سودانايل:
2025-06-27@21:02:38 GMT

التفحيط بالوطنية !!

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

معطيات:
إستشرت وسط الشباب في دول الخليج في حقبة ما من الزمن ظاهرة اللعب بالسيارات أو ما يسمى بالتفحيط،وهى حركات بهلوانية متهورة يقوم بها الشباب مستخدمين سياراتهم أو سيارات ذويهم خلسة،من أجل إمتاع أنفسهم وإبهار الآخرين من خلال القيام بحركات جنونية طائشة ،وكثراً ما تنتهي بالموت أو الإعاقات الأبدية لاصحابها وهم في صدر حياتهم الغضة.

..فإحتلت الوفيات بحوادث السيارات أعلى سلم الاسباب،فهرعت الحكومات لردع الظاهرة بسن القوانين الصارمة في مواجهة مرتكبي جريمة التفحيط،وإستطاعت الحكومات التغلب عليها وضبط الشارع وتقليل عدد الوفيات بفضل القوانين الصارمة،غير أن حرب الخرطوم عبدت ميدانا جديداً و أظهرت للعالم نوعاً جديداً من التفحيط بالوطنية يمارسه القصر سياسيا والذين يخضون مع الخائضين أو ذوي الإربة من الفاسدين الجهويين...،تفحيط يستخدم فيه البعض مركبات الوطنية الزائفة يفحطون بها في الوسائط والاسافير محدثين ضوضاء وجلبة هوجاء،وينخرط هؤلاء في تنافس شرس لإثبات الولاء للعُصبة كلما أستطاع أحدهم الاتيان بحركات طائشة تصيب الشرفاء بغبار العمالة والارتزاق.
طفحت الوسائط الإجتماعية وبعض قروبات الواتس بعبارات ونعوت نتنة قلما يدرك مطلقوها والمفحطون على متنها مغزاها،فبعضهم تم تلقينهم إياها،وجزء منهم رددها مع الجوغة دون وعي،وأكثرهم يتوارى خلفها وهم يعلمون أنهم ليسوا بشرفاء ولا وطنيين وما كانت وطنيتهم إلا رهاباً كلما إقتربت إليه يتلاشى ،ولما لا فقد سبق لهم ممارسة الاختلاس والمحاباة ،وأما بعضهم يدرك بأنه خائن لانه يوما ما دل الاعداء وحرضهم على ضرب بلاده ...ويعلمون أنهم مرتزقة وإرهابيين فذات يوم ليس ببعيد قد فتحوا ابواب السودان وإحتضنوا الارهابيين تمويلا وتدريبا فدفع السودان ثمناً غالياً سنوات عجاف من الحصار ... يدركون أيضاً أنهم عملاء ولا ولاء لهم للسودان لانهم باعوا أرض بلادنا وزعوها على المحتل..قدمت لهم حرب الخرطوم سانحة تاريخية لممارسة التفحيط بالوطنية،وتشدق بها بعضهم مصعرين خدهم على الشرفاء يرمونهم بالخيانة أملاً في مداراة سؤاتهم المزمنة...
كل هذه المعطيات دليل واضح على أننا لم تستفيد من التجارب المريرة للاخرين الذين مازالوا غرقى في لهيب الحرب،فمالم تخبو نيران الكراهية في القلوب،وتصفو النفوس ،فلا أمل في بناء وطن يسع الجميع ،
فالوطنية الحقة ليست مزاداً للتنافس يكسب فيه من يدفع أكثر أو صوته أعلى من
الآخرين،فهى ايضا ليست ميدانا لتفحيط اليافعين سياسيا أو المخمورين بالحماس المخلوط بالجهوية...! وهى ليست حفلا تنكرياً يخفي الوجوه الحقيقية!
فاليعلم الجميع أن الوطنية الحقيقية أحساس مشترك بالاخاء الوطني الصادق،إخاء ينبع من وجدان واحد،يتحدث بخطاب واحد ،يشمر الساعد جنبا إلى جنب لبناء الوطن وتنميته وإعماره لا هدمه ودماره ..!

msharafadin@hotmail.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ليست مسرحية بل لعبة العروش السياسية

صراحة نيوز – كتب زيدون الحديد

 

في مشهد يعيد إلى الأذهان ما يمكن أن تفعله القوى العظمى حين تتقاطع مصالحها مع نار الحرب، جاء وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وإيران ليمثل لحظة سياسية بالغة الدلالة، ليس فقط على مستوى الإقليم، بل على مسرح النظام الدولي بأسره.

ففي الوقت الذي اعتقد فيه البعض أن شرارة الحرب الأخيرة بين الجانبين لم تكن إلا مسرحية سياسية أو تصفية حسابات أمنية محدودة، جاءت الطريقة التي أدير بها وقف التصعيد لتكشف عن حقيقة مغايرة وهي ان اللعبة أكبر من مجرد صراع حدودي أو حرب استخبارية، وانما لعبة قوى كبرى، والتي يدير دفتها من يمتلك القدرة على إطلاق رصاصة البدء وصافرة النهاية.

تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاءت لتضيف بعدا آخر للقراءة السياسية، فبينما دعا في خطاباته العلنية إلى التهدئة وضبط النفس، أطلق في المقابل تصريحات اعتبرها البعض متناقضة، لكنها برأيي الشخصي حملت رسالة صريحة وهي أن لا قانون فوق القانون الأميركي، وأن قانون القوة هو الحاكم الأول والأخير في معادلة الصراع.
وهنا أقول انه وفي الوهلة الأولى كانت تظهر التصريحات متضاربة بين تحذير من التصعيد وتأكيد على “حق الولايات المتحدة في حماية مصالحها وحلفائها”، ولكنها لم تكن إلا جزءا من تكتيك سياسي متعمد من ترامب، الذي اعتاد استخدام الأسلوب الرمزي الموارب، فكان يوجه رسائل مباشرة للقوى الإقليمية والدولية مفادها أن الولايات المتحدة وحدها من يملك القرار الفصل، متى تبدأ الحرب، ومتى تفرض التهدئة، وكيف ترسم ملامح المشهد اللاحق.
فخطاب ترامب هو تجسيد عملي لفكرة أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بأي معيار دولي حين يتعلق الأمر بمصالحها الإستراتيجية، وأنها — متى شاءت — قادرة على خلط الأوراق وتغيير قواعد الاشتباك وفقا لإرادتها.
وهكذا، أثبتت الإدارة الأميركية عبر تصريحات ترامب الأخيرة، أن الهيمنة لا تتطلب بالضرورة الحرب، بل يكفي أن تمتلك واشنطن القرار لتشعل أو تطفئ فتيلها، في لحظة تقرر فيها وحدها متى تكون القوة هي القانون، فترامب، الذي لطالما تباهى بقدرته على صناعة المشهد السياسي كما يشاء، بدا وكأنه أراد تذكير العالم أن قرار الحرب والسلم في هذه المنطقة، ومهما تعددت القوى الإقليمية، ما يزال في جيب الولايات المتحدة، وأن واشنطن — سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا في البيت الأبيض — هي اللاعب الأوحد القادر على توقيت اندلاع المواجهات أو إسدال الستار عليها.
من هنا، فإن من كان يظن أن الحرب الأخيرة مسرحية عبثية أو مواجهة محدودة بلا أبعاد إستراتيجية، كان مخطئا، بل الحقيقة أنها كانت واحدة من أذكى الألعاب السياسية التي أديرت بعناية، ليجري خلالها اختبار توازن القوى في الإقليم، وقياس استعدادات الحلفاء والخصوم، ومن ثم إعادة ضبط الإيقاع بما يخدم مصلحة الكبار.
ما جرى لم يكن استعراضا ميدانيا، بل رسالة أميركية مزدوجة أولا، للداخل الأميركي الذي يراقب تراجع نفوذ واشنطن في بعض الملفات العالمية وثانيا، لحلفاء الولايات المتحدة وخصومها على السواء، بأن واشنطن، وإن أرهقتها حروب أو زعزعتها انتخابات، قادرة على استعادة قرار الهيمنة متى شاءت.
في المحصلة، ما بين قصف ووقف، ودمار وهدوء، ما تزال اللعبة الكبرى تدار بعقل بارد من غرف القرار في واشنطن، بينما تتقاذف الشعوب كلفة الحسابات الجيوسياسية، في مشهد لن يكون الأخير في تاريخ هذه المنطقة.

مقالات مشابهة

  • متحدث البترول : انتظام ضخ الغاز وتأمين احتياجات السوق المحلي سواء لقطاعات الصناعة أو الكهرباء
  • “سنقطف رؤوسكم كلما ارتفعت”.. سرايا القدس تنشر مشاهد لقناصتها / فيديو
  • إمكانية التوافق مع المؤتمر الوطني لإيقاف الحرب
  • مصطفى شردى: إسرائيل وإيران أكدوا أنهم انتصروا فى الحرب
  • تأملات قرآنية
  • سكرتير عام نادي قضاة جنوب سيناء يتقدم ببلاغ ويطالب بتعويض ضد محام أساء لقضاة مصر
  • نتنياهو يقرّ: الحرب ليست وسيلة لإسقاط النظام الإيراني
  • عشرات الأشخاص تحت طائلة الغرامة في تركيا بسبب بيع سيارات دون ترخيص
  • ترامب يحذر إيران من ضربة جديدة
  • ليست مسرحية بل لعبة العروش السياسية