سودانايل:
2025-11-08@02:11:59 GMT

جنيف لوقف الحرب أم دعاية انتخابية؟

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

عندما أعلنت الإدارة الأمريكية أنها عينت مبعوثا أمريكيا خاصا للسودان "توم بيرييلو" كان التعين يشير إلي نقل ملف الأزمة السودانية من وزارة الخارجية إلي الرئاسة، و قام بيرييلو بطواف على أغليية الدول التي تحيط بالسودان إضافة للسعودية، و التقى بالقيادات المهتمة بالملف فيها، ثم ألتقى بالسودانيين المتواجدين في تلك الدول، و بعد كل هذا الطواف كان قد حدد عدة أزمنة لبدء التفاوض، و يأتي الزمن المحدد ثم يطرح زمنا أخر، كانما يريد أن يقول أنا موجود.

. هذه المرة؛ الخطاب جاء مرة أخرى من وزارة الخارجية الأمريكية بتحديد زمن التفاوض في 14 أغسطس في جنيف بسويسرا، و سوف يحضره وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.. الأمر الذي "قوم نفس" العديد من القيادات السياسية التي طرحت مناشداتها أن يلتزم المدعون بالحضور.. إلا وزارة الخارجية السودانية التي قالت سوف تتم عملية تدارس الدعوة ثم الرد عليها..
الأسئلة التي يجب أن تطرح: لماذا قرر وزير الخارجية الأمريكي حضور التفاوض بنفسه؟ هل من أجل الضغط على المتفاوضين للوصول لوقف إطلاق نار؟ أم أنه يريد فقط وقف لإطلاق النار لكي يكون النجاح الوحيد الذي حققته إدارة بايدن في العلاقات الخارجية في فترة رئاسته، و يكون بمثابة دعم لنائبته المرشحة للرئاسة في نوفمبر القادم؟ و أيضا لماذا تصر أمريكا فرض الأمارات على المتفاوضين بحضورها المفاوضات؟
أن المفاوضات تتعلق بالشأن العسكري " وقف إطلاق النار" و أيضا تتعلق بعملية مرور الإغاثة للمحتاجين لها في المناطق المختلفة في السودان.. أن إرسال خطاب الدعوة لوزارة الخارجية يعني ضمنيا الاعتراف بالحكومة السودانية، و هذه بادرة جيدة..
الآن الكورة في ملعب وزارة الخارجية أن تطرح كل التساؤلات التي تحتاج لتفسير و تقدمها لوزارة الخارجية الأمريكية، بعض منها لماذا تصر أمريكا حضور الأمارات الداعم الرئيس للميليشيا.. رغم أن السودان قد رفض حضورها عندما جاء نائب وزير الخارجية السعودي وليد عبد الكريم الخريجي إلي بورتسوان يحمل ذات أجندة حضور الأمارات مستقبلا.. يجب قبول كل التقارير التي صدرت و التي تحدثت عن الإنتهاكات التي قامت بها الميليشيا ضد المواطنين، و الإبادة و التهجير الذي قامت به أيضا في ولايات دارفورو غيرها..
كثير من الناس يعتقدون أن التفاوض يعني التنازل، و رجوع الميليشيا مرة أخرى للساحتين العسكرية و السياسية إلي جانب جناحها السياسي، و هذا فهم خاطيء أن التفاوض لا يوقف العمليات العسكرية إلا بعد الاتفاق و التوقيع عليه من قبل الأطراف.. أن قيادة الجيش سوف تكون حريصة أن لا تفقد دعم الشعب لها، و لن توافق على شيء لا يرغب فيه الشعب.. و مادام الشعب يثق في الجيش و قيادته، يجب أن تكون الثقة في العمليتين العسكرية الجارية الآن، و أيضا في أي عملية تفاوضية تجرى مع الميليشيا من خلال الوساطة الدولة.. و لا اعتقد أن قيادة الجيش سوف يفوت عليها أن الذين أقنعوا الميليشيا بالقيام بالانقلاب هم الذين يسعون الآن من أجل وقف إطلاق النار دول "الرباعية و الثلاثية" و منظمتي الإيغاد و الاتحاد الأفريقي.. أن معرفة الأجندة قبل الدخول في عملية التفاوض مسألة ضرورية، تبين الاتجاه العام للتفاوض، و في نفس الوقت تبين إذا كان الهدف وقف الحرب لإغاثة الشعب، أم محاولة جديدة لكي ترتب الميليشيا صفوفها من جديد، أو الهدف منه الوصول لتسوية سياسية تعيد الميليشيا مرة أخرى لما قبل 15 إبريل و جناحها السياسي.. أن الذين استطاعوا أن يشتروا رؤساء دول لدعم أجندتهم لن يتنازلون عن المكر الذي درجوا عليه و يتطلب اليقظة..
أن وقوف أغلبية الشعب مع الجيش سوف يكسر كل مضارب المؤامرات التي تحاك ضد السودان، و حضور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليس بهدف الضغط على الوفد الحكومة لكي يوقع على اتفاق معد سلفا، أو الضغط على قبول تسوية، و لكنه جاء لكي يخدم حزبه الديمقراطي أن يسجل نجاحا واحدا خارجيا، لعله يدعم مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة في الانتخابات القادمة في نوفمبر، و التي بدأت حملتها الدعائية منذ شهر.. كما أن العصى التي تحاول أن تلوح بها أمريكا كثيرا لم تعد تخيف دولة، أو سلطة يلتف الشعب حولها..
أن القوى السياسية السودانية التي أصبحت فقط تصفق لمبادرات الخارج أفضل لها أن تجلس و تعكف على صياغة مشروع سياسي تبين فيه وجهة نظرها و تقدم للشارع السوداني بدلا من الركض وراء المبعوثين الدوليين و المنظمات التي لا تقم مصلحة السودان على أجندتها.ز أن ثورة ديسمبر ليست فقط أسقطت نظام الإنقاذ، و لكنها فضحت قدرات السياسيين المتواضعة، و كشف ضعف الأحزاب التي تعيش فيه، فشلت أن تحافظ على الشارع و أتخذت من الخارج وسيلة لكي يدفعها للسلطة، حتى جاءت الحرب و هذه مرحلة جديدة سوف تبرز فيها قيادات جديدة ربما تحدث تغييرا أفضل في العملية السياسية.. نسأل الله حسن البصيرة..

 

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وزارة الخارجیة وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

السودان يناشد المجتمع الدولي لوقف مجـ.ازر الدعم السريع ويحذر من غزو خارجي

ناشد القائم بأعمال السفارة السودانية في إيطاليا، عماد الدين ميرغني عبد الحميد التهامي، المجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف ما وصفه بـ"المجازر المروعة" التي ترتكبها قوات الدعم السريع في مختلف مناطق السودان، وعلى رأسها مدينة الفاشر التي شهدت، بحسب قوله، "أبشع الفظائع الإنسانية".

وخلال مؤتمر صحفي في روما، عرض التهامي مشاهد توثّق الانتهاكات الأخيرة عقب سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر الماضي، بعد حصار دام 18 شهرًا. 

وأكد أن "مجزرة الفاشر ليست سوى حلقة في سلسلة جرائم طالت أكثر من 130 موقعًا في دارفور وكردفان"، مشيرًا إلى مقتل مئات المدنيين، بينهم مرضى وعاملون في مستشفى الأطفال السعودي.

السودان.. 40 قتـ.يلا في هجوم على جنازة بكردفانالأمم المتحدة: 40 قتيلا في هجوم على مدينة الأبيض بالسودان

وشدّد التهامي على أن ما يجري في السودان "ليس صراعًا داخليًا بل غزو خارجي"، متهمًا الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح والتمويل عبر مسارات تشمل ليبيا وبونتلاند الصومالية، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى "محاسبة المتورطين في تمويل الإرهاب ودعم الجرائم ضد الإنسانية".

وأكد السفير أن الحوار مع قوات الدعم السريع "غير وارد" في الوقت الراهن، نافيًا وجود أي لقاء مرتقب بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، رغم الأنباء عن وساطة أمريكية لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر.

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تحذيرات المحكمة الجنائية الدولية من أن الفظائع المرتكبة في الفاشر قد ترقى إلى "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب ونهب، ونزوح أكثر من 70 ألف شخص خلال أسبوع واحد فقط.

وفي المقابل، أعلنت الحكومة السودانية حالة التأهب العام، داعية الشعب للتوحد في مواجهة ما وصفته بـ"عدوان وحشي يستهدف الوطن بأسره".

طباعة شارك القائم بأعمال السفارة السودانية السفارة السودانية في إيطاليا عماد الدين ميرغني المجازر المروعة قوات الدعم السريع السودان الفاشر مجزرة الفاشر دارفور وكردفان

مقالات مشابهة

  • حركة فتح: نشكر مصر ونثمن دور الرئيس السيسي لوقف الحرب ودعم الفلسطينيين
  • الخارجية: تجهيز 139 لجنة انتخابية فرعية في 117 دولة لاستيعاب الناخبين المصريين في الخارج
  • مسارات إنهاء الحرب في السودان «1- 2»: التفاوض بين الجيش والدعم السريع
  • وزير الخارجية الإيراني: الحرب الإعلامية خلال الـ12 يوماً انتهت لصالح الشعب الإيراني
  • البرهان: الحملة التي تقودها دول البغي والإستكبار ضد السودان ستنكسر
  • ما فرص نجاح المبادرة الأميركية لوقف حرب السودان؟
  • الرياض: ندعم السلطة الفلسطينية ونعمل لوقف عدوان إسرائيل
  • السودان يناشد المجتمع الدولي لوقف مجـ.ازر الدعم السريع ويحذر من غزو خارجي
  • نائب: مصر تقود مساعي وقف الحرب في غزة وتُثبت التزامها العميق بمساعدة الشعب الفلسطيني
  • “صمود” مساع لعقد لقاءات مع المنظمات الدولية لوقف الحرب في السودان