عربي21:
2025-10-16@06:56:10 GMT

حرب مصرية إسرائيلية مستبعدة.. ولكن!!

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

الزيارة المفاجئة لرئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد خليفة للقوات المرابطة على الحدود المصرية الفلسطينية يوم الخميس الماضي؛ كانت بمثابة رسالة عسكرية مصرية للجانب الإسرائيلي بعدم الرضا أو القبول بوجود قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا، بالمخالفة لاتفاقية السلام وملحقاتها، وكان الرد المصري على هذا الخرق بخرق مقابل عبر إدخال قوات عسكرية مصرية ذات تسليح ثقيل إلى المنطقة "ج" الحدودية؛ التي تمنع الاتفاقية ذاتها وجود قوات فيها إلا بعدد محدود من حرس الحدود وبأسلحة خفيفة لتأمين معبر رفح.



المتابع للإعلام المصري يسمع قرعا لطبول الحرب، وتحشيدا للرأي العام، عبر خطابات حنجورية، وأغان وطنية مرتبطة بحرب أكتوبر، واستدعاء للعداء التاريخي مع الصهاينة، وهو الإعلام ذاته الذي عارض بشدة من قبل فكرة الحرب، وعمل على تدجين الرأي العام، وكال السباب والاتهامات القاسية لمن دعوا لاتخاذ موقف مصري قوي ضد العدوان الإسرائيلي الذي طال الأراضي المصرية مرات عديدة من قبل، والذي حكم معبر رفح، ومنع الدخول إليه من مصر، فظلت شاحنات المساعدات ترابط في العريش ورفح حتى فسدت الكثير من محتوياتها.

كانت الزيارة هي الأولى من نوعها لقيادة الجيش للحدود المصرية الفلسطينية منذ العام 1967، حيث احتلت سيناء في تلك الحرب، وظلت كذلك حتى الانسحاب الإسرائيلي من سيناء عقب توقيع معاهدة السلام التي قسمت سيناء إلى 3 مناطق (أ، ب، ج)، ولم تكن المنطقة "ج" متاحة لأي جولات تفقدية لقيادات عسكرية كبرى من قبل. وحرص رئيس الأركان أن يصطحب معه خلال زيارته المفاجئة عددا من كبار قادة القوات المسلحة، وأن يتفقد التشكيلات العسكرية، ومركز القيادة المختص بتأمين شمال سيناء، الجيش المصري تدخل متأخرا لتعويض فشل الإدارة السياسية لملفي حرب غزة، وسد النهضة، فإلى جانب حشد قوات على الحدود المصرية هناك حشد قوات إلى الصومال وفق اتفاقية دفاع مشترك عقدت مؤخراوتفقد القوات المكلفة بتأمين معبر رفح البرى، والارتكازات الأمنية في مدينة رفح (المصرية)، وحرص على توجيه رسالة من هناك أن "المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن".

الزيارة المفاجئة وما صاحبها من تسخين إعلامي مصري لا يعني أن الحرب ستندلع بالفعل، إذ أن الجانبين لا يرغبان بذلك، وسيمارسان سياسة ضبط النفس إلى أقصى حد، كما أن مصر وضعت على الخط الأمامي قوات خاصة مدربة على تحمل الضغوط والاستفزازات، لكن بعض الحروب تنشب أحيانا بسبب خطأ فردي من هذا الجانب أو ذلك رغم كل محاولات ضبط النفس.

الهدف من هذه التظاهرة العسكرية فهو الضغط على الجانب الإسرائيلي للخروج من ممر فيلادلفيا، وهو ما ردت عليه إسرائيل بمواصلة أعمال رصف الطريق وأعمال البنية التحتية اللازمة لتواجد قواتها في الممر، وهو ما وصفه قائد عسكري مصري سابق (مدير إدارة الشئون المعنوية للجيش سابقا اللواء سمير فرج) بأنه عبارة عن حرب إعلامية ترسل إسرائيل فيها رسالة لمختلف الجهات بأنهم لن يغادروا المحور!

هناك تفسير آخر، أن حشد القوات المصرية ومن ثم تفقدها على الحدود الفلسطينية جاء بتفاهم مع الإدارة الأمريكية التي تريد استثمار ذلك للضغط على نتنياهو، لتليين موقفه في مفاوضات وقف الحرب في غزة التي تقودها واشنطن، التي تريد تسجيل نصر سياسي يثقل وزن مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي، ولكن تعنت نتنياهو الذي يريد إطالة أمد الحرب حتى موعد الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل؛ يصعب المهمة على الإدارة الأمريكية الحالية.

الجيش المصري تدخل متأخرا لتعويض فشل الإدارة السياسية لملفي حرب غزة، وسد النهضة، فإلى جانب حشد قوات على الحدود المصرية هناك حشد قوات إلى الصومال وفق اتفاقية دفاع مشترك عقدت مؤخرا
تحشيد القوات المصرية على الحدود والذي قد يتزايد مع الوقت منح الجيش المصري فرصة تاريخية حرمته منها معاهدة السلام للوصول إلى هذه المنطقة (ج)، واستكمال السيادة المصرية على كل أرض سيناء، ولكن هناك شكوك في أن يستمر بقاء هذه القوات، حيث سيخضع الأمر لتطورات التفاوض السياسي الذي صارت مصر جزءا منه بعد أن كانت مجرد وسيط من قبل.

وجود القوات المصرية على الحدود مباشرة بهذا الثقل النوعي هو أكبر ضامن لمنع نتنياهو من تنفيذ خطته لتهجير أهل غزة إلى سيناء، وهي الفكرة التي لا تزال "تعشعش" في رأسه، وربما كانت ستجد طريقها للتنفيذ من خلال سيطرة قوات الاحتلال على ممر فيلادلفيا الملاصق للحدود المصرية، ما يمكنها من فتح ثغرات في هذه الحدود لدفع الفلسطينيين للهرب من خلالها.

الجيش المصري تدخل متأخرا لتعويض فشل الإدارة السياسية لملفي حرب غزة، وسد النهضة، فإلى جانب حشد قوات على الحدود المصرية هناك حشد قوات إلى الصومال وفق اتفاقية دفاع مشترك عقدت مؤخرا، وبموجبها تحشد مصر 5 آلاف عسكري ضمن قوات السلام الأفريقية في الصومال، وخمسة آلاف دعما للقوات المسلحة الصومالية.

والمشكلة الجديدة التي تواجه مصر الآن هي دخول اتفاقية عنتيبي لدول حوض النيل مرحلة التنفيذ، بعد توقيع جنوب السودان عليها مؤخرا، ما يعني انتهاء الاتفاقيات السابقة لتوزيع حصص المياه بين دول المنبع ودول المصب، ووضع معايير جديدة تنعكس سلبا على مصر، ومن المأمول أن يسهم الحضور العسكري المصري في الصومال في دفع الحكومة الإثيوبية للتفاهم مع مصر بشأن ضمان تدفق المياه إلى مصر بشكل طبيعي، وبالكميات المناسبة، بعد انتهاء أعمال ملء الخزان تقريبا، وبدء التشغيل التجريبي.

x.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري الإسرائيلي غزة مصر إسرائيل غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الحدود المصریة الجیش المصری حشد قوات من قبل

إقرأ أيضاً:

مرصد منظمة التعاون الإسلامي: الأقصى يواجه اقتحامات إسرائيلية يومية رغم وقف إطلاق النار

قتلت قوات الاحتلال 78 فلسطينيًا في قطاع غزة منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، في الفترة بين 7 - 13 أكتوبر 2025، وجرحت 354 آخرين خلال الفترة نفسها، فيما واصلت قصفها مناطق مختلفة من قطاع غزة.

ووثق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، انتشال 315 جثمانًا خلال الأيام السبعة الماضية, والتي سجلت ما مجموعه 396 شهيدًا و 422 جريحًا في مختلف المناطق الفلسطينية, وبلغ مجموع من سقطوا من الفلسطينيين 68733 منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 11 أكتوبر 2025، و 179067 جريحًا.

وخلال أيام الخميس والجمعة الماضيين قصفت قوات الاحتلال جنوب قطاع غزة وخان يونس، وواصلت القصف الجوي والمدفعي لمناطق مختلفة في غزة.

من جهة ثانية، قالت الأمم المتحدة: "إن قوات الاحتلال دمرت خلال عامين 80% من العمران في قطاع غزة، فيما أصيب 42 ألف فلسطيني بإصابات بالغة غيرت حياتهم بشكل دائم".

وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، واجه المسجد الأقصى المبارك اقتحامات يومية، حيث تعرض لاقتحامين من قبل وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف "إيتمار بن غفير"، إضافة إلى عضوي الكنيست الإسرائيلي "عميت هاليفي", و "تسفي سوكوت"، والذين رافقهم مجموعات من المستوطنين المتطرفين.

وأغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بمدينة الخليل، أمام الفلسطينيين ومنعتهم الصلاة فيه مدة يومين بحجة تمكين المستوطنين من أداء الطقوس "التلمودية" والاحتفال بالأعياد اليهودية، فيما اقتحم مستوطنون مسجدًا في خربة طانا في نابلس.

وتعرضت الضفة الغربية لـ 301 اقتحام من قبل قوات الاحتلال، اعتقلت خلالها 134 فلسطينيًا ضموا كذلك 6 أطفال، وجرحت قوات الاحتلال 13 طفلًا فيما دهست مستوطنة بمركبتها طفلين وبالغين مما أدى إلى إصابتهم بجروح، وصادرت قوات الاحتلال جرارًا زراعيًا في الخليل و 21200 شيكل ومصاغ ذهبي من فلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية، و 13 رأسًا من الأبقار في قرية صانور بجنين.

وهدمت قوات الاحتلال منزلًا في القدس، واحتلت آخرًا وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم في الخليل لتأمين احتفالات المستوطنين بأعيادهم الدينية.

وقام المستوطنون بـ 128 اعتداءً تضمنت اقتحام مدرستي الصمود ومدرسة أخرى في منطقة إبزيق في طوباس، وسرقة خزان مياه من تجمع بدوي في قرية مخماس بالقدس، وممتلكات عائلة فلسطينية في قرية كفر مالك، كما سرق المستوطنون 4 رؤوس أغنام قرب منطقة إبزيق، وأحرقوا 4 مركبات في نابلس، كما سرقوا خليتي نحل وأعطبوا مضخة مياه في الأغوار الشمالية بطوباس.

وقام المستوطنون برعي ماشيتهم في قريتي المغير ودير جرير برام الله، وقرية بيت فوريك بنابلس، وقطعوا أغصان الأشجار في قريتي كفر مالك وخربة أبو فلاح برام الله، وقطعوا أشجار نخيل في منطقة الفارسية بطوباس، كما قاموا بعمليات تجريف وحفر في أراض زراعية في المغير.

ولم يسّلم موسم قطاف الزيتون من اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، حيث تعرضت 24 قرية لـ 32 اعتداءً قام خلاله المستوطنون بمنع المزارعين من جني محاصيل الزيتون, ويواجه المزارعون في قرى الضفة الغربية انخفاضًا حادًا في محصول الزيتون هذا العام ولم يردع هذا الأمر المستوطنين الذين عمدوا إلى سرقة محاصيل تلك القرى وكسروا أغصان الأشجار وأحرقوها واقتلعوها واعتدوا بالضرب على المزارعين ومنعوهم من جني محاصيلهم, كما قام المستوطنون بسبع إغارات على قرى في نابلس وطولكرم ورام الله عمدوا خلالها إلى سرقة محاصيل الزيتون.

وأضرم المستوطنون النار في أشجار الزيتون في قرية صوريف، وقطعوا واقتلعوا أشجارا في 4 قرى في الخليل ونابلس ورام الله ليبلغ عدد الاعتداءات التي تعرض لها موسم قطاف الزيتون 45 اعتداءً شمل عشرات القرى.

وعلى الصعيد نفسه، بلغ عدد الأنشطة الاستيطانية خلال الفترة بين 7 - 13 أكتوبر 2025، 4 أنشطة تضمنت نصب مستوطنين خيمة في حي الشيخ جراح في القدس، وجرف أراض في قرية دير عمار وإغلاق طرقًا ترابية، فيما دخل مستوطنون إلى بلدة المزرعة الغربية، ونصبوا خيمة فيها ورفعوا أعلام الاحتلال، وبدأ مستوطنون في بناء "كنيس" في بؤرة استيطانية رعوية في بلدة تقوع ببيت لحم.

وبلغ مجموع الجرائم في فترة الأيام السبعة الماضية، 1681 جريمة في مختلف المناطق الفلسطينية, فيما بلغ مجموع الجرائم الإسرائيلية 340710 على مدى الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 13 أكتوبر 2025.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس تعلن تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند إسرائيلية من نوع “نمر” جنوبي طوباس
  • مرصد منظمة التعاون الإسلامي: الأقصى يواجه اقتحامات إسرائيلية يومية رغم وقف إطلاق النار
  • بمواجهات جديدة.. مقتل 15 عند الحدود الأفغانية مع باكستان
  • توتر على الحدود.. قوات سورية تدخل إلى لبنان وتعتقل شابين
  • اشتباكات عنيفة بين القوات الأفغانية والباكستانية
  • قوات إسرائيلية تطلق غازًا مسيلًا للدموع على صحفيين أثناء تغطية إطلاق سراح سجناء في الضفة
  • بعد توقف القتال القوات الباكستانية في حالة تأهب على حدود أفغانستان
  • تقارير إسرائيلية: اليمن يشكل التهديد الأكبر بعد انتهاء حرب غزة
  • الضفة الغربية.. إصابات واعتقالات خلال اقتحامات إسرائيلية لمخيم الفوار وبيتونيا
  • مسيّرات إسرائيلية توزع منشورات تحذر الفلسطينيين من الاحتفال بخروج الأسرى في رام الله