الطريق إلى حرب الاستقلال الثانية
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
انتهت جولة المفاوضات في الدوحة ببيان موجز من الوسطاء الثلاثة، دون الكشف عن تفاصيل تُذكر، باستثناء التأكيد على استمرار جهود الوساطة ونقل المفاوضات إلى القاهرة بناءً على مقترح أميركي جديد. هذا المقترح يستند إلى مبادئ الرئيس بايدن، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار.
بعد مفاوضات الدوحة، نشر الأميركيون أجواء إيجابية، زاعمين قرب التوصل إلى اتفاق بعد جسر الهوّة بين إسرائيل وحركة حماس في العديد من النقاط الخلافية، دون الإفصاح عن طبيعة هذه النقاط.
من جهته، دعا مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى ممارسة الضغوط على حماس؛ لقبول مقترح 27 مايو/أيار الماضي، مشيرًا إلى أنّ تنفيذ الاتفاق لن يكون ممكنًا إلا بعد موافقة حماس. وأكد المكتب أن الوسطاء على دراية بمبادئ إسرائيل الأساسية، في إشارة واضحة إلى تمسّكه بشروطه ورفضه أي مقترحات لا تتوافق مع تلك الشروط.
في المقابل، كشفت حركة حماس ما جرى في مفاوضات الدوحة، مؤكدة أن نتنياهو ما زال مصرًا على شروطه المستحدثة على المقترحات السابقة، ومن بينها استمرار السيطرة الإسرائيلية على حدود قطاع غزة مع مصر (محور فيلادلفيا/صلاح الدين)، وإدارة معبر رفح بشكل مباشر أو غير مباشر مع مصر، ورفض الانسحاب من محور نتساريم جنوب مدينة غزة، إضافة إلى الإصرار على فرز عودة النازحين إلى شمال القطاع وفق معايير أمنية.
وأكّدت الحركة أن المقترح الأميركي الجديد يتماهى مع شروط نتنياهو، مما يعني تجاهل واشنطن للمقترحات السابقة التي وافقت عليها حركة حماس مع الوسطاء في 2 يوليو/تموز الماضي وما قبلها، والتي كانت ترتكز على رؤية الرئيس بايدن، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735.
واشنطن تمضي في المفاوضات رغم الفشلإذا كان نتنياهو ما زال متشبثًا بشروطه التي تعني التحكم في قطاع غزة عبر إعادة انتشار جيش الاحتلال بشكل أو بآخر، فلماذا تصرُّ واشنطن على وصف هذا المسار بالإيجابي، وبأنه يحرز تقدمًا ويقترب من جسر الهوة بين الأطراف؟
للإدارة الأميركية مصلحة في استمرار المفاوضات حتى لو لم تحقق نجاحًا، فالمفاوضات في حد ذاتها حاجة أميركية لعدة أسباب، أبرزها:
أولًا: توظيف المفاوضات في الانتخابات الأميركيةتُبدي الإدارة الأميركية حرصها على إطلاق سراح الأسرى، لا سيما الأميركيين من حملة الجنسية المزدوجة، والترويج إعلاميًا بأنها تسعى لإنقاذ أرواح الفلسطينيين الأبرياء من الكارثة الإنسانية، رغم أن هذه الأرواح تُزهق بالسلاح الأميركي. وهذا يشكّل وسيلة لاسترضاء شريحة الشباب الأميركي، والعرب والمسلمين الأميركيين في الولايات المتأرجحة، الغاضبين من سياسة الرئيس بايدن؛ لدعمه إسرائيل في جرائمها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
تسعى إدارة الرئيس بايدن إلى خلق صورة إيجابية للحزب الديمقراطي؛ لخدمة المرشحة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية. وقد أبدت هاريس مواقف إعلامية تبدو أكثر حدة من مواقف الرئيس بايدن، بدعوتها لوقف الحرب وإنقاذ المدنيين في غزة. ثانيًا: الخشية من التصعيد والخطأ في الحسابات
ترى الإدارة الأميركية في فشل المفاوضات سببًا للتصعيد أو للحرب الإقليمية في الشرق الأوسط بين إسرائيل ومحور المقاومة. وإذا كان من السهل إشعال الحرب، فمن العسير التحكم في مساراتها ومآلاتها، وأي خطأ في حسابات التصعيد سيشكّل تهديدًا لفرص فوز المرشحة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر/تشرين الثاني، إذ إن أي خطأ من إدارة بايدن قبيل الانتخابات ستكون له ارتدادات كبيرة على مزاج الناخب الأميركي في ظل احتدام التنافس بين هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب. ثالثًا: أولويات الأمن القومي الأميركي
واشنطن ترى في الصعود الصيني والتقدم الروسي في أوكرانيا، بوابة أوروبا الشرقية، تهديدًا إستراتيجيًا داهمًا، وتشكل مواجهتهما أولوية في سياساتها الخارجية؛ حفاظًا على مصالحها كقطب أوحد في السياسة الدولية. وبالتالي، فإن توقف المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، وإطلاق العنان للتصعيد في المنطقة، قد يُفضيان إلى حرب إقليمية، مما سيؤثر حتمًا على الإستراتيجية الأميركية؛ نتيجة الانشغال والاستنزاف في الشرق الأوسط على حساب المواجهة مع الصين وروسيا.
وترى الإدارة الأميركية في استمرار المفاوضات وسيلة لتبريد الأجواء الساخنة في المنطقة، وتأجيل ردّ إيران وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن، أو جعله ردًا محدودًا. أما إذا نجحت المفاوضات بين إسرائيل وحماس في تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، فسيشكّل ذلك فرصة لنزع فتيل التصعيد والحرب الإقليمية.
وفي هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أن الحشد العسكري الأميركي الكبير في المنطقة بأسلحة هجومية هو لردع إيران وحزب الله ومنعهما من الرد القوي ابتداءً، وليس بنية إشعال الحرب. ولكن إذا وقعت الواقعة، فإن واشنطن ربما تجد نفسها مضطرة لخوضها مُكرهة دفاعًا عن إسرائيل. نتنياهو بين شراء الوقت والتصعيد
تختلف الحسابات الإسرائيلية المباشرة عن حسابات الإدارة الأميركية، إذ يرى بنيامين نتنياهو في وقف إطلاق النار قبولًا تحت التهديد. فما لم يقبله سابقًا، يقبله الآن، وإسرائيل تعيش حالة من الخوف والذعر خشية الرد الإيراني وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شُكر في بيروت، ما يُعدّ هزيمة لإسرائيل وتعميقًا لانهيار ردعها.
كما أن القبول بوقف إطلاق النار قد يؤدّي إلى تفكك حكومة نتنياهو وسقوطه كزعيم فاشل، بعد أن كان يرسم لنفسه صورة الزعيم التاريخي لإسرائيل.
ومن ناحية أخرى، لم تصل الضغوط الأميركية على نتنياهو وحكومته إلى الذروة التي يمكن أن تغيّر موقفه المتعنّت، فنتنياهو يدرك أن ضغط الإدارة الأميركية ليس مطلقًا، فهي مقيدة بالانتخابات الأميركية، ما يعني أنها لا يمكن أن تتخلى عن إسرائيل أو أن تمضي بعيدًا في الضغط على نتنياهو، الذي يُحسن إدارة العلاقة مع اللوبيات الصهيونية النافذة في واشنطن، ويستثمر علاقاته القوية مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب المنافس الشرس للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
رغم أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ووزير الحرب يوآف غالانت، والعديد من الضباط في الجيش يرون أهمية الاتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار ولإطلاق سراح الأسرى، بعد أن وصل الجيش إلى طريق مسدود في قطاع غزة، وخشيته من تداعيات الحرب الإقليمية على إسرائيل وجيشها المنهك، فإن نتنياهو ما زال يعتقد أن استمرار الحرب قد يأتي له بالنصر المطلق، اعتمادًا على مزيد من الضغط على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ظنًا منه أن ذلك سيؤدي مع الزمن إلى استسلام حركة حماس والمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني تحت وطأة التجويع والإبادة والتدمير المستمر.
ربما يفكّر نتنياهو في التصعيد الإقليمي ويسعى إليه عمدًا، على عكس ما تريده الإدارة الأميركية، بعد أن دفع بإيران إلى مربع المعركة عقب عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، واستدعى القوات الأميركية الهجومية إلى المنطقة بإسناد من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لا سيما قبيل الانتخابات الأميركية التي تكون فيها الإدارة الأميركية في أضعف حالاتها، ما قد يعتبره نتنياهو فرصة تاريخية لضرب طهران ومشروعها النووي بشراكة أميركية غربية، وهو الهدف الذي سعى إليه منذ سنوات.
في هذا السياق، تبدو فرصة الوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أمرًا صعبًا ومشكوكًا فيه، إذا ما كان نتنياهو يسعى لتحقيق أهدافه الإستراتيجية ليس في غزة وحدها، بل في المنطقة بأسرها عبر سياسة الحسم مع محور المقاومة، لتحقيق ما سمّاه بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بـ"حرب الاستقلال الثانية".
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإدارة الأمیرکیة الرئیس بایدن إطلاق النار بین إسرائیل فی قطاع غزة فی المنطقة حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
هآرتس: ملف الجثث لا يعرقل مباحثات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، مساء الأربعاء 15 أكتوبر 2025 ، عن مصادر مطلعة قولها إن الصعوبات في إعادة جثث الأسرى القتلى من قطاع غزة لا تعيق حاليًا الدفع قدمًا بالمباحثات حول "المرحلة الثانية" من خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب على غزة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أجنبية قولها إنّ إسرائيل "ما زالت ملتزمة بالاتفاق" في ظل توقعها أن حماس ستواجه صعوبات بتسليم الجثث سريعًا، مع تأكيد ضرورة أن تُظهر حماس "أقصى ما في وسعها" لتنفيذ التزاماتها، فيما سيتولّى قوة متعددة الجنسيات مهمة البحث عن الجثث داخل القطاع واستخراجها.
وأفادت المصادر بأنّ الاتصالات الجارية تتناول الدفع قدمًا في تنفيذ المرحلة الثانية من "خطة ترامب" الخاص بانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من غزة وإقامة إدارة مؤقتة للقطاع، وأنّ هذه المباحثات بدأت عمليًا عبر "محادثات أولية تسير ببطء" وفق ما نقلته "هآرتس" عن دبلوماسي أجنبي.
وشددت المصادر على أنّ إسرائيل كانت على دراية مسبقة بأنّ حماس قد تواجه صعوبات في إعادة جميع الجثث خلال أيّام، وأنّ بعض الجثث قد لا تكون مطلقًا في حوزة الحركة؛ لكنها في المقابل توقعت أن تُعيد حماس "عددًا أكبر" مما أعيد فعلاً حتى الآن.
وأضافت المصادر أن الاتفاق يطالب حماس بـ"بذل أقصى جهد ممكن" لإعادة الجثث، من دون أن يحدّد الاتفاق عددًا أو هويات القتلى. وجرى الاتفاق أيضًا على أن يتولى قوّة متعددة الجنسيات مسؤولية البحث عن الجثث في القطاع وعمليات استخلاصها.
ولفتت الصحيفة إلى أن تل أبيب ناقشت خلال الأيام الأخيرة أفكارًا لفرض "عقوبات رمزية" على حماس، منها وقف جزئي للمساعدات الإنسانية كإجراء ضاغط على الحركة، في المقابل، أعلنت حماس مساء الأربعاء أنها سلّمت جميع الجثث التي بحوزتها، مؤكدة أن الوصول إلى باقي الجثث يتطلب "جهودًا كبيرة ومعدات خاصة".
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن عملية تسليم جثث الأسرى يُتوقّع أن تستمر عدة أسابيع، وفقًا للتقديرات الأولية لدى الأجهزة الأمنية والجهات المشاركة في المفاوضات، فيما نقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي أنه "لم ولن يكون هناك مفاوضات على المرحلة الثانية قبل أن تقوم حركة حماس على تسليم جميع الأسرى الأحياء والأموات كما ينص الاتفاق بموجب خطة ترامب".
وبحسب "هآرتس"، أبدت أجهزة الأمن الإسرائيلية "قلقا" من تأخر استعادة الجثث، وأيدت اتخاذ "خطوات عقابية"، ونقلت عن مسؤول أمني: "نحن عازمون على تنفيذ التفاهمات حرفيًا، ونأمل أن يكون المستوى السياسي بعد 7 أكتوبر قد أدرك أنّ هذا ما ينبغي فعله".
وتماطل سلطات الاحتلال ب فتح معبر رفح للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع، مع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تميل حاليًا إلى توخّي الحذر لعدم "كسر الأدوات" والتمهل لإعطاء حماس فرصة للوفاء بالتزاماتها.
وفي هذا السياق، لوّح وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، باستئناف الحرب على غزة، وأعلن أنه أوعز إلى قيادة الجيش الإسرائيلي بإعداد "خطة شاملة لهزيمة حماس في غزة" في حال رفضت الحركة تنفيذ خطة ترامب.
وقال دبلوماسي أجنبي إن "المحادثات الأولية تجري الآن"، لكنها "بطيئة في هذه المرحلة".
وأوضح التقرير أن الطرف الأميركي والدول الوسيطة يسعون لتقليص الفراغ الأمني والإداري الذي سينشأ في غزة مع انسحاب الجيش الإسرائيلي وغياب سلطة حاكمة بديلة.
ووفقًا لما نقله التقرير، اتفق الأطراف على أن النقاش بشأن المرحلة الثانية لن يبدأ عمليًا إلا بعد إنجاز المرحلة الأولى كاملة، التي تتضمن "إعادة جميع الرهائن الأحياء وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين"، بعد أن تعلّم الوسطاء من الصفقة السابقة أن ربط تنفيذ المرحلة الثانية بإنجازات المرحلة الأولى أدى في الماضي إلى انهيار المباحثات واستئناف الحرب.
ومن ضمن ملفات المرحلة الثانية المطروحة للمناقشة: تشكيل حكومة تقنية فلسطينية مؤقتة لإدارة القطاع، إلى جانب "مجلس سلام" دولي بقيادة الرئيس الأميركي، على أن تُكلّف هذه الجهات بجهود إعادة الإعمار والإشراف على حلّ مسألة نزع سلاح حماس. وسيُبحث كذلك آلية لتفكيك حماس عسكريًا و"تفكيك بنى التهديد" في القطاع، إلى جانب صيغة إشراف دولي على التنفيذ.
وتتضمّن خطة الإدارة الأميركية إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) تُنشر فورًا في غزة بمشاركة دول غربية وعربية. وتُكلّف هذه القوة بتدريب ودعم عناصر الشرطة الفلسطينية بالتنسيق مع الأردن ومصر، والمساعدة في تأمين الحدود ودعم عمليات الانتقال والإعمار. كما تشتمل الخطة على آليات لربط دخول السلطة الفلسطينية إلى إدارة القطاع بإصلاحات شاملة داخل مؤسساتها قبل تسلّمها السيطرة.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية محدث: كاتس يلوّح باستئناف الحرب على غزة إصابة الأسير مروان البرغوثي بكسور إثر الاعتداء عليه بسجون الاحتلال إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلّمتها حماس تعود لـ"عميل" وليس لجندي الأكثر قراءة بالصور: مفاوضات غزة – توقيع اتفاق وقف إطلاق النار اليوم ترامب يعلن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة رسميا حماس تصدر بيانا بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة مصادر مصرية: فتح معبر رفح بالاتجاهين خلال المرحلة المقبلة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025