حروب التحكم في العقل.. تقنية صينية تنافس "نيورالينك" لإيلون ماسك
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
قال باحثون صينيون إنهم حققوا تقدماً كبيراً في واجهة الدماغ والحاسوب (BCI) من خلال هندسة قطب كهربائي جديد قابل للزرع لمساعدة الأشخاص على التحكم في الأجهزة بأفكارهم وتحسين صحة الخلايا العصبية لديهم.
ويؤثر الجهاز على الخلايا العصبية المحيطة لخلق تفاعل أكثر انسجاماً بين الدماغ والجسم الغريب، حيث قام الباحثون بزراعة أقطاب كهربائية في جانبي دماغ فأر لتقييم ما إذا كانت نسختهم المعدلة وراثياً ستزيد من النشاط العصبي، وكانت النتائج إيجابية، حيث أظهرت أن حجب جينات معينة أدى إلى تحسين الأداء، وفق "ساوث شاينا مورنينغ بوست".
وقال فانغ ينغ، أحد مؤلفي دراسة جديدة، إن معظم الجهود المبذولة في هذا المجال من علم الأعصاب، وأبرزها Neuralink التابعة لإيلون ماسك، تركز على "تطوير أقطاب عصبية متوافقة بيولوجياً" لن يرفضها الدماغ.
ووجدت دراسة حديثة أجرتها Neuralink على مريض شلل رباعي، أن جهاز البوليمر فقد الطاقة في أقل من شهر، على الرغم من أنهم حلوا المشكلة، ورغم ذلك، إلى جانب العثور على المادة المناسبة، فإن إنتاج جهاز يتمتع بعمر طويل طرح تحديات كبيرة في هذا المجال.
وقام الباحثون في المركز الوطني لعلوم النانو والتكنولوجيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم (NCNST) بهندسة القطب وراثياً لتضخيم "نمو الخلايا العصبية والأنسجة المحيطة به"، لتحسين أداء الأجهزة مثل Neuralink من خلال تعزيز اتصالها بالخلايا العصبية عن طريق جعلها أكبر.
وفي ظل التقدم المستمر نحو تطوير الأجهزة التي يتم التحكم فيها بالعقل، تبرز أهمية البوليمر كأكثر المواد توافقاً مع الدماغ. شركة Neuralink تستخدم البوليمر في أجهزتها، بينما قام الباحثون الصينيون مؤخرًا بتطوير تصميم جديد على شكل مشط.
ويحتوي هذا الجهاز على ثمانية أسنان تعمل كميكروفونات لالتقاط الإشارات من الخلايا العصبية القريبة، مما قد يعزز دقة وفعالية التواصل بين الدماغ والجهاز.
وفي حين واجهت أجهزة أخرى مشاكل طويلة الأمد، قال تيان هوي هوي، أحد مؤلفي الدراسة إن سنوات من البحث والاختبار تثبت أن هذا الجهاز يعمل لأكثر من عام، وبصرف النظر عن شكله، فإن مفتاح نجاحه هو التسلسل الجيني.
وقال هوي: "الحالة المحسنة والعدد المتزايد من الخلايا العصبية بالقرب من الأقطاب الكهربية يعزز بشكل كبير جودة الإشارات المجمعة، وهو أمر بالغ الأهمية لفك تشفير الإشارات العصبية لاحقاً".
ويمكن أن يكون لهذا التطور في تكنولوجيا الأقطاب الكهربية (BCI) تأثير إيجابي على المرضى المشلولين، حيث أجرى فريق في الصين دراسة على قرد قادر على تحريك ذراع آلية باستخدام أفكاره، مما يعكس التقدم الملحوظ في هذا المجال وفقًا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.
وعلى الرغم من المخاوف الأخلاقية المحيطة بتغيير جينات الدماغ البشري، فقد قام فريق آخر من الباحثين بتحديد جين يحافظ على قوة عظام الأمهات المرضعات، ويمكن التلاعب به لتحقيق أهداف علاجية.
كما تشير دراسة Neuralink إلى أن الأقطاب الكهربية قد تساهم في استعادة بعض الوظائف الدماغية من خلال تحفيز الخلايا العصبية لدى المرضى المصابين بالشلل.
وهذا التحسن في التصميم، مع إدخال الشفرة الوراثية، يمثل اختراقاً في تقنيات (BCI)، ويقربنا خطوة إضافية نحو تحقيق الأجهزة التي يتم التحكم فيها بالعقل، ويظهر كيف يمكن تحويل الأفكار إلى حقيقة ملموسة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تكنولوجيا الخلایا العصبیة التحکم فی
إقرأ أيضاً:
تيم هاورد.. من الاضطرابات العصبية إلى كتابة التاريخ في كأس العالم
في بلد لا تُعَد كرة القدم فيه اللعبة الشعبية الأولى، صنع حارس المرمى الأميركي تيم هوارد التاريخ، وتحوّل إلى حالة خاصة في عالم الساحرة المستديرة على مستوى البلاد.
لحظة واحدة فقط في صيف 2014، كانت كافية ليكتب هوارد اسمه في سجلات كأس العالم، بعدما تصدى ببسالة لـ15 تسديدة من المنتخب البلجيكي، ليصنع رقما قياسيا ويثير إعجاب العالم أجمع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المكافآت المالية لفرق "البريميرليغ" بعد الترتيب النهائيlist 2 of 2رونالدو يكشف عن الدوري الأصعب في تسجيل الأهدافend of listوُلد تيموثي ماثيو هوارد في 6 مارس/آذار 1979 في بلدة نورث برونزويك بولاية نيو جيرسي، حيث نشأ فتى مُفرط النشاط في شقة صغيرة، يعاني من متلازمة توريت التي جعلت من الجلوس ساكنا تحديا يوميا، ومن الأصوات والضوضاء معركة عصبية مستمرة.
View this post on InstagramA post shared by Tim Howard (@timhow1)
في عمر 6 سنوات وبينما كان أقرانه يلعبون ويضحكون دون قيود، كان هوارد يكافح لاحتواء حركاته اللاإرادية وتشنجاته العصبية، بدعم أم صلبة تعمل ليلا ونهارا لتوفير الحد الأدنى من العيش له ولأخيه.
لكن خلف تلك العوائق الصحية والاجتماعية، وُلد شغفٌ بكرة القدم، وتحديدا بحراسة المرمى، رغم أنه لم يكن خياره الأول في البداية، إذ كان يُفضّل الركض وتسجيل الأهداف، لكنه سرعان ما أدرك أن قدره يقبع في المرمى.
إعلانوبينما يرى البعض أن حراسة المرمى تعني الوقوف في الظل، رأى هوارد فيها تحديا يُعيد له السيطرة على ما عجز جسده عن التحكم به خارج الملعب. على الرغم من ظروفه الصعبة، شق هوارد طريقه إلى برنامج التطوير الأولمبي، وتجاوز التوقعات في كل محطة.
في عام 2003، خطا أولى خطواته في أوروبا عندما وقّع مع مانشستر يونايتد، ليُصبح من أوائل حراس المرمى الأميركيين الذين يرتدون قميص نادٍ إنجليزي كبير.
وبينما شكّك البعض في قدرته، خاصة بعد أن وصفته إحدى الصحف بـ"الحارس المعاق"، أصرّ هوارد على إثبات نفسه، مجسدا روح المثابرة التي نشأ عليها منذ الصغر.
لكن ذروة تألقه جاءت في مونديال 2014 بالبرازيل، عندما وقف سدا منيعا أمام منتخب بلجيكا، متصديا لـ15 تسديدة في أداء بطولي حطم الأرقام القياسية، وجعل من اسمه رمزا للصلابة الذهنية والبدنية.
كان ذلك اليوم بمثابة رسالة للعالم أن الإعاقة لا تُقاس بتشنج في الجسد، بل بالعجز عن الحلم.
اعتزل هوارد كرة القدم في عام 2019، وهو في قمة مستواه، بعد مسيرة امتدت من أحياء نيوجيرسي إلى ملاعب كأس العالم، لكن إرثه الحقيقي لا يتمثل فقط في عدد المباريات أو الألقاب، بل في كونه مصدر إلهام لكل طفل يعاني من اضطراب أو يُقال له "لن تستطيع".
لقد أثبت تيم هوارد أن الصعوبات قد تُقيّد الجسد، لكنها لا تقف عثرة أمام تحقيق الطموحات.