منذ العام العام ١٩٥٦م لم يكن السودان مرة في مثل هذا الانقسام الداخلي، الفوضى السياسية، والضعف الدولي، البلبلة العامة والخوف الوجودي.
ومنذ العام ١٩٩٧م عند تنقيب البترول كانت موجات الهجرة، باختلاف أحجامها، من الخارج إلى السودان ، والآن أكبر موجة هجرة من السودان إلى الخارج، وبالمعايير النسبية، تشهد البلاد أسوأ حالة شلل اقتصادي.
للمرة الأولى منذ استقلال السودان يدور الجدل، بهذه الحدة وفي مثل هذه العلانية، حول الخوف على وجود السودان .
للمرة الأولى منذ العام ١٩٥٦م نرى الجهاز التنفيذي للدولة وقيادة الجيش جزر معزولة ، وكأنما هناك يد خفية خططت لكي تضع حواجز بين قيادة البلاد حتى تعجز عن أداء واجباتها بالكفاءة المطلوبة .
ترتبط حالة التفكك غير المسبوقة باسم رجل واحد “نرجسي يعدُّ نفسه منقذ للسودان “. وهو ملاحق من شعبه الذي ما زال صابراً على الخذلان، النزوح ، الجوع و أوضاعاً مأسوية ، بتهم التهاون في سيادة البلاد والتفريط في قوة الجيش .
ولم يسبق لحاكم غيره أن عزل السودان عن العالم كما فعل.
للمرة الأولى منذ ١٩٥٦م الخائف هو الشعب ، والخاسر هو الشعب ، والقيادة الطاغية لا تقدم للجيش السوداني خطوةً واحدةً.
صحيح أن الجيش يقاوم بدون اي مقومات ، ويقاتل رغم الحرب النفسية وخذلان القيادة ، وأنه حقق كثيراً من الانتصارات في ظل ظروف بائسة نعلمها جميعاً ، الجنود يفتقرون للملابس العسكرية والأحذية ، وحتى الضباط يحصلون على (الكاكي) من متاجر المهمات العسكرية ، اذاً كل الهزائم ناتجة عن أخطاء القيادة وليس أداء الجيش في الميدان .
صحيح أن الانقسام السوداني في مثل هذه الحال، من الفرص التاريخية التي ينتظرها أعداءنا ، و شيء مشين أكثر من أي وقت مضى، ولكنها كلمة حق لابد من قولها لله والتاريخ .
أكدت لي العديد من المصادر بمستويات مختلفة ، أنها أبلغت قيادة الجيش بمعلومات تحرك مرتزقة ” البيشي” و”كيكل” من جبل موية باتجاه سنجة عبر طريق خلوي ، ولكن لم تجد إذن صاغية .
الجيش السوداني مؤسسة تحكمها قوانين وأعراف ، والتراتيبة العسكرية هي صاحبة اليد العليا، صغار الضباط والجنود يؤدون أدواراً بطولية بميادين القتال ، يرتقي شهداء يومياً، وتضج المشافي بالجرحى ، الشعب دفع بابناءه للقتال بجانب الجيش في معركة التحرير الوطني ، ولكن ثمة من يضع العراقيل بقصد او بغير قصد أمام تقدم مشروع التحرير في مواجهة مشروع الاحتلال ..
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خام برنت يتجاوز 79 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 23 يناير
فيينا – تجاوزت أسعار عقود النفط الخام من نوع “برنت” لتسليم أغسطس 2025 مستوى 79 دولارا للبرميل لأول مرة منذ 23 يناير 2025 في بورصة لندن “آي سي إي”، وفقا لبيانات التداول.
وبحسب بيانات البورصة عند الساعة 18:09 بتوقيت موسكو، ارتفع سعر “برنت” بنسبة 3.85% ليصل إلى 79.01 دولار للبرميل.
وبحلول الساعة 18:14 بتوقيت موسكو، تباطأ صعود عقود “برنت” لتتداول عند 78.77 دولار (+3.54%)، بينما ارتفعت عقود النفط الخام من نوع “WTI” لتسليم أغسطس 2025 بنسبة 2.81% إلى 75.47 دولار للبرميل.
يأتي ذلك على خلفية تصاعد التوترات بتأثير الهجمات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمخاوف من مشاركة الولايات المتحدة فيها.
ويعتقد محللون أن التدخل المباشر من قبل الولايات المتحدة سيوسع نطاق الصراع، مما يعرض البنية التحتية للطاقة في المنطقة لخطر هجوم أكبر.
وقال محللون في شركة ING: “أكبر مخاوف سوق النفط من إغلاق مضيق هرمز”، وأضاف المحللون: “من خلال هذا المضيق يمر نحو ثلث تجارة النفط العالمية التي يتم شحنها بحرا. وأي انقطاع كبير في هذه التدفقات كافٍ لرفع الأسعار إلى 120 دولارا للبرميل.
وتعتبر إيران ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة أوبك للدول المصدرة للبترول، وتنتج طهران نحو 3.3 مليون برميل يوميا من النفط الخام.
المصدر: RT