الصحة العالمية: توافق على هدن مؤقتة خلال حملة تطعيم في غزة
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
سرايا - قال مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية مساء امس الخميس، إن جيش الاحتلال وحركة حماس، وافقا على ثلاث هدن منفصلة مؤقتة للقتال في أماكن محددة تستمر لثلاثة أيام في قطاع غزة للسماح بتطعيم نحو 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال.
وقال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة، إن حملة التطعيم من المقرر أن تبدأ الأحد.
وأضاف أن الحملة ستبدأ في وسط غزة بهدنة مؤقتة في القتال لمدة ثلاثة أيام، ثم تنتقل إلى جنوب غزة، حيث سيكون هناك هدنة أخرى لمدة ثلاثة أيام، يليها شمال غزة. وأوضح بيبركورن أن هناك اتفاقا على تمديد الهدنة الإنسانية في كل منطقة ليوم رابع إذا لزم الأمر.
وقال مايك رايان مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخميس، خلال اجتماع بشأن الوضع الإنساني في غزة "من واقع تجربتنا، نعلم أنه ستكون هناك حاجة ليوم أو يومين إضافيين في كثير من الأحيان لتحقيق تغطية كافية".
وأوضح بيبركورن أنه سيتعين إجراء جولة ثانية من التطعيم بعد أربعة أسابيع من الجولة الأولى.
وأشار رايان إلى أن هناك "حاجة إلى تغطية بنسبة 90% على الأقل خلال كل جولة من حملة التطعيم من أجل وقف تفشي شلل الأطفال ومنع انتشاره عالميا".
وأكدت منظمة الصحة العالمية في 23 آب، أن طفلا واحدا على الأقل أصيب بفيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهي أول حالة من هذا النوع في المنطقة منذ 25 عاما.
وقال باسم نعيم القيادي في حماس لرويترز، "نحن مستعدون للتعاون مع المنظمات الدولية لتأمين هذه الحملة التي تخدم وتحمي أكثر من 650 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة".
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن التنسيق مع الفلسطينيين الأربعاء، إن حملة التطعيم ستتم بالتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي "ضمن هدن إنسانية روتينية ستسمح للسكان بالوصول إلى المراكز الطبية حيث سيتم إعطاء التطعيمات".
أوامر إخلاء
نشر أورين مارمورستين المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس أن إسرائيل تواصل "جهودا مركزة ومكثفة" لتوصيل المساعدات إلى غزة وتنسيق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال مع منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وقال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة روبرت وود إن من المهم أن تسهل إسرائيل الوصول و"تضمن فترات الهدوء وتمتنع عن تنفيذ العمليات العسكرية خلال فترات حملة التطعيم". وأضاف أن الولايات المتحدة حثت "إسرائيل على تجنب المزيد من أوامر الإخلاء خلال هذه الفترة".
واندلعت أحدث حرب في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في السابع من أكتوبر، واستشهد خلال الحملة الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين أكثر من 40 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية في غزة، كما أجبرت كل السكان تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على النزوح، وتسببت في أزمة جوع وتوجيه اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وهي اتهامات تنفيها "إسرائيل".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأربعاء، إن عمليات الإغاثة في غزة "مقيدة بشدة بسبب الأعمال القتالية وانعدام الأمن وأوامر الإخلاء الجماعي التي تؤثر على طرق ووسائل نقل المساعدات".
وقالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا الخميس، إن إسرائيل ألغت للمرة الأولى منذ ما يقرب من 11 شهرا أمر إخلاء لثلاث كتل سكنية في دير البلح، مضيفة أن "فرقنا تعمل على التأكد مما إذا كان بإمكاننا الآن العودة إلى المباني التي اضطررنا إلى مغادرتها في 25 أغسطس".
وأضافت مسويا أن أوامر الإخلاء التي صدرت الأحد "أدت إلى أكبر عملية نقل لموظفي الأمم المتحدة منذ أن أُجبرنا على مغادرة شمال غزة في أكتوبر 2023"، مما أثر على نحو 200 موظف وأكثر من 12 دار ضيافة تستخدمها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وأربعة مستودعات تابعة للأمم المتحدة.
وكالات
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة الأمم المتحدة حملة التطعیم شلل الأطفال فی غزة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: الوضع بغزة أكثر من كارثي والموت جوعا يجب أن يتوقف
قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش إن الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة تجاوزت الكارثية، محذرا من استمرار منع إدخال الإمدادات الطبية والغذائية والوقود إلى المرافق الصحية التي لا تزال تعمل في القطاع المحاصر.
وأوضح في مقابلة مع الجزيرة من جنيف أن المنظمة تبذل كل ما بوسعها لدعم المستشفيات التي ما زالت تقدم الحد الأدنى من الخدمات، غير أن شح الإمدادات منذ مارس/آذار الماضي يحول دون تلبية الاحتياجات المتفاقمة.
وأشار إلى أن المنظمة تمكنت سابقا من إيصال كميات محدودة من الوقود للمستشفيات بهدف استمرار تشغيل مولدات الكهرباء، إلا أن ذلك لا يكفي في ظل الحاجة الماسة إلى إمدادات غذائية وطبية عاجلة.
ونبّه إلى أن الوضع يتجه نحو مزيد من التدهور، مع اقتراب نفاد الوقود وتوقف عمل المولدات، مما سيؤدي إلى خروج مرافق صحية إضافية عن الخدمة في أي لحظة، لا سيما في ظل عدم وجود مستشفيات تعمل شمال غزة.
9 شاحنات خلال أسبوعوذكر أن المنظمة أدخلت 9 شاحنات طبية فقط خلال الأسبوع الماضي، تضمنت وحدات دم وبلازما، لكنها لا تمثل سوى قطرة في بحر الاحتياجات المتزايدة، مشددا على ضرورة السماح بوصول الإمدادات دون تأخير أو عراقيل.
وأكد ياساريفيتش أن فرق الصحة العالمية على تواصل يومي مع المستشفيات العاملة، وتتابع عن كثب احتياجاتها المتزايدة، إلا أن إمكانية التحرك تبقى مقيدة بإذن السلطات الإسرائيلية.
وأوضح أن الأدوية الأساسية والوقود والأغذية التي تحتاجها المستشفيات تصنّف في بعض الحالات كمستلزمات ذات استخدام مزدوج، مما يتطلب مفاوضات متكررة لدخولها، الأمر الذي يعيق جهود الإغاثة.
ولفت إلى أن المنظمة، شأنها شأن وكالات أممية أخرى، تحتفظ بشاحنات جاهزة محملة بالمستلزمات، لكنها لم تتمكن من إدخالها بسبب العراقيل، رغم تصاعد النداءات المتكررة لوقف معاناة السكان وتجنيبهم الموت جوعا أو نتيجة نقص الرعاية الصحية.
إعلانوانتقد ياساريفيتش بشدة النموذج القائم حاليا لتوزيع المساعدات في غزة، ووصفه بأنه غير تابع للأمم المتحدة، ونتج عنه مقتل عدد كبير من المدنيين، مطالبا بحماية المدنيين وضمان وصول الإمدادات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.
تعددت أسباب الموتوأكد أن سكان غزة يتضورون جوعا، وأن من يموتون لا يسقطون بسبب القصف وحده، بل أيضا لأن المستشفيات عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية الصحية، مشددا على ضرورة أن يتوقف ذلك.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في وقت حذر فيه مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة من توقف ما تبقى من المستشفيات عن العمل، مشيرا إلى تقنين المستلزمات بسبب النقص الحاد، وامتلاء غرف العناية المركزة.
ويواجه الفلسطينيون الذين يحاولون الحصول على مساعدات غذائية خطر الموت المباشر، إذ أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استشهاد 580 شخصا وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين بنيران الاحتلال في مراكز توزيع المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة.
وقد اعترف الجيش الإسرائيلي أمس بتعرض مدنيين للأذى خلال محاولتهم الحصول على المساعدات، وقال إن تعليمات جديدة صدرت للقوات بناء على ما سماه "الدروس المستفادة"، بينما اعتبرت الأمم المتحدة النموذج الحالي لتوزيع المساعدات "غير آمن بطبيعته".
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواجه قطاع غزة حرب إبادة خلفت نحو 190 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين، في ظل حصار خانق ومجاعة باتت تهدد حياة مئات الآلاف من السكان.
ورغم إدانات المجتمع الدولي، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان، فإن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عملياته دون رادع، وسط دعم سياسي وعسكري غير مشروط من الولايات المتحدة.