التصنيع الزراعى ودوره الحيوى فى التنمية الاقتصادية
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
التصنيع الزراعى هو أحد التقنيات العلمية التى تسعى لتعظيم القيمة الاقتصادية للحاصلات الزراعية، بما يمثل قيمة مضافة للمنتج النهائى، من خلال اتباع الطرق، والأساليب العلمية لتوفير الغذاء من إنتاج الأراضى الزراعية، واتباع الآليات الصحيحة لحفظ المحاصيل ما بعد الحصاد فى سبيل الوصول لتقليل معدل الهدر، ونسب الفاقد لأقل مستوياتها.
يقوم التصنيع الزراعى على دور حيوى فى التنمية الاقتصادية الشاملة من خلال تأثيرها الإيجابى على الأمن الغذائى والتقليل من حدة الفقر من خلال رفع القيمة المضافة، وخفض فاقد الحاصلات الزراعية وتوفير فرص العمل، وخلق أنشطة مولدة للدخول فى المناطق الريفية التى ترتفع فيها مستويات الفقر والبطالة، فضلاً عن تنفيذ سياسة إحلال الواردات وزيادة الصادرات، بالإضافة إلى تقليل الآثار الناتجة عن تقلبات الأسعار الزراعية نظرًا لتمتع السلع الزراعية المصنعة بدرجات من الاستقرار السعرى تفوق المنتجات الزراعية الخام غير المصنعة، وتتمتع مصر بمزايا نسبية عديدة فى إنتاج الكثير من الحاصلات الزراعية، بالإضافة إلى تمتعها بشراكات تجارية، وقرب جغرافى من الأسواق المستوردة للمنتجات الغذائية المصنعة كالاتحاد الأوروبى، فإن ارتفاع الطلب على المنتجات الغذائية المصنعة، والتى يستهلك أكثر من ثلثيها فى الدول المتقدمة عالية الدخول، يفتح فرصًا تصديرية أمام منتجاتنا الزراعية المصنعة فى هذه الأسواق، وتجعل من التصنيع الزراعى آلية ممكنة ومحورًا يمكن أن ترتكز عليه إستراتيجيات التصنيع والتنمية الزراعية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويساهم قطاع الصناعات الغذائية الزراعية فى مصر بنحو 7% من الناتج المحلى الإجمالى، كما أن الصادرات الغذائية المصنعة تمثل نحو 14% من صادراتنا غير البترولية، ومن خلال العديد من الدراسات، والتقرير يتضح ارتفاع فاقد الإنتاج الزراعى فى مصر خلال سلسلة القيمة الزراعية بداية بعمليات الإنتاج مرورًا بالحصاد وعمليات ما بعد الحصاد وانتهاء بعمليات التسويق والاستهلاك، كما يتضح أن قيمة الفاقد الزراعى فى مصر تبلغ نحو 10 مليارات جنيه سنويًا، حيث تصل نسبة الفاقد فى بعض الحاصلات الزراعية إلى نحو 40%، بالإضافة إلى أن هذه الفواقد تمثل ما يزيد عن مليار متر مكعب من المياه سنويًا، ويتضح من ذلك الخسائر الاقتصادية الهائلة والإهدار الصريح للإنتاج الغذائى والموارد المائية، وعلى الرغم من الفجوة الغذائية التى تتزايد بسبب النمو السكانى وقيود الموارد المائية والأرضية المتزايدة التى تؤدى إلى الاعتماد على الاستيراد من الأسواق الدولية لتلبية الاحتياجات الغذائية، وفى ظل التغيرات المناخية، والبيئية والتى من المتوقع أن تتزايد حدتها وآثارها السلبية على الإنتاج الزراعى، والإنتاجية خلال العقود المقبلة.
وبالتالى أصبحت هناك ضرورة ملحة أكثر للتصنيع الزراعى من أى وقت مضى للحد من الفاقد الغذائى، وهدر الموارد المائية بل وخيار حتمي تفرضه مقتضيات الأمن الغذائى الذى يمثل ركيزة الاستقرار الاقتصادى، وبالتالى لا بد من خلق آليات لتعظيم الاستفادة من إمكانيات الصناعات الغذائية الزراعية، والتأكيد على أن هناك حاجة ملحة لأن تتسع رؤية صانعى القرار، ومخططى إستراتيجيات الصناعة لتتخطى المفهوم التقليدى للتصنيع، لتأخذ فى الاعتبار إدماج الزراعة فى إستراتيجيات التصنيع، وتتضمن خريطة استثمارية لإمكانيات التصنيع الزراعى الظاهرة، والكامنة وآليات محددة تزيل المعوقات التى تواجه الإنتاج والتصنيع الزراعى.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التصنیع الزراعى من خلال
إقرأ أيضاً:
يدعم إنتاج التقنية العالية.. إطلاق مركز التصنيع المتقدم في الرياض
البلاد – الرياض
دشن نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة المهندس خليل بن إبراهيم بن سلمة، أمس ، مركزَ التصنيع والإنتاج المتقدم، الذي يستهدف تمكين أحدث تقنيات التصنيع المتقدمة لتعزيز التحول الصناعي في المملكة، ورفع مستوى تنافسية الصناعة السعودية إقليميًا وعالميًا.
وأكد في كلمته الافتتاحية أن إطلاق المركز يأتي تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، والإستراتيجية الوطنية للصناعة، الهادفة إلى تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة تسهم في تأمين سلاسل الإمداد العالمية، وتُصدّر المنتجات عالية التقنية إلى مختلف أنحاء العالم. حضر حفل التدشين الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور مُنير الدسوقي، والمشرف العام على هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار محمد العتيبي، والرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية المهندس ماجد العرقوبي، والرئيس التنفيذي لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية المهندس سليمان المزروع، ورؤساء كبرى الشركات الصناعية ومزودي الخدمات التقنية. وشهد الحفل تكريم عشرة مصانع ملتزمة بتحقيق معايير مبادرة “المنارات الصناعية” ، وتخريج دفعة من الأكاديمية الوطنية للصناعة.