات حادة بشأن مسؤولية الدول الموردة للسلاح، وفي مقدمتها المملكة المتحدة.