هل هُجر الأدب واندثرت المجالس الأدبية؟
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
تزعزعت قيمة الأدب عمّا كان عليه عبر التاريخ، وكبرت معه أجيال تربت على احترامه وقرأته، فبعد أن كان له مجالسه في سوق عكاظ ثم انتقل إلى قصور الأمراء والخلفاء، وبعد أن كان الناس يتحلّقوا في المقاهي للاستماع للحكواتي، ثم أصبحت مكانًا لتجمع الأدباء لتبادل فنّه، من كُتاب الروايات وشعراء القصائد وكان أشهرهم جلوسًا نجيب محفوظ ومحمود درويش، حتى تطور عبر الزمن المتجدد دائمًا، لتصبح هناك صالونات افتتحت للمحافظة على إرث الأدب و مكان إلتقاء لكل الأدباء، بدأت منذ العصر الأموي الذي كان اشهرها صالون “سكينة بنت الحسين” ثم انتشرت بكثرة في خمسينيات القرن الماضي كان والذي كان
أشهرها صالون العقاد الذي كان له دوره في الحركة الثقافية، وصالون مي زيادة، وغيرها المنتشرة عبر الدول البعيدة والقريبة التي كانت تهتم بالأدب والثقافة، وتبادل الخبرات، والالتقاء الفكري لأجل الحياة والأدب.
ولم تخلُ المملكة العربية السعودية من انتشار الصالونات التي كانت تُسمى “بالمركاز” وقامت بعضها على مجهودات شخصية من أصحابها، أبزرها: سبتية حمد الجاسر في الرياض، وصالون عبد المقصود خوجة في جدة، وخميسية الموكلي في جازان وغيرها في المدن السعودية، التي كرمت الكثير من الأدباء والمثقفين، بل والمفكرين والعلماء كذلك.
ومع تطور الانترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، نهض فجأة الحركة الأدبية بين الجميع وبدأ تأليف الكتب بتنوعها ما بين الروايات والقصائد وانتشار كتب النصوص الأدبية، فأصبح شراء الكتب وتصوريها سببًا في انتشار القراءة -وإن كانت على سبيل التظاهر- ما جعل الصالونات تنتقل من الحياة الواقعية إلى الافتراضية وخصوصا بعد “أزمة كورونا” التي ساهمت في انتشارها بصورة أكبر و سهلت التواصل وتبادل الثقافة بين العديد من المثقفين والأفراد، وهم بمنازلهم يتناولوا الشاي وممددين على أريكة مستمتعين بنقاشات أدبية وعلمية تثري ما لديهم من علم ومعرفة.
لكن هل تطور ذلك؟
بالطبع لا.
بدأ كل ذلك بالانحسار حتى أصبحت الحركة الأدبية والثقافية على مشارف الإحتضار لولا معارض الكتب وبعض الندوات التي تُقام في كل أشهر مرة لانتهت الحركة الأدبية، فكل ذلك التاريخ الذي كان له، اليوم بدأ يضمحل، لأنه فشل في إيجاد من يقيمه بقوة ويدعمه ويبقيه على قدميه كما كان منذ أن عرف نفسه، ممّا جعل الكتاب والشعراء المخضرمين لا يتفاعلون بعمق مع أعمال وأساليب الأدب الحديثة التي كانوا يشعروا معها بالتقدير، لم يجدوا مكانهم الذي اعتادوا عليه، ممّا سمح لتضييق الخناق عليه، افتقر المشهد الأدبي إلى التماسك، مع وجود أساس مشترك أو نقاط مرجعية مشتركة أقل، ولذلك ندعو الى الالتفات إلى الأدب بصفته عامود كل العلوم، ونرجو من الهيئات والمؤسسات الثقافية والمكتبات، تسخير التكنولوجيا في سبيل ألا يندثر خلال الوقت فينسى.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الذی کان
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تفتح باب التقدم للعمل بالإدارة العامة للمراجعة والحوكمة
أعلنت وزارة الأوقاف عن فتح باب التقديم للعمل بالإدارة العامة للمراجعة الداخلية والحوكمة، وذلك للعاملين بالديوان العام والمديريات الإقليمية، في عدد من التخصصات تشمل: المالي، الإداري، الهندسي، القانوني، والدعوي.
وحددت الوزارة عدة شروط يجب توافرها في المتقدمين، أبرزها:
ألا يتجاوز عمر المتقدم 45 عامًا.أن يكون من العاملين على الدرجة الأولى أو الثانية.حصوله على تقدير "ممتاز" في تقارير الكفاية لآخر ثلاث سنوات.عدم الإحالة لأي محاكمة تأديبية أو جنائية.إجادة التعامل مع الحاسب الآلي.تقديم بيان حالة وظيفية حديث ومعتمد من جهة العمل.ويستمر التقديم لمدة 20 يومًا من تاريخ الإعلان، وذلك عبر النموذج الإلكتروني التالي:
رابط التقديم
وفي سياق آخر شهدت جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية تم مساء أمس الأربعاء افتتاح سلسلة دروس علمية متميز للدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصري
– وذلك بحضور علمي وجماهيري واسع.
افتتح المجلس بكلمة ألقاها الشيخ أبو بكر أحمد – مفتي الهند ومؤسس الجامعة – حيث أشار إلى أهمية الأدب في حياة الإنسان، وأنه مفتاح القبول في الدنيا والآخرة، وأساس بناء الشخصية المؤمنة الراسخة.
تعتمد المادة العلمية للدروس على:
كتاب "الأدب" من صحيح الإمام البخاري، حيث يستخرج الازهري منه جواهر المعاني التربوية والسلوكية.
وقراءة وشرح كتاب "الفانية في حلاوة الأسانيد" للإمام السيوطي، لما فيه من روائع الإسناد والعناية بالاتصال العلمي.
محاور الدرس الأول
تحدث الدكتور أسامة الأزهري عن مفهوم الأدب، مبينا أن له نوعين:
أدب ظاهر: في الأفعال والأقوال والسلوك الاجتماعي.
وأدب باطن: في النية، والتواضع، والإخلاص، والمراقبة.
وأوضح أن الإمام البخاري قدم كتاب الأدب في ترتيبه عمدا، وافتتحه بأحاديث عظيمة كحديث أنس وحديث عمر، ليبين جوامع الأدب النبوي في:
الأدب مع الله تعالى،والأدب مع الخلق والناس والأدب مع الوطن والمجتمع.
وأشار الدكتور الأزهري إلى أن لب الأدب في الشريعة هو "العمل الذي يقصد به وجه الله"، واستعرض نماذج قرآنية تدل على رفعةالأدب الإلهي في التعبير:قال تعالى: ﴿إن أكرمكم﴾ بدلامن"كريم".