فطر النمل الأبيض ينتشر في جبال ظفار فترة الخريف
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
تتمتع سلطنة عُمان بتعدد بيئاتها، وهذا التنوع في الطبيعة جعلها تنفرد وتزخر بالتنوع الأحيائي النباتي والفطري، خصوصًا في محافظة ظفار. وتنتشر أنواع عديدة من الفطر في سهول وجبال ظفار فترة موسم الخريف لتوفر البيئة المناسبة لهذه الأنواع من الفطر، ومنها فطر النمل الأبيض (القنبأ) محليًا، وهو الصالح للأكل.
وقال علي بن سالم عكعاك، أخصائي نظم بيئية بالمديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار: إن فطر النمل الأبيض بمحافظة ظفار من أكثر أنواع الفطريات في سهول ظفار، وله عناصر غذائية، حيث إنه مصدر غني بالألياف الغذائية والبروتينات والفيتامينات، ويحتوي على كميات كبيرة من المعادن ومضادات الأكسدة، حيث تم وصفه علميًا لأول مرة باسم (فطر النمل الأبيض) من قبل عالم الفطريات البريطاني مايلز جوزيف بيركلي في عام 1847م.
وأضاف أخصائي نظم بيئية بالمديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار: إن فطر النمل الأبيض ينمو في جبال محافظة ظفار فترة الخريف وينتشر من منطقة طوي اعتبر شرقًا إلى منطقة صرفيت غربًا حيث يتواجد في المناطق المتأثرة بأمطار الخريف ويوصف أنه سميك، دهني، أبيض حريري، هش، طازج، لذيذ ومغذي كما أنه يستخدم في الطب التقليدي لعدة أغراض، بما في ذلك تقوية جهاز المناعة، وتغذية الدم، والوقاية البدنية وقد جرت عدة محاولات لزراعته في المختبرات تحت ظروف مختلفة من درجات الحرارة ودرجات الرطوبة ومصادر مختلفة من الكربون والنيتروجين لاكتشاف متطلباته ولم ينجح حتى الآن استزراعه تجاريًا.
وأشار أن فطر النمل الأبيض يصل طوله إلى 25 سم ومنتفخ بالقرب من قاعدته لتشكل بقايا الحجاب حلقة بالقرب من الجزء العلوي من الساق ويكون الغطاء مخروطيًا في البداية ثم يصبح عظميًا (مع سنام مركزي) عند فتحته ويتسطح بمرور الوقت، وأحيانًا ينقسم عند الأطراف ومن السهل تقشير جلد الغطاء والذي يتنوع بين اللون الأبيض أو الأسمر الشاحب مع مركز داكن وخياشيم لبوقية بيضاء وسيقان بيضاء والمطبوعات البوغية ذات لون وردي غامق.
وأوضح عكعاك أن فطر النمل الأبيض تستخدمه أنواع النمل الأبيض حيث يوجد بينها تكافل وتعايش في مستعمراتها الطينية التي تعشش تحت الأرض (وتسمى أيضًا أمشاط)، ويجمع النمل الأبيض الأعواد والبذور والأوراق المتساقطة وغيرها من بقايا الأعواد والرمة، ويضع إفرازاته في الغرف المركزية للتعشيش حيث تنمو خيوط فطرية من خلال المشط، ويتغذى النمل الأبيض على الخيوط الفطرية، وترسل الفطريات بشكل دوري خيوطًا إلى سطح الأرض حيث تتشكل أجسام ثمرية تشبه الفطر.
ويشتهر الفطر بأنواعه كونه مصدرًا غذائيًّا للعديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان، كما أنه يدخل في عالم الطب والعلاج حيث إنه يساعد في تعزيز المناعة وتقويتها والوقاية من الأمراض، ويحتوي على مضادات أكسدة قوية مما يجعله يساعد على الوقاية من السرطانات والسيطرة على مرض السكري وخفض مستويات الكولسترول والضغط في الدم.
الجدير بالذكر، أن الفطر بشكل عام يعرف باللحم النباتي نظرًا لارتفاع نسبة البروتينات به، كما أن له دورًا حيويًّا في تحليل المواد العضوية إلى مواد بسيطة. وبعض أنواع الفطر قابلة للأكل والبعض الآخر سام، وهناك عدة عوامل رئيسية تؤثر على نمو هذه الأنواع من الفطريات منها درجة الحرارة والضوء والرطوبة وعوامل أخرى.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في صلالة
احتفلت المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار باليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق 18 من مايو من كل عام وذلك بمتحف أرض اللبان بصلالة، بالتعاون مع المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار تحت شعار «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير»، وذلك برعاية موسى بن عبدالله القصابي مدير عام الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار.
وقال أسامة بن محمد الرواس مدير متحف أرض اللبان: إن المتاحف تمثل جسور ترابط بين الماضي والحاضر، وتنير درب المستقبل، ومنارة للعلم والإلهام، ومساحات حية تعزز الهوية، وتثري الوعي المجتمعي، مشيرا إلى أن شعار الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف هذا العام يتضمن العديد من المحاور التي جسدت قدرات الشباب وظهور التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي.
وأوضح الرواس أن التعاون مع وزارة التربية والتعليم من خلال مبادرة مسابقة التراث العماني برؤية المستقبل، التي استهدفت معلمي وطلبة المدارس في محافظة ظفار بمشاركة 37 مدرسة عبرت عن عمق الانتماء وإدراك الشباب لأهمية الحفاظ على التراث كونه قوة ناعمة تسهم في بناء المستقبل بخطى ثابتة، مؤكدا أن المسابقة أظهرت مهارات التكنولوجيا لدى المشاركين من خلال إبرازهم للكنوز التراثية والفنية والثقافية التي تزخر بها سلطنة عمان.
من جانب آخر أوضح محمد بن سعيد شجنعة مدير دائرة تقنية المعلومات بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار أن مسابقة الذكاء الاصطناعي هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف تأتي ضمن الفعاليات التي تخدم الأهداف المشتركة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التراث والسياحة فهي نافذة من خلالها يمكن استكشاف المهارات والقدرات لدى الطلبة والمعلمين في مجال التقانة والذكاء الاصطناعي والتعريف بتراث السلطنة بأسلوب تقني شيق.
وأضاف: إن المسابقة عكست حرص متحف أرض اللبان على دعم التعليم والابتكار وتعزيز الوعي الثقافي وأسهمت في تطوير مهارات المشاركين وكان لها الأثر في نفوس المشاركين.
وأشارت تركية بنت ناجي بن عبدالقوي اليافعي مشرفة الابتكارات والروبوتات ومشرفة التنسيق لفريق اليونسكو إلى أن النهضة الحالية في الذكاء الاصطناعي أوجدت العديد من فرص التغيير على الصعيد العالمي لتطوير مهامها الأساسية في عدة مجالات، مؤكدة أن أغلب المسابقات المحلية والإقليمية جاءت من جميع الجهات الحكومية وبالأخص وزارة التربية والتعليم بمشاركة طلابية واسعة.
وأوضحت أن برامج التدريب تصقل مهاراتهم العلمية والعملية وتعمل على إيجاد أفكار وحلول بناءة تحرص على مواكبة العصر بالإضافة إلى التأكيد على «رؤية عمان ٢٠٤٠».
تضمن الحفل عرضًا مرئيا للمشروعات المشاركة في مسابقة (التراث العُماني برؤية المستقبل)، التي أطلقها متحف أرض اللبان لإبراز المبدعين والمبتكرين في مدارس محافظة ظفار واكتشاف التراث باستخدام التكنولوجيا الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج أعمال مرئية تحكي التاريخ وتقدمه بأساليب مبتكرة.
وفي الختام قام راعي المناسبة بتكريم المدارس الفائزة في المسابقة إذ فازت مدرسة الوادي بالمركز الأول وحلت مدرسة الأجيال في المركز الثاني فيما حصلت مدرسة قيرون حيرتي على المركز الثالث.