بوابة الوفد:
2025-10-15@19:11:26 GMT

فن.. التيك توك!

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

إذا تركت نفسك براحتها يمكن أن تجلس ساعة واثنتين وثلاثا وربما أكثر وأنت تشاهد مقاطع فيديو على تطبيق التيك توك.. وبعد كل هذا الوقت تشعر أنك استفدت من شيء واحد فقط بعد مشاهدة عشرات الفيديوهات أنك ضيعت كل هذا الوقت من عمرك بلا فائدة!

ومع ذلك.. معظم صناع المحتوى على التيك توك، ناس تحاول أن تعبر عن نفسها وهذا حقها، ويبدو الشكل العام للتطبيق إنه أهم منصة رقمية للحريات.

. حرية الفكر والتفكير والترويج والتسويق والتعبير بالغناء والرقص والتمثيل.. ومن ضمن هذه الحريات حريتك انت كمتلقٍّ فى روية هذه المقاطع إذا أعجبتك أو عدم رؤيتها إذ لم تعجبك!

والواقع أن هذه الحرية غير حقيقية لغياب حرية الاختيار.. فقد باتت المنصات الرقمية من أول اليوتيوب إلى الفيسبوك وإكس تويتر سابقًا.. وحتى التيك توك، تحاصرك أينما ذهبت، وكلما توهمت أنك نجوت منها بالهروب إلى الفن الحقيقى تجده تحول معظمه، شكلا ومضمونًا مثل الذى تراه على هذه المنصات!

ووصل الأمر إلى أن الفنانين المبدعين ونجوم السينما والغناء الذى كان الجمهور يراهم قبل ذلك فى برج عاجى وبمفردهم تحت الأضواء نزلوا الشارع وأصبحوا ينافسون جمهورهم فى صناعة المحتوى على المنصات الرقمية.. ولذلك من العادى أن نرى هذه الأيام النجوم والجمهور وهم يتبادلون الصفعات واللكمات فى الحفلات والشوارع!

كنت، وما زلت، على يقين أن سبب موت عبدالحليم حافظ، كان نابعا من داخله، وليس من مرض الكبد فقط.. وقد مات فعليًا يوم أن تجرأ الجمهور الجديد عليه فى حفلته الشهيرة التى غنى فيها أغنيته الأخيرة قارئة الفنجان.. وهذا الجمهور الذى ظهر فى أواخر السبعينيات مع الانفتاح الاقتصادى والفراخ الفاسدة والشيبسى، لم يكن يناسبه ما يقدمه صوت عبدالحليم من غناء وبألحان العبقرى محمد الموجى وأشعار النادر نزار قبانى.. هو يريد أن يرقص على منولوجات عدوية وكتكوت الامير!

ونفس الشيء يمكن أن تقوله على أم كلثوم وصلاح جاهين.. وتقريبًا كل جيل المبدعين الكبار معظمهم مات فنيًا وواقعيًا فى نهاية السبعينيات، حتى ولو عاش بعضهم إلى نهاية الألفية الثانية!

صحيح.. كل عصر له نجومه وأبطاله، وكل زمن وله جماله، ولا شيء اسمه الزمن الجميل عندما نتحدث عن الزمن الماضى، فهذا الزمن كان فيه كذلك ما هو أسوأ.. ويوجد فى الزمن الحالى ما هو أجمل بكثير من الزمن الماضى الذى يقولون عنه «الجميل»!

والمشكلة الحقيقية، على ما اعتقد، أن تقنيات وتكنولوجيا الزمن الحالى هى التى تتحكم فى أفكار وعقول ورغبات وعواطف البشر.. وأن مخاوف العلماء والخبراء من سيطرة الذكاء الاصطناعى على العالم ليس معناه سيطرة الآلات والروبوتات ولكن مخاوفهم من سلب حرية الاختيار من البشر وتحويلهم إلى مجرد الآت يتم تغذيتها بالأفكار والعواطف المعلبة الجاهزة والموجهة لنمط معيشى وأسلوب حياة معين وتعليبهم كسلع تباع وتشترى على نواصى شوارع المنصات الرقمية مثل التيك توك والفيسبوك!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الناصية مقاطع فيديو تطبيق التيك توك صناع المحتوى التیک توک

إقرأ أيضاً:

قمة شرم الشيخ.. ترامب يحول السياسة إلى عرض ستاند أب كوميدى عالمي

جمال ميلونى يخطف الانظار.. وستارمر محرج.. وسلام استعراضى مع ماكرون

 

فى قمة كان ييفترض أن تسجل فى التاريخ كمنعطف سياسى يفتح أبواب الأمل لسلام الشرق الأوسط، تحولت أجواء شرم الشيخ إلى ما يشبه مسرحا مفتوحا للكوميديا السياسية بطلُه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. الرجل الذى لا يعرف البروتوكول طريقا دخل القاعة ومعه حقيبة كاملة من المواقف الساخرة والمحرجة والطريفة، لتتحول الجلسات من نقاشات جادة إلى عرض حى يختلط فيه الضحك بالدهشة والحرج.

منذ اللحظة الأولى، خطف ترامب الكاميرات بلقطة عفوية مع الرئيس عبد الفتاح السيسى. فقد مد السيسى يده لمصافحته، لكن ترامب كان منشغلا بالتصوير والعدسات، ثم جلس على الكرسى خلفه من دون أن ينتبه لليد الممدودة. وبعد دقائق، حاول ترامب مصافحة السيسى بينما كانا جالسين متجاورين، لكن السيسى هذه المرة هو من لم ينتبه، قبل أن يدرك الموقف بسرعة ويبتسم وهو يرد التحية. المشهد، الذى امتلأ بالحرج والضحك معا، كان افتتاحية العرض الكوميدى الذى سيستمر حتى نهاية القمة.

ولم يترك ترامب مؤتمر التوقيع على وقف إطلاق النار يمر من دون بصمته المعتادة. ففى لحظة وصفت بأنها «خارج النص»، وجّه مزحة لرئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلونى قائلا: «فى أمريكا لا يمكنك أن تقول إنها جميلة، لأن هذا قد ينهى مستقبلك السياسى، لكنها بالفعل سيدة جميلة». العبارة سرعان ما تصدرت العناوين، واشتعلت بها وسائل الإعلام، لتضيف لمسة جديدة من الجدل وسط أجواء يُفترض أنها رسمية.

المفاجآت لم تتوقف. فعندما وقف أمام القادة متسائلا يصوت مرتفع: «أين المملكة المتحدة؟ أين أصدقاؤنا؟»، وجد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر نفسه مضطرا لرفع يده وسط الزحام ليشير إلى مكانه. دعاه ترامب للتقدم نحوه، ثم سأله بابتسامة: «هل كل شيء على ما يرام؟ من الجيد أنك هنا». لكن ما بدا كلمسة ودية تحول إلى موقف محرج، بعدما تجاهله ترامب فجأة وعاد لمتابعة خطابه، تاركا ستارمر واقفا فى العراء قبل أن يعود لمكانه مرتبكا.

وبينما ضحك الحضور من هذه المفارقات، تكررت عادة ترامب الشهيرة فى المصافحة، وهذه المرة مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. فقد أمسك ترامب بيد ماكرون لفترة أطول من اللازم، ثم ضغط عليها بقوة أمام عدسات الكاميرات، بينما بدا على الرئيس الفرنسى مزيج من الاستغراب والانزعاج. وكأن ترامب يبعث رسالة مفادها أن حتى المصافحة معه لا تخلو من استعراض للقوة.

أما الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، فقد كان بطل اللحظة التالية من الكوميديا الترامبية. خلال التقاط صورة جماعية، أشار ترامب إليه ضاحكا وهو يقول: «كثير جدا من النقود.. نقود بلا حدود لا تنتهي!» لتعلو الضحكات من حولهما، ويرد الشيخ منصور بابتسامة ودية، لكن الجملة ظلت عالقة كواحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل فى القمة.

وفى زاوية أخرى، رصدت الكاميرات حوار جانبيا طريفا جمع ترامب بالرئيس الإندونيسى برابوو سوبيانتو. التقطت الميكروفونات صوت سوبيانتو وهو يقول مبتسما «هل يمكن أن أقابل إريك؟» فى إشارة إلى نجل ترامب. فرد الرئيس الأمريكى ضاحكا: «سأطلب من إريك الاتصال بك.. إنه شاب طيب». ثم تبادل الاثنان جملة متكررة بشكل كوميدي: «سوف تبحث عن مكان أفضل»، «سأطلب من إريك الاتصال بك». الميكروفون التقط كل شيء، وسرعان ما تحولت الدردشة العفوية إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام التى وصفتها بأنها «لحظة محرجة بطابع هزلي».

ولم يسلم رئيس وزراء كندا مارك كارنى من نكات ترامب. ففى أثناء حديث جانبى بعد إعلان وقف إطلاق النار، ناداه ترامب بلقب «سيادة الرئيس». فابتسم كارنى وقال مازحا: «سعيد أنك رقيتنى إلى منصب الرئيس». ليجيب ترامب بسرعة: «على الأقل لم أقل الملك!» لتنفجر الضحكات فى القاعة. لكن السخرية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ توجه ترامب لاحقا إلى ذكر جاستن ترودو، الذى ترك منصبه قبل شهور، ساخرًا من مواقفه القديمة معه، وهو ما أشعل موجة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى.

ولعل أكثر المواقف تداولًا على الإنترنت كانت اللقطة التى جمعت بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء الإيطالية ميلونى، حين صافحها بحرارة قائلًا: «رأيتك وأنت تنزلين من الطائرة. كنت تبدين رائعة، لكن عليك أن تتوقفى عن التدخين». العبارة بدت ودية لكنها فتحت الباب لسيل من التعليقات الساخرة، خاصة أنها جاءت بعد دقائق من تعليق ترامب عن جمال ميلونى.

مقالات مشابهة

  • ده ابننا!
  • التحفظ هو الرد!
  • قمة شرم الشيخ.. ترامب يحول السياسة إلى عرض ستاند أب كوميدى عالمي
  • السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!
  • جهد كبير
  • باكستان: حرية الفلسطينيين ورخاؤهم من أولوياتنا الرئيسية
  • مصر تصنع السلام
  • “الديمقراطية” تهنئ الأسرى الفلسطينيين المحررين وتؤكد أن حرية الأسرى جزء من حرية الوطن
  • شيخ الأزهر: لا حرية في الإساءة للمقدسات الدينية
  • شيخ الأزهر للسفير السويدي: لا حرية في الإساءة للمقدسات الدينية