بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لسنا مغالين إذا قلنا إن العرب من اكثر الشعوب خصومة لأنفسهم، ومن أكثر الشعوب بغضا لبعضهم البعض. وهذه هي الحقيقة المرة التي لن يجرؤ على قولها أحد. فبصرف النظر عما يقوله الشعراء والخطباء والسياسيون عن التآخي والتلاحم والانسجام الوطني، يبقى التنافر والتناحر متجذرا في أوساطنا على وجه العموم، ثم جاءت الفضائيات ومواقع التواصل لتغذي النعرات، وتعمق الخلافات، وتشجع العداوات.
في العراق كانت لدينا وزارة للمصالحة الوطنية، يترأسها: عامر حسان الخزاعي (وهو طبيب)، وفي سوريا كانت لديهم وزارة للمصالحة الوطنية يترأسها: علي حيدر (وهو طبيب أيضاً) اما لماذا اختاروا الأطباء لهذه المهمة. لا ادري ؟. لكن تلك الوزارات لم تنجح في ترميم نسيجنا الممزق، وفشلت في إعادة الثقة إلى نفوس المواطنين، وعجزت عن ترسيخ سيادة القانون والعدالة الانتقالية. .
وحتى لا نذهب بعيدا دعونا نتحدث عن حملات التحريض والتشتيت والكراهية التي تمولها، أو تفتعلها الفضائيات وفي مقدمتها قناة (الشرقية)، التي ما انفكت تمارس استخفافها بأبناء الجنوب في مسلسلاتها وبرامجها، وتتعمد إظهار الجنوبي بمظهر الساذج والمغفل والجاهل والمتخلف في معظم سيناريوهاتها المعدة لهذا الغرض. وربما شاهدتم الحلقة التي عرضها (مجيد السامرائي) في برنامجه (أطراف الحديث) في حلقة خصصها للانتقاص من عروبة سكان الأهوار. .
قد يطول بنا المقام لاستعراض الحملات التي تبنتها القنوات العراقية الأخرى في غرس بذور الحقد والكراهية بين صفوف الشعب الواحد، على الرغم من انها تعلم علم اليقين ان ابناء المحافظات ليسوا على وفاق في التعامل مع بعضهم البعض. احيانا يعبّرون عن استخفافهم بالآخر بصيغة نكتة، أو على شكل مزحة أو طرفة. .
وخير مثال على توسع هذه الثغرات بين صفوف الجماهير هي مباريات كرة القدم بين نوادي المحافظات، بل بين نوادي المحافظة الواحدة، لأنك عندما تحضر لقاءات نوادي الزوراء والجوية في بغداد، تشعر انك وسط معركة تسقيطية بين عدوين لدودين لا ينتميان إلى هذا البلد. هتافات وأهازيج مشحونة بالشتائم والألفاظ الجارحة. . وتجد هذا التنافر بين طلاب الأقسام الداخلية في المعاهد والجامعات، احدهما يلمز الآخر ويتنابز معه بدوافع موروثة. .
لا نريد التعمق في متاهات هذا التنافر المستشري في معظم البلدان العربية. وربما كانت ليبيا والجزائر في طليعة البلدان التي انبرت منذ عام 1991 لمحاربة هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة. لكن المشكلة تكمن في فشل منظمات المجتمع المدني، وفي همجية الكيانات السياسية التي ظل قادتها متمسكين بإعلاء شأن قراهم وعشائرهم وابناء عمومتهم، والانتقاص من ابناء القرى البعيدة عن مصدر القرار. .
اذكر ان (ساطع الحصري) كتب في مذكراته، وكان وزيرا للمعارف في الحقبة الملكية: انه لم ينم ليله عندما طلبوا منه إنشاء معهد للمعلمين في الموصل ومعهد آخر في ذي قار. . يقول الحصري: انه كان ضد فكرة تعليم ابناء الشمال وابناء الجنوب، لأنهم في نظره ينتمون إلى مجتمعات فلاحية تنحصر وظيفتها في توفير غلة الصيف وغلة الشتاء لسكان فالعاصمة بغداد وضواحيها. .
هكذا كان يفكر معظم قادة العراق، وهكذا ظلت هذه المعتقدات المناطقية راسخة في عقولهم وفي نفوسهم حتى يومنا هذا. .
ولله في خلقه شؤون. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
شتاء 2025 دافئ.. ”الأرصاد“ يتوقع أمطاراً غزيرة جدًا على 6 مناطق
كشف المركز الوطني للأرصاد عن توقعاته المناخية للربع الأخير من عام 2025، مشيراً إلى احتمالية أن تشهد معظم مناطق المملكة أجواءً أكثر دفئاً من المعتاد، مع فرصة لهطول أمطار تصنف بأنها ”غزيرة إلى غزيرة جداً“ خلال شهري نوفمبر وديسمبر على أجزاء واسعة من البلاد.
واستناداً إلى مخرجات نماذج التوقعات المناخية طويلة المدى، يتوقع التقرير أن يرتفع متوسط درجة الحرارة السطحية عن المعدل الطبيعي في معظم أنحاء المملكة خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر.
أخبار متعلقة بينها أمطار غزيرة على الشرقية.. توقعات طقس السعودية حتى نهاية 2025طقس الأحد.. تنبيه من أمطار رعدية ورياح وغبار على 10 مناطقطقس الجمعة.. تنبيه من أمطار وضباب على أجزاء من 6 مناطقويصل هذا الارتفاع إلى حوالي 1,5 درجة مئوية في أجزاء من منطقتي تبوك والمدينة المنورة، بينما يُتوقع أن تكون درجات الحرارة حول معدلاتها الطبيعية في أجزاء من مناطق عسير ونجران ومكة المكرمة والرياض.
وفيما يتعلق بهطول الأمطار، يبدأ الربع الأخير من العام بشهر أكتوبر الذي يُتوقع أن يشهد هطول أمطار حول المعدل الطبيعي على معظم المناطق. إلا أن التوقعات تشير إلى تغير ملحوظ في شهر نوفمبر، حيث من المحتمل أن تكون الأمطار أقل من معدلها الطبيعي على غالبية المناطق، باستثناء منطقة جازان وأجزاء من مناطق عسير ونجران والرياض والشرقية التي قد تشهد هطول أمطار حول معدلاتها توصف بالغزيرة إلى الغزيرة جداً. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ”الأرصاد“ يتوقع أمطاراً غزيرة جدًا على 6 مناطق
الأمطار في ديسمبر
وتستمر فرصة الأمطار الغزيرة في ديسمبر، إذ تشير التوقعات الاحتمالية إلى هطول أمطار أعلى من المعدل الطبيعي على أجزاء من مناطق مكة المكرمة، المدينة المنورة، القصيم، حائل، الرياض، الشرقية، الجوف، والحدود الشمالية. وألمح التقرير إلى أن هذه الحالات المطرية قد تبدأ في النصف الثاني من شهر نوفمبر.
متابعة مستمرة
وأكد المركز في تقريره على ضرورة المتابعة المستمرة للتوقعات قصيرة المدى والإنذارات المبكرة التي يصدرها، نظراً لاحتمالية تكون حالات مطرية غير اعتيادية قد لا تظهر بدقة في النماذج المناخية طويلة المدى.
وتأتي هذه التوقعات في سياق تحليل شامل يعتمد على بيانات مناخية مرجعية تمتد من عام 1991 إلى 2020، إلى جانب دراسة مؤشرات مناخية عالمية مؤثرة مثل ظاهرة ”النينو“ ومؤشر المحيط الهندي ثنائي القطب.