ما سر تألق المغرب في عالم كرة القدم؟
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
بقلم: خلدون الشيخ
بعد ثمانية شهور على تألق المنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال قطر 2022، بعدما أصبح أول منتخب عربي وافريقي يصل الى نصف نهائي أكبر مسابقة منتخبات في العالم، فان منتخب السيدات سار على المنوال ذاته ليصبح أول منتخب عربي يشارك في نهائيات المونديال، بل ويتأهل الى الدور التالي عقب المفاجأة المدوية على حساب المنتخب الألماني المرشح القوي للقب، ليستمر التألق الرياضي المغربي في الساحتين القارية والعالمية، بمختلف الفئات السنية وأيضاً على صعيد الأندية.
وتمنّي سيدات المغرب النفس بترك بصمة تاريخية والذهاب بعيداً في العرس العالمي، فبعد تسلحهن بإنجازهن على أرضهن في نهائيات كأس أمم إفريقيا العام الماضي عندما بلغن المباراة النهائية وتأهلن إلى أولمبياد باريس 2024، ضمنت «لبؤات الأطلس» البقاء على مسار تشريف الكرة المغربية في أول مشاركة في المونديال. وللمفارقة، فإن المغربيات سيواجهن فرنسا في الدور المقبل الثلاثاء المقبل، في فرصة أخرى للثأر لـ«أسود الأطلس» الذين أقصاهم منتخب «الديوك» من نصف نهائي المونديال القطري.
هذا التألق المغربي قد يكون مفاجئاً لكثيرين، لكن لا شك أن وراءه الكثير من الاعداد والتخطيط والتطبيق السليم، بل والايمان العميق بالقدرات الذاتية على انتاج المواهب، على عكس الاعتماد في التألق على مواهب ولدت وترعرعت خارج المغرب، لهذا لم يكن الأمر مفاجئاً لكثيرين من المتابعين لهذه الخطوات، فقبل التألق المونديالي للرجال والسيدات، تبقى سنة 2022، مميزة في سجل الكرة المغربية، بعد النجاحات التي حققتها الأندية وكذلك المنتخبات في أهم المسابقات التي شاركت فيها والتي جعلت المغرب يتميز إثر هيمنته أفريقياً ثم التألق عالمياً. وأيضا بعد تألق فرقه المحلية، كنجاحات الوداد في دوري أبطال أفريقيا، وكذلك نهضة بركان في كأس الاتحاد الأفريقي، قبل أن يؤكد منتخب المغرب هذا التميز بحلوله رابعاً في المونديال، حيث كتب أفضل صفحة في سجل الكرة العربية وكذلك الأفريقية، حيث لم يسبقه أي منتخب إلى هذا الدور، ونحت هذه المسيرة البطولية على مرّ السنوات، ورغم أن بعض المنتخبات كتبت سابقاً صفحات مضيئة مثل نجاح منتخب تونس في تحقيق أول انتصار عربي وأفريقي في المونديال عام 1978، أو تألق الكاميرون التي بلغت ربع النهائي سابقاً، فإن منتخب المغرب جمع بين الأداء المقنع والنتائج المميزة.
كانت نسخة 2022 من دوري أبطال أفريقيا قوية بوصول أندية قوية إلى نصف النهائي، ولكن النهائي كان مختلفا، بعد كل ما رافقه من جدل بخصوص إقامة المباراة، ولكن في النهاية كان النجاح للوداد الذي استفاد من وجوده أمام جماهيره، لكن الحظ عانده في نهائي هذا العام، وأيضا أمام المنافس ذاته، الأهلي المصري. كما برز فريق نهضة بركان في السنوات الماضية بنجاحه في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي، وبات مختصا في هذه المسابقة إلى أن أكمل عقد نجاح المغاربة بحصوله على اللقب الموسم الماضي، وواجه الوداد في «السوبر» الأفريقي في واحدة من أكبر نجاحات الكرة المغربية في السنوات الماضية، بما أنه من النادر أن يلعب فريقان من بلد واحد في «السوبر»، والى جانب نجاح منتخبات فرق الخماسية والفئات السنية، وأيضا فريق السيدات، فان رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع قال في كلمة: «باسم مكونات الكرة المغربية نشكر الملك محمد السادس على العناية الخاصة التي يُحيط بها الرياضيين والشباب بصفة عامة. ما وصلت إليه الكرة المغربية اليوم هو نتيجة عمل متبصر وضع أسسه الملك». وأضاف: «الملك محمد السادس منذ أكثر من 10 سنوات أشرف وشيد ومول مشروع أكاديمية محمد السادس التي أصبحنا اليوم نجني ثمارها، بعد تألق بعض اللاعبين داخل المنتخب الأول من خريجي الأكاديمية جاء الدور على منتخب أقل من 17 سنة»، وكان ذلك بعد الإنجاز القاري الأخير ببلوغ نهائي كأس إفريقيا في الجزائر، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم لهذه الفئة. وأكمل لقجع في كشف سر هذا التألق غير المسبوق لكرة القدم العربية: «يُعتبر هذا المشروع العمود الفقري والهيكل الأساسي لتطوير الكرة الوطنية، وما وصلنا إليه اليوم هو جزء صغير مما نسعى إليه، وهذا اعتراف بسيط تُجاه رؤية ملكية وثورة رياضية يقودها الملك العظيم محمد السادس لشعب عظيم حضارته تمتد لأكثر من 12 قرنا».
قد يكون الامر مجرد شكر وعرفان فيه قدر كبير من المجاملة، باهتمام الملك، لكن هذا ربما يكون مؤشراً كافياً لمعرفة ان الأمر الملكي يقود الى الالتزام في السير في طريق صعب، وبانشاء الأكاديمية في عام 2009 في مدينة سلا، فان الهدف الأساسي كان اكتشاف المواهب الكروية ومساعدة لاعبي كرة القدم على الوصول إلى هدفهم واللعب في دوري احترافي، وبالتالي خدمة المملكة بتكوين منتخبات قوية تشرف البلاد في المحافل العالمية، وهو بالضبط ما حدث في العامين الأخيرين، أي أنه بعد نحو عشر سنوات من تأسيس هذه الأكاديمية بدأنا نرى الثمار، ورفع المغاربة رؤوسهم عالية في أكبر المحافل العالمية… مبروك «لبؤات أطلس».
كاتب فلسطيني، عن القدس العربي
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الکرة المغربیة محمد السادس
إقرأ أيضاً:
الكاف يفتح تحقيقا بشأن منتخب الجزائر للسيدات.. هل تعمد اخفاء شعار المغرب؟
قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" فتح تحقيق بشأن منتخب الجزائر للسيدات، على خلفية مزاعم بارتكاب مخالفات لأنظمة ولوائح "الكاف"، خلال كأس أمم أفريقيا للسيدات المغرب 2024، الجارية حاليا.
وقال الاتحاد الأفريقي عبر موقع الرسمي إنه "لن يُدلي بأي تعليق إضافي بشأن هذه المسألة، إلى حين الانتهاء من الإجراءات.
وانطلقت بطولة أمم أفريقيا للسيدات في الخامس من تموز / يوليو الجاري وتستمر حتى 26 من الشهر ذاته، وتقام مباريات البطولة في ست مدن مغربية بمشاركة 12 منتخبا إفريقيا من بينها منتخب الجزائر.
ولم تمضِ سوى أيام قليلة على البطولة حتى اندلع جدل إعلامي واسع بعدما اتهمت تقارير مغربية الجزائر بمحاولة طمس شعارات البطولة وفي مقدمتها اسم الدولة المنظمة المغرب.
وبحسب تقارير صحفية مغربية فإن الاتحاد الجزائري قام بتعديل شعار البطولة على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه تم حذف عبارة "المغرب 2024" (2024 لأن البطولة كان من المفروض أن تقام في العام الماضي) من العديد من الصور المستخدمة، خصوصا تلك التي تظهر في الخلفيات خلال الإعلان عن قائمة المنتخب الجزائري.
قائمة المنتخب الوطني للسيدات الخاصة بنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة
#LesVertes | #123VivaLAlgérie???????? pic.twitter.com/jVM6RKzGhi
كما قامت وسائل إعلام جزائرية رسمية بالتعديل على فيديو الندوة الصحفية التي نظمها مدرب المنتخب الجزائري، فريد بن ستيتي، وحذف شعار الخطوط الملكية المغربية، كراع رسمي للبطولة من الخلفية، وتم استبداله بشعار شركة أخرى هي "توتال إنرجيز" .
Incroyable.
Si vous observez bien le logo « Total Energies » en haut à droite (à gauche du logo TV2 Algérie ????????), vous constaterez que celui-ci est rajouté au montage, afin de cacher le logo de la Royal Air Maroc ????????.
À 0:16, on constate également une anomalie. pic.twitter.com/9t8jritn3w
ولم يصدر أي موقف رسمي من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" بشأن هذه الاتهامات الموجهة للاتحاد الجزائري وللأعلام الرسمي في البلد.
كما أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم أو وزارة الإعلام الجزائرية لم يردا بشكل رسمي حول هذه الادعاءات ، مما ترك المجال مفتوحا أمام المزيد من النقاشات والتفسيرات، خاصة مع وجود مشاكل سياسية بين الجزائر والمغرب.