ما الأسباب التي دفعت واشنطن للموافقة على صفقة أسلحة هجومية للسعودية؟
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
علق خبراء أمريكيون على الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى استئناف تزويد السعودية بالأسلحة الهجومية، في أعقاب صفقة جديدة وكبيرة أبرمت بين الطرفين، وعلاقة ذلك بالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، عن مسؤولين من الولايات المتحدة والسعودية، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستقوم بإرسال ذخائر للسعودية بقيمة تصل إلى 770 مليون دولار.
وأكدت "وول ستريت جورنال"، أن الشحنة تشمل 3000 قنبلة صغيرة القطر من طراز GBU-39s بقيمة 290 مليون دولار. وتعد هذه القنابل، ذات الذخيرة التي تزن 250 رطلاً، قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة من مسافات بعيدة، بما في ذلك في المناطق الحضرية.
كما سترسل واشنطن أيضًا 7500 قنبلة من طراز "Paveway IV" بقيمة 468 مليون دولار، وهي ذخائر تستخدم أشعة الليزر أو الأقمار الصناعية لتحديد أهدافها بدقة.
ضغط على إيران وقال الكاتب والصحفي المتخصص بالعلاقات السعودية الأمريكية، توماس ليبمان، في تصريح لـ"عربي21" إن الصفقة جاءت في هذا التوقيت تحديدا لزيادة الضغط على إيران، مستبعدا في الوقت نفسه أن يحدث التطبيع بين السعودية و"إسرائيل".
وأضاف ليبمان قائلا: "التطبيع لن يحدث أبدًا على أي حال، ولم يكن السعوديون بحاجة إلى القيام بذلك"،
ومعلقا على علاقة الصفقة الجديدة بالهجمات التي تشنها بريطانيا وأمريكا ضد جماعة الحوثي، يعتقد ليبمان أن السعودية سيكون لها دور في ذلك أيضا مضيفا بقوله: " ليس لدى السعوديين ما يخسرونه إذا كثفوا أعمالهم ضد الحوثيين".
دعم "إسرائيل"
أما بريان كلارك زميل أول في معهد هدسون الأمريكي فقال، إن "الولايات المتحدة تحتاج إلى المملكة العربية السعودية لدعم "إسرائيل أثناء صراع محتمل مع إيران، بما في ذلك السماح بعمليات الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية فوق المملكة العربية السعودية. في المقابل، تريد المملكة العربية السعودية استئناف تلقي الأسلحة الهجومية من الولايات المتحدة".
وقال كلارك في تصريح لـ"عربي21"، إنه "رغم الحظر، فقد كانت السعودية تدعم الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين لأنهم أعداء لها أيضًا. لكن من المحتمل أن تستفيد الولايات المتحدة من التعاون الاستخباراتي الإضافي مع السعودية والقدرات والهجمات السعودية ضد مواقع الحوثيين عندما لا تتمكن القوات الأمريكية من الوصول إليها في الوقت المناسب".
بدوره، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق للشرق الأستاذ مايكل مولروي في حديث لـ"عربي"21، إن الصفقة بين واشنطن والسعودية ترجع إلى عدة أسباب، أولاً، أصبحت الحرب مع إيران للأسف أكثر احتمالية، ويجب أن تكون السعودية مستعدة للدفاع عن نفسها. وأن تكون شريكًا قادرًا تمامًا.
ثانيًا، من المرجح أن يكون ذلك جهدًا للمضي قدمًا في المفاوضات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد علقت في أواخر 2020 مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية، وسط مخاوف بشأن الخسائر الناجمة عن الحرب التي قادتها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وأسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين.
وفي ربيع 2022، انتهت المعارك بهدنة توسطت فيها الأمم المتحدة، حيث استمرت بعد انقضاء فترتها المتفق عليها.
ويتزامن القرار الأمريكي مع حالة ترقب بالمنطقة من رد إيراني يمني لبناني مشترك على الاغتيالات والهجمات الذي نفذها الاحتلال الشهر الماضي في البلدان الثلاثة، حيث طالب الاحتلال بتشكيل تحالف من دول غربية وعربية لصد الهجوم الإيراني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الولايات المتحدة السعودية بايدن السعودية الولايات المتحدة بايدن صفقات أسلحة بن سلمان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل| الولايات المتحدة تُمسك بخيوط التهدئة.. وخبير يعلق
وسط الركام والدخان والدموع، بدأت إيران في لملمة جراحها بعد 12 يوماً من القصف الإسرائيلي الذي خلف خسائر بشرية ومادية فادحة. وبينما يحاول الجانبان الترويج لانتصارات إعلامية، تظل المشاهد من المستشفيات والأحياء المدمرة أبلغ تعبير عن فداحة ما جرى.
أرقام مفزعة من وزارة الصحة الإيرانية
أعلن وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، أن حصيلة القصف الإسرائيلي على إيران بلغت 606 قتلى منذ اندلاع الهجمات وحتى إعلان وقف إطلاق النار. وأوضح في تصريح متلفز أن نحو 95% من الضحايا لقوا حتفهم تحت أنقاض المباني التي دمرها القصف، في حين توفي الباقون متأثرين بجراحهم بعد وصولهم إلى المستشفيات.
وأضاف أن عدد الجرحى تجاوز 4700 مصاب، وفق ما أعلن المتحدث باسم الوزارة حسين كرمانبور، الذي وصف الوضع داخل المستشفيات خلال الأيام الماضية بأنه "مروّع إلى حد لا يُحتمل"، مؤكداً أن الأرقام تتعلق بالمدنيين فقط.
ضحايا من الأطفال والطواقم الطبية
ومن بين القتلى، هناك 13 طفلاً، أصغرهم رضيع لا يتجاوز عمره شهرين، إضافة إلى خمسة من أفراد الطواقم الطبية، من أطباء ومسعفين، لقوا حتفهم أثناء تأدية مهامهم الإنسانية خلال الغارات. كما أُبلغ عن تضرر سبعة مستشفيات وتسع سيارات إسعاف بفعل القصف، ما يزيد من تعقيد جهود الإنقاذ والإغاثة.
قراءة في الموقف الاستراتيجي
من جانبه، علّق اللواء سمير فرج, الخبير الاستراتيجي والعسكري، على المشهد بالقول إن الأطراف المعنية ستجلس أخيراً علي طاولة التفاوض، مما يُعد مؤشراً على إدراك الجميع لخطورة الاستمرار في التصعيد. وأشار إلى غموض الصورة بشأن الطرف الذي خرج منتصراً، فبينما تعلن إيران أنها ردت بقوة، تؤكد إسرائيل أن امريكا ضربت المنشآت النووية في إيران دمرتها.
وأشار فرج إلى أن إسرائيل كانت تعتزم توجيه ضربات جديدة لإيران بعد وقف إطلاق النار، لكن الرئيس الأمريكي تدخل لمنع هذا التطور الخطير، في خطوة عكست حرص واشنطن على تجنب حرب شاملة في المنطقة.
إيران وإسرائيل... رسائل متبادلة
برأي فرج، فإن إيران نجحت في إثبات قدرتها العسكرية وتوسيع رقعة الاشتباك، موجِّهة رسالة قوية بأنها تملك أدوات الردع الإقليمي. أما إسرائيل، فقد أظهرت قدراتها الدفاعية في صد بعض الهجمات، لكنها تلقت ضربات كشفت عن ثغرات في منظومتها، وهو ما يضعها أمام مراجعة أمنية ضرورية.
أميركا المستفيد الأكبر؟
وفي ختام تحليله، أكد فرج أن الولايات المتحدة تُعد الرابح الأكبر، إذ نجحت في لعب دور الوسيط الفعّال الذي أعاد ضبط الإيقاع، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب كارثية كانت ستضر بمصالح واشنطن وحلفائها في الخليج.
رغم توقف أصوات القصف، فإن صدى المآسي لا يزال يتردد في أرجاء إيران. فالبيوت المدمرة، والضحايا من الأطفال، والكوادر الطبية التي دفعت حياتها ثمناً للواجب، ستبقى شاهدة على لحظة تاريخية دامية. وما لم يتحول وقف إطلاق النار إلى سلام حقيقي، ستظل المنطقة مرشحة لانفجار جديد، ربما يكون أشدّ قسوة.