وصف الكاتب مات باي الولايات المتحدة بأنها دائما ما تحتاج إلى "تهديد وجودي" من أجل استمرارها والحفاظ على قوتها، قائلا: "لكن هذه المرة يأتي التهديد من بعضهم البعض".

وأضاف الكاتب باي في مقال رأي نشره في صحيفة "واشنطن بوست"، لسنا بحاجة إلى "محاضرين كئيبين أو دراسات أكاديمية لتخبرنا أن الأمريكيين يقتربون من نوع ما من الحريق الثقافي، فالسؤال الحقيقي هو لماذا؟"، مضيفا أنه بدأ يعتقد أن الإجابة قد تكون لها علاقة بالنظرة المركزية للعالم.



وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي "تضخم خلافاتنا وتشجع التطرف، ويؤدي الغلو في عدم المساواة والتوسع الحضري إلى خلق الغضب والاستياء".


 وذكر أن الأمريكيين "شهدوا نسخا من كل هذه الأشياء في القرن العشرين - التقنيات التحويلية، والهجرة الجماعية، وحكم الأثرياء الخانق - ونجحنا بطريقة ما في تجاوز ذلك دون تدمير نظامنا السياسي".

وبين أن هذا لا يعني أنه لم تكن هناك لحظات من العنف المفجع أو الفوضى المخيفة، فقد "ارتكبنا كما يقول إبادة جماعية في جميع أنحاء القارة الأمريكية، وخضنا حربا من أجل استعباد البشر الآخرين، وأخضعنا النساء، وكانت مساحات كاملة من البلاد، دولة فصل عنصري حتى أواخر القرن العشرين".

وأشار إلى أن "الأمريكيين عُرفوا دائما، في السراء والضراء، بالصراع الوجودي. فمنذ تأسيس البلاد، التي لم تكن مبنية على أي عرق أو دين مشترك، بل على الفكرة الجديدة لحرية الإنسان والحكم الذاتي، كنا مرتبطين معا بالفكرة التي أطلق عليها أبراهام لنكولن "ديننا السياسي" - وهي أمة مرتبطة ببعضها البعض بإيمانها بالقوانين والحريات، ليس فقط لأنفسنا ولكن للعالم ككل - ظلت موجودة في العقل العام".

واعتبر أن القرن العشرين "تميز بالاشتباكات مع الطغيان الذي خيم على كل جانب من جوانب الحياة الأمريكية - أولا مع الفاشية ثم مع الشيوعيين، ثم جاءت نهاية الحرب الباردة ــ ليتم استبداله بعد ذلك بشكل دائم بالديمقراطيات الليبرالية".


وقال "للحظة وجيزة، بعد الهجمات الإرهابية في عام 2001، بدا أن زعماءنا السياسيين ينظرون إلى الإسلام المتشدد باعتباره العدو العالمي الجديد، الذي قد يسد الفجوة. لكن لم يمض وقت طويل قبل أن ندرك مدى الضرر الذي ألحقه ردنا".

ومع ذلك، يوضح الكاتب أن "حاجتنا لبعض المنافسة الوجودية ظلت قائمة. ويبدو أننا وجدنا ذلك في تصادم الثقافات في مدننا وبلداتنا ــ الانقسام المتصاعد بين اليساريين المتعلمين في المناطق الحضرية، الذين يدينون امتياز البيض والثيوقراطية وثقافة السلاح، من ناحية، وأنصار ترامب الريفيين الذين يرون أنفسهم على أنهم كائنات مسلحة. تطغى عليها الحداثة والتعددية الثقافية من جهة أخرى."
ويخلص الكاتب إلى أن الوقت حان لإحالة جيل القادة الذين أوصلونا إلى هنا إلى التقاعد، والذين سمحوا لاختلافاتنا - الثقافية والدينية والعنصرية - بملء الفراغ حيث كان النضال المشترك يربطنا دائما من قبل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة الولايات المتحدة واشنطن الإنتخابات الأمريكية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي رفيع :هناك تراجع في القدرات البحرية أمام الترسانة اليمنية المتطورة


وقالت صحيفة وول ستريت جورنال عن ضابط في الشركة المشغلة لسفينة "Eternity C": حاولت الحصول على مساعدة من البحرية البريطانية وقوة بحرية أوروبية خلال الهجوم، لكنني أُبلغت بعدم وجود أي سفن في المنطقة
ونقلت عن مسؤول أمريكي رفيع: الولايات المتحدة ما زالت تعتبر وقف إطلاق النار في البحر الأحمر قائمًا، طالما لا يتم إطلاق النار على السفن الأمريكية
وأضافت .. عن البنتاغون: الولايات المتحدة لم تغير تموضع قواتها استجابة للهجمات في البحر الأحمر
.

مقالات مشابهة

  • لا تشكل تهديدًا للبنان.. المبعوث الأمريكي إلى سوريا بعد تصريحات مثيرة للجدل
  • "لبنان قد يعود الى بلاد الشام".. توم بارّاك: بيروت أمام تهديد وجودي
  • وسائل إعلام إيرانية: أمريكا تعتقل مهندسا إيرانيا مقيما دائما في مطار لوس أنجلوس
  • مسؤول أمريكي رفيع :هناك تراجع في القدرات البحرية أمام الترسانة اليمنية المتطورة
  • باراك: لبنان أمام تهديد وجودي.. وقد يعود لـ"بلاد الشام"
  • تبرعات الأمريكيين للمنظمات المؤيدة للفلسطينيين تتزايد.. وتسبب قلقا للاحتلال
  • قرار قضائي مهم بشأن منح الجنسية الأميركية للمولودين بالولايات المتحدة
  • تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية 50% على البرازيل يرفع أسعار القهوة
  • بوكيتينو يبحث عن «العقلية الانتصارية» مع أميركا
  • باحث سياسي أمريكي: حزب الإصلاح مثل الحوثيين وتصنيفه سيساعد في استقرار اليمن