الشرقاوي: الإعتراف الفرنسي زلزال دبلوماسي و الجزائر فاتها القطار
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
قال عمر الشرقاوي، أستاذ العلوم السياسية، أن فرنسا خرجت من سياسة الغموض والحربائية اتجاه القضية الوطنية، والتحقت رغم التأخر بقائمة الدول الكبرى الداعمة بشكل واضح لسيادة المغرب على صحراءه.
و ذكر الشرقاوي في مقال له ، أنه بعد الاختراق الكبير الذي حققه الموقف الأمريكي في جدار الانفصال، و الموقف الاسباني والإسرائيلي والألماني والبرتغالي والبلجيكي بتأييدهم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية جاء الموقف الفرنسي ليبعثر ما تبقى من أوراق الانفصال.
و اعتبر الأستاذ الجامعي ، أن فرنسا اختارت اشهار الاعتراف الرئاسي بالتزامن مع احتفالات المغرب بالذكرى 25 لتربع الملك محمد السادس على العرش، وبلا شك أن اختيار هذا التوقيت والمناسبة الوطنية له دلالته الرمزية ويزيد من قوة الموقف الفرنسي ورمزيته.
و أشار الشرقاوي، إلى أن الأحداث بعدما كانت تتجاوز فرنسا في علاقتها بالمغرب، انصت قصر الاليزيه لصوت العقل والمصالح المشتركة، مع العلم أن التاريخ الطويل لفرنسا مع بلدنا، كان يفترض أن تكون فرنسا المدافع الأول عن سيادة المغرب وحقوقه التاريخية على أراضيه.
لكن سياسة اللعب على كل الحبال التي كان يمارسها الرئيس إيمانويل ماكرون والتي حولت مواقف فرنسا اتجاه حليف تقليدي كما تدعي إلى مواقف بلا ألوان، بل أصبحت المواقف الفرنسية من القضية الوطنية تتلوَّن كلَّ يوم بلون معيَّن بحسب مصالحها في الشتاء والصيف يقول الشرقاوي.
و اعتبر المتحدث ، أن المملكة المغربية اختارت أن لا تستمر في وضع فرنسا على رأس قائمة الدول الصديقة والحليف الاستراتيجي إذا كانت باريس تصر على الاستمرار في مواقفها الضبابية والاحتماء بمناطق الراحة.
اليوم مع الموقف الفرنسي الذي طبخ على نار هادئة، يظهر أن باريس اختارت طريقها الصحيح وأكدت بالملموس أنها ترجح كفة المصالح الاستراتيجية المغربية الفرنسية على غيرها من المصالح مع دولة كالجزائر يضيف الشرقاوي.
ووصف الأستاذ الجامعي، الموقف الفرنسي بالزلزال الدبلوماسي، الذي أخرج حكام الجزائر منذ أسبوع عن طوعهم، ودخلوا في هيستيريا ديبلوماسية، و ستدفع بلا شك نظام “الكابرانات” الى اتخاذ قرارات بهلوانية من مثيل الغاء زيارة تبون لفرنسا واستدعاء سفيرهم في باريس للتشاور دون مراعاة القرارات السيادية للدول، ودون احترام حتى سمفونية الحياد الديبلوماسي التي ظلت ترددها اكثر من اربعة عقود.
لكن ما لم يستوعبه النظام الجزائري البائد، ان الخريطة الجيوستراتيجية تغيرت جذريا على المستوى العالمي والاقليمي، وان فرنسا وامريكا واسبانيا وبريطانيا أصبحوا في حاجة لدول مدنية موثوقة ومستقرة وذات مصداقية، وليس الى دول هشة تبني شرعيتها على اختلاق توترات اقليمية ودفع رشاوى دولية للمس بسيادة جيرانها على حد قوله.
وخلص الشرقاوي ، إلى أن فرنسا حققت الانعراجة الديبلوماسية المطلوبة من دولة صديقة، وأن الجزائر فاتها القطار ومن صرف ماله على تقسيم الدول مات غما وحسرة بقرارات صادمة وهذا حال “الجارة” الشرقية، وطبعا لن تستطيع فعل أي شيء لتغيير ما يجري بكل بساطة لأنها دولة هامشية وهشة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الموقف الفرنسی
إقرأ أيضاً:
اتفاق بريطاني ـ فرنسي حول المهاجرين.. وماكرون يدفع نحو دولة فلسطينية
أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اتفاق استثنائي يسمح بإعادة المهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون القنال الإنجليزي إلى فرنسا، مقابل استقبال بريطانيا لاجئين عبر مسارات قانونية. في خطوة غير مسبوقة تعكس تغييرات في سياسة اللجوء، دعا ماكرون خلال الزيارة الرسمية إلى لندن إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أهمية التعاون الأوروبي في ملفات أمنية وسياسية حاسمة.
وجاء الإعلان عن الاتفاق خلال مؤتمر صحفي مشترك في قاعدة "نورثوود" العسكرية بلندن، في ختام زيارة دولة استمرت ثلاثة أيام للرئيس الفرنسي إلى المملكة المتحدة.
وبحسب التفاصيل التي كشف عنها الجانبان، فإن الاتفاق يشمل تنفيذ خطة تجريبية تُعرف بـ"واحد مقابل واحد"، حيث تحتجز السلطات البريطانية عددًا من المهاجرين الذين يصلون عبر القوارب الصغيرة، وتعيدهم إلى فرنسا، مقابل استقبال لاجئين من فرنسا ممن يثبت وجود روابط أسرية لهم في بريطانيا، شرط أن لا يكونوا قد حاولوا دخول البلاد بشكل غير شرعي.
نقلة في سياسة اللجوء البريطانية
يُعد الاتفاق، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان"، أول آلية رسمية من نوعها بين البلدين لإعادة طالبي اللجوء، ويأتي في سياق سعي حكومة ستارمر لتغيير جذري في أسلوب التعامل مع ملف الهجرة غير النظامية، بعد سنوات من الجدل والفشل في تنفيذ اتفاقيات فعّالة مع الاتحاد الأوروبي عقب خروج بريطانيا من التكتل.
وقال ستارمر: "للمرة الأولى، سيتم احتجاز المهاجرين غير النظاميين العابرين للمانش، وإعادتهم إلى فرنسا في أقصر وقت ممكن".
وأضاف: "لا توجد عصا سحرية، لكن باتحاد الجهود وتغيير التكتيكات، يمكننا قلب المعادلة".
الرئيس الفرنسي من جهته لم يخف انتقاده لنتائج "بريكست"، قائلاً: "قيل للبريطانيين إن الخروج من الاتحاد سيجعل السيطرة على الهجرة أسهل، لكن العكس حصل. منذ بريكست، لا يوجد اتفاق لإعادة المهاجرين بين المملكة المتحدة والاتحاد، ما شكّل حافزًا للمخاطرة بالعبور غير القانوني".
آلية معقدة وتأثير محدود
ووفقًا لما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن عدد الأشخاص الذين سيُعادون إلى فرنسا بموجب هذا الاتفاق لن يتجاوز 50 شخصًا أسبوعيًا، ما يشير إلى أثر محدود مقارنة بعدد الذين يعبرون القنال سنويًا.
ورفض ستارمر الإفصاح عن الأرقام الدقيقة، مؤكدًا أن المشروع لا يزال في مرحلته التجريبية، لكنه شدد على أن من يُعادون إلى فرنسا سيكونون ممن تعتبر طلباتهم “غير مقبولة” لأنهم قدموا من بلد آمن.
كما أكد أن من سيتم قبولهم من فرنسا سيتقدمون بطلباتهم إلكترونيًا، وسيخضعون لتدقيق أمني وبيومتري، ولن يُسمح لهم باللجوء إذا ثبت أنهم حاولوا الدخول سابقًا بطرق غير شرعية.
رسالة للمهرّبين.. وتأكيد على "الردع"
ماكرون شدد على أن الهدف الأهم من الاتفاق هو "خلق تأثير ردعي"، قائلاً: "نريد أن تصل الرسالة بوضوح إلى المهرّبين: اللعبة انتهت".
وأشار إلى أنه يسعى للحصول على دعم دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان ومالطا قبل توسيع نطاق الاتفاق.
أما ستارمر، فأكد أن بلاده ماضية في حملة غير مسبوقة ضد العمل غير القانوني، معتبراً أن تلك الخطوات سترسل "إشارة واضحة بأن الوظائف التي وُعد بها المهاجرون لن تكون متاحة".
بين الواقعية والمعارضة الشعبوية
الاتفاق لاقى ترحيبًا من الأوساط الحكومية في البلدين، لكنه لم يخلُ من انتقادات في الداخل البريطاني، خصوصًا من التيار الشعبوي اليميني، الذي يرفض فتح أي مسارات قانونية للجوء.
وفي ردّه على ذلك، قال ستارمر: "نحن نقبل اللاجئين الحقيقيين لأن من واجبنا الأخلاقي أن نوفر ملاذًا لمن هم في أمسّ الحاجة، لكن لا يمكننا مواجهة هذا التحدي وحدنا. لهذا السبب، يأتي هذا الاتفاق اليوم ليؤكد أن الحلول لا تأتي إلا بالتعاون".
ما بعد المهاجرين.. فلسطين، والردع النووي
اللافت في اللقاء الثنائي أن ماكرون لم يكتفِ بملف الهجرة، بل دعا نظيره البريطاني للاعتراف بدولة فلسطين، وهو مطلب فرنسي تكرر في الأشهر الأخيرة. كما اتفق الطرفان على "تعزيز التعاون في الردع النووي الأوروبي”، في خطوة وصفها ماكرون بـ"التاريخية".
وختم الرئيس الفرنسي بنصيحة سياسية لستارمر، قال فيها: "لا تنجرّوا وراء الشعبوية، فهي إنكار للعلم وتشويه للحقائق. بريكست لم يحل أزمات الهجرة أو الاقتصاد، بل فاقمها".