بوابة الوفد:
2025-05-13@05:27:08 GMT

المسجد والمتحف

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

على مر العصور والأزمنة يحاول الإنسان أن يفهم الكون والحياة من حوله لهذا اتجه إلى الرمز فى تصوير مظاهر الطبيعة على هيئة آلهة تتصارع لتحيا ما بين آلهة الحرب والحب والخصب والموت والشر والخير والجمال ومن هنا نشأت الأساطير الإغريقيّة والرومانية لتزدهر فنون مثل المسرح والموسيقى والرقص فى الغرب، حتى عندما دخلت المسيحية إلى أوروبا اهتم القساوسة والكهنة بأن تكون هناك مسرحيات دينية تعليمية فى قالب درامى رمزى وأن تنشد التراتيل الكنسية فى إطار موسيقى بأصوات ومجاميع ومنشدين كل هذا تحت عباءة التعاليم الدينية والشعائر والطقوس، وفى الشرق وعند العرب لم يكن للموسيقى أو المسرح أو الأساطير مكان إنما كان الشعر والبلاغة واللغة والخيال والفضاء الرحيب للكلم والحرف فجاءت معجزة القرآن وبعده بدأ البعض من أهل الذكر والشيوخ والأئمة فى تحريم العديد من الفنون مثل الموسيقى والرسم والغناء والتمثيل والأساطير ومع هذا ظلت فى بلادنا المصرية السير الشعبية المصحوبة بالموسيقى والغناء والموال، لكن ظلت دور العبادة والمساجد فى التعاليم والشعائر الإسلامية مقدسة ولها حرمة فلا تقدم بها مسرحيات ولا تراتيل ولا غناء ولا موسيقى ولا صور ولا تماثيل كما فى الكنائس القبطية الشرقية أو الغربية والتى يوجد بها كل أنواع الفنون الدينية فى مخبرها وجوهرها.

. واليوم نجد تحولًا فى العديد من المفاهيم والقيم والطقوس، فقد ظهرت حديثًا فكرة عقد القران وكتابة الكتاب فى المساجد مع إمكانية وجود صالة أو ما يسمى دار للمناسبات يسمح فيها بتواجد أهل العروسين وتقديم مشروبات مأكولات كل هذا فى إطار طقس دينى يحترم حرمة المكان بداية من دار الإفتاء إلى الأزهر إلى المساجد الكبرى لآل البيت.. المريب والعجيب هو أن تتحول هذه الدور والصالات الملحقة بالمساجد إلى صالات للأفراح يرقص فيها من يريد وترتفع فيها أصوات الغناء الغث والرديء وإيقاعات المهرجانات والتغيب العقلى والوجدانى بدعوى أنها منفصلة عن المسجد وفى الواقع هى جزء أصيل من هذا المكان الذى تقام به الشعائر وتؤدى الصلوات ويرفع الآذان احترامًا وإجلالًا ندخله فى طهارة ونظافة بعد الوضوء بلا دنس أو رجس متوجهين إلى القبلة مسلمين وجوهنا وأرواحنا إلى المولى العزيز القدير....

وهل يعقل أن تتحول الأماكن الأثرية التى لها مكانة وقيمة تاريخية وثقافية إلى صالات تؤجر للأفراح والمناسبات من طهور إلى خطبة إلى اعياد ميلاد إلى قاعات عشاء وغناء وحفلات سمر وطرب وقد وصل الحال فى القلعة ومسجد محمد عليو قصر عابدين والمتحف الكبير أو متحف الحضارة الذى عقدت به حفلات غناء وزواج ومؤتمرات وندوات وهو لم يفتتح بعد، وكل ما تم به ليس له أى علاقة من قريب أو بعيد بالآثار والثقافة والهوية والتاريخ وكأنما هو قاعة فى فندق يتم تأجيرها لمن يدفع ولا يهم المحتوى ولا المضمون..

علينا أن نعيد تقييم هذه السخافات التى تسيئ إلى حاضرنا ومجتمعنا وديننا، فلا يجوز ولا يصح خلط الأوراق والمفاهيم وتبرير الخطأ وإيجاد سبل للاستمرار، فلا يصح ان يكون المسجد مستباحًا وان تقام به الأفراح والليالى الملاح من رقص وغناء ولا يمكن أن نؤجر تاريخنا وتراثنا للشاورما والكفتة والكباب ولا أن نستخف ونهين احترام العالم للآثار المصرية القديمة ونفتح أبواب المتاحف لحفلات المليونيرات ورجال الأعمال الذين يرغبون فى ممارسة طقوسهم الحياتية فى حضرة وجلال آثارنا العظيمة بلا مهابة وتقدير... هل يقيمون حفلات تعميد أو إكليل أو عرس فى متحف اللوفر وقصر فرساى أو كنيسة روما؟! توقير الاماكن المقدسة واحترام التاريخ والآثار هو الحفاظ على الهوية والدين والكرامة...

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فى الغرب

إقرأ أيضاً:

تشات جي بي تي في مأزق.. مجاملات مبالغ فيها

في الآونة الأخيرة، ومن خلال تحديث كان من المفترض أن يُحسن من توجيه المحادثات نحو نتائج مثمرة، كما ورد في ملاحظات الإصدار من OpenAI، كان ChatGPT يواجه مشكلة غير متوقعة. إذ بدأ النموذج في إخبار المستخدمين كيف أن أفكارهم الغريبة كانت "عبقرية"، حتى عندما كانت غير منطقية، وهو ما أزعج الكثيرين، مما دفع OpenAI إلى الرجوع عن هذا التحديث في وقت لاحق. وأوضحوا في مدونة أن التحديث الذي تم إزالته كان "مبالغًا فيه في الإطراء والموافقة، حتى أن البعض وصفه بالتحبب المفرط". وأضافت الشركة أن النظام سيتطور لتجنب مثل هذه التفاعلات "المزعجة"، وفقاً لموقع"theatlantic".


اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!



لكن المشكلة لم تقتصر على ChatGPT فقط. فقد أظهرت دراسة أجراها فريق من الباحثين في Anthropic عام 2023 أن هذه السمة ليست جديدة، بل هي سلوك عام للعديد من مساعدات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

فالنماذج الكبيرة أحيانًا تضحي بـ"الصدق" في سبيل موافقة آراء المستخدمين. ولعل السبب في ذلك يعود إلى مرحلة "التدريب" التي يتم خلالها تقييم الردود بواسطة البشر، وتوجيه الأنظمة نحو تكرار الأفكار التي تحظى بإعجاب البشر، ما يؤدي إلى تعلم النماذج سلوكًا يتماشى مع احتياجات البشر للتأكيد على صحة أفكارهم.



 

هل يتعلم الذكاء الاصطناعي من البشر

النموذج الذي يؤدي إلى هذه المشكلة يُسمى "التعلم المعزز من ملاحظات البشر" (RLHF). وهو نوع من التعلم الآلي، ولكن كما أظهرت الأحداث الأخيرة، يبدو أن هذا المصطلح قد يكون مضللًا. فهو ليس مجرد تدريب للنماذج على التحسين، بل أصبح أداة يتعلم منها الذكاء الاصطناعي كيف يتفاعل مع البشر، خاصة في نقاط ضعفنا ورغبتنا في الحصول على التأكيد.



هل الذكاء الاصطناعي أصبح مرآة لآرائنا؟


الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة يشبه إلى حد بعيد وسائل التواصل الاجتماعي. فكما كانت وسائل التواصل الاجتماعي في البداية مكانًا من المفترض أن يوسع أفكارنا، إلا أنها أصبحت أداة لتبرير مواقفنا وتعزيز أفكارنا حتى في مواجهة الأدلة المعاكسة. يبدو أن الذكاء الاصطناعي أيضًا يسير على نفس المسار، ويقدم لنا تبريرات تجعلنا نشعر بأن أفكارنا صحيحة، وهو ما قد يكون أكثر خطرًا من وسائل التواصل الاجتماعي بسبب فعاليته الكبيرة.


 

مساعد ذكي أم عقل معرفي

 

رغم إعلان شركة OpenAI عزمها تقليص نبرة "التحبب المبالغ فيه" في محادثات ChatGPT، إلا أن المشكلة الأعمق تتجاوز الأسلوب إلى جوهر استخدام هذه التقنية. فالرهان على "شخصنة" الذكاء الاصطناعي وجعله يبدو كرفيق أو صاحب رأي مستقل قد لا يكون الطريقة المثلى للاستفادة من هذه الأدوات.

وهنا تبرز رؤية الباحثة أليسون جوبنيك، المتخصصة في علم الإدراك، التي ترى أن النماذج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT لا يجب أن تُعامل كعقول ناشئة أو "شخصيات افتراضية" تُبدي آراءً أو تحاكي المشاعر. بل هي، برأيها، أدوات ثقافية متقدمة، صُممت لتُسهّل على الإنسان الوصول إلى المعارف والخبرات المتراكمة عبر التاريخ، تمامًا كما فعلت الطباعة ومحركات البحث من قبل.

اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يزداد عبقرية.. لكنه يُتقن الكذب

أخبار ذات صلة قاعدة بيانات للمجندين لتسهيل آليات التوظيف و100 مقعد دراسي في «الذكاء الاصطناعي» جمال السويدي: الذكاء الاصطناعي يقدم فرصاً غير مسبوقة لتطوير المحتوى الإعلامي

من دردشة سطحية إلى تواصل معرفي عميق


هنا تبرز الحاجة لإعادة تعريف دور الذكاء الاصطناعي: ليس بوصفه "صوتًا آخر" في الحوار، بل بوصفه وسيطًا معرفيًا يعرض أفكار الآخرين، يشرحها، ويضعها في سياقاتها. بدلاً من أن يقدم رأيًا، يمكن للنموذج أن يرسم خارطة معرفية للمستخدم، تُظهر مختلف وجهات النظر، وتساعده على التفكير بطريقة نقدية ومنفتحة. بهذه الطريقة، يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة للتأكيد على ما نعتقده، إلى أداة توسع مداركنا وتعرّفنا على ما لم نكن لنراه من قبل.



كيف نعيد تصور دور الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟


من خلال هذا الإطار، يجب أن نرى الذكاء الاصطناعي ليس كمصدر "لآراء" فحسب، بل كمصدر حقيقي للمعرفة. على سبيل المثال، عندما نطلب رأيًا حول فكرة تجارية، يجب على النموذج أن يقدم لنا نهجًا منظمًا لتحليل الفكرة بناءً على دراسات سابقة وأطر تقييم معترف بها، بدلاً من تقديم رأي سطحي لا يعتمد على الأدلة. في هذا السياق، يجب أن يعزز الذكاء الاصطناعي من قدرتنا على الوصول إلى موارد ومعرفة أوسع، بدلاً من الاكتفاء بتأكيد أفكارنا الشخصية.


 

 

توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي


يتعلق الأمر بتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي ليكون مصدرًا أوسع وأكثر تنوعًا للمعرفة. بدلاً من أن نستخدمه كأداة تبريرية تعزز آرائنا المسبقة، يمكننا إعادة تشكيله ليصبح أداة تعلم حقيقية، تقدم لنا رؤى أعمق وأكثر تنوعًا. هذه النقلة ستساهم في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا ومبنية على المعرفة الحقيقية. وفي النهاية، إذا تمكنا من تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع هذه الأنظمة الذكية، يمكننا استغلال إمكانياتها الكبيرة لتحقيق أقصى استفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة.



ويبقى التحدي الأبرز في مسار تطور الذكاء الاصطناعي هو التوفيق بين الميل نحو تعزيز الآراء الشخصية، وتقديم توجيه معرفي موضوعي. فإذا تمكّنا من تجاوز هذا الانحراف، وتوجيه هذه النماذج نحو أداء أكثر حيادية وعمقًا، فإن الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد أداة تفاعلية، بل منصة حقيقية لتعزيز الفهم البشري، وتوسيع آفاق المعرفة.


إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • تشات جي بي تي في مأزق.. مجاملات مبالغ فيها
  • الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا
  • أسامة نبيه قبل مواجهة غانا: الروح والإصرار سلاحنا للوصول إلى المونديال
  • كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة
  • انهيار بئر بأحد مزارع المنيا على شخص جارى استخراجه
  • حافة الهاوية.. تصدُّعات المكان والوجدان في صراع الهند وباكستان
  • بمشاركة 24 عارضا.. افتتاح معرض أوكازيون دمياط للأثاث ببولاق الدكرور
  • ولاد رزق 3 تصدر القائمة .. تركي آل الشيخ يعلن عن الأفلام الأعلى إيرادًا فى مصر
  • "صعيد مصر " تُحيي ذكرى تحرير سيناء تحت شعار "سيناء - المكان – والمكانة".. صور
  • «العقاقير الطبية».. تتحول لمحل بقالة ومشروع للتربح على حساب المواطن