السنوار خلفًا للأبطال
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
إنِّها مهمة صعبة لكنها بيد رجل شجاع، إنها أمانة عظيمة لكن ذهبت لمن هو أهل لها، إنها لحظات حاسمة لنضال أمة صامدة، إنِّها غزة العزة وفلسطين الإباء؛ ففيها الشجعان لا يموتون بل يولدون كل يوم.
فقد أعلنت حركة "حماس" اسم قائدها ورئيسها خلفًا للقائد الشهيد المناضل إسماعيل هنية- رحمه الله- وهو القائد الهُمام يحيى السنوار، والذي هو خير خلف لخير سلف.
السنوار ذلك الشخص الذي أرعب الصهاينة مرات ومرات فهو صاحب فكر سديد وقيادة محنكة لدفة الحرب، وهو مهندس عمليات المقاومة والفداء في غزة الصامدة على مدى عشرة أشهر، والتي أبهرت العالم بثباتها رغم تكالب معظم الأمم عليها وسحق البشر والحجر.
النصر قادم بإذن الله، فلله رجال أشاوس ذوي بأس شديد على العدا، أذاقوا العدو ويلات ما اقترفته أيديه من بطش وفساد فسُحقوا بأيدي رجال الحق.
السنوار خلفًا للأبطال يحمل لواء المقاومة والنصر، وينبعث الأمل من وسط الركام الذي دك به العدو أحبابنا في فلسطين وغزة، ليتحقق وعد الله قريبًا بإذنه بأفعال أبطال المقاومة وشرفاء الأمة الأطهار، الذين بذلوا الغالي والنفيس من الأرواح من أجل طرد محتل غاشم وتحرير وطنهم.
السنوار هو الكابوس القادم لدولة الاحتلال لتدمير ما تبقى من كسر الجليد تحت أقدام الصهاينة الظالمين ومن عاونهم وحالفهم؛ فالدائرة عليهم بإذن الله.
فلسطين الولادة للقادة الأحرار ستبقى حصينة أبيّة، مهما تكالبت عليها أمم الضلالة ومجوس الأرض، ومهما تخلى عنها إخوانها؛ فهي شامخة عزيزة بالشجعان، وهي اليوم رغم المحنة تتطهر من الأنذال الأنجاس نحو صفاء الأرض وتحرير القدس ودحر هؤلاء المجرمين.
السنوار سيقلب طاولة المعارك رأسًا على عقب فوق رؤسهم، بعد اغتيال رفيق دربه في النضال وبعد أن ربح البيع مع أبي العبد؛ فأعتلى شهيدًا إلى جنان الخلد ليخلف البطل بطل مثله، ولتظل مكرمات الأرض في فلسطين المباركة المليئة بأحرار الأرض، فموت قائد لا يمس ولا يضير من سير الجهاد قيد أنملة، فإنه جهاد نصر أو استشهاد، تحمله نفوس المرابطين الأحرار.
فمع السنوار واختياره رئيسًا وقائدًا لحركة المقاومة والجهاد سيسطع فجر آخر- بإذن الله- من ضياء النصر حتى تحرير القدس من خبثاء الأرض؛ فالسنوار هو الرجل المناسب في المكان المناسب.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين برحمتك يا أرحم الراحمين.. اللهم انصر إخواننا في غزة وفلسطين وأخزِ اليهود الظالمين الغاصبين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد الحج؟.. روشتة شرعية للعائدين من المشاعر المقدسة
رجع الحجيج من الحج، فبدأنا سنةً جديدة، وطوينا صفحة سنةٍ ماضية، ويبدأ المسلم فيها صفحةً جديدة مع الله، ومع الناس، ومع النفس، والتجديد في الإسلام قد أتانا به سيدنا رسول الله، ونبَّهنا إليه، وأرشدنا إلى معناه، ووسَّع مجاله.
وكان سيدنا رسول الله يقول: «جدِّدوا إيمانكم». وكان أحدهم يسأل: كيف يُجدِّد أحدُنا إيمانه يا رسول الله؟ فيقول: «قولوا: لا إله إلا الله».
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن من مزية هذا الدين، ومن هدي المصطفى، أنه يعلِّم الكافة: العالم والجاهل، الحضري والبدوي، الذكي والغبي، بشيءٍ بسيط، هو مفتاحٌ لسعادة الدارين: الدنيا والآخرة. قولوا: "لا إله إلا الله"، وابدؤوا صفحةً جديدة مع الله.
وتابع: إذًا، الصفحة الجديدة سهلةٌ ميسورة، يقول فيها المؤمن كل صباح، وهو يريد أن يفتح صفحةً جديدة مع الله سبحانه وتعالى، ومع النفس، ومع الناس: "لا إله إلا الله"، يستطيعها كل أحد، منوها أن هذه الصفحة الجديدة لم يُكتب فيها بعد، ولا نريد أن يُكتب فيها شيءٌ من المعاصي، بل نريد أن نملأها بالطاعات، حتى إذا ما نظر الله سبحانه وتعالى إليها - وهو العليم بالظاهر والباطن - نظر إلينا بنظر الرحمة.
وأشار الدكتور علي جمعة، إلى أن الحج يُخرج الإنسان من ذنوبه كيوم ولدته أمه، و«الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». وقال ابن حجر العسقلاني رضي الله تعالى عنه، في كتاب صغير له عن عموم المغفرة للحجاج، إنه أورد حديثًا وصحَّحه: "من حج فلم يرفث ولم يفسق، وظن أن الله لم يغفر له، فقد كفر".
غفران الذنوبوأوضح أنه لا بد أن تعلم أن هذه الشعيرة تغفر الذنوب جميعًا، وأنك قد عدت بصفحةٍ بيضاء. فهيا اختبر نفسك مع الله: هل ستستطيع أن تُبقي الصفحة نظيفة؟ هذا هو المراد. أم أنك ستلوثها بالمعصية والتقصير؟ نسأل الله سبحانه وتعالى لنا التوفيق والإعانة. فـ «كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون». والتوابون هم الذين يتوبون كثيرًا، ولا يملُّون من رحمة الله وفضله، بل يعودون إلى الله، كما قال في الحديث القدسي: «يا ابن آدم، لو أن لك قَـرَاب الأرض ذنوبًا» - وفي رواية: «تُراب الأرض ذنوبًا» - «ثم جئتني مستغفرًا» - وفي رواية: «تائبًا» - «لغفرت لك».
وتابع: ولا يستطيع الإنسان أن يفعل مقدار مترٍ مكعبٍ من تراب الأرض ذنوبًا؛ فإن عدد ذرات التراب في المتر المكعب أكثر من عدد لحظات حياة الإنسان في ألف سنة. فلو أن الله سبحانه وتعالى أعطاك ألف سنة من العمر، وأردت أن تعصيه في كل لحظة، ما استطعت أن تبلغ أكثر من متر مكعب من تراب الأرض. ولكنك لو جئت ربك بتراب الأرض جميعًا ذنوبًا، ثم جئته تائبًا، لغفر لك.
وتسائل: فما هذا الفضل العميم؟ وهل هناك تأخُّرٌ بعد ذلك من أن نفرَّ إلى ذلك الحبيب سبحانه وتعالى، وأن ننخلع من ذنوبنا مرةً واحدة، أمام هذا الكرم، والرحمة، والحنان، والأمان؟