بعد مناظرته ترامب.. أصوات ديمقراطية تتعالى ضد بايدن
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
بدأت شخصيات بارزة من معسكر الحزب الديمقراطي الأميركي اليوم الثلاثاء المطالبة علنيا بانسحابه الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي في منافسة نظيره الجمهوري دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
وكتب البرلماني الديمقراطي ممثل ولاية تكساس لويد دوغيت في بيان لوسائل الإعلام الأميركية "آمل أن يتخذ القرار الصعب والمؤلم بالانسحاب.
واعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي أنه من "المشروع" التساؤل حول الحالة الصحية للرئيس بايدن بعد المناظرة التي جمعته بمنافسه ترامب ووصف خلالها أداء بايدن بالكارثي.
وقالت بيلوسي -التي لا تزال تحظى بنفوذ واسع داخل حزبها- في تصريح تلفزيوني "أعتقد انه من المشروع أن نتساءل ما إذا كان هذا فصلا فقط أو أنها حالة دائمة"، في إشارة إلى المناظرة.
ومقابل هذه الشكوك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار اليوم الثلاثاء إن "لا ضرورة" لخضوع بايدن -الذي يثير وضعه الصحي الكثير من التساؤلات- لاختبار معرفي.
وشدّدت جان-بيار خلال مؤتمر صحافي على أن الرئيس الأميركي "يعرف كيف ينهض مجددا" في إشارة إلى المناظرة مع ترامب. كما شدّدت المتحدثة على أن الإدارة الأميركية لا تخفي أي معلومات في ما يتّصل بالحال الصحية لبايدن.
استطلاع رأيوأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة "سي إن إن" اليوم الثلاثاء أن 75% من الناخبين الذين استطلعت آراؤهم يعتبرون أن الحزب سيحظى بفرص أفضل في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل مع مرشح آخر غير بايدن، ما عزز قلق الديمقراطيين بشكل إضافي.
ونال ترامب 49% من نوايا التصويت على المستوى الوطني مقابل 43% لمنافسه، وهو فارق لم يتغير مقارنة مع آخر استطلاع مماثل أجري في أبريل/نيسان.
وستكون نائبة الرئيس كامالا هاريس في موقع أفضل من بايدن حيث نالت 45% مقابل 47% للرئيس الجمهوري السابق، مع هامش الخطأ في الاحصاءات.
كما أظهر استطلاع لـ"رويترز/إبسوس" انتهي اليوم الثلاثاء أن واحدا من بين كل ثلاثة ناخبين ديمقراطيين يرى أنه يتعين بايدن الانسحاب من انتخابات الرئاسة بعد المناظرة التي جمعته بترامب.
لكن لم يتفوق أي من كبار أعضاء الحزب الديمقراطي المنتخبين على بايدن في انتخابات افتراضية أمام ترامب، بحسب الاستطلاع.
وخلُص الاستطلاع الذي أجري على مدى يومين إلى أن ترامب (78 عاما) وبايدن (81 عاما) يحتفظان بدعم 40% من الناخبين المسجلين، مما يشير إلى أن بايدن لم يفقد شعبيته بعد المناظرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الیوم الثلاثاء
إقرأ أيضاً:
لقاء الناصرة.. دولة ديمقراطية واحدة على كامل فلسطين التاريخية
القدس المحتلة- بادرت حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية إلى تنظيم لقاء مفتوح للجمهور من المثقفين والمفكرين والأدباء من فلسطينيي 48، أمس السبت، في مدينة الناصرة في الجليل.
ويعد هذا اللقاء -الأول من نوعه- الذي تعقده الحملة داخل الخط الأخضر، في إطار توسيع دائرة الحوار المجتمعي حول رؤيتها السياسية ومشروعها التحرري.
وتسعى حملة الدولة الديمقراطية الواحدة، التي انطلقت في أوائل 2018 في مدينة حيفا بمبادرة من ناشطين ومثقفين وأكاديميين فلسطينيين ويهود، إلى تعزيز التعاون مع الأفراد والجماعات داخل فلسطين التاريخية وخارجها، بهدف دعم مشروع تحرري ووطني وإنساني يقوم على المساواة والعدالة.
وتعد الحملة مبادرة فلسطينية تهدف إلى إنهاء النظام الاستعماري الصهيوني، والدفع نحو إقامة دولة ديمقراطية واحدة على كامل أرض فلسطين التاريخية، تضمن العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتكفل العيش المشترك والمتساوي للفلسطينيين واليهود الإسرائيليين.
واستعرض اللقاء المفتوح إنجازات الحملة منذ تأسيسها، وناقش أبرز التحديات التي تواجهها، كما تطرق إلى ضرورة الانتقال من واقع الإبادة والتهجير إلى أفق الدولة الواحدة.
وتناول المتحدثون دور "المستوطن الرافض للاستعمار" في تفكيك البنى الكولونيالية للصهيونية، إضافة إلى تأثير انهيار أنظمة الأبارتايد تاريخيا على مستقبل إسرائيل والمنطقة، وعلى إمكان ترسيخ نموذج الدولة الواحدة، كما ناقش المشاركون دور القانون الدولي في دعم الرؤية الديمقراطية الشاملة، وكذلك الدور المركزي لفلسطينيي 48 في صياغة حل سياسي عادل وكامل.
وجاء اللقاء، الذي وثّقته الجزيرة نت، وسلّطت الضوء على أبرز محاوره، ليواكب النقاشات المتصاعدة عن خيار الدولة الواحدة في مقابل حل الدولتين، وليبحث في كيفية إمكان قبول هذا النموذج الجديد في ظل التحولات الفكرية والسياسية المتسارعة، ومع تزايد الحاجة إلى حلول تعالج جذور الصراع وتضمن الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني.
الدولة الواحدة
وقدّم أحد المبادرين والمؤسسين لمشروع حملة الدولة الديمقراطية الواحدة، عوض عبد الفتاح، رؤية شاملة عن خيار الدولة الواحدة الذي تتبناه الحملة، مقابل حل الدولتين الذي ترفضه إسرائيل رفضا قاطعا وأفشلته سياستها الاستعمارية.
إعلانويرى عبد الفتاح أن حل الدولتين ما عاد واقعيا ولا يمكن تطبيقه على الأرض، وعليه فإن مشروع الدولة الديمقراطية الواحدة أصبح يشكل طرحا سياسيا وأخلاقيا بديلا، خصوصا في ظل تعنّت إسرائيل ورفضها أي تسوية تنهي الصراع. وشدد على أن قبول الإسرائيليين بفكرة الدولة الواحدة ليس مسألة طوعية، بل نتيجة حتمية لمسار نضالي طويل.
وفي رده على سؤال الجزيرة نت، عن إمكانية قبول الإسرائيليين بهذا الحل وهم يرفضون حتى حل الدولتين، قال "لا يوجد شعب مستعمر يتنازل عن الامتيازات التي سلبها إلا تحت الضغط والإرغام. وتجربة جنوب أفريقيا مثال واضح على سقوط نظام الأبارتايد بالنضال والكفاح، وهذا هو الطريق الذي يجب أن يفرض في فلسطين التاريخية".
وأضاف أن التحولات العالمية وجيل الشباب الدولي لم يعد يتبنى الرواية الصهيونية، بل يظهر تضامنا واسعا مع الفلسطينيين ضد حرب الإبادة، ما يعزز حضور مشروع الدولة الواحدة كجزء من حركة عالمية.
وأشار عبد الفتاح إلى أن تيارات فلسطينية متعددة تبنّت خيار الدولة الواحدة، تختلف في شكلها ونظامها، لكنها تتفق على وحدة فلسطين من النهر إلى البحر، وحقوق الإنسان والمواطنة للجميع، وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين واستعادة أملاكهم.
من جانبها، أكدت الباحثة الفلسطينية في الاقتصاد السياسي، الدكتورة ليلى فرسخ، أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين أرادت وقف الحرب من أجل تحرير الأسرى، لكنها ما زالت داعمة لحرب الإبادة.
وترى فرسخ، وهي أيضا أستاذة العلوم السياسية بجامعة "ماساتشوستس" في بوسطن، أن الوقت أصبح مناسبا لمشروع الدولة الواحدة بعد إجهاض إسرائيل خيار الدولتين، موضحة أن الصراع دخل مرحلة جديدة لا تغيّر في طابع إسرائيل كدولة استعمارية.
وأشارت إلى أن حرب الإبادة على غزة أعادت الصراع إلى نقطة البداية، مشابهة لمربع الصراع الأول في نكبة 1948، لكن في سياق تاريخي مختلف عن تلك الحقبة، حيث تنكّر العالم آنذاك للشعب الفلسطيني وتعاطف مع اليهود ودفع نحو إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
وأوضحت أن الواقع الحالي بفلسطين التاريخية، يعكس دولة واحدة تمارس نظام أبرتايد واستعمارا وتطهيرا عرقيا وتمييزا عنصريا بحق الفلسطينيين، حيث تتحكم إسرائيل بكل الأرض.
ورأت أن التعاطف العالمي الحالي مع الفلسطينيين خلق فرصة حقيقية لتحقيق مشروع الدولة الواحدة، الذي أصبح أكثر واقعية من أي طروحات سابقة، ويُعد البديل الوحيد لتسوية الصراع وتفكيك المشروع الاستعماري والصهيوني.
من جهته، أوضح عالم الأنثروبولوجيا، جيف هالبر، الذي هاجر إلى فلسطين التاريخية كمستوطن بالضفة الغربية، أن السياسات الإسرائيلية الاستيطانية والاستعمارية فرضت الأمر الواقع في الضفة، وأقامت دولة المستوطنين، ما جعل حل الدولتين مجرد سراب وليس واقعا، وهو أمر يدركه العالم بأسره.
إعلانوأشار هالبر للجزيرة نت، أن هذا الواقع يفرض اليوم ضرورة وجود مشروع سياسي بديل، وهو الدولة الواحدة من البحر إلى النهر، الذي يمثل حلا شاملا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد أن مشروع الدولة الواحدة ينفي ويفكك المشروع الصهيوني الاستعماري كاملا، ويضمن حق اللاجئين في العودة، ويُعزّز إقامة دولة ديمقراطية مدنية تقوم على المساواة والعدالة لكل من يعيش في فلسطين التاريخية.
وأوضح هالبر، وهو رئيس لجنة مناهضة هدم المنازل في فلسطين، أن هذا المشروع يلبي التطلعات الوطنية للفلسطينيين، من حرية واستقلال وتحرر، ويعمل على إنهاء نظام الاستعمار والأبرتايد، ويضع أسسا لدولة واحدة تجمع بين الحقوق المدنية والسياسية لجميع سكان الأرض في تساوٍ.
يتعمد الاحتلال الإسرائيلي بناء مستوطناته غير القانونية في الضفة الغربية على التلال العالية بشكل دائري يحيط بالقرى والمدن الفلسطينية، وذلك بهدف الهيمنة على الفلسطينيين وتهديدهم، وتبدو تلك المستوطنات من بعيد مثل حصون القرون الوسطى.#وراء_كل_صورة_حكاية #الجزيرة_الوثائقية pic.twitter.com/XCrzVDDszK
— الجزيرة الوثائقية (@AljazeeraDoc) November 30, 2025
فرصة تاريخيةوذات الطرح تبناه المؤرخ الإسرائيلي المناهض للصهيونية، إيلان بابيه، "نعيش اليوم واقع الدولة الواحدة من البحر إلى النهر"، لكن هذه الدولة تحكمها إسرائيل كاملا وتستند إلى سياسات أبارتايد وإبادة وتطهير عرقي وتمييز عنصري، مبينا أن هذه الدولة لا ولن تقترح أي حل لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد بابيه للجزيرة نت، أن الواقع الحالي، وهو دولة واحدة قائمة على الأبرتايد، لا يمكن القبول به أو العيش فيه، لذلك تأتي أهمية حملة الدولة الواحدة، الهادفة لخلق واقع جديد بـ:
تفكيك دولة الأبرتايد. إلغاء الغبن التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني. ضمان حقه في تقرير مصيره.وأشار إلى أن هذا يتطلب تغييرا جذريا وانهيارا للنظام الاستعماري الإسرائيلي.
ويقسم بابيه إسرائيل إلى مرحلتين، إسرائيل القديمة، الديمقراطية والليبرالية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإسرائيل الجديدة أو "دولة يهودا والسامرة"، التي أسّسها المستوطنون بالضفة في ظل حرب الإبادة والتطهير العرقي.
وتمثل إسرائيل الجديدة أيديولوجية يهودية توراتية متطرفة، تعادي الفلسطينيين واليهود الليبراليين والعلمانيين، وتسعى إلى تطبيق أطماع تاريخية تتجاوز فلسطين التاريخية.
وأشار إلى أن "دولة يهودا" كانت في السابق هامشية داخل المجتمع الإسرائيلي، لكنها اليوم أصبحت أيديولوجية نشطة ومهيمنة، تسيطر على مقاليد الحكم، وتعيش على العنف واقتصاد الحرب، في حين إسرائيل القديمة تواجه الهزيمة.
ويعتقد بابيه أن هذا الواقع المتطرف يخلق فرصة تاريخية لمشروع حملة الدولة الواحدة كبديل ديمقراطي، يمكن ترويجه في الخطاب العالمي والتشبيك مع حركات التحرر العالمية، لدعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، كحق أخلاقي وإنساني ومبدئي.