صحيفة البلاد:
2025-05-25@08:01:59 GMT

هل هُجر الأدب واندثرت المجالس الأدبية؟

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

هل هُجر الأدب واندثرت المجالس الأدبية؟

تزعزعت قيمة الأدب عمّا كان عليه عبر التاريخ، وكبرت معه أجيال تربت على احترامه وقرأته، فبعد أن كان له مجالسه في سوق عكاظ ثم انتقل إلى قصور الأمراء والخلفاء، وبعد أن كان الناس يتحلّقوا في المقاهي للاستماع للحكواتي، ثم أصبحت مكانًا لتجمع الأدباء لتبادل فنّه، من كُتاب الروايات وشعراء القصائد وكان أشهرهم جلوسًا نجيب محفوظ ومحمود درويش، حتى تطور عبر الزمن المتجدد دائمًا، لتصبح هناك صالونات افتتحت للمحافظة على إرث الأدب و مكان إلتقاء لكل الأدباء، بدأت منذ العصر الأموي الذي كان اشهرها صالون “سكينة بنت الحسين” ثم انتشرت بكثرة في خمسينيات القرن الماضي كان والذي كان
أشهرها صالون العقاد الذي كان له دوره في الحركة الثقافية، وصالون مي زيادة، وغيرها المنتشرة عبر الدول البعيدة والقريبة التي كانت تهتم بالأدب والثقافة، وتبادل الخبرات، والالتقاء الفكري لأجل الحياة والأدب.

ولم تخلُ المملكة العربية السعودية من انتشار الصالونات التي كانت تُسمى “بالمركاز” وقامت بعضها على مجهودات شخصية من أصحابها، أبزرها: سبتية حمد الجاسر في الرياض، وصالون عبد المقصود خوجة في جدة، وخميسية الموكلي في جازان وغيرها في المدن السعودية، التي كرمت الكثير من الأدباء والمثقفين، بل والمفكرين والعلماء كذلك.

ومع تطور الانترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، نهض فجأة الحركة الأدبية بين الجميع وبدأ تأليف الكتب بتنوعها ما بين الروايات والقصائد وانتشار كتب النصوص الأدبية، فأصبح شراء الكتب وتصوريها سببًا في انتشار القراءة -وإن كانت على سبيل التظاهر- ما جعل الصالونات تنتقل من الحياة الواقعية إلى الافتراضية وخصوصا بعد “أزمة كورونا” التي ساهمت في انتشارها بصورة أكبر و سهلت التواصل وتبادل الثقافة بين العديد من المثقفين والأفراد، وهم بمنازلهم يتناولوا الشاي وممددين على أريكة مستمتعين بنقاشات أدبية وعلمية تثري ما لديهم من علم ومعرفة.

لكن هل تطور ذلك؟
بالطبع لا.
بدأ كل ذلك بالانحسار حتى أصبحت الحركة الأدبية والثقافية على مشارف الإحتضار لولا معارض الكتب وبعض الندوات التي تُقام في كل أشهر مرة لانتهت الحركة الأدبية، فكل ذلك التاريخ الذي كان له، اليوم بدأ يضمحل، لأنه فشل في إيجاد من يقيمه بقوة ويدعمه ويبقيه على قدميه كما كان منذ أن عرف نفسه، ممّا جعل الكتاب والشعراء المخضرمين لا يتفاعلون بعمق مع أعمال وأساليب الأدب الحديثة التي كانوا يشعروا معها بالتقدير، لم يجدوا مكانهم الذي اعتادوا عليه، ممّا سمح لتضييق الخناق عليه، افتقر المشهد الأدبي إلى التماسك، مع وجود أساس مشترك أو نقاط مرجعية مشتركة أقل، ولذلك ندعو الى الالتفات إلى الأدب بصفته عامود كل العلوم، ونرجو من الهيئات والمؤسسات الثقافية والمكتبات، تسخير التكنولوجيا في سبيل ألا يندثر خلال الوقت فينسى.

@i1_nuha

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذی کان

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء «منتدى طريق الحرير »

دبي: «الخليج»

أعلن منتدى طريق الحرير العالمي، اختيار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، لما يتمتع به سموّه من رؤية استثنائية جعلت إمارة دبي مركزاً حضارياً وجسراً يربط بين الشرق والغرب، مستلهمة مفهوم «طريق الحرير القديم»، برؤية عصرية وروح إماراتية.

كما أعلن المنتدى، اختيار مدينة دبي لاستضافة الدورة الخامسة من «مهرجان طريق الحرير الدولي للشعر»، من 23 إلى 29 مايو، أول مدينة عربية تستضيف هذا الحدث المرموق، حيث ستحتضن «مكتبة محمد بن راشد» حفل توزيع جوائز المهرجان في 27 مايو، بمشاركة 50 شاعراً وفناناً ورساماً، الذين سيزورون عدداً من الأماكن السياحية والثقافية في مدينة دبي ودولة الإمارات. كما ستتولى متابعة المهرجان 20 وسيلة إعلامية صينية من بينها صحيفة «الشعب» اليومية التي تعّد من أكبر وسائل الإعلام في الصين.

إسهامات أدبية

ويأتي اختيار المنتدى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، لإسهامات سموّه الأدبية، حيث يُعد علماً من أعلام الشعر النبطي في منطقة الخليج، إذ تنبض دواوينه ببلاغةٍ آسرة وبيانٍ يفيض بالتجارب والخبرات، ويعكس عمق الإبداع الشعري الذي يُلهِم الأجيال.

وقد أثرى سموّه الساحة الأدبية بعدد من الدواوين الشعرية التي حملت بين طياتها رؤى إنسانية ووطنية وفكرية عميقة، من أبرزها: ديوان«زايد»، الذي أصدره عام 2018، حيث يضمّ 87 قصيدة خلّدتْ ذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، توثق إنجازاته وما سطره من أعمال رسّخت مَجد الإمارات، وأسّست لنهضتها.

كما يُعد ديوان «ومضات من شعر»، الصادر عام 2014، من أبرز إصدارات سموّه الشعرية، حيث يضم 52 ومضة مقتطفة من أعمال شعرية كاملة لسموّه، بالعربية والإنجليزية، وتتضمّن موضوعاته الحياة ومواجهة تحدياتها واختباراتها الصعبة والحب والنصر والتغني بالإنجازات والتجارب الإنسانية.

ويضم ديوان «أربعون قصيدة من الصحراء»، الصادر عام 2011، روائع شعرية لسموّه بالعربية والإنجليزية، ويتزين بقصائد لسموّه في حب الوطن والتعلق به وبأمجاده وتقدير رموزه، وتتسم أشعار الديوان بكونها لوحات ترفل بسمات الإبداع المرهف والحس الوطني الفريد، متميزاً بشاعرية عالية ولغة قوية جزلة.

ومن أبرز دواوين سموّه أيضاً: «قصائدي في حب الخيل» الذي عبر خلالها عن مدى شغفه بالخيل، والقيم التي طالما ارتبطت بها من نُبل، ورمز للمنافسة من أجل الفوز، وتمسك بالصدارة، وغيرها من الإصدارات الشعرية التي تنوّعت في موضوعاتها وأساليبها.

رمز التعايش والسلام

وقالت البروفيسورة وانغ فانغوين، رئيسة لجنة الشعر الدولية التابعة للمنتدى «اخترنا دولة الإمارات لاستضافة الدورة الخامسة لما تمثله من رمز للتعايش والسلام بين الشعوب، بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. كما يحمل تنظيم المهرجان في دبي أبعاداً رمزية وثقافية عميقة؛ فدبي اليوم تُجسّد النموذج المعاصر للمدن التي تُعيد إحياء روح طريق الحرير، ليس باقتصادها الديناميكي فقط، بل عبر مكانتها الرائدة في التبادل الثقافي، ورؤيتها الطموحة بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الذي جعل الثقافة ركيزة أساسية في مشروعه الحضاري بما يجعل سموّه الشخصية الملهمة لجميع أعضاء منتدى طريق الحرير».

وأضافت وانغ فانغوين، وهي رئيسة تحرير مجلة «شعراء العالم» التي تصدر عن المنتدى «يسعى المنتدى ليكون منصة تجمع الثقافة والفنون والاقتصاد والتكنولوجيا، لإحياء قيم طريق الحرير بروح معاصرة تُعزز التفاهم والسلام بين الأمم. وقد استلهمنا من تجربة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد هذه القيم الإنسانية، واخترنا شخصية سموّه لغلاف مجلتنا «شعراء العالم» مع دراسة وافية عن تجربة سموّه في الشعر والأدب إضافة إلى عدد من قصائد سموّه المترجمة إلى اللغة الصينية».

قائد استثنائي

وتضمنت افتتاحية المجلة دراسة وافية عن الخصائص الفنية في شعر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، واستعراض عام لمسيرة سموّه الشعرية والأدبية، حيث كتب قصائد مفعمة بالمحبة والاعتزاز في مديح أخيه ورفيق دربه، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووصفته المجلة بأنه قائد استثنائي جعل دبي منصة عالمية تنبض بقيم ومفاهيم طريق الحرير ولكن بروح إماراتية معاصرة.

وذكرت المجلة أن أسلوب سموّه الشعري يتميز بقوة الألفاظ وجزالة اللغة، إلى جانب عمق المعاني وصدق العاطفة، حيث يستقي صوره الفنية من الصحراء والبحر والبيئة البدوية، ويمزجها بحكمته وتجربته الإنسانية.

فعاليات ثقافية وفنية في المهرجان

وقال الشاعر كاو شوي، نائب رئيس لجنة الشعر الدولية التابعة للمنتدى والرئيس التنفيذي لاتحاد شعراء طريق الحرير «يتضمن المهرجان فعاليات ثقافية وفنية متعددة، من بينها حفل توزيع الجوائز، وقراءات شعرية، وجلسات نقدية، ومعارض فنية مفتوحة في عدد من الفضاءات الثقافية في دبي والإمارات. كما سيزور المشاركون في المهرجان أبرز المعالم الثقافية في دولة الإمارات مثل «متحف المستقبل»، و«برج خليفة»، و«مسجد الشيخ زايد»، و«مكتبة محمد بن راشد»، وبعض المتاحف الفنية، لتعزيز مفهوم التلاقي بين الشعر والفنون الأخرى».

كما أعلن كاو شوي، اختيار الشاعر عادل خزام، رئيساً مشاركاً للدورة الخامسة من المهرجان، كونه من الأسماء الشعرية البارزة في الإمارات والخليج العربي، حيث سبق أن فاز خزام بجائزة «وسام الشعر العظيم في الصين»، فضلاً عن دوره البارز في التعريف بالشعر الصيني خلال معرض «إكسبو 2020 دبي» ومبادراته النوعية لخدمة الشعر مثل مشروع «شجرة شعر العالم»، والملحمة الشعرية الشهيرة «مانسيرة» التي شارك في تأليفها شعراء صينيون.

جوائز المهرجان

ويشهد المهرجان مشاركة نخبة من أبرز الشعراء من الصين ومختلف أنحاء العالم، يتنافسون في مجموعة من الجوائز، تشمل: جوائز الجمل الذهبي والجمل الفضي، وجوائز الشعر والسينما، وأفضل مجموعة شعرية، وأفضل شاعر دولي، وأفضل شاعر أوروبي، وأفضل شاعر آسيوي، وأفضل شاعر إفريقي، وأفضل شاعر أمريكي، وأفضل شاعر من أوقيانوسيا.

وقد رشّح عدد من الأصوات الشعرية في الإمارات لنيل جوائز المهرجان، كما أعدت مجلة «شعراء العالم» ملفاً يضم عدداً من قصائد الإماراتيين المرشحين لجوائز المهرجان.

وقد وصف الشاعر كاو شوي هذه المشاركة الإماراتية بالقول «جميع الأعمال المختارة تعكس المستوى الثقافي والإبداعي الرفيع للإنسان الإماراتي.. يا لها من نصوص رائعة، نحنُ نؤمن أن هذا الحدث سيمهّد لمزيد من التعاون الثقافي بين الصين والإمارات».

يذكر أن منتدى طريق الحرير العالمي منظمة مستقلة غير حكومية مسجلة قانونياً في ولاية ديلاوير بالولايات المتحدة، ووثّقتها القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في نيويورك.

ويشارك المنتدى في تنظيم فعاليات ومؤتمرات تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي، ويتعاون مع منظمات دولية مختلفة، منها منظمة السياحة العالمية ومؤتمر الإنترنت العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'يونسكو'، ويضم أعضاء من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم قادة في القانون، والثقافة، والتنمية الدولية.

وينظم المنتدى أمسيات شعرية موسمية بعنوان «ربيع طريق الحرير الشعري» بمشاركة شعراء من القارات الخمس.

وسبق أن أقام مهرجانه الأول في مدينة مدريد 2018، والثاني في موسكو عام 2019. فيما احتضنت الصين الدورتين الثالثة والرابعة، ووقع الاختيار هذا العام على مدينة دبي لتنظيم الدورة الخامسة.

مقالات مشابهة

  • فوز الثنائي الشيعي: دلالات ومعانٍ سياسية تتجاوز المجالس البلدية
  • محمد بن راشد الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء «منتدى طريق الحرير »
  • الاحتلال يقتل يقين.. الطفلة التي كانت تصوّر وجع غزة
  • الجوائز الأدبية.. معيار جودة أم لعبة سوق؟!
  • شظف الطبع
  • فينيسيوس يودع لوكا مودريتش: كانت كرة القدم التي تقدمها فنا
  • الوفد في المنيرة الغربية: المحليات بوابة الإصلاح والديمقراطية الشعبية
  • آداب دمياط تطلق ورشة حول فن الترجمة الأدبية وتحدياتها
  • أول مجموعة قصصية تفوز بالبوكر.. تحوّل في مزاج الجوائز الأدبية العالمية
  • بحضور وزير المجالس النيابية..انطلاق اجتماع تشريعية النواب لمناقشة قانون الانتخابات