شهد العالم، خلال الـ24 الساعة الماضية، العديد من الأحداث المهمة بجانب التطورات في ملف حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ضغط سياسي وتوبيخ لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وملياردير بريطاني مفقود على رحلة يخت فاخرة وفرق الإنقاذ تواصل البحث، و«الصحة العالمية» تزف بشرى للعالم بأن جدري القرود لن يتحول إلى جائحة جديدة.

ضغوط سياسية وتوبيخ لنتنياهو

مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل للمرة التاسعة، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية.

وخرج وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بتصريحات لافتة، مشيرًا إلى أن إعادة المحتجزين من غزة يجب أن تتم تحت ضغط عسكري شديد ووقف إدخال المساعدات الإنسانية، وليس من خلال صفقات غير مسؤولة قد تؤدي إلى زيادة عدد المحتجزين والقتلى في المستقبل، ومن جانبه، علق زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، قائلاً: «مع مرور الأيام وفقدان المزيد من الأسرى، يجب أن نسعى إلى التوصل إلى صفقة الآن»، بحسبما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وفي سياق النقاش المحتدم حول أزمة الأسرى، وجه نائب رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، يائير جولان، انتقادًا لاذعًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلًا: «إذا كان هناك سياسي مستعد للمخاطرة بمستقبله السياسي لإنقاذ حياة الأسرى في غزة، ولكنه لا يفعل ذلك، فهو رجل حقير يسحق الأمل».

ملياردير بريطاني مفقود على رحلة يخت فاخرة 

تعيش منطقة قبالة ساحل صقلية حالة طوارئ حيث تجري عمليات البحث عن ستة مفقودين إثر غرق يخت فاخر قيمته 30 مليون جنيه إسترليني، والذي تعرض لعاصفة شديدة، ومن بين الأشخاص المفقودين مايك لينش، قطب التكنولوجيا البريطاني، وابنته البالغة من العمر 18 عامًا، بحسبما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وعندما كانت السفينة راسية على بعد 300 متر فقط من الساحل، اجتاحت عاصفة مائية غير متوقعة وسط عواصف رعدية شديدة بالقرب من مدينة باليرمو، وذلك حوالي الساعة الخامسة صباحًا.

وغرق القارب بسرعة، رغم أنه كان يحمل 10 من أفراد الطاقم و12 راكبًا، ووصف الناجون الذين تم العثور عليهم عائمين في قارب للنجاة كيف كافحوا للسباحة من أجل إنقاذ حياتهم.

وأفاد أحد الخبراء البحريين أن غرق سفينة بهذا الحجم نتيجة الظروف الجوية يُعد أمرًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أنه على الرغم من شدة العاصفة في ذلك الوقت، كان من المتوقع أن يتمكن اليخت الفاخر من الصمود.

وعثرت فرق البحث على جثة رجل يُعتقد أنه كان يعمل طاهياً على متن السفينة الغارقة، وتخشى السلطات من أن يُعثر الغواصون المتخصصون على مزيد من الجثث داخل هيكل السفينة خلال عمليات البحث اليوم.

بشرة سارة للعالم بشأن جدري القرود

وزف مسؤول في منظمة الصحة العالمية بشرة سارة للعالم بأن جدري القرود لن يتحول إلى جائحة مثل «كوفيد-19»، مؤكدًا على أن المنظمة تمتلك المعرفة الكافية للسيطرة عليه، وفقًا لوكالة «رويترز».

وعلق هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة: «يمكننا، بل ويجب علينا، أن نتعاون لمواجهة مرض جدري القرود».

وأضاف: «هل سنختار تعزيز الأنظمة للحد من انتشار المرض والقضاء عليه عالميًا، أم سندخل في دوامة جديدة من الذعر والإهمال؟ إن الطريقة التي سنتعامل بها الآن وفي السنوات القادمة ستكون اختبارًا حاسمًا لأوروبا والعالم». 

وأشار إلى أن كلوج أن التركيز على سلالة «clade 1» الجديدة سيسهم أيضًا في مكافحة سلالة «clade 2» الأقل خطورة، التي انتشرت عالميًا منذ عام 2022، وأوضح أن هذا التركيز سيمكن أوروبا من تحسين استجابتها للتعامل مع الوضع بشكل أفضل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جدري القرود نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي الصحة العالمية الفصائل الفلسطينية جدری القرود

إقرأ أيضاً:

معلقات بين الحداد والانتظار - زوجي مفقود.. فهل أُعدّ أرملة؟

كل صباحٍ تستيقظ أنسام محمد (اسم مستعار) على أمل واحد، أن يصلها خبر. خبرٌ صغير، رسالةٌ مقتضبة، أو حتى إشعار هاتفي يعيد إليها شيئاً من حياةٍ توقفت منذ السابع من أكتوبر 2023، حين غادر زوجها البيت ولم يعد. منذ ذلك اليوم، وهي لا تعرف إن كانت زوجة شهيد، أم زوجة أسير، أم ببساطة امرأة علّقت حياتها على سؤال لا جواب له: "ما مصيره؟"

في ركن من منزل أنسام، يحتل الهاتف مكاناً لا يغيب عن عينيها، تنتظر منه ما تأخر، وتصارع يوماً بعد يوم صوتاً داخلياً يهمس: "ربما لن يعود". لكن صوتاً آخر، أقوى وأكثر عناداً، يردّ: "بل سيعود، لابدّ أن يعود."
ثلاثة أطفال يُربّون الحنين في غياب والدهم. أكبرهم، حين وصفه أحدهم في الشارع بـ"اليتيم"، عاد للبيت وهو يعلن أن والده شهيد. صفعته أنسام، لا غصباً منه بل رفضاً لفكرة الموت، وعادت لتغمره باكية: "بابا مسافر... مش ميت."

أنسام لا تعيش الحداد، بل تعيش الانتظار. وبين نظرات الشفقة، أو التهكم، أو حتى "النصيحة" بالزواج من جديد، تبقى هي كما هي: زوجة رجل لا تعلم إن كان في عداد الشهداء أم المعتقلين.

هكذا تبدأ يومها: بين وجع الغياب، ومرارة الأسئلة، ورفض التصديق، في قصة من آلاف القصص التي لم تُختم فصولها بعد... في غزة ، حيث لا ينتهي الفقد، ولا يُقفل باب الرجاء...

حين تسأل أنسام نفسها: "لماذا لا يُصدقني أحد؟"، لا تجد إجابة تقنعها سوى أن الناس تعبوا من الأمل... وهي وحدها من لم يسمح لليأس أن يقيم في قلبها.

وتلك ليست القصة الوحيدة. ففي بيت لاهيا، تروي مها - زوجة شاب اختفى أثناء الاجتياح الأخير - بصوت مرتجف: "آخر مرة شافوه فيها، كان في الشارع العام، قالوا الجنود اعتقلوه... بس ناس تانيين حلفوا إنهم شافوا الدبابة تدعس جسمه."

بين روايتين متناقضتين، تعيش مها في العراء. لا جسد لتبكيه، ولا اسم في قوائم الأسرى، ولا قبر يمكن أن تزوره في الأعياد. "أنا مطلقة من الحياة... لا زوجة ولا أرملة"، تقولها وتغالب دموعًا تراكمت منذ شهور.

هذا النوع من الغياب لا يمنحك امتياز الحزن المكتمل، ولا شرف الشهادة. إنه فراغ مُعلّق يجعل من كل دقيقة انتظارًا مستنزفًا.


وتتضاعف القسوة حين تضاف مسؤولية الأطفال، والأسئلة اليومية التي لا تنتهي. "وين بابا؟" يسأل الطفل، ولا تملك الأم سوى أن تخترع قصة جديدة، كل مرة، تحفظ شيئًا من الأمل، ولا تصدم طفولته بحقيقة مُعطّلة.

خارج هذه البيوت، وبين الأزقة والخيام، يعيش الناس على لحظات تُشبه المعجزات: لحظة أن يُفرج الاحتلال عن معتقل من غزة، فيحمل معه، ربما، معلومة عن المختفين الآخرين.

فمنذ بداية الحرب، لم يُسمح لأي منظمة حقوقية بزيارة معتقلي غزة في سجون الاحتلال. اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقدّمت مرارًا بطلبات للزيارة، لكنها جوبهت بالرفض. لم تتلقِ العائلات شيئًا: لا صورة، لا رسالة، ولا حتى رقم ملف.

في أوائل مايو 2025 فقط -أي بعد سنة ونصف تقريبًا من بدء الحرب والاختفاء- سمح الاحتلال لمحامين من هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير بزيارة قسم "ركيفت"، أحد أقسى أماكن الاحتجاز، تحت سجن الرملة.

خرج المحامون بشهادات صادمة: تعذيب جسدي ونفسي، حرمان من الصلاة، مراقبة بالكاميرات، تهديدات بالقتل. أحد المعتقلين قال: "ركيفت مش سجن، هذا قبر ما بيدخلوه إلا للموت البطيء."

ولا تقتصر الانتهاكات على "ركيفت" وحده؛ فهناك سجون وأماكن احتجاز أخرى، كثير منها غير شرعي، مثل الموقع العسكري "سيديتمان"، حيث يُحتجز الأسرى في ظروف لا تقل قسوة، بعيدًا عن أي رقابة قانونية أو إنسانية.

ورغم هذا، فإن الأمل في أن يحمل هؤلاء المعتقلون معلومات عن مختفين آخرين، جعل كثيرًا من العائلات تنتظرهم كما لو أنهم رسلٌ من المجهول.

في الأرقام، الحكاية أكثر اتساعًا، وأكثر ألمًا. التقديرات تشير إلى أكثر من 14 ألف مفقود في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. ما بين 2000 إلى 3000 منهم يُعتقد أنهم محتجزون قسرًا في السجون الإسرائيلية.

تشير التقديرات إلى أن أكثر من 10,000 شخص ما زالوا عالقين تحت أنقاض المباني، وفي محيط المرافق الطبية، وتحت الرمال المتراكمة في الطرقات. ويُعزى تعذّر الوصول إليهم إلى النقص الحاد في المعدات الهندسية الثقيلة ووسائل الإنقاذ المتخصصة، ما أدى إلى إبطاء عمليات الإخلاء والانتشال بشكل كبير.

في ظل هذه المعطيات، أصبحت جهود الإنقاذ محدودة النطاق وتستغرق فترات زمنية طويلة قد تمتد من أيام إلى سنوات، وفقًا للقدرات المتاحة على الأرض.

في ظل هذه الغيوم الثقيلة، تقف المرأة في غزة معلّقة بين واجبها الإنساني، والتزامها الشرعي، والمجتمع الذي يطلب منها أن "تمضي قُدمًا".

لكن أين تمضي وهي لا تعرف إن كانت حرة، أم أرملة، أم مجرد اسم في خانة "الزوجات المعلّقات"؟

الشيخ عبد الباري خلة، أحد أبرز المختصين في الفقه الإسلامي في غزة، أوضح أن الزوجة ملزمة بالانتظار أربع سنوات قبل اعتبار زوجها متوفى، ما لم يصدر حكم قضائي موثوق. وبيّن أن الزواج قبل ذلك باطل، ولا ينعقد شرعًا إلا إذا ثبتت الوفاة بشهادة أو تقرير موثوق.

وفي حال عاد الزوج بعد زواج زوجته بآخر، فإن زواجها الثاني يُفسخ فورًا، وتُخيّر بين العودة لزوجها الأول أو الانفصال.

أما على المستوى القانوني، فأوضح منذر الفراني، أن المرأة تظل زوجة في نظر القضاء طالما لم تصدر المحكمة الشرعية حكمًا بإثبات الوفاة. وأضاف أن من حقها رفع دعوى بعد سنة على الغياب في حالة الحرب، لكن دون ذلك، تبقى بلا ميراث، وبلا تركة، وبلا يقين.

وهنا تتجلى معاناة لا تتحدث عنها الأوراق الرسمية.

المختصة النفسية في مركز شؤون المرأة أماني أهل، التي عايشت نساء كثيرات من هذه الفئة، تصف حالتهن بأنها "أشد حالات الهشاشة النفسية التي يمكن تخيّلها".

فهن يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة، اكتئاب عميق، وعزلة اجتماعية خانقة. أماني تشير إلى ضرورة إشراك الأطفال في معرفة الحقائق حول مصير والدهم وتحديثات أخباره، بما يتناسب مع أعمارهم، لتجنب الصدمة المتكررة.

وتؤكد احتياج هؤلاء النسوة إلى دعم نفسي طويل الأمد، اللواتي خضع بعضهن لـ18 جلسة علاج، والبعض الآخر وجد في "العلاج مع الأقران" (مجموعات دعم جماعي) طوق نجاة مؤقت.

رغم هذا، لا يزال المجتمع يلوم أنسام ومها وغيرهن، كما لو أن الحب ضعف، أو الوفاء عبء، أو الانتظار جنون.

وفي المساء، حين تعود أنسام من جلسة علاج جماعي، ت فتح هاتفها كما تفعل كل ليلة، وتقرأ الرسالة ذاتها للمرة الألف.

تضع الجهاز قرب وسادتها وتغفو، تحلم فقط بلمسة... أو برقم مجهول يظهر فجأة على الشاشة، ليعيد ترتيب الحكاية كلها من جديد.

المصدر : وكالة سوا - سعيد راشد اسليم اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين كيف صارت الطاقة الشمسية أكسجين الغزيين؟ الاحتلال يطرد المرضى والكادر الطبي من مستشفى العودة شمال غزة البرلمان الأوروبي: علينا العمل من أجل وقف إطلاق النار بغزة الأكثر قراءة أوتشا : نحو 81% من مناطق غزة فيها قوات إسرائيلية أو تحت أوامر التهجير الإفراج عن 10 أسرى من غزة - بالأسماء 6 شهداء بعد قصف عناصر تأمين المساعدات شرق دير البلح شاهد: الاحتلال يرتكب مجزرة بعد قصف منزل لعائلة دردونة في جباليا عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • معلقات بين الحداد والانتظار - زوجي مفقود.. فهل أُعدّ أرملة؟
  • نتنياهو: وافقنا على مقترح ويتكوف الجديد
  • حذاء رياضي يُحرج ترودو.. انتقادات لاذعة خلال استقبال الملك تشارلز في البرلمان الكندي
  • ويتكوف يكشف عن تجهيز ورقة لاتفاق بشأن غزة ويبدي تفاؤله
  • محللان: هذا ما يعنيه تحذير ترامب العلني لنتنياهو بشأن إيران
  • دانا أبو شمسية: الكنيست شهد جلسة حادة وسط اتهامات لنتنياهو بالفشل في استعادة المحتجزين
  • حماس: وافقنا على إطار مقترح ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار وننتظر الرد النهائي
  • انتقادات حادة لموازنة الإسكان في البرلمان وغياب الوزير يثير تساؤلات
  • العاصمة.. البحث عن مفقود بشاطئ فرانكو بباب الواد
  • الكرملين: انتقادات ترامب لن تؤثر على تبادل الأسرى مع أوكرانيا