استعرضت صحيفة "واشنطن بوست" جانبا من الوحشية والحرمان المتفشيان في سجون الاحتلال بعد التحدث مع 11 أسيرا فلسطينيا سابقا وعدد من المحامين واستعراض تقارير التشريح.

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21" إن أحد الأسرى الفلسطينيين، استشهد بتمزق في الطحال وكسر في الأضلاع بعد أن ضربه حراس السجن الإسرائيليون.

بينما لقي آخر نهاية مؤلمة لأن لديه مرضا مزمنا لم يتم علاجه. وصرخ ثالث طلبا للمساعدة لساعات طويلة قبل أن يستشهد.

وروى شهود عيان تفاصيل استشهاد الأسرى وأكدها أطباء من "أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل"، الذين حضروا تشريح الجثث، وتم مشاركة نتائجها مع العائلات، أن الرجال الثلاثة هم من بين ما لا يقل عن 12 فلسطينيا من الضفة الغربية وإسرائيل استشهدوا في السجون منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وفقا لـ للمنظمة الإسرائيلية. كما استشهد عدد غير معروف من السجناء من قطاع غزة.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الظروف في السجون الإسرائيلية المزدحمة تدهورت بشكل خطير منذ 7 أكتوبر، ووصف الأسرى الفلسطينيون السابقون الضرب الروتيني، الذي كان يتم في كثير من الأحيان على زنازين أو أقسام كاملة، عادة بالهراوات وأحيانا بالكلاب. وقالوا إنهم حرموا من الطعام الكافي والرعاية الطبية وتعرضوا للإساءة النفسية والجسدية.

وفي حين ركز الاهتمام والإدانة الدوليان على محنة المعتقلين في غزة وخاصة في معسكر "سدي تيمان" العسكري سيئ السمعة وقال المدافعون عن حقوق الإنسان إن هناك أزمة أعمق وأكثر منهجية في نظام سجون الاحتلال.

وفي رسالة إلى سلطات السجون في 26 حزيران/ يونيو، حذر رئيس الشاباك رونين بار من أن الظروف في سجون البلاد قد تؤدي إلى المزيد من الإجراءات القانونية الدولية.

وكتب في رسالة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت: "تواجه إسرائيل صعوبة في صد الادعاءات ضدها، وبعضها على الأقل له ما يبرره". وأضافت الرسالة أن نظام السجون، الذي بُني لاستيعاب 14500 سجين، يضم 21 ألف سجين، وهذا لا يشمل ما يقدر بنحو 2500 سجين من غزة، معظمهم محتجزون في منشآت عسكرية.



وخلص بار إلى أن "أزمة السجن تخلق تهديدات للأمن القومي الإسرائيلي، وعلاقاتها الخارجية وقدرتها على تحقيق أهداف الحرب التي حددتها لنفسها".

ولكن إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف الذي يشرف على نظام السجون، لم يعتذر عن "حربه" على المعتقلين الفلسطينيين. في منشور على موقع إكس هذا الشهر ردا على بار، تفاخر بأنه "قلل بشكل كبير" من وقت الاستحمام وقلل من الطعام المقدم لهم. وقال إن الحل الأبسط للاكتظاظ في السجون سيكون عقوبة الإعدام.

بالنسبة لعبد الرحمن بهاش، 23 عاما، أصبحت إقامته في السجن حكما بالإعدام. قالت عائلته إنه كان عضوا في كتائب شهداء الأقصى وتم اعتقاله فيما يتعلق بمواجهات مسلحة مع قوات الاحتلال في مدينة نابلس بالضفة الغربية.

وقد ربط اثنان من زملاء بهاش في سجن مجدو استشهاده بضرب شديد من قبل الحراس في عنبرهم في كانون الأول/ ديسمبر. وتحدث كلاهما بشرط عدم الكشف عن هويتهما خوفا من الانتقام.

وقال أسير يبلغ من العمر 28 عاما كان محتجزا في نفس القسم، إن الضباط داهموا جميع الزنازين في الجناح وقيدوا السجناء بالأصفاد قبل ضربهم وركلهم بشكل جنوني. وهو ما كان يتكرر مرتين في الأسبوع.

وقال إنه بعد الضرب، تم نقل بهاش وأعضاء آخرين من زنزانته إلى منطقة العزل الملقبة بـ "تورا بورا"، على اسم شبكة كهوف القاعدة الأفغانية.

وقال: "كان ضجيج الصراخ في جميع أنحاء القسم". وعاد بهاش بكدمات عميقة، واشتكى من أن ضلوعه ربما تكون كسرت. وقال زميله في السجن إنه عندما طلب المساعدة الطبية، أُعيد ومعه حبوب أكامول، وهو مسكن بسيط للألم.

واستشهد بهاش بعد حوالي ثلاثة أسابيع، في الأول من كانون الثاني/ يناير.

وأظهر تشريح الجثة "علامات إصابة رضية في الصدر الأيمن والبطن الأيسر، مما تسبب في كسور متعددة في الأضلاع وإصابة في الطحال، ربما نتيجة للاعتداء"، وفقا لتقرير من دانييل سولومون، وهو طبيب في منظمة أطباء إسرائيليون من أجل حقوق الإنسان حصل على إذن من سلطات السجن بحضور تشريح الجثة.

تم إدراج الصدمة الإنتانية وفشل الجهاز التنفسي بعد الإصابات كأسباب محتملة للوفاة. تم حجب نتائج التشريح الرسمية عن الأسرة، وكذلك جثة بهاش.

واستشهد عبد الرحمن المعري، 33 عاما، في مجدو في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر. كان المعري نجارا وأبا لأربعة أطفال، وكان في الأسر منذ شباط/ فبراير 2023، وفقا لشقيقه إبراهيم، الذي قال إنه اعتقل عند نقطة تفتيش مؤقتة واتهم بالانتماء إلى حماس وحيازة سلاح ناري.

فقد أقاربه الاتصال به بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما تم إيقاف الزيارات العائلية. وما زالوا يحاولون تجميع تفاصيل استشهاده.

ووجد تقرير الطبيب داني روزين من أطباء إسرائيليون لحقوق الإنسان من تشريح جثته أن "كدمات شوهدت على الصدر الأيسر، مع كسر في الأضلاع وعظم الصدر تحتها.. كما شوهدت كدمات خارجية على الظهر والأرداف والذراع اليسرى والفخذ والجانب الأيمن من الرأس والرقبة".

وقال خيري حمد (32 عاما)، وهو أسير في نفس القسم، إنه تم ركل المعري إلى أسفل سلم معدني مكون من حوالي 15 درجة وهو مقيد اليدين ـ انتقاما منه على الرد على الحراس أثناء تفتيش الغرفة بينما كان السجناء يجردون من ملابسهم ويضربون.

وقال حمد إنه ورفاقه في الزنزانة أُمروا بالنزول إلى الطابق الأرضي وهبط المعري على بعد حوالي خمسة ياردات منه. وقال إنه كان واعيا، لكنه كان ينزف من رأسه. كما نُقل المعري إلى الحبس الانفرادي في تورا بورا. ومن الزنزانة المجاورة، استمع المحامي ساري خوري (53 عاما) إليه وهو يبكي من الألم لساعات.

وقال خوري: "كان يصرخ طوال النهار والليل. ويتذكر أنه كان يصرخ مرارا وتكرارا: "أحتاج إلى طبيب"، وفي الرابعة صباحا، سكت أخيرا.

وفي الصباح، استمع خوري إلى الحراس وهم يكتشفون الجثة الهامدة ويستدعون طبيبا، وسمعهم يحاولون إنعاش المعري بجهاز مزيل الرجفان، ثم رآه يُخرج في كيس للجثث.

تنتشر التقارير عن حرمان السجناء السابقين من المساعدة الطبية في شهاداتهم. كان من الممكن تجنب وفاة محمد الصبار، 21 عاما، في 28 شباط/ فبراير لو تم علاج حالته المزمنة بشكل صحيح، وفقا لروسين من أطباء إسرائيليون لحقوق الإنسان، الذي حضر تشريح جثته.

قالت عائلة الصبار إنه تم اعتقاله بتهمة التحريض فيما يتعلق بمنشورات نشرها على الإنترنت. كان يعاني منذ الطفولة من مرض هيرشسبرونغ، وهي حالة تسبب انسدادات معوية شديدة ومؤلمة. كان بحاجة إلى نظام غذائي خاص وأدوية.

وقال عاطف عواودة (54 عاما) أحد رفاقه في الزنزانة إن معدة صبار بدأت تنتفخ في تشرين الأول/ أكتوبر بعد حرمانه من الدواء. ويتذكر عواودة أن طبيب السجن أعطاه حقنة واحدة في وقت سابق من ذلك الشهر، لكنه طلب من صبار ألا يخبر أحدا. وقال: "كانت هذه آخر مرة نتلقى فيها الدواء".

وقال روسين في خطابه إلى أسرته: "كان من الممكن تجنب وفاة محمد بالالتزام الصارم باحتياجاته الطبية"، ووصف القولون بأنه متوسع ومليء بكمية كبيرة من البراز.

وخلص التقرير إلى أنه بحلول الوقت الذي تم فيه نقله إلى غرفة الطوارئ، "كانت حالته وصلت إلى حد بحيث كانت فرصة إنقاذه ضئيلة".

وفقا لمنظمة الضمير لحقوق السجناء الفلسطينيين، كان هناك 9700 أسير فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية في أيار/ مايو. وقالت المنظمة إن نحو 3380 أسيرا إداريا محتجزون دون تهمة أو محاكمة. ولا تشمل هذه الأعداد السجناء من غزة؛ ولن تكشف السلطات الإسرائيلية عن عدد المعتقلين بالضبط أو مكان احتجازهم.

وقال أسرى سابقون إن الزنازين المخصصة لستة سجناء كانت تضم في بعض الأحيان ضعف هذا العدد، مع وضع مراتب على الأرض.

وقال البعض إن الأغطية كانت تنزع من نوافذ الزنازين في الشتاء لتعريضهم للبرد. وقال آخرون إن النشيد الإسرائيلي كان يعزف باستمرار وبصوت مرتفع؛ وتُترك الأضواء مضاءة في الليل لإزعاج نومهم.

ووفقا لمحاميه وسجلات المحكمة التي استعرضتها صحيفة واشنطن بوست، تعرض أحد السجناء الفلسطينيين للضرب أمام القاضي أثناء انضمامه إلى جلسة استماع عبر رابط فيديو في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وذكر محضر المحكمة: "يمكننا الآن سماع صرخات الناس وهم يتعرضون للضرب في الخلفية". وتوقفت الصيحات عندما تدخل القاضي.



وقال المتهم، الذي تم حذف اسمه من سجلات المحكمة: "لقد كسر أنفي. أطلب ألا تنتهي الجلسة قبل أن يعدوني بعدم ضربي".

وروى أسرى سابقون أن العنف والإهمال الطبي كانا مصحوبين بمنع الطعام. وقال كل منهم إنه فقد وزنا كبيرا في السجن، حيث خسر ما بين 30 و50 رطلا.

وقال الصحفي معاذ عمارنة (37 عاما)، الذي سجن لمدة ستة أشهر في مجدو بعد تصويره للمظاهرات في الضفة الغربية، إن زنزانته التي تتسع لستة أشخاص كانت تضم ما يصل إلى 15 شخصا أثناء إقامته.



وكان الأسرى يتقاسمون طبقا من الخضار والزبادي على الإفطار. وفي الغداء، كان كل سجين يتلقى نصف كوب من الأرز، وكانت الزنزانة ـ مهما كان عدد الرجال فيها ـ تقسم طبقا من الطماطم المقطعة أو الملفوف. وفي الأيام الجيدة، قد يكون هناك نقانق أو فاصوليا. وكان العشاء عبارة عن بيضة وبعض الخضار، كما قال.

وقالت المحامية آية الحاج عودة، التي قالت إن بعض العملاء أفادوا بأنهم يحصلون على ثلاث شرائح من الخبز يوميا أو بضع ملاعق من الأرز ويحصلون على قدر محدود من مياه الشرب: "إنها بالكاد تكفي للبقاء على قيد الحياة".

كان معزز عبيات، 37 عاما، بالكاد قادرا على المشي عندما غادر الأسر، الأسبوع الماضي. وقد تم اعتقاله في أعقاب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر للاشتباه في ارتباطه بحماس، ولكن لم يتم توجيه أي اتهامات إليه.

كان شعره الأسود المجعد ولحيته غير مرتبتين؛ وكانت عظام وجنتيه بارزة، وكانت عيناه غائرتين.

وفي عيادة في بلدة بيت جالا بالضفة الغربية حيث كان يتلقى الرعاية الطبية، قال إنه غير متأكد من عمره أو أعمار أطفاله الخمسة.

وقال: "لا أعرف شيئا سوى السجن"، وأشار إلى أنه كان لاعب كمال أجسام هاويا ذات يوم، وقد فقد أكثر من 100 رطل في تسعة أشهر.

وهمس وهو يصف حارسا يعتدي عليه جنسيا بالمكنسة، وقال أطباؤه إنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة وسوء التغذية. وقال واصفا السجن: "إنه غوانتانامو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال الفلسطينيين غزة اسرى فلسطين غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقوق الإنسان تشرین الأول فی السجون ما کان

إقرأ أيضاً:

عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل

أستاذ وناشط حقوقي فلسطيني ولد عام 1994 في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، عُرف بموقفه الثابت في الدفاع عن قريته ومناهضة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا. ساهم عام 2019 في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عام 2025، ووثق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. واستشهد في 28 يوليو/تموز 2025 برصاص مستوطن إسرائيلي قرب منزله أثناء تصديه لعملية استيطانية.

المولد والنشأة

وُلد عودة محمد خليل الهذالين عام 1994 في قرية أم الخير شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، في قلب الضفة الغربية المحتلة.

وتعود أصوله إلى قبيلة الهذالين، إحدى القبائل البدوية العريقة التي استقرت في المنطقة بعد أن أجبرها الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من موطنها الأصلي في بئر السبع عام 1948.

نشأ في كنف أسرة بدوية تعتز بأرضها، وتربى على قيم الصمود والتشبث بالأرض وعدم الاستسلام.

كان محبا للرياضة لا سيما كرة القدم، وشارك في مباريات ودية أقيمت في قريته ضمن فرق محلية مثل نادي مسافر يطا ونادي سوسيا، وآمن بأن الرياضة تعزز الانتماء وتُنمّي روح التحدي.

عودة الهذالين عمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية (مواقع التواصل)الدراسة والتكوين

تلقى عودة تعليمه الأساسي في مدارس مسافر يطا، والتحق بمدرسة أم الخير الابتدائية عام 2000، وواصل دراسته رغم ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المدارس بسبب مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أظهر منذ صغره حبه لتعلم اللغات، وأبدى اهتماما خاصا باللغة الإنجليزية، مما دفعه لإكمال تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الصرايعة التي تخرج فيها عام 2012. وواصل دراسته الجامعية في جامعة الخليل، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 2016.

تزوج الهذالين وأنجب ثلاثة أطفال وهم وطن ومحمد وكنان.

المسيرة النضالية

عمل عودة بعد تخرجه مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية، لكنه لم يكتف بالدور التعليمي، بل سرعان ما برز ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومقاومة الاستيطان جنوب الضفة الغربية.

وعرفه المحليون والدوليون بأنه صوت قرية "أم الخير" والمدافع الأول عن سكانها، وأصبح المتحدث غير الرسمي باسمها، خاصة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.

تولى لفترة طويلة مسؤولية المرافعة الميدانية، واستقبل الوفود الأجنبية من دبلوماسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين، وقادهم في جولات توثيقية داخل المناطق المهددة بالهدم، موضحا واقع البيوت التي أصبحت خياما، والأراضي التي صودرت لصالح التوسع الاستيطاني.

إعلان

بالعربية والإنجليزية، قدّم الهذالين شهادات حية ومؤثرة نقلت معاناة قريته إلى العالم، مستخدما لغة بسيطة لكنها قادرة على النفاذ إلى الضمير الإنساني.

عودة الهذالين شارك في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل (مواقع التواصل)"لا أرض أخرى"

شارك الهذالين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي صُوّر على مدى أربع سنوات (2019-2023) وانتهى العمل عليه قبل أيام قليلة من اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، حصد أصداء واسعة في الأوساط السينمائية والحقوقية، وفاز بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" و"جائزة الجمهور" في مهرجان برلين السينمائي عام 2024، ثم حقق إنجازا تاريخيا بفوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الـ97 للأكاديمية، التي أُقيمت يوم 2 مارس/آذار 2025 على مسرح دولبي في هوليود.

وسلّط الفيلم الضوء على معاناة الفلسطينيين في قرية مسافر يطا جنوب محافظة الخليل، وركز على حياتهم التي يقضونها في المقاومة للبقاء والعيش في أرضهم رغم القمع والاستيطان.

وأثار فوز الفيلم بجائزة أوسكار موجة غضب كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، واعتبرته الحكومة الإسرائيلية "لحظة حزينة للسينما العالمية"، ذلك أنه جسّد حقيقة النكبة التي ترفض روايتها.

الاستشهاد

استشهد عودة محمد خليل الهذالين مساء يوم الاثنين 28 يوليو/تموز 2025، وذلك بعدما أطلق مستوطن إسرائيلي النار مباشرة على رأسه أمام منزله في قرية أم الخير.

ووفقا لشهادات الأهالي، جاء الاعتداء في سياق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة جرافة عسكرية أراضي القرية لتوسيع مستوطنة "كرميئيل" المقامة على الأراضي المصادرة.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطن المسؤول عن إطلاق النار هو ينون ليفي، أحد أبرز المستوطنين المعروفين بتورطهم في اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية.

ويُذكر أن ليفي هذا مُدرج منذ عام 2023 في قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية والكندية، ضمن حزمة شُرعت لمحاسبة المستوطنين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية.

سياسات قمع إسرائيلية

وفي 29 يوليو/تموز 2025، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة عزاء الشهيد عودة الهذالين في قرية أم الخير، واعتدت على عدد من النشطاء والصحفيين الأجانب ثم طردتهم بالقوة، وأعلنت المنطقة "عسكرية مغلقة"، في محاولة واضحة لمنع أي مظاهر للتضامن المحلي والدولي.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات طردت المعزين بالقوة من العزاء واعتقلت ناشطتين أجنبيتين كانتا ضمن المتضامنين.

مقالات مشابهة

  • خلافات حادة داخل الكابينت حول مسار الحرب
  • هذا ما نعرفه عن إنزال المساعدات جوا.. شهادات ترصد حجم استفادة غزة
  • الغنوشي يبدأ إضرابا عن الطعام داخل السجن تضامنا مع غزة (شاهد)
  • حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف احتجازهم والعائلات المتضرر الأكبر
  • في لحظة واحدة خسرناها وخسرناه.. شقيقة ضحية والدها: كان أحن أب في الدنيا وما كانش يقصد| القصة الكاملة
  • حملة واسعة تضامنا مع معتقلي سجن بدر.. ومطالبات بوقف التعذيب والانتهاكات
  • عشرات الشهداء والجرحى جراء مجازر وحشية جديدة في غزة (حصيلة)
  • السجن مدى الحياة لامرأة طعنت حبيبها السابق لنشره صورته على تطبيق تيندر ..فيديو
  • ناد إنجليزي يتعاقد مع مهرب مخدرات بعد خروجه من السجن
  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل